مرحبًا بكم فى موقع بيان الإسلام الرد على الافتراءات والشبهات
 بحث متقدم ...   البحث عن

الصفحة الرئيسية

ميثاق الموقع

أخبار الموقع

قضايا الساعة

اسأل خبيراً

خريطة الموقع

من نحن

الزعم أن المؤتمرات الإسلامية تعادل الحج (*)

مضمون الشبهة:

 يدعي بعض المغالطين أن المؤتمرات الإسلامية التي يعقدها المسلمون فيما بينهم هي نوع من أنواع الحج؛ حيث إن الحج في نظرهم نوعان:

الأول: ما جاء ذكره في القرآن والسنة النبوية المطهرة وأداه المسلمون في الأوقات التي حددها الله عز وجل.

والثاني: هي المؤتمرات الإسلامية التي يعقدها المسلمون، فهي - أي المؤتمرات الإسلامية - لا تقل أهمية في نظرهم عن أركان الحج التي نص عليها القرآن الكريم والسنة النبوية، وهم بذلك يهدفون إلى التقليل من أهمية هذا الركن العظيم من أركان الإسلام.

وجوه إبطال الشبهة:

1) ليس في القرآن ولا في السنة أن المؤتمرات الإسلامية نوع من أنواع الحج، والوحي الإلهي هو المصدر الوحيد للشريعة الإسلامية.

2) الحج مؤتمر إسلامي سنوي، يؤدي الدور الذي تقوم به المؤتمرات الإسلامية في مناقشة قضايا الأمة، فهو يغني عن غيره من المؤتمرات الأخرى.

3) هناك فروق شاسعة بين فريضة الحج، وبين المؤتمرات الإسلامية - من حيث: المصدر والمكان والزمان والفرضية والنتائج المترتبة على كل منهما.

التفصيل:

أولا. الوحي الإلهي هو المصدر الوحيد للشريعة الإسلامية، ولا يجوز مخالفته بالزيادة أو النقصان:

للشريعة الإسلامية مصدر واحد هو الوحي الإلهي، وهذا الوحي قسمان: القرآن الكريم، والسنة النبوية.

ومن فضل الله على المسلمين أنهم وحدهم هم الذين يملكون المصدر الوحيد الذي يتضمن كلمات الله الأخيرة للبشر سالمة من كل تحريف، أو تزييف، أو زيادة، أو نقصان، وقد جمع القرآن الكريم أصول الهداية الإلهية، والتوجيه الرباني في العقائد والشعائر، والآداب والأخلاق، كما جمع أصول التشريع الإلهي في العبادات والمعاملات.

يقول عز وجل: )ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين (89)( (النحل)، ويقول عز وجل: )الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير (1)( (هود). المصدر الثاني هو السنة النبوية، وهو كل ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من قول، أو فعل، أو تقرير، يقولسبحانه وتعالى: )وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب (7)( (الحشر)، والقياس الصحيح الذي يقره الإسلام هو الذي لا يتعارض مع القرآن الكريم، ولا السنة الصحيحة.

وقد فرض الله الحج على المسلمين، وجعله الركن الخامس من أركان الإسلام، قال عز وجل: )وأتموا الحج والعمرة لله( (البقرة: ١٩٦)، وكذلك نصت السنة النبوية على فرضية الحج، ففي حديث: "بني الإسلام على خمس" ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - حج البيت، هذا وقد أجمعت الأمة على وجوبه، ولم يشذ عن هذا أحد.

ولقد أكمل الله دينه، وأتم على المسلمين نعمته، يقول عز وجل: )اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا( (المائدة: ٣).

ولقد توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد بلغ الرسالة، وأدى الأمانة فلم يكتم منها شيئا: )يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته( (المائدة: ٦٧).

ومن ثم فلا يحق لأحد أن يضيف إلى دين الله ما ليس فيه، فما بالنا بالفرائض، وهي الثوابت التي لا تتغير في الشريعة الإسلامية؟!

ومن هنا فمن يزعم أن المؤتمرات الإسلامية فريضة كالحج هو قول مردود على صاحبه؛ لأن ذلك لم يرد في القرآن الكريم، ولا السنة النبوية، ولا فعل صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - من بعده، ولكنه من الأمور المستحدثة التي يمكن أن يطلق عليها مصطلح "المصلحة"، وليس "الفريضة".

ثانيا. الحج مؤتمر إسلامي سنوي:

لو فهم المسلمون المغزى الحقيقي للحج باعتباره مؤتمرا سنويا إسلاميا؛ لأغناهم ذلك عن كثير من المؤتمرات التي يعقدونها، ولا تؤتي ثمارها.

فالحج مؤتمر عالمي لم يدع إليه ملك، ولا رئيس ولا حكومة ولا هيئة، بل دعا إليه الله العلي الكبير الذي فرض إقامته كل عام على المسلمين، قال عز وجل: )وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق (27)( (الحج).

فهناك يجد المسلم إخوانا له من قارات الدنيا الخمس، اختلفت أقاليمهم، واختلفت ألوانهم، ولغاتهم، وجمعتهم رابطة الإيمان والإسلام، ينشدون نشيدا واحدا "لبيك اللهم لبيك".

إن هذا المؤتمر له أكثر من معنى، وأكثر من إيحاء، إنه يحيي في المسلم الأمل، ويطرد عوامل اليأس، ويبعث الهمة، ويشحذ الهمم، إن التجمع يوحي دائما بالقوة، وإيقاظ الآمال، والذئب إنما يأكل من الغنم الشاردة.

إن هذا المؤتمر أعظم مذكر للمسلم بحق أخيه المسلم، وإن تباعدت الديار. وفي هذا المؤتمر تذوب النزعات القومية والوطنية، وتختفي فيه كل الشعارات، والجنسيات إلا شعارا واحدا: )إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون (10)( (الحجرات).

وفي هذا المؤتمر: يلتقي رجال العلم، ورجال الإصلاح، ورجال السياسة، فما أجدرهم، وقد التقوا على هدف واحد، أن يتعارفوا ويتفاهموا[1]، ويتعاونوا على تدبير أفضل الخطط، وأحسن الوسائل! ليبلغوا الأهداف ويحققوا الآمال!

ولقد نبهنا الرسول الكريم إلى قيمة هذا المؤتمر حين اتخذ منه منبرا؛ لإذاعة أهم القرارات والبلاغات التي تتصل بالسياسة العامة للمسلمين، ففي أول سنة حج فيها المسلمون تحت إمارة أبي بكر بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - وراءه عليا؛ ليعلن على الناس إلغاء المعاهدات التي كانت بينه وبين المشركين الناكثين، وألا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.

وفي السنة التالية التي حج فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - بنفسه أعلن فيها علي الجمهور خطبة "البلاغ" أو "الوداع" التي لـخص فيها أهم مبادئ الإسلام، ودستوره الخالد.

ولقد عرف علماء الإسلام قيمة هذا المؤتمر، فاتخذوا منه فرصة لتبادل الآراء والأفكار، ورواية الأحاديث والأخبار، كما عرف الخلفاء قيمة هذا الموسم العالمي، فجعلوا منه ساحة لقاء بينهم وبين أبناء الشعب القادمين من كل فج عميق، وبينهم وبين ولاتهم في الأقاليم، فمن كانت له عند الناس مظلمة، أو شكاية فليتقدم بها إلى الخليفة ذاته بلا وساطة ولا حجاب، وهناك يواجه الشعب الوالي أمام الخليفة بلا تهيب ولا تحفظ، فيغاث الملهوف، وينصف المظلوم، ويرد الحق إلى أهله، ولو كان هذا الحق عند الوالي أو الخليفة.

والجدير بالذكر هاهنا أن هذا المؤتمر لم يكن فرصة للمسلمين وحدهم للتظلم من ولاتهم وطلب حقوقهم، بل وجد فيه غير المسلمين - ممن يعيشون في ظل دولة الإسلام - هذا المعنى، وتلك الفرصة، ولا يجهل أحد قصة ابن القبطي الذي سابق ابن والي مصر عمرو بن العاص، فسبق القبطي فضربه ابن عمرو، فأنهى أبوه مظلمته إلى عمر، فاقتص منه في موسم الحج على مرأي ومسمع من ألوف الحجيج.

على أن المسلمين - للأسف - لا يستفيدون من هذا المؤتمر العظيم كما ينبغي، ولو فهموا هذه الحقائق الجلية في الحج، لجنوا ثماره المرجوة، ولانتفعوا منه أيما انتفاع، ولاستغنوا به عن كثير من المؤتمرات الإسلامية المحدودة التي لا يحضرها إلا ولاة الأمر، أو شيوخ الدين. وليس لها في نفوس المسلمين من آثار طيبة كما لفريضة الحج، ومن هنا فلا يمكن أبدا لهذه المؤتمرات أن تكون قسيما للحج كما يزعم الزاعمون. [2]

ثالثا. الفروق شاسعة بين فريضة الحج، وبين المؤتمرات الإسلامية:

إن الناظر لفريضة الحج في الإسلام يجد لها من المكانة والتقدير ما يسمو بها عن أي مؤتمر إسلامي، فالفروق بينهما جد واضحة لكل ذي عينين:

1. الحج فريضة وركن من أركان الإسلام نص على ذلك القرآن الكريم والسنة المطهرة، وإجماع المسلمين، وقد فعلها النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته والمسلمون من بعدهم إلى الآن، بينما المؤتمرات الإسلامية ليست كذلك فلم ينص عليها كتاب ولا سنة، ولم يفعلها النبي ولا أصحابه، بل هي من الأمور المستحدثة في حياة المسلمين.

2. الحج في الإسلام مقيد الزمان والمكان، وكذلك الزي، فالحج له وقت معلوم، وهي شهور الحج، ومكان محدد وهو أماكن المناسك، وله زي موحد بين كل الحجاج، بينما نجد أن هذه المؤتمرات تعقد في أي زمان، وفي أي قطر من أقطار المسلمين. كما لا يشترط فيها زي موحد لمن يحضرها.

3. الحج فريضة كتبت على كل مسلم، بينما هذه المؤتمرات لا تكون إلا للخاصة مثل ولاة الأمر، أو علماء الدين، وهذا يجعلها محدودة التأثير بعكس الحج الذي يكون للعامة وللخاصة.

4. في الحج تذوب الفروق الجنسية واللغوية؛ حيث يجتمع المسلمون على شعار واحد، وزي واحد، وهدف واحد، فلا فرق بين عربي وأعجمي، ولا بين أسود وأبيض.

بينما في المؤتمرات الإسلامية الأخرى نجد الأمر يختلف تماما، فلكل دولة شعار مختلف عن الأخرى، وزي مختلف، ولسان مختلف، ومن هنا لا يقبل أبدا الزعم الذي يقول إن هذه المؤتمرات لا تقل أهمية عن الحج؛ لأن الجهة منفكة فالحج فريضة دينية لها أهميتها الدينية التي تؤتي ثمارها دنيويا وأخرويا. بينما المؤتمرات الإسلامية أمر دنيوي لا علاقة له بالدين.

الخلاصة:

المصدر الوحيد للشريعة الإسلامية هو القرآن الكريم، والسنة النبوية، وقد فرض الحج بنص الكتاب، والسنة، وإجماع المسلمين.

وأما بالنسبة للمؤتمرات الإسلامية فإنها لم ترد في كتاب ولا سنة ولا إجماع، ومن ثم لا يمكن اعتبارها بحال من الأحوال فريضة كالحج، ولا يمكن الاستغناء بها عن هذه الفريضة؛ لذلك فالجهة منفكة؛ حيث إن الحج أمر ديني بينما المؤتمرات أمور بشرية دنيوية.

الحج مؤتمر إسلامي سنوي لو فهم المسلمون حقيقته كل الفهم لاستفادوا منه أعظم استفادة، ولأغناهم ذلك عن كثير من المؤتمرات الإسلامية الأخرى.

إن فريضة الحج لها من المكانة والتقدير في الإسلام ما يسمو بها عن أي مؤتمر إسلامي، فهو ركن من أركان الدين مقيد الزمان والمكان، وهو يشمل كل المكلفين من المسلمين، وتذوب فيه الفروق الجنسية واللغوية. بينما نجد هذه المؤتمرات غير محدودة الزمان أو المكان، ولا تشمل إلا الخاصة من المسلمين، كما يحتفظ فيها كل فريق منهم بشعاره وزيه ولغته.

إذن فلا وجه للمقارنة بين الحج، وهو ركن من أركان الإسلام، والمؤتمرات الإسلامية، وهي أمر دنيوي محض لا علاقة له بالدين.

 

 



(*) تغييب الإسلام الحق، د. محمود توفيق محمد سعد، مكتبة وهبة، القاهرة، ط1، 1416هـ/ 1996م.

[1]. العبادة في الإسلام، د. يوسف القرضاوي، مكتبة وهبة، القاهرة، ط 24، 1416 هـ/ 1995م، ص308.

[2]. العبادة في الإسلام، د. يوسف القرضاوي، مكتبة وهبة، القاهرة، ط 24، 1416 هـ/ 1995م، ص309، 110.

why do men have affairs redirect why men cheat on beautiful women
wives that cheat women who want to cheat read here
open my husband cheated black women white men
signs of a cheater why women cheat website
signs of a cheater reasons people cheat website
husbands who cheat women who cheat on husband my boyfriend cheated on me with a guy
husbands who cheat open my boyfriend cheated on me with a guy
reasons wives cheat on their husbands what is infidelity why do men have affairs
viagra vison loss vasodilator viagra read
website wifes cheat redirect
husband cheat online online affair
dating a married woman all wife cheat i cheated on my husband
My girlfriend cheated on me find an affair signs of unfaithful husband
مواضيع ذات ارتباط

أضف تعليقا
عنوان التعليق 
نص التعليق 
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء كاتبيها فقط ولا تعبر عن الموقع
 
 
 
  
المتواجدون الآن
  39150
إجمالي عدد الزوار
  38036850

الرئيسية

من نحن

ميثاق موقع البيان

خريطة موقع البيان

اقتراحات وشكاوي


أخى المسلم: يمكنك الأستفادة بمحتويات موقع بيان الإسلام لأغراض غير تجارية بشرط الإشارة لرابط الموقع