مرحبًا بكم فى موقع بيان الإسلام الرد على الافتراءات والشبهات
 بحث متقدم ...   البحث عن

الصفحة الرئيسية

ميثاق الموقع

أخبار الموقع

قضايا الساعة

اسأل خبيراً

خريطة الموقع

من نحن

الزعم أن تكفير الصلاة للخطايا ينافي عدل الله(*)

مضمون الشبهة:

يتوهم بعض المشككين أن الصلاة لا تكفي لتكفير الخطايا، ويقولون: إن هذا ينافي عدل الله تعالى؛ لأن تكفير الخطايا لا يكون إلا بإراقة دم، تضحية به ويهدفون من وراء ذلك إلى إنكار تفضيل الله لأمة الإسلام على غيرها من الأمم.

وجوه إبطال الشبهة:

1) للصلاة مكانة عظيمة في تكفير الخطايا باعتبار أنها تحوي معاني كل أركان الإسلام من شهادة، وزكاة، وصوم، وحج.

2) تكفير الصلاة للخطايا لا ينافي عدل الله - عز وجل - فذلك فضل الله على هذه الأمة، وقد أنعم على كثير من الأمم قبلها وفضلها ولكنها جحدت بأنعم الله.

3) تعدد مكفرات الذنوب في الإسلام رحمة من الله بهذه الأمة ورفع للأغلال عنها، وهذا دليل على خيرية أمة الإسلام على غيرها من الأمم.

التفصيل:

أولا. الصلاة تحوي أركان الإسلام:

لقد نالت الصلاة هذه المكانة العظيمة في تكفير الخطايا والذنوب؛ لأن المسلم يجمع فيها كل أركان الإسلام، فهي تشتمل على الشهادتين، وهي زكاة يومية بالوقت الذي هو أصل المال، وفيها تصوم نفس المسلم وجوارحه عما يفسدها، ويتوجه شطر[1] المسجد الحرام مشتركا في ذلك مع الحج.

لم تنل الصلاة هذه المكانة العظيمة - كونها تكفيرا للذنوب والخطايا - إلا لأهميتها البالغة في الإسلام، ومنزلتها الكبيرة التي لا تصل إليها أية عبادة أخرى، فهي عماد الدين الذي لا يقوم إلا به، وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وفوق ذلك فهي تكاد تكون جماعا لأركان الإسلام، وذلك لاشتمالها على الشهادتين في التشهد الأول والأخير.

والصلاة ذاتها زكاة يومية، فالمصلي يبذل من وقته لأداء الصلاة، في حين يحتاج إلى هذا الوقت لأداء عمل يستفيد منه في تحصيل المال الذي سيزكي به، فينفق من وقته الذي هو أصل المال، ومن هنا نلمح اقتران ذكر الصلاة بالزكاة في أكثر الآيات التي أمرت بالزكاة، قال تعالى: )وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين (43)( (البقرة).

والصلاة بعد ذلك أقوال وأفعال مخصوصة، مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم، تصوم فيها نفس الإنسان وجوارحه عن جميع المخالفات التي تفسد تمامها وكمالها.

ويتوجه المصلي شطر المسجد الحرام، قال تعالى: )فول وجهك شطر المسجد الحرام( (البقرة: 144)، ملزما بركن الصلاة في التوجه ومشتركا مع ركن الإسلام الحج من طرف [2].

ثانيا. إن تكفير الصلاة للخطايا لا ينافي عدل الله تعالى؛ لأنها من فضل الله تعالى على هذه الأمة، وذلك فضل على أمة الإسلام:

إن الإسلام يأمر بالعدل، وينفر من الظلم في كل مصادره، فنجد أن الله تعالى يقول: )إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون (90)( (النحل)، ويقول: )وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى( (الأنعام: ١٥2)، ويقول: )اعدلوا هو أقرب للتقوى( (المائدة: ٨)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الظلم ظلمات يوم القيامة»[3]. فنجد أن الإسلام حرص كل الحرص على ترسيخ مبدأ العدل، وليس من المقبول عقلا أن يحتوي الإسلام على فكرة تنقض هذا المبدأ.

فالقول بأن تكفير الصلاة للخطايا ينافي عدل الله تعالى خلط متعمد لمفهوم العدل ومفهوم الفضل، فمن هذا الذي يقول إن عفو الله تعالى ومغفرته لذنوب عباده بالعمل القليل من غير مشقة - بالصلاة - فيه ظلم لغيره وأين هذا الظلم الواقع على غيره، فإن لله تعالى ملك السموات والأرض، وهو يتصرف في ملكه كيفما يشاء: )لا يسأل عما يفعل وهم يسألون (23)( (الأنبياء).

وهو تعالى الرحيم بهذه الأمة، والذي اصطفاها على سائر الأمم فله أن يجود بما شاء على من يشاء، وليس في هذا نفي لعدله تعالى: )والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم (105)( (البقرة). ولقد أنعم الله على كثير من الأمم سائر النعم وفضلهم كما قال - مثلا - عن بني إسرائيل: )ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين (16)( (الجاثية)، ولكنهم كفروا بنعمة الله وجحدوا بها؛ فأذلهم الله وكتب عليهم البؤس والشقاء في الأرض.

ثالثا. تعدد مكفرات الذنوب في الإسلام من رحمة الله بالأمة، ورفع الأغلال عنها، فلم يحصرها في إراقة الدم وحده؛ لأن في ذلك من المشقة الكثير وخاصة على الفقراء:

إن من رحمة الله بهذه الأمة الخاتمة أن رفع الحرج عنها، ورفع عنها الأصر التي كانت على الأمم السابقة، فلم تحصر مكفرات الذنوب في الإسلام في سفك الدم؛ لما في ذلك من مشقة كبيرة، وخاصة على الفقراء الذين لا يملكون مثل هذا الفداء[4] الذي يكفرون به عن ذنوبهم ومعاصيهم بل جعل تكفير الخطايا والذنوب بأمور عديدة؛ منها الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، يقول تعالى: )وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين (114)( (هود)، وقد جعل الله - عز وجل - الصيام كفارة - أيضا - لبعض الذنوب، وارتكاب المخالفات الشرعية مثل كفارة اليمين، يقول تعالى: )فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم( (المائدة: 89)، وكفارة حلق الرأس في الحج: )فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك( (البقرة: 196).

وكذلك جعل الصوم كفارة لبعض الذنوب الأخرى كالظهار[5] والجماع في نهار رمضان.

وكذلك من مكفرات الذنوب في الإسلام تحرير العبيد تكفيرا للقتل الخطأ بقوله تعالى: )ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة( (النساء: ٩2)، ومن مكفرات الذنوب في الإسلام كذلك إطعام وكسوة الفقراء، وكذلك قد جعل الإسلام تقديم الفدية أو إراقة الدم تكفيرا لبعض الذنوب، ونسكا يثاب عليه المؤمن مثل حلق الرأس في الحج: )ففدية من صيام أو صدقة أو نسك(، وكذلك قتل النعم في الحج، يقول تعالى: )ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم( (المائدة: 95).

من كل ذلك يتبين لنا سماحة الإسلام الحنيف ورحمة الله الواسعة بهذه الأمة، ورفع الحرج عنها، فقد اختلفت المكفرات وتعددت بتعدد الذنوب، ولما كانت الصلاة هي اللقاء الذي يتكرر خمس مرات في اليوم بين العبد وربه، فقد جعلها الله تعالى مكفرات للذنوب التي تعترض المسلم خلال ساعات يومه المختلفة، والتي لا تتعلق بحقوق العباد [6].

فالوضوء يغسل الإنسان من الذنوب والمعاصي التي يرتكبها لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا توضأ العبد المؤمن فتمضمض خرجت الخطايا من فيه، وإذا استنثر خرجت الخطايا من أنفه، فإذا غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه حتى تخرج من تحت أشفار عينيه، فإذا غسل يديه خرجت الخطايا من يديه حتى تخرج من تحت أظفار يديه، فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه، فإذا غسل رجليه خرجت الخطايا من رجليه حتى تخرج من تحت أظفار رجليه، قال: ثم كان مشيه إلى المسجد وصلاته نافلة له». [7] وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يتوضأ رجل مسلم فيحسن الوضوء فيصلي صلاة إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة التي تليها». [8] وقال صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يذنب ذنبا فيحسن الطهور، ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر الله له»[9].

فالصلاة إذن مطهرة للقلب، تضمن إعادة الفطرة إلى نقائها والنفس إلى صفائها، فإن أصابها كدر المعصية والذنوب، أو ثقل الهموم كانت الصلاة هي المقوم لهذا الاعوجاج، والمصلح لهذا الفساد، ولعل أصدق تشبيه لها هو ما جاء في حديث البخاري ومسلم «أنها مثل النهر الذي يغتسل فيه المسلم كل يوم خمس مرات، فلا يبقى من درنه وذنوبه شيء» [10] [11].

وقد شرع الله الاغتسال والتطيب، والسعي إلى المسجد، والتبكير لصلاة الجمعة لتكثير الحسنات وتكفير الذنوب والمعاصي، لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى» [12] [13].

وكذلك شرعت الصدقة للتطهر من الذنوب، لقوله تعالى: )خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم (103)( (التوبة)، ولقوله تعالى: )مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم (261)( (البقرة).

ومن هذه الآيات يتضح أن الصدقة ثوابها عظيم، وحسناتها تضاعف إلى سبعمائة ضعف، وأنها تطهر الإنسان من الذنوب والمعاصي، وتطهر المال من الفساد والضياع.

ومن خلال هذا العرض يتضح أن مصادر الحسنات وتكفير الذنوب في الإسلام متعددة، وهذا يدل على رحمة الإسلام الواسعة وفضل الله العظيم على المؤمنين بهذا الدين.

الخلاصة:

·   لم تنل الصلاة هذه المكانة العظيمة في كونها تكفيرا للذنوب والخطايا، إلا لأهميتها البالغة في الإسلام، ومنزلتها الكبيرة التي لا تصل إليها أي عبادة أخرى، فهي تكاد تجمع كل أركان الإسلام فهي تشتمل على الشهادتين، وهي زكاة بالوقت الذي هو أصل المال، وفيها صوم النفس والجوارح عما يفسدها، وتشترك مع الحج في التوجه شطر البيت الحرام".

·   لقد حرص الإسلام كل الحرص على ترسيخ مبدأ العدل، والتنفير من الظلم، وكون الصلاة تكفيرا لخطايا المسلم لا ينافي هذا المبدأ؛ لأن هذا فضل من الله: )والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم (105)( (البقرة).

·   لقد تعددت مكفرات الذنوب في الإسلام فلم تحصر في إراقة الدم والتضحية به لله وحده فحسب إذ في ذلك من المشقة الكثير، وخاصة على الفقراء، وهذا من رحمة الله - عز وجل - بهذه الأمة، بل جعل من مكفرات الذنوب الصيام، وتحرير العبيد، والصدقة، وإطعام الفقراء، وكسوتهم، وغيرها من الأعمال، وكذلك الفدية، والصلاة التي تكفر الخطايا اليومية التي يقع فيها المسلم، وغيرها من الأعمال مثل صلاة الجمعة، والسعي والتبكير إلى المسجد والوضوء، والاغتسال، والذكر، والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فكلها أعمال تكفر الذنوب والخطايا وتثقل الموازين. هذا كله بالإضافة إلى تقديم الفدية وإراقة الدم وسائل لتكفير الذنوب في الإسلام، فليس الأمر قاصرا على إراقة الدم وحده، تخفيفا وتيسيرا وتفضلا ورحمة من الخالق بعباده، خصوصا هذه الأمة التي يسر الله عليها فيما لم يرخص فيه مع أمم سابقة.

 

 



(*) هل القرآن معصوم؟ عبد الله عبد الفادي، موقع إسلاميات. موقع الكلمة.

. www.Islamyet.com. www.alKalema.net

[1]. شطر: تجاه أو ناحية أو قبالة.

[2]. الصلاة، عبد الله بن محمد الطيار، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، السعودية، 1418هـ/ 1998م، ص21.

[3]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المظالم، باب الظلم ظلمات يوم القيامة (2315)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة في والآداب، باب تحريم الظلم (6742).

[4]. الفدية لغة: مال أو نحوه يستنقذ به الأسير أو نحوه فيخلصه مما هو فيه، واصطلاحا: هي البدل الذي يتخلص به المكلف من مكروه توجه إليه.

[5]. الظهار: تحريم الرجل امرأته بقوله: أنت علي كظهر أمي، أو بمن تحرم عليه، ونحو هذا اللفظ.

[6]. الموسوعة الفقهية، وزارة الأوقاف الكويتية، دار الصفوة، الكويت، ط1، 1412هـ/ 1992م، ج35، ص37 بتصرف.

[7]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند الكوفيين، حديث أبي عبد الله الصنابحي رضي الله عنه (19091)، والنسائي في المجتبى، كتاب الطهارة، باب مسح الأذنين مع الرأس، وما يستدل به على أنهما من الرأس (103)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (185).

[8]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الوضوء، باب الوضوء ثلاثا ثلاثا (158)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء والصلاة عقبه (562).

[9]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند العشرة المبشرين بالجنة، مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه (47)، وأبو داود في سننه، كتاب الوتر، باب في الاستغفار (1523)، وصححه الألباني في صحيح ابي داود (1346).

[10]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب مواقيت الصلاة، باب الصلوات الخمس كفارة (505)، ومسلم في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب المشي إلى الصلاة تمحى به الخطايا وترفع به الدرجات (1554).

[11]. المقاصد التربوية للعبادات في الروح والأخلاق والعقل والجسد، د. صلاح الدين سلطان، سلطان للنشر، أمريكا، ط1، 1425هـ/ 2004م، ج1، ص10: 19.

[12]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجمعة، باب الدهن للجمعة (843)، وفي موضع آخر.

[13]. العبادة في الإسلام وأثرها في الفرد والجماعة، د. علي عبد اللطيف منصور، دار الصفوة للطباعة، مصر، ط2، 1993م، ص294.

read women who cheat on husband want my wife to cheat
click here unfaithful spouse women cheat husband
click here unfaithful spouse women cheat husband
signs of a cheater reasons people cheat website
husbands who cheat open my boyfriend cheated on me with a guy
my husband cheated married looking to cheat open
online redirect read here
viagra vison loss viagra uk buy online read
why do wife cheat on husband dating for married men reasons why married men cheat
husband cheat why do men cheat on their wife online affair
read here website why women cheat on men
My girlfriend cheated on me my wife cheated on me with my father signs of unfaithful husband
مواضيع ذات ارتباط

أضف تعليقا
عنوان التعليق
نص التعليق
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء كاتبيها فقط ولا تعبر عن الموقع
 
 
 
  
المتواجدون الآن
  8558
إجمالي عدد الزوار
  38398280

الرئيسية

من نحن

ميثاق موقع البيان

خريطة موقع البيان

اقتراحات وشكاوي


أخى المسلم: يمكنك الأستفادة بمحتويات موقع بيان الإسلام لأغراض غير تجارية بشرط الإشارة لرابط الموقع