ادعاء أن الصلاة حركات عبثية ونصوص عديمة الفائدة (*)
مضمون الشبهة:
يزعم بعض المشككين أن المسلمين يؤدون عددا من الحركات الجسدية الآلية في صلاتهم من: انحناء وركوع وسجود، مع ترديد عدد من النصوص التي لا تتغير، ولا تعود بأي فائدة حسية أو معنوية على المصلي، ويتساءلون: ما قيمة الصلاة وهي بهذا الجمود وعدم الفائدة، ويهدفون من وراء ذلك إلى إنكار أعظم ركن من أركان العبادة في الإسلام؛ تمهيدا لإنكار غيره من الأركان.
وجوه إبطال الشبهة:
1) الصلاة بأركانها وحركاتها وهيئاتها تشريع رباني، وليست صنيعا بشريا عبثيا.
2) الصلاة في الإسلام ليست مجرد أقوال، بل لها مقاصد وحكم متعددة تبين أهمية فرضها.
3) فوائد أركان الصلاة الصحية والبدنية ثابتة، شهد بها العلماء والمتخصصون.
4) نصوص وأذكار الصلاة منها ما هو ثابت توقيفي، كالفاتحة والأذكار الثابتة، ومنها ما يتغير حسبما يريد المصلي، كقراءة شيء من القرآن، والاجتهاد في الدعاء.
التفصيل:
أولا. الصلاة بأركانها وحركاتها وهيئاتها تشريع رباني:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه مالك بن الحويرث: «... وصلوا كما رأيتموني أصلي...»[1]. وقد أم الأمين جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - عند باب الكعبة معلما إياه كيفية الصلاة وأوقاتها، وقد تعلمها صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منه، وتناقلها المسلمون من بعدهم [2].
وعن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمني جبريل - عليه السلام - عند البيت مرتين، فصلى بي الظهر حين زالت الشمس وكانت قدر الشراك، وصلى بي العصر حين كان ظله مثله، وصلى بي المغرب حين أفطر الصائم، وصلى بي العشاء حين غاب الشفق، وصلى بي الفجر حين حرم الطعام والشراب على الصائم، فلما كان الغد صلى بي الظهر حين كان ظله مثله، وصلى بي العصر حين كان ظله مثليه، وصلى بي المغرب حين أفطر الصائم، وصلى بي العشاء إلى ثلث الليل، وصلى بي الفجر فأسفر[3]، ثم التفت إلى فقال: يا محمد، هذا وقت الأنبياء من قبلك، والوقت ما بين هذين الوقتين»[4] [5].
من هذا يتبين لنا أن الصلاة فرضت كاملة تامة بهيئاتها ومواقيتها وحركاتها، وهي توقيفية.
ثانيا. الحكمة من هيئة أركان الصلاة وحركاتها:
الصلاة طهارة للنفس وغذاء للقلب، وسمو بالروح، يرحل فيها المؤمن إلى ربه، مخلصا قلبه من دنياه، مقبلا على خالقه ومولاه، يبدؤها بالتكبير الذي يشعره بأنه لا أكبر من ربه الذي خلقه فسواه، ولا أعظم من إلهه الذي يتبتل إليه، ويقبل عليه، وبذلك تزول كل رغبة ورهبة من قلب المؤمن بالنسبة لغير الله، فلا يرغب إلا في ربه، ولا يخاف إلا منه، ثم يبدأ بالثناء على الله تعالى بما هو أهله، ثم يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، ويقرأ سورة الفاتحة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» [6].
ثم يركع مكبرا رافعا يديه حذو منكبيه، أو أذنيه، ويقول سبحان ربي العظيم، فيجتمع بهذا الذكر التعظيم القولي، وبالركوع التعظيم الفعلي لله - عز وجل - ثم يرفع رأسه من الركوع قائلا: "سمع الله لمن حمده" إن كان إماما، ويقول: "ربنا ولك الحمد" إن كان مأموما، والرفع من الركوع ركن من أركان الصلاة لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - للمسيء صلاته: «ثم ارفع حتى تعتدل قائما»[7]. ثم يسجد مكبرا قائلا: "سبحان ربي الأعلى"، والسجود من كمال التعبد لله والذل له سبحانه، فالإنسان يضع أشرف ما فيه وهو وجهه بحذاء أدنى ما فيه وأسفل ما فيه[8]، وهو قدمه تعبدا لله تعالى وتقربا إليه، ومن أجل ذلك يكون الإنسان أقرب إلى الله وهو ساجد، لقوله تعالى: )كلا لا تطعه واسجد واقترب (19)( (العلق).
لذا ينبغي أن تسجد قلوبنا قبل أن تسجد جوارحنا، حتى يدرك الإنسان في هذا الذل والتواضع لله - عز وجل - لذة السجود وحلاوته، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء»[9]. ثم يفعل ذلك في كل ركعة، ثم يقرأ التشهد في الجلوس الأوسط والأخير، ويشير بسبابته في تشهده عند الدعاء، فكلما دعا حرك، إشارة إلى علو المدعو عز وجل.
ثم يسلم عن يمينه وشماله قائلا: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، ويقول بلسانه متدبرا ذلك بقلبه [10].
وبهذا تظهر دقة التشريع الإسلامي في الصلاة، وشموله، وكماله في عددها وأركانها وهيئاتها وأوقاتها وحركاتها، وفيما يسبقها من طهارة ويخلفها من أذكار وختام، وفي تنوع تراكيبها، وفي تناسقها، وفي روحانياتها. كل هذا يدل على قدسية مصدرها وعظمة مشرعها عز وجل.
والصلاة في الإسلام ليست مجرد أقوال يلوكها اللسان وحركات تؤديها الجوارح بلا تدبر من عقل، ولا خشوع من قلب، ليست تلك التي ينقرها صاحبها نقر الديكة، ويخطفها خطف الغراب، ويلتفت فيها التفات الثعلب، بل المقصود الأسمى والأعلى ذلك الخشوع الذي هو سر الصلاة، ونجد هذا واضحا في:
1. القرآن الكريم: فقال عز وجل: )قد أفلح المؤمنون (1) الذين هم في صلاتهم خاشعون (2)( (المؤمنون)، وقال عز وجل: )وقوموا لله قانتين (238)( (البقرة)، وقال عز وجل: )ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا (109)( (الإسراء)، وقال عز وجل: )واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين (45)( (البقرة).
2. السنة النبوية: لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها». [11] وقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا». [12] وقوله - صلى الله عليه وسلم - للمسيء صلاته: «ارجع فصل فإنك لم تصل»[13]. فهذا أمر له أن يحسنها، ويطمئن فيها في كل حركة من حركاتها. ولقد ضرب الرسول - صلى الله عليه وسلم - أروع المثل للخاشعين حين روي عنه أنه «كان إذا صلى سمع لصدره أزيزا[14] كأزيز المرجل» [15]، وما هو إلا لخشوعه في الصلاة.
3. أقوال الصحابة: فقد جاء عن عروة بن الزبير أنه أمرهم أن يقطعوا ساقه المريضة وهو في الصلاة؛ لأنه رأي أن ذلك أرفق به؛ لأنه كان خاشعا في الصلاة لدرجة أنه لا يكاد يشعر بشيء سوى عظمة من يناجي. وما جاء في سيرتهم مثل عباد بن بشر لما قام يصلي ورمي بالسهم، فأصر على إكمال صلاته وهو ينزف دما؛ استغراقا منه في لذة الصلاة وخشوعا وحضورا للقلب.
والإسلام لا يعترف بالصلاة دون خشوع، وقد عاب الله غير الخاشعين في الصلاة قائلا: )إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا (142)( (النساء)، وذلك لأن القصد الأول من الصلاة - بل من العبادات كافة - هو تذكير الإنسان بربه الأعلى، لقوله تعالى: )وأقم الصلاة لذكري (14)( (طه)، فواجب حضور القلب والعقل لقوله سبحانه وتعالى: )يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون( (النساء: 43)، ويقول ابن عباس: ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة، والقلب ساه [16].
والصلاة قرة عين المؤمن لقوله صلى الله عليه وسلم: «وجعلت قرة عيني في الصلاة»[17]. وقوله لبلال: «يا بلال، أقم الصلاة أرحنا بها»[18]، فهي أنس وحب وراحة للمؤمن.
وتكرار الصلاة خمس مرات في اليوم؛ لتكون حماما روحيا للمسلم يتطهر بها من غفلات قلبه، وأدران خطاياه لقوله صلى الله عليه وسلم: «أرأيتم لو أن نهرا على باب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، فهل يبقى على بدنه من درنه شيء قالوا: لا. قال: كذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا». [19] [20] فالصلوات اليومية الخمس فرصة يثوب فيها المخطئ إلى رشده، ويفيق المغرور من سباته، ويرجع الإنسان إلى ربه.
والصلاة مناجاة بين العبد وربه بلا حجاب، ولا ترجمان، ويعلم المصلي قول الله تعالى في الحديث القدسي: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي قسمين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: )الحمد لله رب العالمين (2)( (الفاتحة)، قال الله عز وجل: حمدني عبدي، فإذا قال: )الرحمن الرحيم (3)( (الفاتحة)، قال الله: أثنى على عبدي، فإذا قال: )مالك يوم الدين (4)( (الفاتحة)، قال: مجدني عبدي، فإذا قال: )إياك نعبد وإياك نستعين (5)( (الفاتحة)، قال الله: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: )اهدنا الصراط المستقيم (6) صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين (7)( (الفاتحة)، قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل» [21].
ومن هذا الحديث يتضح أن الأذكار والكلمات في الصلاة ليست بلا فائدة كما يدعون، بل هي تفاعل واتصال بين العبد وربه.
والصلاة ليست عبادة روحية فحسب، بل نظافة وتطهر وتزين وتجمل، اشترط الله لها تطهير الثوب والبدن والمكان لقوله تعالي: )يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا( (المائدة: 6).
والصلاة تمد المؤمن بقوة روحية ونفسية تعينه على مواجهة متاعب الحياة ومصائب الدنيا، لذا قال تعالى: )يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين (153)( (البقرة). «وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا حزبه أمر صلى» [22].
وفي الصلاة يشعر المؤمن بالسكينة والرضا والطمأنينة، إنه يبدأ صلاته بالتكبير فيحس بأن الله أكبر من كل ما يروعه ومن يروعه في هذه الدنيا، ويقرأ فاتحة الكتاب فيجد فيها تغذية للشعور بنعمة الله في قوله: )الحمد لله رب العالمين (2)( (الفاتحة)، وتغذية للشعور بعظمة الله وعدله في قوله: )مالك يوم الدين (4)( (الفاتحة)، وتغذية للشعور بالحاجة إلى الصلة بالله وإلى عونه سبحانه في قوله: )إياك نعبد وإياك نستعين (5)( (الفاتحة)، وتغذية للشعور بالحاجة إلى هداية الله في قوله: )اهدنا الصراط المستقيم (6) صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين (7)( (الفاتحة).
فلا عجب أن الصلاة تمد المؤمن بحيوية هائلة، وقوة نفسية فياضة، وقد بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذا في قوله: «يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإذا هو قام فذكر الله، انحلت عقدة، فإذا توضأ انحلت عقدة ثانية، فإذا قام إلى الصلاة انحلت عقده الثلاث، فأصبح طيب النفس نشيطا، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان» [23].
والصلاة بذلك تعالج النفس البشرية من نوازع الشر حتى تصفو من الرذائل، ويبتعد صاحبها عن كل منكر، فتسمو نفسه، ويشعر بعلو مكانته فيبتعد عما يغضب خالقه.
والصلاة تمد المؤمن بقوة خلقية تحيي الضمير وتقويه علي فعل الخير وترك الشر، ومجانبة الفحشاء والمنكر، ومقاومة الجزع عند الشر والمنع عند الخير، فهي تغرس في القلب مراقبة الله - عز وجل - ورعاية حدوده والدقة في المواعيد، والتغلب على نوازع الكسل والهوى، وهذا يظهر في قوله تعالى: )إن الإنسان خلق هلوعا (19) إذا مسه الشر جزوعا (20) وإذا مسه الخير منوعا (21) إلا المصلين (22) الذين هم على صلاتهم دائمون (23)( (المعارج)، وقوله عز وجل:)وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر( (العنكبوت: ٤٥).
وما نرى من مصلين قد ضعفت أخلاقهم أو انحرف سلوكهم، فلا بد أن صلاتهم جثة بلا روح، وحركات جسم بلا حضور عقل، ولا خشوع قلب، وإنما الفلاح للمؤمنين: )الذين هم في صلاتهم خاشعون (2)( (المؤمنون).
والله يحذر وينفر من الغفلة عن الصلاة أو عدم الخشوع والتفكر والتدبر فيها لقوله تعالى: )فويل للمصلين (4) الذين هم عن صلاتهم ساهون (5) الذين هم يراءون (6) ويمنعون الماعون (7)( (الماعون).
وهكذا تكون الصلاة حركة وعملا يشمل جوانب الشخصية كلها، فالجسم في الصلاة يعمل قائما قاعدا راكعا ساجدا، واللسان يعمل قارئا مكبرا، مسبحا مهللا، والعقل يعمل متدبرا متفكرا، فيما يتلو أو يتلى عليه من قرآن، والقلب يعمل مستحضرا رقابة الله وخشيته وحبه والشوق إليه [24].
ثالثا. الصلاة بأركانها وهيئاتها وحركاتها تمثل قمة الإعداد البدني الصحيح:
ذكر الأستاذ محمد كامل عبد الصمد أن هناك علماء قاموا بأبحاث علمية أثبتت: أن للصلاة فوائد كثيرة للجسم منها:
· تنشيط الدورة الدموية للجسم كله.
· الحفاظ على عظام السلسلة الفقرية في الوقوف المعتدل، وقد رأي طبيب فرنسي مشهور حركات الصلاة في مصر، وقرر حركات الصلاة علي مرضاه، فأتت النتائج كلها إيجابية.
· الركوع والقيام يقوي عضلات الظهر والمعدة، ويزيل الدهون المتراكمة على جدار المعدة، ويقي من مرض تمدد المعدة.
· السجود يقوي عضلات الفخذ والساقين، ويساعد على وصول الدم إلى أطراف الجسم، وينبه حركات الأمعاء، ويحرك الحجاب الحاجز [25].
وقد روى الشيخ محمد حسان أنه كان في سفر إلى إحدى البلاد الأوربية، وحان وقت الصلاة وهو في المطار، فصلى هو ومن معه، فرآهم أحد الأجانب وهم سجود فتعجب مما يفعلون وسألهم بعد انتهاء الصلاة عن هذه الحركات، فقال له الشيخ: إنه سجود لله، فأخبره هذا الأجنبي أنه مصاب بآلام في رأسه منذ سنوات، وقد حار معه الأطباء، وفشلوا في علاجه ولا يجد الراحة من هذا الألم إلا إذا فعل هذه الحركة يعني السجود، فعندما علم أن هذا من تشريع الإسلام في الصلاة، شهد أن لا إله إلا الله، ودخل الإسلام بفضل حركة السجود.
والحركات الخارجية للصلاة بسيطة إلي حد ما، لكنها تشمل أعضاء الجسم تقريبا.. وإن خمس صلوات في اليوم مع الوضوء أو الغسل، أولها يجب أداؤها قبل بزوغ الشمس والأخيرة في المساء - وسيلة فعالة ضد الخمول والاسترخاء [26].
رابعا. نصوص وأذكار الصلاة منها ما هو توقيفي كالفاتحة، ومنها ما يتغير كالدعاء وقراءة القرآن:
أما ما يدعيه بعض المشككين من أن نصوص الصلاة لا تتغير ولا جدوى من ورائها، فهي كذلك دعوى باطلة كاذبة لا يقول بها إلا من لم يصل ولم يعرف شيئا عن فقه الصلاة في الإسلام؛ وذلك لأننا إذا نظرنا إلى النصوص والأدعية والأذكار والتسابيح في الصلاة، وجدناها على ضربين:
· ضرب توقيفي يلتزمه العبد ولا يتخطاه، وبدونه لا تجزئ صلاته؛ كقراءة الفاتحة والأذكار الثابتة التي لا ينوب عنها غيرها.
· وضرب اجتهادي للعبد فيه أن يقول ما يريد كقراءة شيء من القرآن، وكالأدعية والابتهالات في أحوال المصلي المختلفة حتى قال فقهاء الإسلام: للمصلي أن يدعو بكل ما يريد دون قيد، طالما أنه يسأل حلالا ويطلب مباحا.
ولا شك أن تأدية الصلاة بهذه الصفة الموحدة التي اتفق عليها كل المصلين فيه توحيد لوجهتهم، واتحاد في رؤيتهم، مما يحدث التآلف والتوافق ووحدة الصف التي يهدف إليها الإسلام - بل كل الأديان - من وراء العبادات والشعائر.
بل إن الأدعية والابتهالات في الصلاة تأخذ حيزا كبيرا، وهي مطلقة لم يقيد فيها العبد بنصوص ثابتة محكمة حتى إنه ورد عن المتقدمين من المسلمين أنهم كانوا يسألون الله تعالى كل شيء في صلاتهم، ولا شك أن عندهم أدلة ثابتة في ذلك تبرر فعلهم.
بل إن ألفاظ الصلاة من أولها إلى آخرها تكاد تكون قائمة على الدعاء لا غير، حتى إن الفاتحة التي هي ركن الصلاة الركين، ما هي إلا دعاء "ثناء وطلب" وكذلك أذكار الركوع والسجود، والأوضاع والأحوال المختلفة للمصلي لا يكاد يفتر فيها لسانه عن الدعاء سواء المقيد أو المطلق الحر الذي سيسأل فيه ربه كل ما يريد.
ومن ثم، فإن القول بأن أدعية الصلاة ونصوصها لا تتغير لا يعدو أن يكون كذبا محضا ينم عن جهل أو حقد.
وفي النهاية نريد من هؤلاء الذين يعترضون علي صلاة المسلمين أن يصوروا لنا الصلاة التي يريدون، وبأي كيفية تكون؟! هل يريدون أن تكون الصلاة بحركاتها وأدعيتها متغيرة وبصفة عشوائية، لا ضابط لها ولا رابط؟ إن كان هذا فلن يكون لهذه العبادة صورة واحدة ثابتة يتفق عليها الناس، ولأصبحت عشوائية تماما في حركاتها وأدعيتها، ومن ثم لا يمكن أن يتفق فيها الناس إطلاقا لأن كل واحد منهم يؤدي صلاته بالصيغة التي تحلو له، وكذلك ستكون أدعيتها كلها غير متفق عليها، حيث يدعو كل مصل بما يحب، يطيل حيث شاء ويقصر حيث شاء، وعليه فلن تنضبط صلاة الناس، خاصة إذا أرادوا أن يؤدوها في جماعة كما شرعت لهم.
وعلى هذا، فلا يمكن أن تكون الصلاة إلا كما أنزلت ووصفت وقام بها المسلمون منذ عهد الرسالة إلى الآن.
حول هذه المعاني مجتمعة، وفي تأملات عميقة ونظرات عامة في فريضة الصلاة، يقول الأستاذ سعيد حوى: "إن الصلوات هي المرتكزات الأساسية لصلة الإنسان بالله، وإحياء معاني الإيمان في قلبه. فبالصلاة يتذكر الإنسان الله من مبدئها إلى منتهاها، إلى ما ورد من أذكارها، وبالصلاة يتذكر الإنسان اليوم الآخر: )مالك يوم الدين (4)( (الفاتحة)، وبالصلاة يتذكر الإيمان بالرسول: "السلام عليك أيها النبي"، و: "أشهد أن محمدا رسول الله"، و: "اللهم صل على محمد"، وبالصلاة يتذكر الإنسان الكتاب والطريق الذي هدى إليه: )اهدنا الصراط المستقيم (6)( (الفاتحة) أثناء تلاوته لشيء منه أو سماعه.
وعلى هذا فالصلوات هي المظهر العملي للإيمان بالغيب، وقد عبر عنها القرآن بلفظ الإيمان في قوله تعالى: )وما كان الله ليضيع إيمانكم( (البقرة)، فقد ورد في أسباب نزولها أنه مات على القبلة قبل أن تحول رجال وقتلوا، فلم ندر ما نقول فيهم، فأنزل الله تعالى: )وما كان الله ليضيع إيمانكم( [27]. لذلك كان فعل الصلاة دليلا على الإيمان، وتركها دليلا على الكفر، وقال صلى الله عليه وسلم:«بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة»[28]. وفي رواية: «بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة»[29]. وقال صلى الله عليه وسلم: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر»[30]. وكان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة.
وعلى قدر ما تكون العقيدة واضحة في نفس الإنسان، وعلى قدر ما يكون الإيمان يقظا في قلبه تكون استقامته على أمر الله. ولما كانت الصلاة هي التي بها تحيا عقيدة الحق في قلب الإنسان، كانت هي السبب المباشر الذي يجعل الإنسان مستقيما: )إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون (45)( (العنكبوت).
ولذلك كانت الصلاة مقياسا وميزانا: )وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا (142)( (النساء)، )فويل للمصلين (4) الذين هم عن صلاتهم ساهون (5)( (الماعون)، وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق قد علم نفاقه»[31]. فما قبلها من الإسلام لا يقوم إلا بها، وما بعدها لا يقوم كذلك إلا بها، فهي الركن الثاني في الإسلام الذي يحقق الركن الأول شعوريا وعقليا، وكل الإسلام بعد ذلك يأتي أثرا عنها، لذلك رأينا الآية الأولى في هذه الفقرة جعلتها تنهى عن الفحشاء والمنكر، ومن أجل هذا كان خير ما يفعله المسلم وأعظم ما يقربه إلى الله الصلاة، وقال صلى الله عليه وسلم: «استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن»[32].«أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد» [33].
والحقيقة أن الصلاة رمز كامل على معرفة الله، والقيام بحقوق عبوديته، فالله خلق كل شيء للإنسان، فكون العبد يقول: الحمد لله، إنما هو رمز على المعرفة والاعتراف، والله - عز وجل - خالق كل شيء فهو أكبر من كل شيء، فعندما يقول العبد المسلم: "الله أكبر"، فذلك رمز على المعرفة والاعتراف، والله - عز وجل - الخالق لا يشبه المخلوقين، فقول المسلم: "سبحان الله" رمز على هذه المعرفة واعتراف، والركوع والسجود. وقولنا: "سبحان ربي الأعلى"، أو "سبحان ربي العظيم" اعتراف لله وحده بالربوبية، واعتراف بأن محل الإنسان في الوجود العبودية لله.
وإذا كانت الصلاة رمز العبودية لله، وهي التي تعطي المؤمن يقظة الإيمان الدائمة، فإنها كذلك لا تقوم، ولا تكون سهلة على الإنسان إلا إذا وجد الإيمان العميق بالله واليوم الآخر، فمن لم يكن إيمانه عميقا بالله واليوم الآخر، كانت الصلاة عليه صعبة، قال تعالى: )واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين (45) الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون (46)( (البقرة).
إن الإنسان الذي استقر في قلبه الإيمان باليوم الآخر، واستشعر لقاء الله ورجوعه إليه، هو الذي تصبح الصلاة له قرة عين، كما كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة» [34].
ولهذا كله كانت الذنوب والأخطاء مع الصلاة مغفورة مقهورة، إذ هي تجديد صلة وتجديد عهد وغسل لماض، وفتح صفحة جديدة مع الله - عز وجل - لقوله صلى الله عليه وسلم: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر»[35].
هذه معان في الصلاة وإقامتها، من حققها وتحقق بها كان ذلك الإنسان الذي سلم عن كل ضعف، وارتفع إلى خير خلق.
ومن التجارب الطريفة في هذا الموضوع أن مصلحة تشغيل المتعطلين بمدينة نيويورك أجرت اختبارا نفسيا على (15321) نفسا من الرجال والنساء المتعطلين، وفي ضوء هذه الاختبارات أمكن توجيه كل منهم إلى المهنة المناسبة له، وقد عين الدكتور هنري لنك - أحد علماء النفس التجريبي - مستشارا خاصا في هذه العملية، ونيط به وضع الخطط، ومراقبة الدراسات الإحصائية المستخلصة لعشرة آلاف نفس، يقول في ذلك: "وفي هذا الوقت بالذات بدأ إدراكي لأهمية العقيدة الدينية، بالنسبة لحياة الإنسان، إذ وجدت كل من يعتنق دينا، أو يتردد على دار العبادة، يتمتع بشخصية أقوى وأفضل ممن لا دين له، ولا يزاول أية عبادة".
هذا مع أن عبادة القوم باطلة والدين باطل، فكيف إذا كانت العبادة الحقة والدين الحق. إن المسلم الحق إنسان لا مثيل له في قوة الشخصية في العالم كله بفضل صلته بالله، واعتزازه بهذه الصلة" [36].
إذن، فالصلاة في الإسلام ليست كما يدعي البعض حركات جوفاء آلية، وإنما هي في كل حركاتها تقترن بعمل من أعمال القلب الهامة، وهو الخشوع، فهي بدونه لا تعد شيئا.
أما نصوص الصلاة فليست كلها توقيفية، وإنما منها ما هو توقيفي، ومنها ما المصلي فيه حر يقول فيه ما شاء، وأظهر شواهد ذلك ما في الصلاة من الأدعية والأذكار المطلقة.
كما أن أداء الصلاة بهذه الصفة يظهر انقياد المسلم للأوامر الشرعية على أي صفة كانت، كذلك لا بد أن تكون الصلاة بصفة معينة ثابتة في ألفاظها وحركاتها، حتى يمكن للناس جميعا تأديتها بصورة واحدة، وهذا قصد من مقاصد هذه العبادة الجليلة.
الخلاصة:
· الصلاة بأركانها وحركاتها تشريع رباني لقوله تعالى: )وأقيموا الصلاة( (البقرة: ٤٣)، ولقول رسوله صلى الله عليه وسلم: "صلوا كما رأيتموني أصلي"[37]. وقد أنزل الله جبريل - عليه السلام - ليعلم النبي - صلى الله عليه وسلم - أركان الصلاة وهيئاتها عمليا، قال عز وجل: )إن هو إلا وحي يوحى (4) علمه شديد القوى (5)( (النجم).
· أركان وحركات الصلاة لها حكم عظيمة، فالإقبال على الصلاة هو رحيل المؤمن إلى ربه مخلصا قلبه من دنياه، يبدؤها بالتكبير الذي يشعره بأن الله أكبر من كل شيء، ثم الاستعاذة وقراءة الفاتحة التي لا صلاة لمن لم يقرأ بها، ثم يركع، وبهذا يجتمع التعظيم القولي والتعظيم الفعلي لله تعالى، ثم يرفع من الركوع لقول النبي للمسيء صلاته: «ثم ارفع حتى تعتدل قائما»[38]، ثم يسجد مكبرا قائلا: "سبحان ربي الأعلى"، والسجود من كمال التعبد والتذلل له والقرب منه لقول الله تعالى: )واسجد واقترب (19)( (العلق)، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد» [39].
· الصلاة ليست أقوالا وحركات تؤديها الجوارح بلا تدبر من عقل ولا خشوع من قلب، بل المقصود الأسمى والأعلى منها هو الخشوع والتفكر الذي هو سر الصلاة، لقوله تعالى: )قد أفلح المؤمنون (1) الذين هم في صلاتهم خاشعون (2)( (المؤمنون)، ولقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - للمسيء صلاته: «ارجع فصل فإنك لم تصل»[40]، وما روي عن عروة بن الزبيرالذي قطعت ساقه وهو في الصلاة لخشوعه وقربه من الله.
· الصلاة تذكر الإنسان بعظمة الله لقوله تعالى: )وأقم الصلاة لذكري (14)( (طه)، والصلاة راحة للمؤمن لقوله صلى الله عليه وسلم: «وجعلت قرة عيني في الصلاة»[41]. وقوله صلى الله عليه وسلم: «يا بلال، أقم الصلاة أرحنا بها» [42].
· كما أنها نظافة وتطهر وتزين وتجمل؛ لقوله تعالى: )يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا( (المائدة: 6).
· الصلاة تمد المؤمن بقوة خلقية؛ لقوله تعالى: )وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر( (العنكبوت: 45)، الصلاة بأركانها وحركاتها تمثل قمة الإعداد الصحي والبدني؛ فالقيام والركوع والسجود ينشط الدورة الدموية للجسم كله، والركوع والقيام يقوي عضلات الظهر والمعدة، ويزيل الدهون المتراكمة على جدار المعدة، والسجود يقوي عضلات الفخذ والساقين، ويساعد على وصول الدم إلى أطراف الجسم.
· نصوص وأذكار الصلاة منها ما هو توقيفي ثابت كالفاتحة وأذكار الصلاة، ومنها ما يتغير كقراءة القرآن في الصلاة، ومنها ما هو اجتهادي كالدعاء، وقد قال فقهاء الإسلام: للمصلي أن يدعو بكل ما يريد دون قيد طالما أنه يسأل حلالا، ويطلب مباحا.
وبهذا يتضح لكل ذي عقل أن كل ركن وحركة وذكر في الصلاة له مغزى وفائدة وحكمة للفرد والمجتمع.
(*) تاريخ الشعوب العربية، د. ألبرت حوراني، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1997م.
[1]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأذان، باب الأذان للمسافر إذا كانوا جماعة (605)، وفي مواضع أخرى.
[2]. الصلاة، عبد الله بن محمد الطيار، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، السعودية، 1418هـ/ 1998م، ص81.
[3]. أسفر: أضاء.
[4]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، ومن مسند بني هاشم، مسند عبد الله بن عباس رضي الله عنهما (3081)، وأبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب المواقيت (393)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1402).
[5]. شبهات المستشرقين حول العبادات في الإسلام، د. ناصر السيد، مركز التنوير الإسلامي، القاهرة، ط1، 1426هـ/ 2006م، ص140، 141.
[6]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب صفة الصلاة، باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها (723)، ومسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة (900).
[7]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب صفة الصلاة، باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها (724)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة (911).
[8]. الصلاة، عبد الله بن محمد الطيار، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، السعودية، 1418هـ/ 1998م، ص87: 90 بتصرف.
[9]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود (1111).
[10]. الصلاة، عبد الله بن محمد الطيار، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، السعودية، 1418هـ/ 1998م، ص90، 91 بتصرف.
[11]. حسن: أخرجه أحمد في مسنده، مسند الكوفيين، حديث عمار ياسر رضي الله عنه (18914)، وأبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب ما جاء في نقصان الصلاة (796)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (537).
[12]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأذان، باب قول الرجل فاتتنا الصلاة (609)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب إتيان الصلاة بوقار وسكينة (1389).
[13]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب صفة الصلاة، باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها في الحضر والسفر (724)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة (911).
[14]. الأزيز: صوت غليان القدر، والمراد هنا شدة البكاء من الخشوع.
[15]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المدنيين، حديث مطرف بن عبد الله رضي الله عنهما (16355)، وأبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب البكاء في الصلاة (904)، وصححه الألباني في صحيح ابي داود (799).
[16]. أخرجه ابن المبارك في الزهد (97) برقم (288)، وأبو الشيخ في العظمة (1/ 302) برقم (44).
[17]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند أنس بن مالك رضي الله عنه (14069)، والنسائي في المجتبى، كتاب عشرة النساء، باب حب النساء (3940)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3124).
[18]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، باقي مسند الأنصار، أحاديث رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (23137)، وأبو داود في سننه، كتاب الأدب، باب في صلاة العتمة (4987)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7892).
[19]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب مواقيت الصلاة، باب الصلوات الخمس كفارة (505)، ومسلم في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب المشي إلى الصلاة تمحى به الخطايا (1554).
[20]. العبادة في الإسلام وأثرها في الفرد والجماعة، د. علي عبد اللطيف منصور، دار الصفوة للطباعة، مصر، ط2، 1993م، ص224: 226 بتصرف.
[21]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة (904).
[22]. حسن: أخرجه أحمد في مسنده، باقي مسند الأنصار، حديث حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم (23347)، وأبو داود في سننه، كتاب التطوع، باب وقت قيام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الليل (1321)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4703).
[23]. أخرجه البخاري في صحيحه، أبواب التهجد، باب عقد الشيطان على قافية الرأس إذا لم يصل بالليل (1091)، وفي موضع آخر، ومسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب ما روي فيمن نام الليل أجمع حتي أصبح (1855).
[24]. العبادة في الإسلام وأثرها في الفرد والجماعة، د. علي عبد اللطيف منصور، دار الصفوة للطباعة، مصر، ط2، 1993م، ص230: 233 بتصرف.
[25]. المقاصد التربوية للعبادات في الروح والأخلاق والعقل والجسد، د. صلاح الدين سلطان، سلطان للنشر، أمريكا، ط1، 1425هـ/ 2004م، ص46 وما بعدها.
[26]. المقاصد التربوية للعبادات في الروح والأخلاق والعقل والجسد، د. صلاح الدين سلطان، سلطان للنشر، أمريكا، ط1، 1425هـ/ 2004م، ص131: 133. وانظر: العبادة في الإسلام وأثرها في الفرد والجماعة، د. علي عبد اللطيف منصور، دار الصفوة للطباعة، مصر، ط2، 1993م، ص232.
[27]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب سورة البقرة (4216)، وفي مواضع أخرى.
[28]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة (257).
[29]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنهما (15021)، وأبو داود في سننه، كتاب السنة، باب في رد الإرجاء (4680)، وصححه الألباني في الترغيب والترهيب (563).
[30]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، باقي مسند الأنصار، حديث بريدة الأسلمي رضي الله عنه (22987)، والترمذي في سننه، كتاب الإيمان، باب ترك الصلاة (2621)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4143).
[31]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب صلاة الجماعة من سنن الهدي (1519).
[32]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، باقي مسند الأنصار، من حديث ثوبان رضي الله عنه (22432)، وابن ماجه في سننه، كتاب الطهارة وسننها، باب المحافظة علي الوضوء (277)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (197).
[33]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود (1111).
[34]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند أنس بن مالك رضي الله عنه (14069)، والنسائي في المجتبى، كتاب عشرة النساء، باب حب النساء (3940)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3124).
[35]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر (574).
[36]. الإسلام، سعيد حوى، مكتبة وهبة، القاهرة، ط2، 1425 هـ/ 2004م، ج1، ص84 وما بعدها.
[37]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأذان، باب الأذان للمسافر إذا كانوا جماعة (605)، وفي مواضع أخرى.
[38]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب صفة الصلاة، باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها في الحضر والسفر (724)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة (911).
[39]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود (1111).
[40]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب صفة الصلاة، باب حد إتمام الركوع والاعتدال فيه (760)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة (911).
[41]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند أنس بن مالك رضي الله عنه (14069)، والنسائي في المجتبى، كتاب عشرة النساء، باب حب النساء (3940)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3124).
[42]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، باقي مسند الأنصار، أحاديث رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (23137)، وأبو داود في سننه، كتاب الأدب، باب في صلاة العتمة (4987)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7892).
why do men have affairs
redirect why men cheat on beautiful women
go
online how long for viagra to work
generic viagra softabs po box delivery
viagra 50 mg buy viagra generic