الفهم الخاطئ لتشريع الطهارة في الإسلام(*)
مضمون الشبهة:
يدعي بعض المشككين أن الطهارة في الإسلام إنما هي مجرد طقوس شكلية واستغلال لسلوك إنساني فطري، ويزعمون أن النجاسة إنما تصيب الإنسان حين يمرض مرضا معديا، أو عندما يروج لأفكار ضارة.
وجها إبطال الشبهة:
1) الطهارة لغة: النظافة، وشرعا: غسل أعضاء مخصوصة بصفة مخصوصة، وقد ثبتت مشروعيتها بالقرآن والسنة.
والنجاسة لغة: القذارة، واصطلاحا: كل ما يجب على المسلم التنزه عنه وغسله. وهي أنواع مختلفة.
والغسل لغة: تمام الطهارة، واصطلاحا: غسل البدن جميعه بماء طهور على وجه مخصوص.
2) للطهارة في الإسلام مقاصد تربوبة في جانب الروح والخلق والجسد للفرد المسلم آتت ثمارها؛ حيث أدت إلى نظافة القلب من الأمراض؛ فسمت الروح، وصفت النفس، وطهر القلب وعمر بالإيمان والحب والخير. والمرض ليس نجاسة بل هو في الإسلام تطهير لذنوب المسلم ورفع لدرجاته، كما أن المروج لأفكار ضارة وإن كانت مفسدة إلا أنه ليس نجسا؛ لأن الإنسان في الإسلام مكرم.
التفصيل:
أولا. الطهارة والنجاسة والغسل لغة، وشرعا، ودليل مشروعيتها:
الطهارة لغة: هي النظافة، والخلوص من الأدناس، حسية كانت كالأدناس الظاهرة، أو معنوية كالعيوب، يقال: تطهر بالماء، وهم قوم يتطهرون، أي: يتنزهون عن العيب.[1] وشرعا: هي عبارة عن غسل أعضاء مخصوصة بصفة مخصوصة. [2] وعرفت أيضا بأنها: زوال حدث أو خبث، أو رفع الحدث[3]، أو إزالة النجس، أو ما في معناهما أو على صورتهما [4].
مشروعيتها: وتنقسم الطهارة قسمين: طهارة من الحدث، وطهارة من النجس، أي: حكمية وحقيقية.
والأولى منها: وهي الطهارة من الحدث الأصغر[5] والأكبر[6]، شرعت بقوله عز وجل: )يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون (6)( (المائدة)[7]، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تقبل صلاة بغير طهور» [8].
والثانية منها: وهي طهارة الجسد والثوب والمكان الذي يصلى عليه من النجس، شرعت بقوله تعالى: )وثيابك فطهر (4)( (المدثر)، وقوله تعالى: )وإن كنتم جنبا فاطهروا( (المائدة: 6)، وقوله تعالى: وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود (125)( (البقرة).
وقد اتفق الفقهاء على أن التطهير من النجاسة لا يحتاج إلى نية، فليست النية بشرط في طهارة الخبث، ويطهر محل النجاسة بغسله بلا نية؛ لأن الطهارة من النجاسة من باب التروك فلم تفتقر إلى النية, وقيل: الماء طهور بطبعه، فإذا لاقى النجس طهره، قصد المستعمل ذلك أو لا، كالثوب النجس [9].
النجاسة لغة، واصطلاحا، وأنواعها المختلفة:
يقول الشيخ السيد سابق: النجاسة لغة: القذارة. وشرعا: هي كل ما يجب على المسلم أن يتنزه عنه، ويغسل ما أصابه منه؛ قال الله تعالى: )وثيابك فطهر (4)( (المدثر)، وقال تعالى: )إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين (222)( (البقرة)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطهور شطر الإيمان» [10] [11].
أنواع النجاسات:
· الميتة: وهي ما مات حتف أنفه، أي من غير تذكية[12]، ويلحق بها ما قطع من الحي، لحديث أبي واقد الليثي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما قطع من البهيمة، وهي حية، فهو ميتة»[13]. ويستثنى من ذلك: ميتة السمك، والجراد، وميتة ما لا دم له سائل كالنمل ونحوها، وعظم الميتة، وقرنها، وظفرها، وشعرها، وريشها، وجلدها.
· الدم: سواء كان دما مسفوحا[14] كالدم الذي يجري من المذبوح، أم دم حيض، إلا أنه يعفى عن اليسير منه.
· لحم الخنزير: قال تعالى: )قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس( (الأنعام: 145)، أي: فإن ذلك كله خبيث، تعافه الطباع السليمة، فالضمير راجع إلى الأنواع الثلاثة [15].
· قيء الآدمي.
· بول الآدمي.
· رجيع الآدمي.
ونجاسة هذه الأشياء الأخيرة متفق عليها، إلا أنه يعفى عن يسير القيء، ويخفف في بول الصبي الذي لم يأكل الطعام فيكتفى في تطهيره بالرش.
· الودي: وهو ماء أبيض ثخين يخرج بعد البول، وهو نجس من غير خلاف.
· المذي: وهو ماء أبيض لزج، يخرج عند التفكير في الجماع، أو عند الملاعبة، وقد لا يشعر الإنسان بخروجه، ويكون من الرجل والمرأة، وهو نجس باتفاق العلماء.
· المني: ذهب بعض العلماء إلى القول بنجاسته، والظاهر أنه طاهر، ولكنه يستحب غسله إذا كان رطبا، وفركه إن كان يابسا.
· بول وروث ما لا يؤكل لحمه: وهما نجسان.
· الجلالة: [16] ورد النهي عن ركوب الجلالة؛ وأكل لحمها، وشرب لبنها.
· الخمر: وهي نجس عند جمهور العلماء؛ لقوله تعالى: )يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون (90)( (المائدة).
· الكلب: وهو نجس، ويجب غسل ما ولغ فيه سبع مرات، أولاهن بالتراب[17].
الغسل لغة واصطلاحا، ودليل مشروعيته، وموجباته:
الغسل لغة: هو الماء الذي يتطهر به وهو تمام الطهارة. واصطلاحا: استعمال ماء طهور في جميع البدن على وجه مخصوص بشروط وأركان.
دليل مشروعيته:
1. من الكتاب: قوله تعالى: )وإن كنتم جنبا فاطهروا( (المائدة: 6)، وقوله تعالى: )ولا تقربوهن حتى يطهرن( (البقرة: 222).
2. وأما السنة: فما روته عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا جلس بين شعبها الأربع ومس الختان الختان، فقد وجب الغسل» [18].
والغسل يكون واجبا، كغسل الجنابة والحيض، ويكون سنة، كغسل الجمعة والعيدين.
موجبات الغسل:
· خروج المني، ولا فرق في ذلك بين الرجل والمرأة، في النوم أو اليقظة، لحديث أبي سعيد الخدري، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنما الماء من الماء»[19]. ومعناه: يجب الغسل بالماء من إنزال الماء الدافق وهو المني.
· التقاء الختانين، وإن لم ينزل.
· الحيض والنفاس.
· الموت.
· إسلام الكافر [20].
ثانيا. المقاصد التربوية للطهارة في جانب الروح، والخلق، والجسد للفرد المسلم: [21]
1. المقاصد التربوية للطهارة في جانب الروح للفرد المسلم:
· من روائع الإسلام أنه جعل الطهارة من الحدث والخبث فرضا ليصل المسلم إلى طهارة الجوهر مع طهارة المظهر، ولذا يقول حجة الإسلام الغزالي: "إن أهم الأمور تطهير السرائر إذ يبعد أن يكون المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: «الطهور شطر الإيمان»[22]. عمارة الظاهر بالتنظيف بإفاضة الماء وإلقائه، وتخريب الباطن وإبقائه مشحونا بالأخباث والأقذار.. "، وذكر أن للطهارة مراتب أربعة هي: "تطهير الظاهر عن الأحداث والأخباث، ثم تطهير الجوارح عن الجرائم والآثام، ثم تطهير القلب عن الأخلاق المذمومة والرذائل الممقوتة، ثم تطهير السر عما سوى الله تعالى، وهي طهارة الأنبياء والصديقين".
· من أجل هذه الطهارة الظاهرة والباطنة يستحق هؤلاء المتطهرون حب الله عز وجل. يقول سبحانه: )فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين (108)( (التوبة)، وهذا الحب من الله تعالى لعبده، يجلب للروح نقاء وشفافية تشرح الصدر وترضي النفس وتسعد القلب.
بهذا يكون الوضوء سببا في عودة الروح إلى صفائها مثلما يعود الثوب الأبيض الملوث إلى نقائه بعد غسله وتنظيفه.
· ربط أعمال الطهارة بالذكر الذي يطمئن القلب ويشرح النفس يتضح في كثير من الأحاديث منها ما يلي:
o عن أنس «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل الكنيف[23] قال: "اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث». [24] [25] «وإذا خرج من الخلاء بادر إلى ذكر الله تعالى: غفرانك» [26].
o عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه» [27].
o عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء[28]، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله - إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء»[29].
هذا الثواب الجزيل لهذه الأذكار يعتبر غنيمة باردة ينبغي للعاقل أن يشتد حرصه عليها، ولا يكون ذلك للغافل الذي ينسيه الشيطان ذكر ربه فيقسو قلبه، وترهق روحه، فيمتلئ صدره شغلا وهما وغما، ويتحول من السعادة إلى الضنك، ولا مخرج له مهما توفرت له أسباب الدنيا إلا بالعودة إلى الله تعالى ذاكرا إياه بقلبه ووجدانه، وجوارحه ولسانه.
· الطهارة من علامات الإيمان التي يعرف بها المؤمنون يوم القيامة، فلولاها لكان المؤمنون والكافرون في الهيئة يوم القيامة سواء، ولكن الغسل والوضوء والطهارة والنقاء، يبعث في الوجه نورا، وفي اليدين والرجلين ضياء، يعرف به الصالحون من الكالحين، وفي ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:«أنتم الغر[30] المحجلون[31] يوم القيامة من إسباغ الوضوء، فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله»[32]؛ فإطالة الغرة في الوجه والتحجيل في اليدين والرجلين من العلامات المضيئة التي تشع النور يوم القيامة، وبهذا ينال شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا اليوم.
· من أكبر الأدلة على صلة الطهارة الحسية بطهارة الروح أن ذلك التطهير لا يقتصر على الأحياء بل يغسل الأموات وجوبا، يقول الكاساني: " هذا واجب من لدن سيدنا آدم - عليه السلام - إلى يومنا هذا " ويقول ابن حزم: "وغسل كل ميت من المسلمين فرض ولا بد، فإن دفن بغير غسل أخرج ولا بد؛ ذلك لأنه قادم على الله تعالى، وهذا يقين لا يخرج عنه مسلم، فمن ثم وجب القدوم عليه في أحسن هيئة وأنقى طهارة، لكن هناك منزلة سامية يكون التطهر فيها بالعمل لا بالماء، بالتضحية لا بالغسل وهي منزلة الشهيد، ذلك الذي قدم روحه خالصة لله تعالى راغبا في الشهادة، طامعا في رحمة الله وجنته ورضوانه، فإن هذا الشهيد وإن سالت منه الدماء، وهي في أصلها نجسة، لكن ذلك كله يتضاءل أمام هذه الطهارة المعنوية الروحية التي قدم فيها على ربه، ومن ثم فإنه لا يحتاج إلى تغسيل، ويكفن على حالته التي قتل عليها، ليلقى ربه وجرحه يدمي، اللون لون الدم، والريح ريح المسك، ويفاخر الله عباده أن هذا هو الشهيد الذي قدم لله تعالي نفسه وماله".
· في كثير من أحكام الطهارة ما يصدر عن تسليم لأمر الله دون تردد، وإن غابت الحكمة التي يدركها العقل سلم القلب بأن هذا هو الحق والخير، فمن لم يجد الماء تيمم، وهي طهارة حقيقية، وإن كان ظاهرها مس التراب، والمسح على بعض أعضاء الوضوء دون بعضها، وهي تغني عن الغسل.
ولذا لما عرض سيدنا عمار بن ياسر الأمر على عقله في أمر التيمم من الجنابة تقلب فتمرغ في التراب، لكن الأمر كله تعبدي، يعني مطلق التسليم لأمر الله تعالى، وهذا يعبر عن ثقة ويقين، وسلامة للصدر من وساوس الشيطان أن العبد لا يطبق إلا ما يعقله عقله، ويطمئن إليه فؤاده، ومنه أيضا المسح على ظاهر الخفين دون باطنهما، وطهارة ماء دون ماء، والوضوء من ريح الدبر والبول، والغائط والمذي والودي، والغسل من نزول المني بشهوة، والمني أقل نجاسة من الغائط، لكن هذا يرجع إلى علم الله سبحانه، والمسلم يصل من اليقين العقلي إلى التسليم القلبي، فعن طريق النظر في ملكوت الله تعالى ودقة صنعه، وبديع خلقه، والنظر في آيات القرآن وإعجازه، يدرك أن كل حكم ورد بنص صحيح ثبوتا واجب الاعتقاد والعمل به.
2. المقصد التربوي للطهارة في الجانب الخلقي للفرد المسلم:
تؤثر الطهارة في إصلاح الجانب الخلقي للفرد المسلم في جوانب عديدة أهمها:
· النجاسات التي فرضت الشريعة التطهر منها، مثل: الميتة، والدم المسفوح، والكلب والخنزير، وبول وروث ما لا يؤكل لحمه، والقيء، والصديد، والمذي، والودي، أو غير هذه النجاسات التي تستخبثها الطباع السليمة، والفطر النقية، والتطهر الدائم منها يحافظ على الحس الخلقي في النظافة والرقي، ولا شك أن النجاسات الحسية مفضية إلى التلوث الخلقي، ومن ثم كان من الفرائض الواجبة التطهر من هذه النجاسات، كلما تعلق شيء منها بثوب الإنسان، أو بدنه، أو مائه، أو مكانه، فيحاط بألوان النظافة من خارجه وتغمره الطهارة من داخله فتحافظ على فطرته التي فطره الله عليها.
· عند إزالة هذه الأخباث أو التطهر من الأحداث نجد أن السنة النبوية دلتنا على ألفاظ راقية مثل الاستنجاء[33] وهو في الأصل: طلب المكان المرتفع، كذلك الاستطابة، وهو طلب أعلى درجات الطيب، والوضوء وهو من الضوء والوضاءة، وهذا ما جرت عليه سنة الإسلام في تحسين كل شيء حتى الكلمات والتسميات لقوله تعالى: )وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا (53)( (الإسراء)، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا وجد من سمى ولده اسما فظا يغيره، ومنه ما جاء عن ابن عمر «أن ابنة لعمر كان يقال لها عاصية فسماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جميلة» [34].
· يتعود المسلم من آداب الطهارة كيف يحافظ على مشاعر الناس، فعند قضاء الحاجة يجب الابتعاد عن ظل الناس وطريقهم، وفي ذلك جاء عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «اتقوا اللعانين. قالوا: وما اللعانان يا رسول الله؟ قال: الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم»[35].
هذا الأدب يقوي شعور الفرد بالحفاظ على البيئة حوله وعدم إيذاء الآخرين.
· من آداب الطهارة في الاستنجاء والوضوء والغسل: الاقتصاد في استعمال الماء، ولو كان التطهر من نهر جار؛ لما جاء عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأي سيدنا سعدا يسرف في استعمال الماء فقال:«ما هذا السرف يا سعد. فقال: وهل في الماء من سرف؟ قال: نعم. وإن كنت على نهر جار» [36].
هذا الأدب لا يلبث أن ينتقل من الطهارة إلى أن يصير خلقا عاما في الاقتصاد في كل شيء من نعم الله تعالى من مال وملبس ومشرب ومأكل، لقوله تعالى في صفات عباد الرحمن: )والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما (67)( (الفرقان) [37].
ولو أن الدول التي تشكو من الإسراف في استعمال الموارد الطبيعية - وبخاصة المياه - جعلت من الإسلام وروافده وأحكامه وآدابه مادة لدعوة الناس إلى حسن استعمال الموارد والاقتصاد الراشد في العمل معها؛ لاستجاب الناس سريعا، ولكان الأثر قويا، ولتوفرت جهود مضنية في الحفاظ على هذه الموارد، ولأمكن استغلالها في زيادة الرقعة الزراعية لنستغني عن التبعية للآخرين في مواردنا الغذائية.
· التطهر من النجاسات، والحرص على الاستنجاء والوضوء والغسل، كلما وجدت دواعيه، أو كلما غدا المسلم إلى اجتماع مع الناس، فيغتسل لصلاة الجمعة والعيدين ودخول مكة والوقوف بعرفة، وهذا يجعل المسلم أنيقا نظيفا في جميع أوقاته؛ لأن الصلوات تتوزع على اليوم والليلة، فإذا قام المسلم من نومه بادر إلى التطهر، مقتديا بقول النبي صلى الله عليه وسلم «إذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يدخلها في وضوئه فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده»[38]، ثم يبادر إلى الوضوء، وفيه طهارة لأعضاء جسمه التي تعلق فيها الأوساخ كثيرا، ويتوضأ لصلاة الضحى، وأثناء عمله يبادر للوضوء لصلاة الظهر، وعند عودته من عمله يزيل بقية الشوائب التي تعلق به في وضوء العصر، وفي المغرب والعشاء يحرص على هذه الطهارة التي تجعله يبيت خاليا من جميع الأقذار والأدران والأوساخ، هذا يحول النظافة إلى دأب وخلق، بحيث لا يستسيغ المسلم أن تعلق به نجاسة، أو تمسه الأقذار فيبادر إلى التطهرحتى لو لم يكن وقت صلاة، وعليه يكون الفرد المسلم متحليا بأعلى سمات النظافة؛ لأنه يمارسها تعبدا لله تعالى ورغبة في نيل حبه - عز وجل - ورضاه يوم القيامة، حتى إن سيدنا عثمان يروى عنه أنه كان يفيض الماء عليه كل يوم تعبدا لله تعالى.
· لا يستطيع الإنسان أن يغفل هذا الخلق السامي والأدب الراقي في غسل الميت، حيث لا يجوز أن يغسل الميت الفساق، أو الذين لا يكتمون الأسرار، بل ينبغي أن يعمد أهل الميت إلى استصحاب ذوي القلوب التي تكون كالقبور في حفظ الأسرار، فلا يفشي للميت سرا، فإذا كان الميت من الأشرار تظهر علامات الشقاء في عبوس وجهه وسواده، فلو كان المغسل غير أمين على هذه الأسرار، أذاع ذلك بين الناس فيشمت أعداؤه، وهذا ما نهى عنه الإسلام.
3. المقصد التربوي للطهارة في الجانب الجسدي للفرد المسلم:
هناك جوانب كثيرة تؤدي إلي إصلاح الجسد للفرد المسلم عن طريق أحكام الطهارة، منها ما يلي:
· الطهارة هي نظافة من الحدث أو الخبث، كما عرفها الكاساني، وقال ابن رشد المالكي: " اتفق المسلمون على أن الطهارة الشرعية طهارتان: طهارة من الحدث، وطهارة من الخبث ". هذه الطهارة في مسماها اللغوي والشرعي، تفوق مصطلح التعقيم في الواقع المعاصر، يقول الأستاذ محمد كامل عبد الصمد: "والتاريخ يثبت أن الإسلام هو أول نظام علمي عرفته الإنسانية يأمر بالتعقيم ويحارب التلوث، ألم يطلق الإسلام على الشيء الملوث أو الحامل للميكروبات كلمة النجاسة؟ واتبع الأسلوب العلمي فحدها في ثلاث عشرة مادة، وهي التي تعرف في عصرنا الحديث بـ "المواد الوسطية"، أو "الناقلة للميكروب"، ومنها: القيح، والدم المسفوح، والبراز، والبول، والقيء، ولعاب الكلب، وجسم الخنزير، وكل شيء عفن كبقايا الحيوان الميت، وقد أثبت العلم الحديث أن جميع هذه المواد هي وسط صالح لنمو الميكروبات وتكاثرها... وقرر الإسلام أن أية مادة من هذه تصيب الإنسان في جسمه أو طعامه، أو شرابه، أو مكانه، أو تغير لون الطعام، أو رائحته، أو طعمه، فهذا يدل على وجود ميكروب حي يتفاعل، وبهذا يكون نجسا في نظر الدين، ملوثا في نظر الطب الحديث، وسمى القرآن الكريم هذه النجاسة - أي الميكروب - رجسا ورجز الشيطان.
· أوجب الإسلام الطهارة الحسية، وحث على الطهارة المعنوية، وألغى العقائد الباطلة التي تؤمن أن تقوية الروح توجب إهمال البدن تماما حتى عرف في بعض الأديان الوضعية أو المحرفة ما اصطلح عليه بـ "القذارة المقدسة" التي عرفتها بعض نظم الرهبنة في كل من المسيحية أو الهندوسية، فالرهبان الذين يتجنبون النظافة يشعرون شعورا دينيا أصيلا أن إغفال البدن، بل الإهمال المتعمد لنظافته يقوي العنصر الروحي في الصلاة، مفترضا أنها ستكون صلاة صدق، لهذا تخلصت من أية نظافة أو عناية بالبدن، أما الإسلام فقد أوجب الطهارة من كل هذه الأدران وحض عليها، وجعلها سبيلا إلى الصفاء الروحي والنقاء النفسي، والانشراح القلبي، ونجد هذا المزج بين طهارة البدن، وطهارة الروح في قوله تعالى: )إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين (222)( (البقرة)، وقد وردت مادة "طهر" في القرآن الكريم إحدى وثلاثين مرة تمزج بين هذه الطهارة الحسية والمعنوية.
· تتوجه الطهارة في جسم المسلم والمسلمة إلى جميع المواضع التي يمكن أن تكون مناخا خصبا لإيواء الميكروبات والبكتيريا، والفيروسات، وتكاثرها وبيانها كما يلي:
o الاستنجاء، أو الاستطابة، والاستجمار[39]، ومعه حلق العانة بين الحين والآخر، للحديث الذي جاء عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد[40]، وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط»[41]. وما جاء عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم[42]، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء، قال بعض الرواة، ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة» [43].
ومن هنا يأتي الاستنجاء وحلق العانة ليزيل كل آثار البول والبراز، وما ينمو من الميكروبات في شعر العانة خاصة، حيث تتجمع الأوساخ مع العرق ليجعلها أخصب مكان في الإنسان لهذه الميكروبات التي تؤدي إلى أمراض جلدية وتناسلية حادة، هذا فضلا عن الروائح الكريهة التي تؤذي مشاعر الآخرين لمن لا يتعودون كلما أخرجوا شيئا من القبل أو الدبر على الاستنجاء، وهؤلاء الذين نراهم من أبناء الغرب ومن قلدهم من أبناء الشرق الذين تعودوا على عدم الاستنجاء، والاكتفاء بمسح أدبارهم بالمناديل الورقية، هؤلاء بعد مدة تتضاعف أمراضهم الجلدية والتناسلية؛ لأن الماء هو الطهور لقوله تعالى: )وأنزلنا من السماء ماء طهورا (48)( (الفرقان)، وإن لم يجد المسلم الماء لعلة مرة أو مرتين في سفر أو انقطاع المياه كظرف طارئ، يستجمر، أي: يستعمل الحجارة، والتراب طهور حقيقي، لكن إن لم يجد فاستعمال المناديل يكون أمرا عارضا لا شأنا ثابتا لا يستعمل غيره.
ولذا كان مما أصاب الأوربيين بالدهشة - عندما اتصلوا بالمسلمين - حرصهم الشديد على النظافة، ولقد هام الصليبيون بهذه النظافة، وأدخلوها إلى أوربا رغم صرخات الاستنكار التي دوت في كل مكان، محاولة منهم لنقل بعض عادات النظافة في الشرق، ومن مظاهرها كثرة الحمامات العامة التي يوجد بها ماء ساخن، وبارد، حتى إن مصر وحدها كان بها مائة وسبعون ألف حمام عام.
o تقليم الأظافر هدي إسلامي، وسنة من سنن الفطرة للحديث السابق، وهو يدل على الحفاظ على الصبغة الإسلامية لشكل المسلم والمسلمة، والثابت علميا أن هناك أمراضا تنقلها اليد من خلال الأظافر التي تتراكم تحتها جراثيم تنقل مرض التيفود والدوسنتاريا، والنزلات المعوية، لكن المسلم الذي يتوضأ خمس مرات ويغسل يده أول شيء، ثم يغسل يده مع كل عضو أيضا، ويحرص على تقليم الأظافر بشكل دائم، يكون في حصن وقائي من هذه الأمراض، والحق أيضا أن أي إنسان ذي فطرة فيها أي قدر من الاستواء لا يرضى لنفسه - ولو كان غير مسلم - أن يبقى واحدا من أظافره طويلا بشكل ظاهر، ولا أدري كيف غلظ حس الأزواج عندما تركوا لزوجاتهم تقليد الغرب في تطويل الأظافر حتى صارت كالحوافر، وصبغوها بالألوان المبطلة للوضوء، الموجبة للقذارة، إنها تدخل للاستنجاء فتحمل جراثيم عديدة في يدها دون أن تدري، ثم تخرج لتدس يدها في الطعام لتؤذي به زوجها وأولادها وضيوفها، وهو أمر يحتاج إلى مراجعة هذا التهوس بتقليد الغرب في سوء عاداتهم، وانحلال أخلاقهم.
أما في الإسلام فتقليم الأظافر كلها واجب أخلاقي، والحفاظ على اليد اليمنى حتى لا تلامس الفرج من سنن وآداب الوضوء، وفيه يروي الإمام مسلم بسنده عن أبي قتادة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول»[44]. ويكون الاستنجاء باليسرى ويصب الماء باليمنى إن احتاج إلى صبه؛ وذلك لأن اليمنى تمتد إلى الآخرين مصافحة، وتمد الأشياء للناس، وبها يأكل المسلم طعامه، ويرفع شرابه إلى فيه فتكون في مأمن من أي تلوث يصل إلى جوف الإنسان أو أجساد الآخرين، بل هناك احتياط أكثر وهو غسل كلا اليدين بعد النوم، وقبل كل وضوء وقبل كل طعام وبعده، لما جاء عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا استيقظ أحدكم من نومه، فليغسل يده قبل أن يدخلها في وضوئه، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده»[45]. فربما لامس النائم فرجه بيده دون أن يدري، أما في اليقظة فاليد هي التي تجول وتمسك بالأشياء التي قد تحمل التلوث، فيسن قبل أن يدسها في فمه أو يغسل بها وجهه ويديه أو يمسح رأسه ورجليه، أن ينظفها أولا من العلائق التي يحتمل أن تعلق بها.
o من آداب قضاء الحاجة عدم التبول، أو التبرز في طرق الناس، أو ظلهم، أو في الماء الراكد، أو تحت الأشجار المثمرة كما يقول النووي. وفي هذا يروي مسلم بسنده عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «اتقوا اللعانين، قالوا: وما اللعانان يا رسول الله؟ قال: الذي يتخلى في طريق الناس، أو في ظلهم». [46] وجاء عن جابر بن عبد الله «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يبال في الماء الراكد» [47].
هذه النصوص مع ما فيها من ارتقاء بالمشاعر الأخلاقية لكل فرد مسلم ألا يؤذي غيره، فإن فيها جانبا هاما في الحفاظ على أجسامنا من الأمراض التي تصيب الناس إذا تعلقت هذه النجاسات بأجسامهم، فقد ينقل براز أحد المرضى "بالإنكلستوما" مرضه إلى هؤلاء عن طريق يرقات "الإنكلستوما" ذات الفم المسلح الذي يشبه الأسنان الحادة، وتنهش الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء فتؤدي إلى القروح والنزيف وفقر الدم، أما البول في الماء الراكد، فيسبب زيادة نشاط البلهارسيا التي ثبت أنها تنشط جدا عن طريق التبول في الماء وتعرض الآخرين له، وإذا نظرنا إلى الميزانيات التي تنفق لعلاج مرضى البلهارسيا، وآثارها الحادة على الكبد، مما شكل نسبة كبيرة من الوفيات في بعض الدول النامية، فها هنا ندرك أن الالتزام بهذا الهدي النبوي يقي الفرد والجماعة من حوله، من هذه الأمراض التي تفتك بأجسادهم وتستهلك ميزانياتهم.
إذا كان من الثابت علميا أن كل سنتيمتر مكعب من الهواء به ملايين الميكروبات فإن أكثر الأعضاء تعرضا لهذه الميكروبات هي الأيدي والفم والأنف والوجه واليدين والرجلين؛ لانكشافها طوال الوقت أمام هذا الهواء، فيأتي الوضوء طهارة كاملة من كل هذه الميكروبات، التي تعلق قطعا بجسم الإنسان، خاصة هذه الأعضاء الظاهرة - في أغلب الأحوال - للهواء الذي قد يحمل التراب أو الدخان أو تلوثا إشعاعيا، أو غيره من صور التلوث التي امتلأ بها عالم العوادم والنفايات التي اقتضت عقد مؤتمرات عالمية لعلاج مشكلات تلوث البيئة، وآثارها الحادة على الإنسان والحيوان والنبات، وأعضاء الوضوء هي أكثر أعضاء الجسم تعرضا لهذه الأجواء الملوثة فتحظى عند المسلم بعناية فائقة في التخلص المستمر من آثارها بين حين وآخر خمس مرات على الأقل يوميا، وفي هذا يقول الأستاذ محمد كامل عبد الصمد: أثبت العلم الحديث أن الوضوء يقلل من حدوث الأورام السرطانية التي تسببها المواد الكيميائية؛ لأن الوضوء يكفل إزالتها قبل أن تتراكم بكمية تمكنها من النفاذ إلى الجسم عبر الجلد مما يؤدي إلى حدوث تغيرات سرطانية.
ويشير إلى أن سرطان الجلد أكثر شيوعا في المجتمع الغربي والولايات المتحدة الأمريكية واستراليا، ورغم ضعف أشعة الشمس هناك وقوتها في بلاد الشرق لكن الوضوء يرطب الجلد، ويقلل من آثارها السلبية عليه. وأشار كذلك إلى أثر الغسل والوضوء في إزالة العرق الذي يحتوي على أملاح ومواد دهنية، فإن تبخر تبقى هذه الأملاح والدهون وتسد مسام الغدد العرقية.
o المضمضة مع استعمال السواك ذات تأثير رائع في احتفاظ الفم واللثة والأسنان بصحة جيدة، ورائحة طيبة، وإذا رجعنا إلى كتب الفقه فسنجد أن الجمهور على أن المضمضة من مندوبات الوضوء، أما الحنابلة فيرون أن المضمضة والاستنشاق من أركان الوضوء لدخولهما في وجوب غسل الوجه، وإذا أضفنا إلى ذلك حديث السيدة عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب»[48]. وقوله صلى الله عليه وسلم: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة»[49]. فإننا سنجد أن الطب الحديث يزيد المسلم يقينا بأن كل حكم شرعي وراءه مصلحة يقينية لجسم الإنسان وعقله ووجدانه وقلبه، ودنياه وآخرته، ففي المضمضة وهي رج الماء بقوة في الفم حتى يخرج جميع ما يعلق بغشاء الفم، أو ما بين الأسنان، هذا يطرد كل المواد التي ينبت على ذراتها السوس الذي يؤذي الإنسان ويؤثر تأثيرا بالغا على الجهاز الهضمي كله فضلا عن تأثيرها الشكلي على الإنسان نفسه فإذا تمضمض بشكل مستمر على هذا النحو خلا فمه دائما من هذه الرواسب التي تغير رائحة الفم وتؤذي أسنانه.
أما استعمال السواك فقد ثبت طبيا أن فيه موادا كثيرة ذات تأثير إيجابي في نقاء الأسنان والحفاظ عليها، منها ما يلي:
ü مادة الفلورايد تتفاعل مع أحد مكونات السطح الخارجي للأسنان وتسمى الهيدروكسي أباتيت، وهذه تتحول إلى مادة تسمى فلورو أباتيت، وهذا له مقاومة عالية ضد الذوبان الإحماضي الذي تفرزه البكتيريا أثناء وجود مرض التسوس.
ü كما يقلل من حموضة الإفرازات البكتيرية في داخل الفم، وهذا يقلل من سرعة ذوبان أجزاء الأسنان الخارجية في هذه الأحماض، وله دور آخر في إحباط نمو البكتيريا المسببة للتسوس في الفم عن طريق تدليك شعيراته باللثة وتنشيط الدورة الدموية فيها وهي العملية المسماة بالمساج.
ü مادة السليكون تزيل الفضلات والألوان المترسبة على الأسطح الخارجية للأسنان.
ü القلويات الموجودة في السواك ترطب الفم، وتجعل له رائحة طيبة، وتوقف نشاط البكتيريا في الفم، بل الالتهابات في اللثة والأنسجة المحيطة بالأسنان.
ü مادة التانين والمواد الشمعية، وهاتان تشدان الأنسجة المخاطية المرتخية للثة، والأنسجة المحيطة بها، وتغلف المواد الشمعية الأسنان فتكون طبقة عازلة للأسنان تزيد من مناعتها ضد التسوس. وقد أجريت أبحاث طبية عديدة حول فاعلية السواك في صحة الأسنان واللثة منها ما أجري في جنوب غانا على 887 شخصا منهم 450 رجلا، والبقية نساء، وكانت نتيجة البحث أن 83. 7% من مجموع المشاركين في البحث لا يعانون من فقد أسنانهم، وكانت نسبة التسوس محدودة جدا.
ü وفي سنة 1981م أجري بحث آخر في باكستان أثبت بالتجربة العملية أن استخدام السواك يمنع الإصابة بسرطان الدم.
ü وفي أمريكا أجرى المعهد الوطني للصحة بحثا علميا عن العناصر الموجودة في السواك، وانتهى البحث إلى أنها تمنع نمو بعض الأمراض السرطانية، وأن مستعملي السواك أقل عرضة للإصابة بسرطان الفم من غيرهم.
o الاستنشاق[50] والاستنثار[51] لا يعني تقريب الماء من الأنف، بل يعني تقريب الماء من الأنف، ثم ارتشاف جزء منه في الأنف ليدخل إلى الشعيرات بالداخل ثم نثره بقوة ثلاثا؛ حتى لا يبقى في الأنف شيء من العلائق الكثيرة الموجودة في الهواء، ويعد الأنف البوابة الرئيسية للجهاز التنفسي فإذا لم يقم الإنسان بتنظيفه دائما، فإنه يتلوث بما يتراكم في هذه الشعيرات من أتربة وميكروبات وغيرها من المواد المتطايرة في الهواء، وبهذا تفقد الشعيرات قدرتها على التنقية بسبب هذا التشبع أو تلاحمها بعضها ببعض، ويدخل الهواء ملوثا إلى القصبة الهوائية والرئتين، مما قد يؤدى إلى الالتهاب السحائي وأمراض الشعب التنفسية. بل أمراض الأذن الوسطى، والجيوب الأنفية، وسطح الجلد.
ولذا ينصح أطباء الأنف بدوام غسل الأنف حتى لا تتراكم البكتيريا والميكروبات وتتكاثر داخل الأنف فتفسد الجهاز التنفسي، وينصح بعضهم بوضع قناع من القماش على الأنف إلا أن غسل الأنف خمس مرات في اليوم هو أبسطها وأسهلها.
وقد أجرى أساتذة من كلية الطب بجامعة الإسكندرية بحثا على عدد كبير من مئات المواطنين الذين يصلون، والذين لا يصلون، واستمر البحث لمدة عامين كاملين، وكانوا يأخذون مسحة من أنوفهم جميعا ويقومون بعمل مزرعة وتحاليل وفحوص طبية، وكانت النتيجة أن الأنف ظهر عند الذين لا يتوضأون ولا يصلون باهت اللون، دهني الملمس، ويعلو مداخله أتربة وقشور، وفتحة الأنف لزجة الملمس غامقة اللون يتساقط منها الشعر، وكان الشعر بداخل الأنف متلاصقا متربا تعلوه قشور خفيفة، أما عند المتوضئين فظهر سطح الأنف لامعا نظيف الملمس، يخلو من القشور والأتربة، وكذلك شعر الأنف أملس خاليا من المتعلقات والإفرازات، وهذه النظافة للأنف تقي من أمراض الأنفلونزا، وشلل الأطفال، والدفتيريا.
· دم الحيض عبر عنه القرآن الكريم أحسن تعبير بقوله تعالى: )ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن( (البقرة:222)، ونجاسة دم الحيض مشتهرة فقهيا، وعرف قدماء المصريين ذلك قديما، بعدما أجرى أحد الكهنة تجربة، حيث سقى بعض البذور بماء مخلوط بدم الحيض، ومجموعة أخرى سقاها بالماء العذب، وتأخر نمو المجموعة الأولى، وماتت بعدئذ، فساد اعتقاد بوجود السم في دماء الحيض، وإن كانوا قد رتبوا عليها اعتزال النساء تماما في هذه الفترة، ولعل اليهود قد أخذوا هذا عنهم لكن الإسلام أمر بالنقاء منه والاغتسال بعد الانتهاء من هذه العادة، وتتبع آثاره بالقطنة المبللة بالمسك للقضاء على بقايا الدماء ونفي رائحتها، وقد ثبت أن معاشرة المرأة خلال هذه الفترة قد تؤدي إلى مرض الإيدز، كما يذكر الدكتور عادل رسلان في بحثه بعنوان العلاقة الجنسية غير السوية وأمراضها الذي ألقاه في المؤتمر الطبي الإسلامي الدولي بالقاهرة سنة 1987م. وقد عدد الأطباء الأمراض التي تسببها المعاشرة أثناء الحيض ومنها:
o التهاب قناتي الرحم أو سدهما مما قد يؤدي إلى العقم، أو الحمل خارج الرحم، لعدم تحرك البويضة منها إلى الرحم.
o امتداد الالتهاب إلى مجرى البول فالمثانة، فالحالبين، فالكلى، مما يسفر عن أمراض مزمنة للجهاز الهضمي، وهذا يحدث للرجل والمرأة، وقد يؤدي إلى التهاب غدة كوبر والبروستاتا والحويصلتين المنويتين والخصيتين والبربخ، وقد يتعذر معه البول، أو يكون البول مع آلام حادة، ويؤدي إلى إفراز مدى شديد، وهذا قد يؤدي إلى الحمى والقشعريرة والضعف العام.
o وقد يمتد الالتهاب إلى المجرى الخلفي، وفيه يكثر التقيح مع الدماء، وغالبا يزمن المرض، ويمتد الالتهاب إلى الحشفة والقلفة، ويحدث الغرغرينا فيهما، ولا يوجد في هذه الحالة مفر من بتر الذكر حتى لا يتسمم سائر البدن، وإذا وصل التسمم إلى الحالب وقاعدة الكليتين، تسمم البدن كله ومات به.
· نجاسة لحم الخنزير وشحمه مجمع عليها لقوله تعالى: )قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم (145)( (الأنعام)، والرجس هو النجس، ولكي يزداد يقيننا بمدى حرص الإسلام على صحة البدن لكل مسلم، بل لكل إنسان، ويمكن أن نلخص البحث القيم الذي عرضه د. أحمد شوقي الفنجري تحت عنوان الأسباب العلمية لتحريم لحم الخنزير، وذكر منها ما يلي:
1. يصاب الخنزير عادة بنوعين من الديدان هما:
الأول: دودة التنيا الشريطية: وتنتقل من لحم الخنزير إلى أمعاء آكله، وتخترقها إلى الدورة الدموية، وتتحوصل حتى تصل أحيانا إلى مثل حبة الفول، وتستقر في مكان ما من الجسم، فإن وصلت إلى المخ يصاب قطعا بالجنون والشلل والتشنجات العصبية، وإن أصابت العين أعمتها، وإن كانت في جدار القلب أدت إلى الذبحة الصدرية، وثبت أن ورم المخ كان 25% منه بسبب دودة الخنزير، وهذه الحويصلة قد تستمر مع الإنسان 23 عاما.
الثاني: دودة التركينا: وهي موجودة في خنزير واحد من بين كل ستة خنازير حسب الإحصاءات العالمية، وبلغ عدد المصابين بها سنة 1947م (26) مليون مصاب وهي تؤدي إلي ارتفاع الحرارة وتورم الوجه، ونزلة معوية حادة، وقد تؤدي إلى هبوط القلب.
والغريب أن كل طرق علاج هاتين الدودتين فشلت، ولا يوجد لهما علاج إلى الآن حسب ما ذكره د. "ج. جوردن" المتخصص في علاج هذه الأمراض.
2. أكدت نشرة أصدرتها هيئة الصحة العالمية أن مختبراتها في الدانمارك ثبت فيها علميا أن لحم الخنزير هو أكثر أنواع اللحوم قابلية للتلوث ونقل الميكروبات وأن 40% على الأقل من الخنازير الموجودة حاملة للمكيروبات المعدية وغير المعدية.
3. أن علماء الحيوان يصنفون الخنزير على أنه من الحيوانات آكلات اللحوم، مثل: الأسد، والذئب، والثعلب، والكلب؛ لأنها ذات أنياب والمعروف بالمشاهدة أن كل خنزير له أربعة أنياب كبيرة، والإسلام حرم أكل كل ذي ناب من السباع أو مخلب من الطير؛ لأنها حقا كما تؤكد الأبحاث العلمية تصيب آكلها بالضراوة والعنف، وفي المكسيك يغرمون بقتال الديوك كلعبة، ولوحظ أن مربيها يطعمونها اللحم بدلا من الحبوب كي تزداد ضراوة وميلا إلى القتل، والمعروف أن الخنزير فيه شراسة وعنف تزيد كثيرا عن الغنم والأبقار آكلات العشب، وأنثى الخنزير تصاب عادة بحالات هستيرية بعد الولادة، وقد تقتل أولادها كلهم أو بعضهم ثم تأكلهم، ولذا يضطر الآن رعاة الخنزير إلى خلع أنيابه وهو صغير حتى لا تفترسهم الخنازير عند الكبر، وقد لوحظ أن الخنازير إذا أخرجت من المراعي النظيفة في أوربا وأمريكا إلى الغابات فإنها تسارع بأكل الفئران الميتة، والرمم، وإذا دهست السيارة أحدهم تجمع القطيع من الخنازير حوله ليأكله، وهم الآن يطعمونها في بعض مزارع التسمين لحم خنازير ميتة وعفنة أو خيل ميت.
وقد لوحظ أن الخنازير لا ترتبط بنظام الأسرة، فالذكر له أكثر من أنثى، وقد يعتدي على أنثى غيره، والأنثى لها أكثر من ذكر، ولذا لا نجد العفة في آكلي لحوم الخنازير، فقد يسلم أحدهم زوجته أو ابنته إلى رفيقه دون حرج، على حين قد يؤدي بعض هذا في عرفنا العربي والإسلامي إلى قتال عنيف.
4. دهن الخنزير به نسبة كبيرة من الأحماض الدهنية المعقدة، منها تريجلسريدز، وتبلغ نسبة الكولسترول 15 ضعف ما يوجد في البقرة، ونسبة الدهن في اللحم 50% أما في لحم البقر 5%، هذه النسبة العالية تؤدي إلى الإصابة بتصلب الشرايين وارتفاع الضغط والذبحة القلبية، وهي القاتل الأول في أوربا.
5. وباء الأنفلونزا يظهر أولا بين المزارعين المشرفين على الخنازير، ثم ينتشر بعد ذلك في الآكلين ولذا سميت الأنفلونزا الخنزيرية، وهو من الأمراض الشائعة الآن في العالم التي لم يجد لها الأطباء علاجا جذريا حتى الآن.
وبهذا يتضح أن للطهارة مقاصد عظيمة فهي بالإضافة إلى كونها شرعا واجب الانقياد والتسليم والاذعان له فهي أيضا ذات ثمار قيمة في سلوك المؤمن المتطهر، فكما حرص الإسلام على طهارة المظهر كذلك أكد على طهارة الجوهر وجعل الطهارة الحسية عنوانا على الطهارة المعنوية فهي ليست طقوسا شكلية - كما يدعي بعضهم - أو استغلالا لسلوك إنساني فطري، بل هي أمر تعبدي شرعي موافق للفطرة التي فطر الله عليها الناس، لذلك تستريح لها النفس وتصفو بها، ولا يقال إن هذا استغلال لسلوك إنساني فطري، بل هو انسجام أو استثمار للفطرة التي فطر الله عليها الناس.
وكذلك النجاسة ليس كما يدعي ويفتري هؤلاء المفترون، بل النجاسة مصطلح شرعي توقيفي لا مجال فيه للعقل أو العرف في تحديد مفهومه، فما حكم الشرع بأنه نجس فهو كذلك، سواء أدركنا علة ذلك وحكمته أو لم ندرك، ولا علاقة بين النجاسة والكائنات الحية المضرة كما يزعمون، ألا يرون أن الإنسان فيه من تلك الكائنات والميكروبات كثير، فمثلا يوجد بفم الإنسان بعض الميكروبات فهل يبقى فمه نجسا، وكيف يقولون ذلك وهم يستنكرون أن يكون الكلب نجسا مما جعلهم يعدون القول بتحريم اقتناء الكلاب لغير حراسة أو صيد ضربا من التزمت والتطرف وإفتاء بغير علم - على حد زعمهم - ومما يفتريه هؤلاء أن الإنسان لا يكون نجسا في حالتين:
الأولى: أن يكون مريضا بمرض معد فيلزم الاحتياط عند لمسه أو استنشاق ما يتنفس من هواء أو لبس ملابسه أو غير ذلك حسب نوع المرض.
الثانية: أن يكون مروجا للأفكار الضارة، وقد جاء هذا المعنى في القرآن - على حد زعمهم - في قوله سبحانه وتعالى: )يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا( (التوبة: 28).
هذا هو الهراء الذي يفترونه وهذه جرأة مما على القول في القرآن بغير علم يخالف النقل والعقل، بل إن ما يقولونه لا علاقة له بعلم ولا عقل.
إن المرض المعدي لا يجعل صاحبه نجسا مهما كانت درجة العدوى به، فهل يظن عاقل أن من أصابه داء الزكام يكون نجسا حتى يشفي من هذا الداء، فلا تصح صلاته لأنه نجس؟
وهل يمتنع هؤلاء عن الصلاة حين يصابون بالزكام لأنهم أنجاس؟!!
والقول بأن مروج الأفكار الضارة نجس إنما هو قول جد غريب وهذا إذا طبق على هؤلاء المدعين أنفسهم سوف يكونون أنجاسا نجاسة لا تكاد ترفعها مياه الأرض كلها؛ لأنهم بميزان العلم الصحيح من الكتاب والسنة من أعتى وأنكر وأشد المروجين بكتابة هذه الأفكار الضارة ضررا بالغا مقيتا لمن أخذ بها وسار على ضلالها.
والأغرب من ذلك استشهادهم على زعمهم الفاسد هذا بقوله سبحانه وتعالى: )إنما المشركون نجس( (التوبة: 28)، فغير خفي أنه ليس كل مشرك مروجا للأفكار الضارة، بل المشرك من لم يوحد الله ولم يؤمن بالرسالة المحمدية وما جاء فيها سواء روج أفكارا ضارة أم لم يروج. والآية إنما تقرر أن المشرك نجس نجاسة مانعة من دخول المسجد الحرام بعد عام الفتح، وهذه نجاسة معنوية وليست حسية.
وهناك من ينتسب إلى الإسلام ويزعم أنه من المستنيرين والمتنورين، وهو يروج للأفكار الضارة ويرجف في الأمة بالفتنة والتضليل، ويسعى إلى إشاعة المنكر في الأمة أكثر من المشركين، بل إننا لنقرأ لبعض غير المسلمين من المستشرقين وغيرهم ممن يشهدون بالحق ويحرصون على إبراز محاسن الإسلام في كتاباتهم أكثر من حرص كثير ممن ينتسبون للإسلام الذين يفترون على الإسلام ونبيه وصحابته بأقاويل ما أنزل الله بها من سلطان، فهل نحكم على منتسب للإسلام يروج أفكارا ضارة بأنه نجس يمنع من دخول المسجد الحرام؟ لو صح ذلك لكان هؤلاء المدعون المزيفون للحقائق أنفسهم أحق الناس بأن يمنعوا من دخول المسجد الحرام، ولكانوا هم أنجس خلق الله تعالى على ظهر الأرض فهل يقبلون ذلك؟[52].
الخلاصة:
ونخلص مما سبق إلى أن: إثارة هذه الشبهة راجع إلى عدم فهم وعلم بمفهوم الطهارة والغسل والنجاسة في الإسلام حيث إن:
· الطهارة هي عبارة عن: رفع الحدث وإزالة النجس وما في معناهما أو على صورتهما، وتنقسم قسمين: طهارة من الحدث "حكمية"، وطهارة من النجس "حقيقية".
· النجاسة: هي كل ما يجب على المسلم أن يتنزه عنه، ويغسل ما أصابه منه، ولها عدة أنواع؛ منها: الميتة، الدم، لحم الخنزير، قيء الآدمي، بول الآدمي، رجيع الآدمي، الودي، المذي، المني، بول وروث ما لا يؤكل، الجلالة، الخمر، الكلب.
· الغسل: هو استعمال ماء طهور في جميع البدن على وجه مخصوص بشروط وأركان. وقد ثبتت مشروعيته من الكتاب والسنة، وله عدة موجبات؛ منها: خروج المني من الذكر أو الأنثى، التقاء الختانين، الحيض والنفاس، الموت، إسلام الكافر.
· للطهارة مقاصد تربوية في الجانب الروحي والخلقي والجسدي للمسلم:
o ففي الجانب الروحي: جعل الإسلام الطهارة من الحدث والخبث فرضا؛ ليصل المسلم إلى طهارة الجوهر مع طهارة المظهر. ويفوز المتطهرون بحب الله عز وجل. والطهارة تعيد للنفس نقاءها من الذنوب والمعاصي التي يرتكبها الإنسان. وربط أعمال الطهارة بالذكر الذي يطمئن القلب ويشرح النفس. والطهارة من علامات الإيمان التي يعرف بها المؤمنون يوم القيامة.
o وفي الجانب الخلقي: التطهر الدائم من النجاسات التي فرضت الشريعة التطهر منها، يحافظ على الحس الخلقي في النظافة والرقي. ويتعود المسلم من آداب الطهارة على الحفاظ على مشاعر الناس، وعلى الاقتصاد الراشد في التعامل مع الموارد وحسن استعمالها. والتطهر من النجاسات والحرص على الاستنجاء والوضوء والطهارة والغسل، يجعل المسلم أنيقا نظيفا في جميع أوقاته.
o وفي الجانب الجسدي: الطهارة أول نظام علمي عرفته الإنسانية يأمر بالتعقيم ويحارب التلوث. وتتوجه الطهارة في جسم المسلم والمسلمة إلى جميع المواضع التي يمكن أن تكون مناخا خصبا لإيواء الميكروبات والبكتيريا والفيروسات وتكاثرها. وتحريم معاشرة الرجل المرأة في حال حيضها، وقد عدد الأطباء الأمراض التي تسببها المعاشرة أثناء الحيض. وتحريم أكل لحم الخنزير، والذي ثبتت نجاسته وأجمع عليها. ولا ينجس الإنسان بالمرض، بل هو في نظر الإسلام تطهير للإنسان من ذنوبه أو رفع لدرجاته، كما أن الذي يروج لأفكار ضارة ليس نجسا وإن كان مفسدا، لأن الله خلق الإنسان وكرمه، إنما النجاسة إن صح إطلاقها عليه فتكون معنوية.
(*) تغييب الإسلام الحق، د. محمود توفيق محمد سعد، مكتبة وهبة، القاهرة، ط1، 1416هـ/ 1996م.
[1]. لسان العرب، ابن منظور، دار الفكر، بيروت، 1994م، مادة: طهر. المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية، القاهرة، 1997م، مادة: طهر. الموسوعة الإسلامية العامة، وزارة الأوقاف، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة، ص324.
[2]. الموسوعة الإسلامية العامة، وزارة الأوقاف، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة، ص924.
[3]. الحدث لغة: الوقوع والتجدد، واصطلاحا: خروج النجس من الآدمي، سواء أكان من السبيلين أم من غيرهما، معتادا كان أم غير معتاد. وهي نجاسة حكمية لا تزول إلا بالغسل أو الوضوء أو التيمم.
[4]. الموسوعة الإسلامية العامة، وزارة الأوقاف، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة، ص924.
[5]. الحدث الأصغر: ما أوجب الوضوء، وهو الخارج من قبل الآدمي أو دبره عينا كان أم ريحا، طاهرا أو غير طاهر، جافا أو رطبا معتادا كبول، أو نادرا كدم، قليلا أو كثيرا، طوعا أو كرها.
[6]. الحدث الأكبر: ما أوجب غسلا؛ ويكون ذلك بخروج المني من الآدمي باحتلام أو جماع أو استمناء.
[7]. الحرج: الضيق.
[8]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب وجوب الطهارة للصلاة (557).
[9]. الموسوعة الإسلامية العامة، وزارة الأوقاف، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة، ص924.
[10]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء (556).
[11]. فقه السنة، السيد سابق، الفتح للإعلام العربي، القاهرة، ط2، 1419هـ/ 1999م، ج1، ص23.
[12]. التذكية: الذبح على الطريقة الشرعية.
[13]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند الأنصار، حديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه (21954)، وأبو داود في سننه، كتاب الصيد، باب صيد قطع منه قطعة (2860)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5652).
[14]. المسفوح: المصبوب.
[15]. فقه السنة، السيد سابق، الفتح للإعلام العربي، القاهرة، ط2، 1419هـ/ 1999م، ج1، ص23: 26 بتصرف.
[16]. الجلالة: هي التي تأكل العذرة من الإبل والبقر والغنم والدجاج والأوز وغيرها، حتى يتغير ريحها، فإن حبست بعيدة عن العذرة زمنا وعلفت طاهرا طاب لحمها وذهب اسم الجلالة عنها حلت.
[17]. فقه السنة، السيد سابق، الفتح للإعلام العربي، القاهرة، ط2، 1419هـ/ 1999م، ج1، ص26: 31 بتصرف.
[18]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الغسل، باب إذا التقى الختانان (287)، ومسلم في صحيحه، كتاب الحيض، باب نسخ الماء من الماء ووجوب الغسل بالتقاء الختانين (812)، واللفظ له.
[19]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الحيض، باب إنما الماء من من الماء (802).
[20]. الموسوعة الإسلامية العامة، وزارة الأوقاف، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة، ص1038.
[21]. المقاصد التربوية للعبادات في الروح والأخلاق والعقل والجسد، د. صلاح الدين سلطان، سلطان للنشر، أمريكا، ط1، 1425 هـ/ 2004م، ص9: 14، ص41: 45، ص106: 124 بتصرف.
[22]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء (556).
[23]. الكنيف: المرحاض.
[24]. الخبث والخبائث: الخبث: ذكور الشياطين، والخبائث: إناثها؛ ولما كان الخلاء موطنا للشياطين فقد أمر بالاستعاذة منها عند دخوله.
[25]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الدعوات، باب الدعاء عند الخلاء (5963)، وفي موضع آخر، ومسلم في صحيحه، كتاب الحيض، باب ما يقول إذا أراد دخول الخلاء (857).
[26]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، باقي مسند الأنصار، حديث السيدة عائشة رضي الله عنها (25261)، وابن ماجه في سننه، كتاب الطهارة وسننها، باب ما يقول إذا خرج من الخلاء (300)، وصححه الألباني في الإرواء (52).
[27]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند أبي هريرة رضي الله عنه (9408)، وأبو داود في سننه، كتاب الطهارة، باب التسمية علي الوضوء (101)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7514).
[28]. أسبغ الوضوء: أتمه ووفى كل عضو حقه في الغسل.
[29]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب الذكر المستحب عقب الوضوء (576).
[30]. الغر: جمع أغر؛ أي: ذو غرة، وهي لمعة بيضاء تكون في جبهة الفرس، وأراد بذلك النور الذي يكون في وجوه أهل الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم.
[31]. المحجلون: جمع محجل، وهو ما كان البياض فيه في موضع الخلخال أو القيد، وهذه صفة المؤمنين الذين اتبعوه صلى الله عليه وسلم.
[32]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء (602).
[33]. الاستنجاء: إزالة ما يخرج من السبيلين، سواء بالغسل أو المسح بالحجارة ونحوها عن موضع الخروج أو ما قرب منه.
[34]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الآداب، باب استحباب تغيير الاسم القبيح إلى حسن وتغيير اسم بدة إلى زينب (5728).
[35]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب النهي عن التخلي في الطريق والظلال (641).
[36]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند عبد الله بن عمرو رضي الله عنه (7065)، وابن ماجه في سننه، كتاب الطهارة وسننها، باب ما جاء في القصر وكراهية التعدي فيه (425)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (3292).
[37]. يقتروا: يبخلون ويضيقون على أنفسهم في النفقة.
[38]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الوضوء، باب الاستجمار وترا (160)، ومسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب كراهية غمس المتوضئ وغيره يده المشكوك في نجاستها في الإناء (665).
[39]. الاستجمار: استعمال الحجارة ونحوها في إزالة ما على السبيلين من نجاسة.
[40]. الاستحداد: حلق العانة، وسمي استحدادا؛ لاستعمال الحديدة، وهي: الموس.
[41]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب اللباس، باب تقليم الأظفار (5552)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب خصال الفطرة (620).
[42]. البراجم: جمع برجمة، وهي: مفصل الإصبع.
[43]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب خصال الفطرة (627).
[44]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الوضوء، باب النهي عن الاستنجاء باليمين (152)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب النهي عن الاستنجاء باليمين (636)، واللفظ له.
[45]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الوضوء، باب الاستجمار وترا (160)، ومسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب كراهية غمس المتوضئ غيره يده المشكوك في نجاستها في الإناء (665).
[46]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب النهي عن التخلي في الطريق والظلال (641).
[47]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب النهي عن البول في الماء الراكد (681).
[48]. أخرجه البخاري في صحيحه معلقا بصيغة الجزم، كتاب الصوم، باب السواك الرطب واليابس للصائم، قبل حديث رقم (1832).
[49]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجمعة، باب السواك يوم الجمعة (847)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب السواك (612).
[50]. الاستنشاق: جذب الماء داخل الأنف.
[51]. الاستنثار: إخراج ما في الأنف من ماء وغيره.
[52]. تغييب الإسلام الحق، د. محمود توفيق محمد سعد، مكتبة وهبة، القاهرة، ط1، 1416هـ/ 1996م، ص31.