مرحبًا بكم فى موقع بيان الإسلام الرد على الافتراءات والشبهات
 بحث متقدم ...   البحث عن

الصفحة الرئيسية

ميثاق الموقع

أخبار الموقع

قضايا الساعة

اسأل خبيراً

خريطة الموقع

من نحن

ادعاء نسبة الجهل إلى الله - عز وجل - في الإسلام (*)

مضمون الشبهة:

يدعي بعض الجاهلين أن الله سبحانه لا يعلم الغيب، ويستدلون على ذلك بقوله تعالى: )وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون (30)( (البقرة)، ثم حدث بعد ذلك الإفساد وسفك الدماء، فهل الله تعالى لم يكن يعلم ما سيحدث بعد ذلك؟ وأنه لم يكن يعلم أن آدم قد أكل من الشجرة إلا عندما سأله؟ ويستدلون بقوله تعالى: )ليبلوكم أيكم أحسن عملا(7)( (هود) على أن ابتلاءه لنا؛ لمعرفة الأحسن عملا يدل على خفاء شىء عن علمه بالغيب.

وجوه إبطال الشبهة:

1)  علم الله محيط بكل شىء، وعلمه الغيب ثابت بما أخبر به - عز وجل - وبما أخبرنا به نبيه صلى الله عليه وسلم.

2)  ابتلاء الله - عز وجل - لعباده لا يزيده علما بأحوالهم؛ فإن له العلم القديم الشامل الذي لا يتبدل.

3)  سؤال الله تعالى لآدم ليس للاستعلام، بل للتقرير.

التفصيل:

أولا. شمول علم الله - عز وجل - وإحاطته:

 فالله - عز وجل - لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، فهو يعلم ما كان، وما سيكون، وهو عليم بذات الصدور: )وربك يعلم ما تكن صدورهم( (القصص:69)، )وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله( (البقرة: 284)، )وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها( (هود: 6).

فعلم الله تعالى علم مطلق، وما أكثر الآيات القرآنية التي جاءت تتحدث عن علم الله - عز وجل - بكل شىء، وإجمالا كقوله تعالى: )والله بكل شيء عليم (35)( (النور)، وقوله عز من قائل: )وأن الله قد أحاط بكل شيء علما (12)( (الطلاق)، أو تفصيلا كقوله تبارك وتعالى: )وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمـات الأرض ولا رطـب ولا يابــس إلا في كتــاب مبيــن (59)( (الأنعام)، وكقوله تعالى: )إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير (34)( (لقمان)، وكقوله تعالى: )وكل شيء عنده بمقدار (8) عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال (9) سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار (10)( (الرعد).

وما أكثر الأسماء الحسنى التي تعبر بكل الوجوه عن علمه تعالى، مثل: العليم، والخبير، واللطيف، والشهيد، والرقيب، والمحصي، والمبدئ، وعالم الغيب والشهادة، وعلام الغيوب... إلخ الصفات الدالة على العلم والمعية والإحاطة.

وهذا الفهم السقيم الذي ذكروه لا وجه له، أمام هذه النصوص القاطعة بعلمه تعالى بما كان وبما سيكون، وعلمه السر وأخفى، وحدوث كل شىء تبعا لعلمه سبحانه.

ثانيا. ابتلاؤه - عز وجل - لعباده لا يزيده علما بهم:

فإن الله - عز وجل - منزه عن النقائص: )ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (11)( (الشورى)، وإنما أراد أن يبتليهم ليعظم لهم الأجر؛ ولذا قال: )وبشر الصابرين (155)( (البقرة). والله - عز وجل - قد أدخلنا دار الابتلاء (الدنيا)؛ ليبلونا أينا أحسن عملا، حتى لا يدعي أحد أن الله - عز وجل - ظلمه، وحتى لا يقولوا إنا كنا عن هذا غافلين، أو يقولوا إنما أشرك أباؤنا وكنا ذرية من بعدهم نسير على دربهم.

فاختبار الله - عز وجل - لعباده إثبات للحجة عليهم، حتى لا يدعي أحد أن الله - عز وجل - ظلمه، حتى إن أهل الفترة: (أي الذين يحتجون يوم القيامة على الله بأنهم لم تبلغهم الرسالة) يعقد الله تبارك وتعالى يوم القيامة لهم امتحانا حتى يعلم كل واحد منهم حقيقة نفسه لو كان في الدنيا وبلغته رسالة ربه أكان يصدق بها أم يكذب.

وإنما أراد الله - عز وجل - بذلك إقامة الحجة عليهم وهو أعلم بهم من أنفسهم، ويعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون، قال تعالى: )ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين (27)بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون (28)( (الأنعام).

والفهم الصواب للآيات: )ليبلوكم أيكم أحسن عملا(، وقوله تعالى: )ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم (31)( (محمد) وأمثالها أن نقول:

·       إن مثل هذا التعبير - عادة - ما يوجه لمن يجادل ويماري في علمك، فتتنزل معه ليتبين الطرفان أنت وهو من العالم فيكم؟ كأن يقول العالم: النار تحرق الحطب، ويقول الجاهل بل الحطب يحرق النار، فيقول العالم: سنأتي بحطب ونار لنعلم أيهما يحرق الآخر.

·       أن معنى "حتى نعلم"؛ أو "ليعلم"؛ أو "لنعلم" الواردة في الآيات: أي: ليظهر متعلق علمه.

·       أن اللام في "لنعلم" وأمثالها، للعاقبة والفائدة، والمعنى: إنا فعلنا ذلك فترتب عليه فوائد، ومصالح غير باعثة على الفعل "لنعلم" ولكنها مترتبة عليه، كما قال تعالى في حق فرعون وقومه مع موسى عليه السلام: )فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين (8)( (القصص).

أى: كانت العاقبة كذلك - ولم يكن التقاطهم لأجل أن يكون لهم عدوا [1].

ومعرفة الحكمة من الخلق معرفة نهائية فوق طاقة البشرومداركهم، ولكن يكفي أن يعلم العبد أن ربه خلقه لعبادته، كما قال تعالى: )وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون (56)( (الذاريات).

وأنهم حين يعبدونه فهم المستفيدون لا هو سبحانه، وإن لم يعبدوه فهم المتضررون الأشقياء في دنياهم وأخراهم بانصرافهم عن طاعته قال الله عز وجل: )إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم( (الزمر: 7)، وقال: )ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم( (النساء: 147).

ثالثا. ليس سؤال الله لآدم - عليه السلام - للاستعلام، لكن للتقرير:

إن علم الله - عز وجل - قديم، وقد سبق الكلام عن هذه النقطة من قبل، ثم إن من الدليل على علم الله - عز وجل - بما سيقع من آدم - عليه السلام - ما رواه الشيخان عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «احتج آدم وموسى فقال له موسى: أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة فقال له آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه ثم تلومني على أمر قدر على قبل أن أخلق فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحج آدم موسى مرتين»[2].

والشاهد من الحديث: «ألم تجد أن الله - عز وجل - قدر معصيتي، وقدر خروجي قبل أن أخلق بأربعين سنة» فقد علم الله ما سيقع من آدم قبل خلقه، إذن لم يكن سؤال الله - عز وجل - لآدم على سبيل الاستعلام، إنما كان ليقرره بمعصيته؛ ليتوب ويتوب الله تعالى عليه،)ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى (122)( (طه).

واليهود الذين يصفون الله - عز وجل - بكل نقيصة كانوا يعلمون أن محمدا هو النبي الذي كانوا ينتظرونه لبشارة كتبهم به، ولكنه لما لم يكن من قومهم "بني إسرائيل" كفروا به حسدا، ونهوا قومهم أن يحدثوا المسلمين بهذا الأمر لئلا يحاجوهم بذلك عند الله تعالى يوم القيامة، قال تعالى: )فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون (33)( (الأنعام)، ولذلك رد الله تعالى عليهم بقولـه: )أولا يعلمـون أن الله يعلـم مـا يســرون ومــا يعلنــون (77)( (البقرة) [3].

أما قول الملائكة: )أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء( (البقرة: 30)، فإنه لا ينفي علم الله تعالى بما سيحدث، بل هذا يثبت أن الملائكة وإن علموا شيئا مما أعلمهم الله - عز وجل - إياه فقد غاب عنهم من العلم ما تفرد به سبحانه، فهم لا يعلمون أن من سيجعل منه خليفة في الأرض سيكون مصلحا فيها معمرا لها مقيما لشريعة الله التي تحكم الناس بالعدل وتنشر بينهم الخير، ولذلك رد الله تعالى عليهم بقوله: )إني أعلم ما لا تعلمون (30)( (البقرة).

الخلاصة:

·       إنه لا مجال للتشكيك في علم الله تعالى، وأن يزعم جاهل أن الله لا يعلم الغيب، فعلم الله تعالى محيط بكل شىء، لا يخفى عليه - عز وجل - شىء في ملكه، وقد أخبر بعض عباده ببعض الغيب، وقد وقع ما أخبروا به عن رب العزة تبارك وتعالى.

·       وإن قوله تعالى: )إني أعلم ما لا تعلمون (30)( (البقرة) يثبت أن الملائكة وإن علموا شيئا مما أعلمهم الله تعالى به، فقد غاب عنهم من العلم ما تفرد به سبحانه، فهم لم يعلموا أن الله سيجعل من عباده مصلحين في الأرض ومعمرين لها.

·       ما ابتلاء الله لعباده، إلا لإقامة الحجة عليهم ليس إلا؛ حتى لا يدعي أحد أن الله تعالى ظلمه، وكذلك يكون الابتلاء لرفع الدرجات التي لا تبلغ إلا به؛ لقصور الأعمال الصالحة من العبد فهذا محض تفضل وإكرام من الله تعالى.

·       وأما زعمهم بأن الله لم يكن يعلم أن آدم وزوجه أكلا من الشجرة إلا عندما سألهما فباطل؛ لقول آدم لموسى «أتلومني على أمر قدره الله - عز وجل - علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة».

 



(*) النظر في الأدلة العقلية حول إثبات الذات الإلهية. Nadyelfiker. net

[1]. الأسماء والصفات، البيهقي، تحقيق: محمد زاهد الكوثري، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1، 1990م، ص123. المفيد في علم التوحيد، حبيب الله حسن أحمد، مجموعة محاضرات ألقيت على طلاب كلية الدعوة، جامعة الأزهر، ص133، 134.

[2]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأنبياء، باب وفاة موسى (3228)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب القدر، باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام (6912).

[3]. انظر: الأسماء والصفات، البيهقي، تحقيق: محمد زاهد الكوثري، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1، 1990م. المفيد في علم التوحيد، حبيب الله حسن أحمد، مجموعة محاضرات ألقيت على طلاب كلية الدعوة، جامعة الأزهر.

read why women cheat on men want my wife to cheat
wives that cheat women who want to cheat read here
click website dating site for married people
click read dating site for married people
open read here black women white men
open online black women white men
signs of a cheater why married men cheat on their wives website
signs of a cheater reasons people cheat website
reasons wives cheat on their husbands what is infidelity why do men have affairs
reasons wives cheat on their husbands what is infidelity why do men have affairs
viagra vison loss vasodilator viagra read
why do wife cheat on husband wife cheaters reasons why married men cheat
husband cheat why do men cheat on their wife online affair
husband cheat online online affair
dating a married woman unfaithful spouse i cheated on my husband
dating a married woman cheat on my wife i cheated on my husband
My girlfriend cheated on me my wife cheated on me with my father signs of unfaithful husband
مواضيع ذات ارتباط

أضف تعليقا
عنوان التعليق 
نص التعليق 
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء كاتبيها فقط ولا تعبر عن الموقع
 
 
 
  
المتواجدون الآن
  37899
إجمالي عدد الزوار
  38036022

الرئيسية

من نحن

ميثاق موقع البيان

خريطة موقع البيان

اقتراحات وشكاوي


أخى المسلم: يمكنك الأستفادة بمحتويات موقع بيان الإسلام لأغراض غير تجارية بشرط الإشارة لرابط الموقع