مرحبًا بكم فى موقع بيان الإسلام الرد على الافتراءات والشبهات
 بحث متقدم ...   البحث عن

الصفحة الرئيسية

ميثاق الموقع

أخبار الموقع

قضايا الساعة

اسأل خبيراً

خريطة الموقع

من نحن

ادعاء التعارض بين العقيدة الإسلامية ومعطيات العلم والفلسفة (*)

 مضمون الشبهة:

يدعي بعض الجاهلين أن هناك تعارضا بين الفكر الإسلامي الذي يقوم على الإيمان بالحقائق الغيبية وبين معطيات العلم التجريبي الحديث ومناهج الفلسفة الوضعية المادية المعاصرة، ويقولون: إن هذا الفكر الإسلامي لا يصلح لأن يكون منهج حياة يتبعه الناس في حياتهم العامة؛ نظرا لتناقضه وتعارضه مع معطيات العلم والفلسفة التي يؤمن بها العالم في العصر الحديث.

وجها إبطال الشبهة:

1) القرآن والسنة ينصان على أهمية العلم والمكانة التي يحتلها العلماء في المجتمع المسلم، ويحثان على طلب العلم والسعي إليه.

2) العلاقة بين الفكر الإسلامي وبين معطيات العلم التجريبي الحديث علاقة انسجام واطراد لا تناقض وتضاد، و الفكر الإسلامي لا يعارض شيئا من نتائج العلوم التجريبية، ولا يضره أن يصادم مبادئ الفلسفات المادية المعاصرة، وهي في جملتها قاصرة في نظرتها إلى الوجود والحياة.

التفصيل:

أولا. القرآن والسنة ينصان على أهمية العلم والمكانة التي يحتلها العلماء في المجتمع:

حفلت آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة بالتأكيد على فضل العلم والعلماء، وبالتالي الحث على طلب العلم والتنويه بالمكانة العالية التي وضع العلماء فيها دون غيرهم من طوائف البشر، وما هذا إلا لأنهم يحملون سراج النور الذي يضىء للبشرية طريقها، وإن معطيات العلم الحقيقية لا تتعارض مع الدين والفكر الإسلامي في أي ناحية من نواحيه، وقد يكفي أن الكلمات التي تدل على العلم كثيرة في القرآن الكريم، وقد ورد فيه مشتقات الجذور الآتية على وجه التمثيل (نظر، عقل، ذكر، دبر... إلخ)، فكثيرا ما يرد في القرآن: يعقلون، يذكرون، يعلمون، يتدبرون، انظروا، وغيرها الكثير الذي ينفي شبهة التعارض بين الفكر الإسلامي والعلم التجريبي.

وقد جاء في محكم التنزيل: )وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون (43)( (النحل)، وقال تعالى: )وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون (97)( (الأنعام)، وقال تعالى: )قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون (65)( (الأنعام)، وقال تعالى: )أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب (9)( (الزمر)، وقال تعالى: )وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون (43)( (العنكبوت)، وقال تعالى: )يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير (11)( (المجادلة)، وقال تعالى: )شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم (18)( (آل عمران).

ولو ذهبنا نحصي الآيات التي تحدثت في هذا الجانب فلن نستطيع أن نحصيها لكثرتها في مثل هذا المقام، وقد تبين من خلال الآيات السابقة مدى أهمية العلم، لدرجة أن الله - عز وجل - ذكره بعد نفسه - عز وجل - وبعد الملائكة مباشرة في دليل واضح الدلالة على أهمية العلم، فأين إنكار الفكر الإسلامي لمعطيات العلم الحديث؟!

والسنة المطهرة مليئة بالأحاديث التي تحض على العلم وتحث عليه، من ذلك ما قاله صلى الله عليه وسلم: «العلماء ورثة الأنبياء»[1]. وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - الفعلية توضح ذلك أيضا؛ ففي غزوة بدر جعل النبي فداء المشركين الأسرى أن يعلم كل أسير عشرة من أبناء الصحابة القراءة والكتابة ولم يطلب منهم مالا، كان هذا من قبل النبى؛ لإدراكه مدى أهمية العلم في بناء الحضارات والشعوب، وفي كل هذا رد على من ادعى أن الإسلام يعارض العلم ولم يهتم به الاهتمام الأمثل.

ومن الآثار الدالة على أهمية العلم في السنة المطهرة، ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم فريضة على كل مسلم»[2].

وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله أوحى إليه: أنه من سلك مسلكا في طلب العلم سهلت له طريق الجنة، ومن سلبت كريمتيه أثبته عليهما الجنة، وفضل في علم خير من فضل في عبادة، وملاك الدين الورع»[3]. وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «صاحب العلم يستغفر له كل شىء، حتى الحوت في البحر»[4]. وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيأتيكم أقوام يطلبون العلم، فإذا رأيتموهم فقولوا لهم: مرحبا بوصية رسول الله، وأقنوهم، قلت للحكم: ما أقنوهم؟ قال: علموهم»[5]. وقد دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل العلم فقال: «نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه»[6]. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه، أو يعلمه فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله، ومن جاء لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره»[7].

والأحاديث في هذا الصدد كثيرة، فضلا عن الآثار الواردة عن السلف من الصحابة والتابعين وغيرهم.

ومن جملة ذلك يتبين أن الإسلام بعقائده وتشريعاته لا يناقض العلم بل هو الداعي إليه والآخذ بزمام المبادرة الحقيقية نحو الاتجاه العلمي من أول يوم نزل فيه الوحي )اقرأ وربك الأكرم (3)( (العلق)، وليس أدل على ذلك من هذه الحركة العلمية الضخمة التي قام بها المسلمون بتوجيهات القرآن الكريم وتوجيهات الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأبرز ما فيها تحويل العلم من نظريات إلى منهج تجريبي قائم على المشاهدة والملاحظة والتجربة، وتحويله من النظرة الذاتية التي كانت تمثلها الفلسفة إلى النظرة الموضوعية.

إن الذين يدعون أن الإسلام يناقض العلم أناس قد أعظموا الفرية، وربما لم يقرءوا التاريخ أو أغفلوا - عن قصد وسوء نية - تلك الحركة الحضارية الإسلامية التي امتدت في جميع نواحي الحياة، تلك الحضارة الروحية المادية في ذات الوقت لا تفصل بين مطالب الروح ومطالب الجسد ولا تفصل بين الدنيا والآخرة، تلك الحضارة التي عاشت قرونا مديدة وأزمنة عديدة هي رائدة التقدم وقائدة الفكر المستنير في العالم أجمع حين تمسكت الأمة بدينها وتحقق معنى "الأمة" في واقع الأرض، الأمة التي تلتقي على العقيدة في الله قبل أن تلتقي على الأرض واللغة والجنس والمصالح، والتي جعلت المسلم ينتقل في بلاد العالم الإسلامي من المحيط إلى المحيط، فلا يحس بالغربة في أي بلد من بلاد المسلمين، رغم اختلاف الحكومات وتطاحنها في كثير من الأحيان.

ليس هذا فحسب، بل إن أثر الإيمان لم يقف عند المسلمين فقط، بل تعداهم إلى بقية أمم الأرض وشعوبها، حينما كانت أوربا في عصورها المظلمة واقعة في الجهالة العلمية التي حرص عليها حكام شعوبها كما حرصت عليها الكنيسة؛ ليظل سلطانها الرهيب قائما في قلوب الناس وأرواحهم، وكانت واقعة تحت وطأة الإقطاع ممزقة لا رباط بينها - وإن كانت كلها مسيحية - لأن السيد الإقطاعي يمثل في اقطاعيته السلطان المطلق، فهو السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية في وقت واحد، وواقعة من جهة أخرى تحت سطوة البابوية التي تستعبد أرواح الناس وأفكارهم وتأكل جهدهم كما تأكل أموالهم بالباطل: )يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم (34)( (التوبة).

وبينما أوربا في حالتها هذه، إذ التقت بالإسلام الذي يحيط بها من كل جانب، التقت به سلما في الأندلس، والشمال الإفريقي وصقلية والتقت به حربا عبر الحروب الصليبية التي استغرقت حوالي قرنين من الزمان ثم كان من نتيجة ذلك تلك الآثار في أوربا:

·       أخذت أوربا العلوم الإسلامية كلها، وبصفة خاصة المنهج التجريبي في البحث العلمي وأقامت نهضتها العلمية الحاضرة عليه.

·       أخذت معنى "الأمة" التي يربطها رباط واحد وتحكمها شريعة واحدة، ولكنها لم تستطع إقامتها على أساس العقيدة؛ لفساد العقيدة عندهم وفساد القائمين عليها من الكهنوت، فأقاموها على شكل قوميات، وهذا هو الأساس الذي قامت عليه دول الغرب الحالية.

·       حاولت إصلاح الفساد العقدي والكنسي في حركات كالفين ومارتن لوثر وغيرهما، وإن كانت لم تحقق إلا إصلاحات جزئية في داخل الفساد الشامل؛ وذلك لأنها رفضت الإسلام ابتداء وهو الطريق الوحيد للإصلاح الحقيقي.

·       أخذت نظام الجامعات الإسلامية وأنشأت جامعاتها على غراره.

·       قامت فيها حركة فروسية تحاول أن تقلد ما وجدوه عند المسلمين من الشهامة والنجدة والأخلاق العالية.

·       تأثرت أوربا بالنظم المعمارية الإسلامية وقلدتها في بعض مبانيها عامة، خذ مثالا بسيطا على ذلك: إدخال الحمامات في البيوت وتنظيف الأبدان بالاستحمام، ولم تكن أوربا تمارسه حتى التقت المسلمين.

·       بدأت فكرة "الدساتير" التي تشمل أسسا واضحة للحكم غير هوى الحكام وشهواتهم الشخصية واقتبست أوربا كثيرا من الفقه الإسلامي، ومما يذكر في هذا الصدد أن القانون المدني الفرنسي مأخوذ معظمه من فقه مالك؛ لأنه كان أقرب المذاهب إليهم في الشمال الإفريقي.

·       استفادت أوربا من الكشوف الجغرافية والخرائط الإسلامية فبدأت تسيح في الأرض على هدي هذه الخرائط.

وباختصار، فإن أوربا أخذت بذور نهضتها الحالية كلها من الإسلام، وإن كانت جمدت أثر الإسلام والمسلمين في حياتها ورفضت في عصبية جاهلية أن تعتنق الإسلام[8].

يقول موريس بوكاى: "إن الباحث يشعر بالدهشة عندما يكتشف أن القرآن ليس فيه كلمة واحدة تتعارض مع قوانين العلم الحديث". ويقول أيضا: "إن القرآن ليس في آياته إشارة واحدة يمكن نقضها في ضوء مناهج وقوانين العلم الحديث"... وغير ذلك من شهادات العلماء التي لا نستطيع حصرها، والتي تؤكد على دلالة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم أمثال: آناماري شميل، والبروفسير فريد هاليداي، والمفكر الألماني د. مراد ويلفريد هوفمان، وباول شمتر، والراهبة كارين أرمسترونج... وغيرهم كثير[9].

بل إننا نسأل هؤلاء المدعين أن ثوابت العقيدة الإسلامية تتعارض مع معطيات العلم الحديث - نسألهم كيف ذلك والقرآن الكريم ملىء بالإعجاز العلمي الذي يكتشفه العلماء كل يوم، لقد توصل العلم أخيرا إلى إثبات الحقائق العلمية التي أشارت إليها بعض الآيات القرآنية من قبل كبار العلماء غير المسلمين... ولقد أجرى الشيخ الزنداني محاورة علمية على أربعة عشر من رواد العلوم المعاصرة في شتى الآفاق، كان الغرض منها معرفة الحقائق العلمية التي أشارت إليها بعض الآيات القرآنية، مع بيان أن دين الإسلام حث على العلم والمعرفة، وأنه لا يمكن أن يقع صدام بين الوحي وحقائق العلم التجريبى[10].

ثانيا. لا تعارض بين الفكر الإسلامي ومعطيات العلم، ولا يضره أن يصادم مبادئ الفلسفات المادية:

والعلم التجريبي لا ينكر وجود الله - عز وجل - بخلاف الفلسفة المادية، ولكنه يقتصر على عالم المحسوس دون عالم الغيب، ويترك عالم الغيب لما هو أعلى من العقل البشري ومن التجربة العملية؛ لذلك فإن علماء التجربة يؤمنون بأن هناك حقائق يصعب على العقل البشري إدراكها، منها حقيقة الحياة، هذا ما أكد عليه كاميل فلامريون حين قال: "لقد عجز العلماء عن حل مسألة استمرار الوجود ودوامه، فهم يقرون بضرورة وجود الخالق وبتأثيره الدائم المستمر؛ وذلك ليمكنهم تفسير تعاقب الكائنات وإدراك سر أصول الأشياء، وقال إميل بوترو في كتابه "العلم والدين": "عجز العلم عن حل كل المشاكل، والعلم مهما تقدم فهو محدود، لا يوجد غير الدين الذي يسد الفراغ".

فالعلم التجريبي لا يرفضه الفكر الإسلامي مادام في إطاره الصحيح، الذي يؤمن بوجود أشياء فوق تصور العقل وفوق قدراته، تدرك بالقلب عن طريق الإيمان بها كما هي، هذه الحقائق التي يعرفها الإنسان عن طريق الوحي الذي أرسله الله عز وجل للرسل؛ لكي يضعوا الناس على الطريق الصحيح إلى الله تعالى، وبدون هذا الإيمان القلبي يصبح العلم أداة هدم لا أداة تعمير للكون.

وهذا هو الفارق الحقيقي بين الفكر الإسلامي والفلسفة المادية التي لا تؤمن إلا بالماديات فقط، وترفض كل ما هو غير مادي، بدعوى أنه لا يخضع للنظر المباشر، وهذا هو الذي جعل أوربا تفصل بين الدين والدنيا، فكان ما نشاهده الآن من فراغ روحي بين أبنائها.

إن المعرفة التجريبية هي التي أخذت مفهوم العلم، ولكن الفلسفة ليست إلا افتراضات خارج دائرة التجريب، وتحاول أن تصطنع الأسلوب العلمي في النظر والاستدلال، ولا تخلو هذه الفلسفة من الأهواء والمطامع، وهي حين تحاول أن تنقل التجريب إلى عالم النفس والإنسانيات والأخلاق تتعثر وتخطىء؛ لأن مثل هذه الأشياء لا يخضع للتجريب؛ لاختلاف النفوس والطبائع والبيئات والعصور، عكس العلوم المادية التي تخضع لذلك، فالفلسفة المعاصرة حسية مادية واقعية لا تعترف بغير ما يقع تحت التجربة؛ ولذلك فهي تنكر عالم الغيب الذي يؤمن به العلم، وتنكر الوحي والألوهية والنبوة والبعث والجزاء والأديان والكتب المنزلة وكل معطيات الإيمان الحقيقية؛ فهي لذلك قاصرة عن فهم الحياة والوجود كما يفهمها ويعرفها المؤمن بالله تعالى.

ولقد اعترف الباحثون في الفلسفة أنفسهم بأن أي فلسفة مثالية أو مادية، روحية أو عقلية، لم تصل إلى ما وصل إليه الإسلام من تحرير عقل الإنسان وتحطيم الأغلال الموروثة؛ لأن الإسلام يخاطب العقل والقلب معا، وأبطل القرآن سلطان الأحبار والرهبان والوسطاء بين العبد والرب، ولم يفرض على الإنسان قربانا يسعى به إلى المحراب بشفاعة من ولى ولا ترجمان بين الله وعباده، وحرر عقل الإنسان من سلطان الهياكل والمحاريب؛ فقد علم القرآن أتباعه كيف يوفقون بين الدين والدنيا في معادلة صعبة لم يقم بها أي دين سوى دين الإسلام. يقول خليل حاوى في هذا الصدد: إن فجيعة القلوب هي أن العقل محدود المعرفة عاجز عن إدراك حقائق الإيمان والدين، فمن المستحيل إدراك المطلق عن طريق العلم أو العقل؛ لتعالى المطلق عن التجربة والواقع؛ فالإنسان ليس كائنا يعقل فحسب، بل هو كائن له قلب وإدراك، ومن حق النفس الإيمان بأشياء لا يثبتها العقل ولا ينفيها، فمن حقها أن تؤمن بمعتقدات الوحي والدين وخلود النفس ووجود الله تبارك وتعالى؛ لأن العقل لا يستطيع أن ينفيها.

إن الفلسفة الغربية وصلت إلى مرحلة صعبة؛ فهي تجعل مهمتها قاصرة على إثارة الشبهات دون تقديم حل لها، أما الإسلام فهو عكس ذلك تماما، فهو يضع الأمور ضمن إطار واضح ومحدد، والغربي ينطلق من واقع غير مقيد بأي إطار.

 أو ضوابط أخلاقية أو دينية، وفي ذلك يقول العلامة المودودى: "إن النظريات التي وضعها الإنسان عن نفسه، وعن الحياة الدنيا، وعن نظام الكون، وعن ذات الإله، مدفوعا بدراسته الشخصية وتقديراته الخيالية وخضوعه لسلطان الأهواء، ثم المواقف التي اتخذها على أساس تلك النظريات، فإنها في حقيقتها باطلة ومهلكة للإنسان نفسه من ناحية المصير، وإنما الحق هو الذي علمه الله للإنسان حين جعله خليفة في الأرض، وبموجب هذا الحق ليس من منهج من المناهج إلا المنهج الذي هو المنهج الصحيح قال الله تعالى: )فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون (30)( (الروم)، وهناك العديد من العلماء الغربيين الذين شهدوا للإسلام بأنه اهتم بالعلم، من هؤلاء: لوبون، وسيديلون، ومما قاله لوبون عن الإسلام: الإسلام أكثر الديانات ملاءمة لاكتشافات العلم[11].

 الخلاصة:

·       من ينظر في آيات القرآن الكريم ونصوص الأحاديث النبوية الشريفة يجد فيها العديد من الإشارات التي تدعو إلى العلم وتحث عليه وترفع من قدر العلماء، ومن ذلك قوله تعالى: )يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير( (المجادلة: 11)، ومن ذلك أيضا قوله صلى الله عليه وسلم: «العلماء ورثة الأنبياء»[12]. فأين هذا التعارض المزعوم بين الإسلام أو الفكر الإسلامي وبين معطيات العلم؟!

·       لا يوجد أدنى تعارض بين العلم وبين الفكر الإسلامى؛ لأن العلم يعترف أنه توجد أشياء خارج نطاق سيطرته، وهي الأشياء التي تتعلق بعالم الغيب والحياة بعد الموت، ويقتصر دور العلم على مجال الأشياء المحسوسة، أما الفلسفة فهي لا تتفق مع الفكر الإسلامى؛ لأنها تقوم على إنكار كل ما هو غير مادي، وبذلك فهي تنكر كل ثوابت الإيمان الصحيح من إيمان بالوحي ووجود الله - عز وجل - والملائكة والكتب المنزلة والثواب والعقاب... إلخ، والفكر الإسلامي يرفض مثل هذه الفلسفات؛ لأنها تنكر أشياء لا غنى عنها للإنسان، فلا بد من التوفيق بين عالم الجسد وعالم الروح، أو بين الدين والدنيا، وهذا غير موجود في الفلسفة الوضعية الحديثة.

·       الذين درسوا الفلسفة أكدوا على حقيقة مؤداها أن الفلسفة الوضعية المعاصرة قاصرة عن معرفة الأشياء التي فوق إدراك العقل البشري، وعدم إدراك العقل البشري لمثل هذه الأشياء لا يعني أنها غير موجودة في الحقيقة، فهي من ثوابت الفكر الإسلامي الصحيح الذي يؤمن به المسلمون وغيرهم من أصحاب الفطرة السليمة من غير المسلمين.

 



(*) الإسلام في قفص الاتهام، د. شوقي أبو خليل، دار الفكر، دمشق، ط6، 1425هـ/ 2004م.

[1]. صحيح: أخرجه أبو دواد في سننه، كتاب العلم، باب الحث على العلم (3643)، والترمذي في سننه، كتاب العلم، باب فضل الفقه على العبادة (2682)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6297).

[2]. صحيح: أخرجه أبو يعلى في مسنده (5223) برقم (2837)، والطبراني في المعجم الوسط (1/ 7) برقم (9)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3913).

[3]. صحيح: أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (5/ 53) باب في المطاعم والمشارب (5751)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1727).

[4]. صحيح: أخرجه أبو يعلى في مسنده كما في اتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (1/ 45)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3753).

[5]. حسن: أخرجه ابن ماجه في سننه، المقدمة، باب الوصاة بطلبة العلم (247)، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه (201).

[6]. صحيح: أخرجه أبو داود في سننه، كتاب العلم، باب فضل نشر العلم (3662)، والترمذي في سننه، كتاب العلم، باب الحث على تبليغ السماع (2656)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (404).

[7]. صحيح: أخرجه ابن ماجه في سننه، المقدمة، باب فضل العلماء والحث على طلب العلم (227)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6184).

[8]. ركائز الإيمان، محمد قطب، دار الشروق، القاهرة، ط1، 1422هـ/ 2001م، ص440.

[9]. المنصفون للإسلام في الغرب، رجب البنا، دار المعارف، مصر، 2005م، ص240 وما بعدها.

[10]. للمزيد انظر: إنه الحق، محاورة علمية أجراها الشيخ عبد المجيد الزنداني، دار وحي القلم، بيروت، ط1، 2004م.

[11]. الإسلام في قفص الاتهام، د. شوقي أبو خليل، دار الفكر، دمشق، ط6، 1425هـ/ 2004م، ص210: 215.

[12]. صحيـح: أخرجـه أبـو داود في سننـه، كتـاب العلـم، بـاب الحـث على طلـب العلــم (3643)، والترمـذي في سننــه، كتـاب العلـم، بـاب فضـل الفقـه على العبــادة (2682)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6297).

redirect redirect unfaithful wives
wives that cheat redirect read here
click here unfaithful spouse women cheat husband
husbands who cheat women who cheat on husband my boyfriend cheated on me with a guy
reasons wives cheat on their husbands affair dating sites why do men have affairs
generic viagra softabs po box delivery us drugstore pharmacy viagra buy viagra generic
viagra vison loss vasodilator viagra read
why wife cheat cheat on my wife why women cheat in relationships
website why are women unfaithful redirect
website why are women unfaithful redirect
husband cheat my husband almost cheated on me online affair
مواضيع ذات ارتباط

أضف تعليقا
عنوان التعليق
نص التعليق
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء كاتبيها فقط ولا تعبر عن الموقع
 
 
 
  
المتواجدون الآن
  8619
إجمالي عدد الزوار
  38398338

الرئيسية

من نحن

ميثاق موقع البيان

خريطة موقع البيان

اقتراحات وشكاوي


أخى المسلم: يمكنك الأستفادة بمحتويات موقع بيان الإسلام لأغراض غير تجارية بشرط الإشارة لرابط الموقع