توهم تناقض القرآن في تقدير مدة الحمل والرضاع (*)
مضمون الشبهة:
يتوهم بعض المشككين أن هناك اضطرابا بين قوله سبحانه وتعالى: )حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين( (لقمان: ١٤) وقوله عز وجل: )والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة( (البقرة: 222)، وقوله سبحانه وتعالى: )وحمله وفصاله ثلاثون شهرا( (الأحقاف: ١٥). ويتساءلون: كيف تكون مدة الحمل والرضاع حولين كاملين في الموضعين الأولين، وثلاثين شهرا في الموضع الثالث؟! ألا يخالف هذه معطيات العلم الحديث؟
ويهدفون من وراء ذلك إلى القول بـبشرية القرآن مادام فيه هذا الاضطراب والتناقض.
وجه إبطال الشبهة:
القرآن يفسر بعضه بعضا، ويتفق مع نتائج العلم الحديث، فمدة الرضاع وحده عامان، لكن مدته مع الحمل ثلاثون شهرا؛ إذ أقل الحمل ستة أشهر.
التفصيل:
اتفاق مدلول الآيات القرآنية الخاصة بتحديد مدة الحمل والرضاع مع نتائج العلم:
إن الذي لديه أدنى دراية بالقرآن الكريم، يعلم حق العلم أنه لا يوجد أي تعارض بين آياته الكريمة؛ فبالجمع بين آيتي سورة لقمان وسورة البقرة، وبين آية سورة الأحقاف، يدرك أن أقل مدة للحمل هي ستة أشهر، فقوله سبحانه وتعالى: )وحمله وفصاله ثلاثون شهرا( (الأحقاف: ١٥) لا يعرف منه - بانفراده - أقل مدة للحمل، ولكنه بضم بعض الآيات الأخرى إلى هذه الآية، تعلم أقل مدة للحمل؛ لأن هذه الآية الكريمة صرحت بأن أمد الحمل والفصال[1] معا ثلاثون شهرا، وقوله سبحانه وتعالى: )وفصاله في عامين( (لقمان: ١٤)، وقوله سبحانه وتعالى: )والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة( (البقرة: ٢٣٣)، يبين أن أمد الفصال عامان، وهما أربعة وعشرون شهرا، فإذا طرحتها من الثلاثين بقيت ستة أشهر، فتعين كونها أمدا للحمل، وهي أقله، ولا خلاف في ذلك بين أهل العلم[2].
الخلاصة:
لا يوجد أدنى تعارض بين قوله سبحانه وتعالى: )وفصاله في عامين( (لقمان: ١٤)، وقوله عز وجل: )والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة( (البقرة: ٢٣٣)؛ وبين قوله سبحانــه وتعالــى: )وحمله وفصاله ثلاثون شهرا( (الأحقاف: ١٥)؛ لأن العامين أربعة وعشرون شهرا، فعندما تطرح من الثلاثين يتبقى ستة أشهر، فتصبح هي أقل مدة للحمل، ويتفق هذا مع ما استقر عليه رأي الأطباء.
(*) البيان في درء التعارض المتوهم بين آيات القرآن، د. عاطف المليجي، مكتبة اقرأ، القاهرة، ط1، 2004م. البيان في دفع التعارض المتوهم بين آيات القرآن، د. محمد أبو النور الحديدي، مكتبة الأمانة، القاهرة، 1401هـ/ 1981م. هل القرآن معصوم؟ عبد الله عبد الفادي، موقع إسلاميات.