اسم المقالة:
الحكمة من وجود المتشابه فى القرآن الكريم
المؤلف:
الحكمة من وجود المتشابه فى القرآن الكريم
ذكر العلماء
حِكَمًا كثيرة لوجود المتشابه فى القرآن، من أهمها ما يلى:
-أنَّ فى خفاء بعض آياته وعجز البشر عن الوصول إلى حقيقتها القطعية ما يُقلِّلُ من
غرور الإنسان وكبريائه.
-الحثُّ على تحصيل العلم وسبر أغواره حتى يصل الإنسانُ إلى إدراكِ أكبرِ قدرٍ من
الحقائق وليتحرَّى العلمَ ويتحرَّر من الجهل والتَّقليد.
-بيان فضل العالِم على الجاهِل، ولو فَهِمَ جميعُ الخلق القرآنَ الكريم على حدِّ
سواء لاستوى العالِمُ والجاهل، وبطَل التفاضل بين الناس، وهذا خلاف ما فطر الله
عليه الخلائق والنفوس من تفضيل بعضها على بعض.
-إقامة الحُجَّة على الخلق، وإثبات الإعجاز لهذا الكتاب العظيم حيث يجهلُ العلماءُ
بعض ما فيه مع أنه كلامٌ صِيغَ من الحروف التى يتكلمون بها، وبالعربية التى
يتفاصحون ببيانها.
-كما أن فى ذِكْر المتشابه الذى استأثر الله بعلمه ابتلاءٌ واختبارٌ للبشر ليظهر
مدى إيمانهم بالغيب الذى يُخْبر الله عنه، ولا مجال للعقل للوقوف على حقيقته وكنهه
من كل وجه، والإيمان بالغيب أساسٌ متين من أسس العقيدة الإسلامية، وبه يتميَّز
المؤمن من الكافر، والعاقلُ عن البهيم الذى لا يؤمن إلاَّ بِما يراه بصره.
وبعد، يتبين لنا من هذا الطرح أن الزعم الذى توهمه بعضهم من عدم وجود فائدةٍ من
المتشابه في القرآن ـ زعم باطلٌ ولا أساس له من الصحة، وإنما هو مَحْضُ افتراء
أدَّى إليه عدم مطالعة كتب التفسير، وعدم الوقوف على أقوال أهل العلم وأصحاب الخبرة1.
****************************
(1) البرهان 2/68 ـ 76 .
|