اسم المقالة:
سؤال الهُويَّة
المؤلف:
د. محمد داود
سؤال الهُويَّة
• الهوية: كلمة مركبة من ضمير الغائب
«هُو» مضافًا إليه ياء النسبة، للدلالة على السمات المميزة لشخص أو مجتمع أو أمة
بين الأممم. وفى إطار صراع الحضارات فى ظل العولمة والأزمة التى تواجه كيانات عديدة
فى المجتمع البشرى:من الضعف والتهميش والإقصاء أمام الكيانات الأقوى، تحاول تلك
الكيانات الضعيفة دعم هويتها وإبراز ملامحها؛ وفى هذا السياق قفزت على السطح أسئلة
لاهبة:
• من أنا؟ ومن الآخر؟ وما موقعى من الآخر؟ وأين هو منى وماذا أضيف إلى الآخر؟ وما
قيمتى المضافة فى التاريخ البشرى؟ وهل ما زلت أملك القدرة على العطاء، أم جف
المعين؟! وهل أملك القدرة على البقاء؟! أم سأكون فى سلَّة التابعين؟!
• وهوية أى مجتمع أو أمة تتمثل فى ثلاثة أمور رئيسة، هى: الدين، والثقافة: والثقافة
هنا بمعنى أسلوب الحياة ولا تقتصر على المعارف والمعلومات فقط، واللغة: فاللغة هى
المظهر الفكرى والثقافى الذى يميز مجتمعًا عن مجتمع وأمة عن أمة.
• والمتأمل للواقع الثقافى واللغوى يرى بوضوح ألوانًا من الاختراق الثقافى الذى
يهدف إلى استلاب الهوية ومسخها بداية من الجمعيات والمؤسسات التى تعمل لصالح "
أجندات " أجنبية ومرورا بكل عمليات التغريب اللغوى والثقافى للمجتمع المصرى، وكل
محاولات التشكيك والتشوية، وبث الفرقة والتنازع بين أبناء الوطن الواحد وتحويل
الاختلاف فى الرأى إلى صراع ونزاع يصبُّ فى مصلحة العدو، وتبنى ودعم كل محاولات
الخروج على وحدة وتماسك هذا الوطن وهذه الأمة بزرع كيانات غريبة عنها مثل: دعوات
الإلحاد والبهائية،...إلخ.
• ولا خروج لنا من هذه الفتن وتلك الزمات إلا بالاستجابة لهدى الله فينا:{وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}
[آل عمران: ١٠٣].
وقوله تعالى:{وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ
رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)}
[الأنفال].
• هُويتنا فى خطر.. فكفانا فرقة
وخصاما، فالكيانات الأخرى تتوحد وتجتمع فى إطار وطنى أو اقتصادى رعاية لمصالحها مثل
الاتحاد الأوروبى على الرغم من الاختلافات اللغوية والدينية التى بينهم فى مقابل أن
أمة العرب والمسلمين تتفرق وتتشتت تحت عناوين خادعة، مثل: الحرية، وحق تقرير
المصير... إلخ.
• فلندرك هذا الوطن قبل فوات الأوان .
اللهم ارفع الغمة عن الأمة واشف صدور قوم مؤمنين يارب العالمين.
Dr.mohameddawood@yahoo.com
|