مرحبًا بكم فى موقع بيان الإسلام الرد على الافتراءات والشبهات
 بحث متقدم ...   البحث عن

الصفحة الرئيسية

ميثاق الموقع

أخبار الموقع

قضايا الساعة

اسأل خبيراً

خريطة الموقع

من نحن

الزعم أن الإسلام ليس آخر الأديان وأن محمدا - صلى الله عليه وسلم - ليس خاتم النبيين (*)

مضمون الشبهة:

يدعي بعض المشككين أن الإسلام ليس آخر الأديان التي يوحي بها الله إلى أهل الأرض، وأن محمدا - صلى الله عليه وسلم - ليس خاتم النبيين المبلغين لدين الله ورسالته، كما يزعم المسلمون الذين يحاربون كل الديانات التي يبشر بها بعد دينهم، كالقاديانية مثلا.

وجوه إبطال الشبهة:

1) إن هناك أدلة نقلية وأخرى تاريخية تؤكد ختم الأنبياء بالنبي محمد - صلى الله عليه وسلم، وختم الرسالات بالإسلام.

2)  لختم النبوة حكم بالغة ودلالات هادفة.

3)  القاديانية عقيدة فاسدة، نازعت في عقيدة الختم، فلم تجد أذنا مصغية إلا من أتباع محدودين.

التفصيل:

أولا. دلائل ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم:

من خصائص الإسلام أن نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم - آخر الأنبياء، وأن شريعته باقية إلى يوم الدين، فلا نسخ لها بشريعة جديدة: )اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا( (المائدة: 3).

وبناء عليه فلا مجال للقول بأن الإسلام لا يعترف بما تلاه من أديان كما أنكرته هو نفسه الأديان السابقة عليه؛ فالأديان السابقة عليه لم تنكره - في أصلها الصحيح - بل بشرت به وبنبيه، وإنما أنكره أهلها المحرفون لها المنحرفون عن صوابها. أما هو فلم ينكر أحدا أو شيئا؛ لأنه لا دين بعده حتى يقبله أو ينكره، فقد تم الدين به وكملت رسالات السماء. أما اعتبار بعض المذاهب الوضعية الفاسدة نفسها دينا ومطالبة المسلمين بالاعتراف بشريعتها بعد الرسالة المحمدية - فأمر باطل متهافت.

وإن ثمة أدلة نقلية - قرآن وسنة - وأخرى تاريخية تؤكد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين، وأن رسالته الإسلام، خاتم الرسالات.

أما الأدلة النقلية: فهي مستفادة من كتاب الله تعالى وحديث رسوله - صلى الله عليه وسلم ـ؛ يقول سبحانه وتعالى: )ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما (40)( (الأحزاب)، ويقول عز وجل:: )اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا( (المائدة: 3). ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بني بنيانا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟! قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين».[1] وقوله: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي» [2].

وأما الدليل التاريخي الواقعي الذي يؤكد ختم النبوة بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وختم الرسالات بالإسلام - فإنه يتمثل - في إيجاز شديد - في أن التاريخ لم يشهد بأن الله - عز وجل - أرسل في الأربعة عشر قرنا الماضية رسولا إلى قوم من الأقوام، ولا أرسل في هذه الفترة رسولا عاما للبشر كافة؛ ذلك لأن محمدا - صلى الله عليه وسلم - هو الرسول الخاتم.

ثانيا. حكمة ختم النبوة:

لختم النبوة حكم بالغة، ودلالات دقيقة هادفة، يعددها د. المسير بقوله: "إن ختم النبوة له حكم بالغة ودلالات ذات مغزى كبير، أهمها:

1.    كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وتستمر شريعته لفترة محددة حتى يأتي نبي آخر، يجددها أو ينسخها، فقد اجتمع إبراهيم ولوط في زمن واحد، وفي مكانين متجاورين، قال الله سبحانه وتعالى: )فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم (26) ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين (27)( (العنكبوت). وكان داود وسليمان نبيين، وكذا زكريا ويحيى، فالأول منهما أب للثاني. فإذا بعث الله تعالى محمدا - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة العامة الخالدة، تأكدت حكمة ختم النبوة، فإن دين الله قد عم الآفاق.

2.  كان كل نبي يعالج قضية خاصة في مجتمعه في إطار القضية العامة التي التقى عليها الأنبياء جميعا، وهي قضية التوحيد الكبرى.

على سبيل المثال، فقد تميزت رسالة شعيب بمعالجة الفساد الاقتصادي، قال الله سبحانه وتعالى: )وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط (84) ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين (85) بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ (86)( (هود).

وتميزت رسالة لوط - عليه السلام - بمعالجة الفساد الأخلاقي، قال سبحانه وتعالى: )ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين (28) أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين (29)( (العنكبوت).

وتميزت رسالة موسى بمعالجة الفساد السياسي المتمثل في الملك الطاغية فرعون، وبطانة السوء هامان، وكبرياء صاحب الثروة قارون، قال الله سبحانه وتعالى: )ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين (23) إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب (24) فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال (25)( (غافر).

وهكذا كل نبي في قومه له رسالة خاصة، فإذا جاء محمد - صلى الله عليه وسلم - ليعالج الحياة بأسرها، ويصلح المجتمع في كافة جوانبه، ويقود الناس إلى التي هي أقوم في الدين والدنيا - كان لختم النبوة حكمة بالغة.

3.  أيد الله رسله بالمعجزات تأكيدا لصدق البلاغ عنه عز وجل، إلا أن معجزات جميع الأنبياء السابقين كانت معجزات حسية ارتبطت بزمان نبيها ومكانه وشخصه وبمن شاهدها وقت وقوعها. فانقلاب العصا حية على يد موسى - عليه السلام - موقف حدث في لحظة من الزمان، ووقع في مكان معين، وأمام جمع من الناس، ثم أصبحت المعجزة خبرا يروى.

فإذا جاء محمد - صلى الله عليه وسلم - بالقرآن المجيد معجزة عقلية لا ترتبط بزمان ولا مكان، ولا يتوقف إعجازه على حياة النبي الذي جاء به، بل يظل هذا القرآن يحمل دليله معه، يناجي العقل الإنساني ويناديه: )وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين (23)( (البقرة)، وهنا تصبح عقيدة ختم النبوة ضرورة عقلية.

4.   إن معجزة موسى - عليه السلام - انقلاب العصا حية، ورسالته التوراة، وإن معجزة عيسى - عليه السلام - إحياء الموتى، ورسالته الإنجيل، وهكذا كل نبي كانت له معجزة يستدل بها على رسالته، فهما شيئان مختلفان. فإذا جاء محمد - صلى الله عليه وسلم - بالمعجزة والرسالة يلتقيان على شيء واحد هو القرآن العظيم، كان ذلك دلالة كبرى على ختم النبوة؛ فإن القرآن هو معجزة محمد - صلى الله عليه وسلم - التي تظل شاهدة على صدقه، وإن القرآن هو الرسالة التي جاهد عليها محمد - صلى الله عليه وسلم - بما فيه من عقيدة وشريعة وأخلاق وقيم تربي الإنسان السوي، وتبني المجتمع المثالي، وتشيد الدولة والحضارة في دنيا الناس جيلا بعد جيل.

5.    إن أتباع الرسالات السابقة حرفوا كتبهم المنزلة، وغيروا معالم الحق، وطمسوا حقائق الوحي، وخانوا الأمانة، وما استحفظوا عليه، قال سبحانه وتعالى: )فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون (79)( (البقرة).

فإذا جاء محمد - صلى الله عليه وسلم - بالكتاب المهيمن الخالد، الذي يتولى الله حفظه وبقاءه وعدا عليه حقا: )إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (9)( (الحجر) كان ختم النبوة موائما لمقتضى الحال، وملائما للسنة الطبيعية؛ وحتمية طبيعية؛ حيث بقي الكتاب فانقطعت النبوة.

6.    إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فريضة محكمة على كل مسلم ومسلمة، بقدر علمه، وفي حدود مسئوليته. قال الله سبحانه وتعالى: )والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم (71)( (التوبة).

وإن تبليغ دعوة الإسلام وتحديد الولاء لها يقع على عاتق العلماء العاملين والأمراء العادلين، الذين يحفظون للأمة أصول الدين ومعالم الإسلام، فعن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين، حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون».[3] وعن معاوية - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك»[4].

وقد فسر البخاري هذه الطائفة بأنهم أهل العلم، وفسرها الإمام النووي بأنها جماعة متعددة من أنواع المؤمنين، ما بين شجاع وبصير بالحرب، وفقيه ومحدث ومفسر وقائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وزاهد وعابد، وقال: لا يلزم أن يكونوا مجتمعين في بلد واحد، بل يجوز اجتماعهم في قطر واحد، وافتراقهم في أقطار الأرض.

وجاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها». [5] وقد اختلف العلماء في شرح هذا الحديث من وجوه.. وأيا ما كان الأمر فالمراد هو استمرار الدعوة إلى هذا الدين القيم، وتحمل المؤمنين الصادقين لتبعات هذه الدعوة، وعناية الله تعالى ووعده بحفظ الإسلام.

ومما لا يخفى أن البعث ليس مرادا به بعث النبوة، فإن النبوة قد انقطعت، وإنما هو بعث إيجاد وتدبير وعناية تحقيقا لقوله سبحانه وتعالى: )هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (9)( (الصف) [6].

هذه هي الحكم المستوحاة من ختم النبوة، حكم بالغة هادفة - كما قلنا - وليست مدعاة متعسفة.

فرغنا إذن من إقرار ختم النبوة بالرسالة المحمدية وختم الرسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقد أنكرت القاديانية عقيدة الختم، وزعم زعيمهم أنه نبي مرسل، وأنه يجب على المسلمين الاعتراف به لا إنكاره.

فما القاديانية، وما ظروف نشأة هذه الفرقة؟ وما جوهر مذهبها؟ وما الأدلة الداحضة لها؟

ثالثا. القاديانية: نشأتها ومعتقداتها:

القاديانية فرقة مارقة، يحدثنا عنها الأستاذ محمد فريد وجدي فيقول: "القاديانية من النحل الهندية، تقول بنبوة رجل من مدينة "قاديان" اسمه غلام أحمد، ادعى أن الله يوحي إليه بكل الطرق التي كان يوحي بها إلى أنبيائه، وأنه مسيح الأمة الإسلامية، كما كان عيسى مسيح الأمة الموسوية، وأن رسالته عامة للناس كافة.

ولد غلام أحمد سنة 1252هـ فتعلم العربية، وتلقى النحو والمنطق والفلسفة، وقرأ القرآن، واطلع على العلوم الدينية. ثم تقلد وظيفة في إدارة نائب الملك في بلاده مدة أربع سنين، ثم استقال.. وفي سنة 1876م زعم غلام أحمد أنه ينزل عليه الوحي، فأنكر عليه علماء بلده هذه الدعوة، وشددوا عليه النكير، فرحل إلى لودهيانة وأذاع بيانا ادعى فيه أنه المسيح المنتظر، فأثار سخط العلماء، وأخذوا يتعقبون مزاعمه بالرد، ثم رحل إلى لاهور ودهلي ناشرا مذهبه. ولما عاد إلى بلدته بني بها مسجدا خاصا بشيعته، ومدرسة لتعليم أبنائهم، ومدرسة أخرى لتخريج الدعاة إلى مذهبه، وأسس جريدة سماها "الأديان" لنشر دعوته، كان يكتب بعض فصولها بقلمه، ولما كان بلاهور في سنة 1326هـ أدركته الوفاة بها، فانتخب أتباعه لخلافته "حكيم نور الدين" ولما توفي سنة 1914م، اختير للرئاسة "بشير الدين محمود" ابن غلام أحمد نفسه.

وقد تبين لبعض رجالهم أن القاديانية ما دامت تصر على القول بنبوة غلام أحمد فلا تجد لها مساغا إلى عقول الناس، وينتهي أمرها بالتلاشي لا محالة، فرأوا أن يحذفوا من تعاليمهم، أمر هذه النبوة، وأن يقتصروا على القول بأن غلام أحمد كان مصلحا لا نبيا. فانقسمت القاديانية إلى طائفتين:

·     فطائفة (قاديانية) بقوا على ما كانوا عليه من إثبات النبوة لغلام أحمد.

·  وطائفة (لاهور) رفضوا التسليم بهذه النبوة، فكان عملهم هذا دليلا محسوسا على فساد مذهبهم؛ فإن القاديانية إذا رفع منها القول بنبوة غلام أحمد، لم يبق هناك معنى؛ لأن ينتسب إليها منتسب، وهو يرفض القول بالأصل الأول فيها. ففي ذلك تكذيب ضمني لمؤسسها، فإنه دعا إلى الإيمان برسالته في كل كتاب نشره، وماذا يكون جواب المدافع عن هذه الطائفة إذا قال لهم قائل: أي ضرب من المؤمنين أنتم؟! يقول صاحبكم إنه نبي ورسالته عامة، فتقولون أنتم: لا إنه كان مصلحا فحسب ولم يك نبيا؟

وإذا كانت هذه الطائفة تتظاهر بالقول بأن زعيمها كان مصلحا فحسب هربا من مصادمة العقول، وإعوازا من الدليل المقنع، وكانت مع هذا تبطن العقيدة بنبوته، فلا شك أن ذلك يعتبر من أقوى الأدلة على وهن أساسها، وهو اعتراف ضمني بأن القاديانية على ما دعا إليه مؤسسها، لا تصلح أن يصارح بها الناس، إلا بعد هدم أساسها، وإيتائهم بها في صورة غير صورتها" [7].

وحول مجمل معتقدات القاديانية يحدثنا د. صابر طعيمة قائلا: "من الخطأ البين أن تعتبر الحركة القاديانية واحدة من الفرق الإسلامية التي تأولت فأخطأت أو ضلت، ولكن القاديانية على ضوء النشأة والمعتقد، حركة ردة أعد لها وخطط لأطوارها الاستعمار الإنجليزي الذي استغل حالة اليأس التي كانت قد اجتاحت العالم الإسلامي في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، وخلاصة معتقدات القاديانية يمكن عرضها في إيجاز علي الوجه التالي:

·  الزعم أن عيسى - عليه السلام - هاجر بعد موته الظاهري إلى كشمير في الهند، لينشر تعاليم الإنجيل في البلاد، وأنه توفي بعد أن بلغ من العمر 120 عاما، وأن قبره لم يزل موجودا هناك.

·  ادعاء الغلام بأنه المهدي الذي حل فيه عيسى - عليه السلام - ومحمد - صلى الله عليه وسلم - على السواء، ومن ثم اعتقد القاديانيون بأن الغلام هو المهدي والنبي معا. وقد جاء في كتاب (حقيقة النبوة) الذي ألفه الميرزا بشير أحمد، الخليفة الثاني: أن غلام أحمد أفضل من بعض أولى العزم من الرسل، وجاء أيضا في صحيفة (الفضل) القاديانية أن الغلام هو محمد صلى الله عليه وسلم "برأه الله وطهره مما يقولون".

هذا ومن جملة معتقدات القاديانية هذه المزاعم الآتية:

1.  اعتقاد أن الجهاد ليس هو اللجوء إلى القوة، واستعمال أدوات الحرب ضد غير المؤمنين، وإنما هو وسيلة سلمية للإقناع.

2.  اعتقاد عدم جواز الصلاة على المسلم الميت، ما لم يكن قاديانيا، ومن ثم يحرمون دفن المسلمين في مقابر القاديانيين.

3.  لا يجيزون نكاح المسلم من القاديانية، بدعوى أن غير القادياني كافر؛ لأنه فيما زعموا، لم يؤمن بالغلام أحمد، وقد جاء في كتاب (بركات الخلافة) لمحمود أحمد القادياني أنه لا يجوز لأي قادياني أن ينكح ابنته من غير القادياني؛ لأن هذا أمر مؤكد، وجاء فيه أيضا أن من ينكح ابنته من غير القادياني، فهو خارج من جماعتنا، وقد جاء في هذا الكتاب (بركات الخلافة) أنه يجوز أخذ بنات المسلمين والهندوس، والسيخ للقاديانيين، ولا يجوز إعطاؤهم، ومن أعطى من القاديانيين ابنته لواحد من المسلمين يطرد من الجماعة ويكفر.

4.  لا تصح الصلاة عند القاديانيين خلف غير القادياني، بل لا يجوزون الصلاة في غير مساجد القاديانيين، وإذا وقعت صلاة خلف غير قادياني، أو في غير مساجد القاديانيين وجبت إعادتها، وفي هذا يروى ابن الغلام محمود أحمد واقعة حدثت له في رحلة للحج عام 1912، فيقول: أدركتنا الصلاة، أنا وجدي لأمي، فسدت الطريق من الازدحام، وبدأت الصلاة، فأمرني جدي بأن ندخل الصلاة، فدخلنا وصلينا، وحينما رجعنا إلى البيت، قال جدي: هيا نصلي الصلاة لله التي لا تصلي خلف غير القادياني.

ومما يجدر ذكره في هذا المقام أن القاديانيين على تفاهة وخرافة ما هم عليه من معتقدات يحرصون عليها غاية الحرص؛ فهم لا يشاركون المسلمين في حفلات الزواج، أو تقديم العزاء في الموت، وقد بلغ من تشددهم في ممارسة معتقداتهم أنه عندما مات القائد محمد على جناح وحان ميعاد الصلاة عليه، رفض ظفر الله خان - الذي كان وزيرا للخارجية الباكستانية آنذاك - أن يصلى عليه، والسبب أن ظفر الله خان كان قاديانيا.

والقاديانيون من الناحية الحركية عندهم جانب تنظيمي لا بأس به، فهم يستطيعون دفع عناصر قيادية إلى قمة المراكز والمواقع المهمة، وذلك بفعل وتأثير المساندة القاديانية للقاديانيين، وهم بحكم ارتباطهم بالاستعمار الإنجليزي وحلفائه، يتاح لهم إمكان الاتصال والنفاذ إلى مستويات عليا في مختلف أوجه النشاط البشري.

وهذا هو السر وراء التركيز الإعلامي حول بعض الشخصيات العلمية، أو الأدبية التي تكون قاديانية أو لها علاقة بالقاديانيين[8].

هذه إذن مسيرة هذه العقيدة الفاسدة وطبيعتها، التي زعمها القاديانيون دينا، أوجبوا على المسلمين الاعتراف به، ومن ثم نقض عقيدة ختم النبوة بمحمد - صلى الله عليه وسلم - بالاعتراف بنبوة القادياني بعده رسولا للناس كافة، موحى إليه من السماء!

نزاع القاديانية في ختم النبوة:

في زعمه النبوة والوحي اصطدم "غلام أحمد" بالنصوص القرآنية والأحاديث الصريحة الدالة على كون محمد - صلى الله عليه وسلم - خاتم الأنبياء، فأولها في هذا تأويلات فاسدة، وأورد مماحكات فجة[9] يرويها محمد فريد وجدي بقوله: "لقد تجشم[10] غلام أحمد جهدا جهيدا لكي يثبت أنه نبي، فاصطدم بالنص القرآني الدال على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين وأنه لا نبي بعده، وأتى في هذا الباب بما لا يعقل من ضروب التحريف والتأويل. فزعم أن ما جاء في القرآن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من أنه خاتم المرسلين ليس معناه أنه آخرهم، ولكن معناه أنه حليتهم، فعنده أن كلمة "خاتم" ليست واردة في القرآن بمعنى آخر القوم، ولكن بمعنى حلية الإصبع المعروفة.

فيكون في الكلام مجاز، يقول هذا ويغفل عن أن هذا التعبير ساقط يتنزه القرآن عن مثله، ولو قال قائل لأحد الناس يمدحه: أنت خاتم قومك، مكان أنت حليتهم، لعد كلامه ساقطا، بل غير مفهوم على الإطلاق، والكلام الإلهي يتنزه عن مثل هذا السقط.

إن غلام أحمد حصر كل جهوده في إثبات رسالته وإحاطة نفسه بالنعوت[11] والألقاب الفخمة، معتقدا أن هذا كاف لإدراكه الغرض الذي رمي إليه في بيئة كبيئته، فإن الجاذب الوحيد للدهماء[12] التي تسارع إلى قبول أية دعوة هي هذه الألقاب الفخمة والنعوت المبالغ فيها التي ينتحلها[13] الداعي لنفسه. فكلما دخل في روع الأتباع أن صاحبهم متناه في السمو، وأنه مكين[14] في الملأ الأعلى، بالغ أتباعه في التحمس له، وزادوه سموا، ومكانة حتى يبلغوا به درجة الألوهية، غير فاحصين عما جاء به: أهو غث أم ثمين.

هذا شأن الدهماء قديما وحديثا، وأمامنا فرق ومذاهب لا تعد ولا تحصى، لو نقدتها لوجدت أكثرها يعتزي[15] إلى أصل غير أصيل، أو قائما على أوهام اكتسبت بطول الزمن سلطانا على الجماهير، فالقاديانية تبقي ما بقيت عقلية الآخذين بها في الحد الذي هي فيه، فإن تجاوزته إلى الاهتداء بالمنطق، تركت هذا المذهب وراءها كحلم من أحلام طفولتها، وألقت به إلى عالم الأساطير" [16].

الخلاصة:

·   ختم الأنبياء بمحمد - صلى الله عليه وسلم - والشرائع بالإسلام، عقيدة ثابتة راسخة عند المسلمين لا مماراة[17] فيها، وقد قامت عليها الأدلة والبراهين من القرآن والسنة، وأجمعت عليها الأمة عبر تاريخها. وكل مدع للنبوة بعد محمد - صلى الله عليه وسلم - سرعان ما ينفضح أمره ويزول أثره وينهدم زعمه.

·   إن ثمة حكما جليلة تقف وراء ختم النبوة؛ وذلك أن كل نبي كان يبعث لقومه خاصة، يعالج شأنا معينا من شئون مجتمعهم، مؤيدا في ذلك بمعجزات حسية تخص من شاهدها وعاينها. أما رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - فعالمية عامة، لم تغفل شأنا من الشئون، وقد أيده الله بالإضافة للمعجزات الحسية، بالمعجزة الخالدة التي تعم، ولا تخص زمنا بعينه ولا مكانا بذاته ولا فئة دون غيرها، وهو القرآن الكريم.

·   القاديانية عقيدة فاسدة باطلة، نشأت في ظل المستعمر الإنجليزي في شبه القارة الهندية، واستغلها هو في ضرب عقيدة المسلمين، والتشويش عليها، وقد نازعت في عقيدة ختم النبوة، وأولت الأدلة القرآنية والأحاديث النبوية في هذا الشأن تأويلا فاسدا لا يثبت لنقل أو عقل.

 

 



(*) الإسلام وأوربا تعايش أم مجابهة، انجمار كارلون، ترجمة: سمير بوتاني، مكتبة الشروق الدولية، القاهرة، 2003م. العنصرية اليهودية وآثارها في المجتمع الإسلامي، د. أحمد الزغبي، مكتبة العبيكان، السعودية، ط1، 1980م.

[1]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، (3342)، وفي موضع آخر، ومسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب ذكر كونه خاتم النبيين (6101)، واللفظ له.

[2]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل (3268)، ومسلم في صحيحه، كتاب الإمارة، باب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول (4879).

[3]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين" (6881)، وفي موضع آخر، ومسلم في صحيحه، كتاب الإمارة، باب قوله: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق" (5060).

[4]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ آية فأراهم (3442)، وفي موضع آخر، ومسلم في صحيحه، كتاب الإمارة، باب قوله: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق" (5059) بنحوه.

[5]. صحيح: أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الملاحم، باب ما يذكر في قرن المائة (4293)، والطبراني في الأوسط، باب الميم، من اسمه محمد (6527)، وصححه الألباني في الصحيحة (599).

[6]. النبوة المحمدية: دلائلها وخصائصها، د. محمد سيد أحمد المسير، دار الاعتصام، القاهرة، ط1، 2000م، ص260: 263.

[7]. من معالم الإسلام، د. محمد فريد وجدي، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط1، 1414هـ/ 1994م، ص329، 330.

[8]. العقائد الباطنية وحكم الإسلام فيها، د. صابر طعيمة، المكتبة الثقافية، بيروت، ط2، 1991م، ص394: 396.

[9]. المماحكات الفجة: المنازعات القبيحة.

[10]. تجشم الأمر: تكلفه على مشقة.

[11]. النعوت: الصفات.

[12]. الدهماء: عامة الناس وجماعتهم.

[13]. ينتحل الشيء: يدعيه لنفسه وهو لغيره.

[14]. المكين: المستقر في المكانة العظيمة.

[15]. يعتزي: ينتسب إلى شيء صدقا أو كذبا.

[16]. من معالم الإسلام، د. محمد فريد وجدي، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط1، 1414هـ/ 1994م، ص332، 333.

[17]. المماراة: المجادلة.

wives that cheat redirect read here
click read dating site for married people
open read here black women white men
dating a married woman cheat on my wife i cheated on my husband
مواضيع ذات ارتباط

أضف تعليقا
عنوان التعليق 
نص التعليق 
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء كاتبيها فقط ولا تعبر عن الموقع
 
 
 
  
المتواجدون الآن
  4736
إجمالي عدد الزوار
  38497212

الرئيسية

من نحن

ميثاق موقع البيان

خريطة موقع البيان

اقتراحات وشكاوي


أخى المسلم: يمكنك الأستفادة بمحتويات موقع بيان الإسلام لأغراض غير تجارية بشرط الإشارة لرابط الموقع