تقارير كتاب محمد المثل الأعلى
"محمد المثل الأعلى"
تأليف: توماس كارليل وكتابه
"الأبطال"
هو الفيلسوف
الإنجليزي والكاتب المشهور "توماس كارليل"، ولد عام
1795م في جنوب أسكوتلاندا، وتوفي عام 1881م .والذي خصص فصلًا في كتابه "الأبطال"
لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم تحت عنوان (البطل في
صورة رسول :محمد ـ الإسلام) والذي ترجمه المعرِّب إلى (محمد
المثل الأعلى) ، وقد عدَّ فيه فيلسوف الغرب النبي صلى الله عليه وسلم واحدًا
من أعظم العظماء الذين أنجبهم التاريخ.
• ما أهمية هذا الكتاب؟
تنبع أهمية هذا الكتاب من الوقت الذي ظهر فيه ، فقد كُتب في القرن الثامن
عشر ـ قرن الإلحاد والكفر ـ ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قبل ذلك هدفًا لأقلام
كثيرين من الغربيين الذين يرمونه ـ جهلًا وزورًا ـ بأبشع التهم، ويصفونه بأذم
الصفات.
فلما كتب كارليل مقالته عن الإسلام كما يصف أحد كتَّاب الغرب ـ هو "ريتشارد
جازبيت"ـ ينافح فيها عن محمد، ويناضل دونه كفَّت تلك الألسنة، وشُلَّت تلك
الأيدي التي ترمي محمدًا بسهامها. حتى راح شرف محمد صلى الله عليه وسلم في تلك
الديار عظيم القدر موفر الجانب.
• ما هي صفات الرجل العظيم كما يراها كارليل؟
يحدد كارليل عدة صفات يجب أن تتوفر للرجل العظيم ، والتي توفرت في محمد صلى
الله عليه وسلم وهي :
o الإخلاص وصدق النية.
o الصدق وحب الخير.
o التواضع.
o صفاء الجوهر ونقاؤه.
o النظر لبواطن الأمور وعدم الاغترار بظاهرها.
• ما أسباب انبهار كارليل بشخصية محمد صلى الله عليه وسلم ؟
يمكن تحديد أسباب إعجاب كارليل بشخصية النبي صلى الله عليه وسلم فيما يلي:
o أمية محمد صلى الله عليه وسلم ، فلم يعلمه بشر، ولم يقتبس من نور إنسان آخر، ولم
يغترف من مناهله.
o صدق محمد صلى الله عليه وسلم وأمانته ووفاؤه النادر، وإخلاصه واتصافه بالمروءة
والشرف.
o إيثاره الصمت، وعدم التكلُّف فما من كلمة تخرج من فيه صلى الله عليه وسلم إلا
وفيها حكمة بليغة.
o أنه صلى الله عليه وسلم كان رجلًا راسخ المبدأ، صارم العزم، بعيد الهمَّة، ومع
ذلك كان لين الجانب، جمَّ البِشْر والطلاقة، بل ربما مازح أصحابه.
o تواضعه صلى الله عليه وسلم فلم يكن متكبرًا، ولم يكن ذليلًا خانعًا. كان زاهدًا
في مسكنه ومأكله ومشربه وملبسه وسائر أحواله، وإن ملك الدنيا بأسرها.
• ما أهم الافتراءات التي تصدَّى لها كارليل حول الإسلام
ونبيه صلى الله عليه وسلم ؟
o الردُّ على من رموا محمدًا صلى الله عليه وسلم بالكذب، وأن الإسلام خدعة وتلفيق.
ويتجلَّى هذا في قوله: ( لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد
متمدين من أبناء هذا العصر أن يصغي إلى من يظن أن دين الإسلام كذب، وأن محمدًا
خدَّاع مزوِّر، وآن لنا أن نحارب ما يشاع عن مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة
).
o ردُّه على من زعم أن القرآن من تلفيق محمد صلى الله عليه وسلم.
فنراه يقول في عبارات صادقة: ( إني لأمقت كل من يرمي محمدًا
بمثل هذه الأكاذيب، وما كان لذي نظر صادق قط أن يرى في القرآن مثل ذلك الرأي الباطل).
o ردُّه على من اتهم محمدًا صلى الله عليه وسلم بالشهوانية.
وذلك في قوله:( وما كان محمد أخا شهوات، برغم ما اتهم به
ظلمًا وعدوانًا، وشد ما نجور ونخطئ إذا حسبناه رجلًا شهوانيًا، فما أبعد ما بينه
وبين الملاذ أيًّا ما كانت ).
o رده على فرية انتشار الإسلام بحد السيف.
فقد بيَّن أن دعوة محمد صلى الله عليه وسلم كانت بالحكمة والموعظة الحسنة فلما أبى
الظالمون إلا علوًّا وطغيانًا وتآمروا لقتله، واضطروه للهجرة من بلده هو ومن آمن
معه .كان لابد من حماية هذه الدعوة بأية طريق حسبما تقتضيه الحال، ويضرب مثلًا
بالنصرانية التي لم تأنف من استخدام السيف في أحيان كثيرة.
• هل كان كارليل يعتقد أن محمدًا رسول الله؟
نستطيع أن نقول نعم، والدليل على ذلك من أقواله في ثنايا هذا الكتاب، ونكتفي بقوله
:( ولقد أخرج الله العرب بالإسلام من الظلمات إلى النور،
وأحيا به من العرب أمة هامدة. وهل كانت إلا فئة من جوالة الأعراب، خاملة فقيرة،
تجوب الفلاة، منذ بدء العالم، لا يُسمع لها صوت، ولاتحسُّ منها بحركة.فأرسل الله
لهم نبيًّا، بكلمة من لدنه ورسالة من قِبله، فإذا الخمول قد استحال شهرة، والغموض
نباهة، والضعة رفعة، وسع نوره الأنحاء، وعمَّ ضوؤه الأرجاء ).
|
|