مرحبًا بكم فى موقع بيان الإسلام الرد على الافتراءات والشبهات
 بحث متقدم ...   البحث عن

الصفحة الرئيسية

ميثاق الموقع

أخبار الموقع

قضايا الساعة

اسأل خبيراً

خريطة الموقع

من نحن

حرف الألف

الأَوْبة ـ التوبة ـ الإنابة

• الأَوْبَة فى اللغة: اسم مرَّة من آبَ يَؤُوب أوْبًا، أى رجع [1]، وتكون الأوبة مصدرًا كالأوب والإياب أيضًا [2].
• والتوبة فى اللغة أيضًا: الرجوع، وكذا التَّوْب
[3]. وخصَّه بعضهم بالرجوع عن المعصية إلى الطاعة [4].
• والإنابة فى اللغة: لزوم الطاعة والإقبال على الله والرجوع إلى أمر الله
[5].
فهذه الألفاظ الثلاثة تشترك فى معنى الرجوع. وأعمُّها لفظ "آب يؤوب أوبًا وأوبةً وإيابًا"، فهو يشمل كل رجوع. ويختص لفظ التوبة بالرجوع عن المعصية إلى الطاعة، بينما يختص لفظ الإنابة بلزوم الطاعة ودوام الإقبال على الله والرجوع إلى ما أمر به.
ولم يفرِّق المفسِّرون بين الأوبة والتوبة، ففسَّروا كلمة "أوَّاب" بمعنى توَّاب، وذلك فى قوله عز وجل:
- {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا} الإسراء/ 25.
- {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ} ص/ 17.
وتكرر لفظ "الأوَّاب" فى: (ص: 19، 30، 44، ق: 32).
قال الزمخشرى: {لِلْأَوَّابِينَ}: للتوابين
[6]. ومثل ذلك قال جمع من المفسِّرين [7].
ولكن نقل الزمخشرى عن سعيد بن المسيب ملمحًا آخر فى معنى الأوَّاب، وهو: المبادرة بالتوبة
[8].
وقد استعملت مادة "أ و ب" فى القرآن الكريم لمطلق الرجوع، نحو قول الله عز وجل:
- {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ} الغاشية/25.
والمواضع التى خُصِّص فيها معنى الأَوْب فى الرجوع عن المعصية إلى الطاعة، مقيدة بالسياق الوارد فى ذكر المبادرة بالرجوع عن الذنب إلى الطاعة، فيبقى اللفظ على عمومه.
• وأمَّا التوبة فى القرآن الكريم فيلخِّص لنا الراغب الأصفهانى معانيها فى قوله:
التوب: ترك الذنب على أجمل الوجوه ... والتوبة فى الشرع: ترك الذنب لقبحه، والندم على ما فَرَط منه، والعزيمة على ترك المعاودة، وتدارُك ما أمكن أن يُتَدَارَك من الأعمال بالإعادة ... وتاب إلى الله: تذكَّر ما يقتضى الرجوع، نحو قوله عز وجل:
- {أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} المائدة/74.
- {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} النور/31.
و"تاب الله عليه": قبل منه توبته ، نحو قول الله عز وجل:
- {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ} البقرة/ 187.
- {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} التوبة/117-118.
فالعبد تائب إلى الله، والله تائب على العبد
[9].
وأما ورود التوبة غير مقيدة بـ "إلى" أو "على" فمعناه الندم
[10]، نحو قول الله عز وجل:
- {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} التوبة/3.
• فالتوبة ـ إذن ـ مختصة بالذنب، وتتعدَّد معانيها طبقًا للتراكيب اللغويَّة التى ترد فيها، فالتركيب "تاب إلى" معناه رجوع العبد عن ذنبه إلى طاعة الله، والتركيب "تاب على" مختص بقبول الله التوبة عن عباده، ووروده غير مقترن بحرف جر يتضمن معنى الندم على الوقوع فى الذنب.
• أما الإنابة فى القرآن الكريم فجاءت بمعنى: الرجوع إلى الله فى جميع الأقوال والأفعال
[11]، كما فى الآيات التالية:
- {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} هود/88.
- {قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} الرعد/27.
- {وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} لقمان/15.
قال الزمخشرى: "أناب" معناه: أقبل إلى الحق، وحقيقته: دخل فى نوبة الخير
[12].
إذن فالإنابة رجوع دائمٌ إلى الله، وإقبال على الخير.
• ونخلُص مما سبق إلى أن هذه الألفاظ الثلاثة "الأوب ـ التوبة ـ الإنابة" بينها تقارب دلالىّ؛ حيث تشترك فى معنى عام هو: الرجوع.
• وأعمُّ هذه الألفاظ "آب: أوبًا ـ أوبةً"، فهو مطلق الرجوع.
• وأخص منه التوبة؛ لأنها تتميز بصدورها عند الذنب، سواء أكانت رجوعًا من العبد عن المعصية إلى الطاعة، أو قبول الله عز وجل توبة عبده، أو ندمًا على الذنب.
• وأمَّا الإنابة فهى رجوع إلى الله وإقبال عليه وصدور عن أمره فى كل قول فعل. فتتميَّز الإنابة بملمح الإقبال على الله والصدور عن أمره.

**************************

[1] مقاييس اللغة (أ و ب).
[2] اللسان (أ و ب).
[3] مقاييس اللغة (ت و ب).
[4] تهذيب اللغة، اللسان (ت و ب).
[5] اللسان (ن و ب).
[6] الكشاف 2/446، 3/363، 365.
[7] العمدة، ص181، ص259، مفردات الأصفهانى (أ و ب)؛ البحر المحيط 6/29، 7/390؛ تحفة الأريب، ص41؛ القرطبى 17/20؛ بهجة الأريب، ص242؛ التحرير والتنوير 15/76.
[8] الكشاف 2/446.
[9] مفردات الأصفهانى (ت و ب).
[10] نضرة النعيم 4/1271.
[11] البحر المحيط 5/255.
[12] الكشاف 2/359.


  تعليق كوثر
  تاريخ 11/24/2014 12:00:00 AM

هل يصلح تسمية البنت اوبة ام لا ارجو الرد
أعلي الصفحة
  تعليق كوثر
  تاريخ 11/24/2014 12:00:00 AM

هل يصلح تسمية البنت اوبة ام لا ارجو الرد
أعلي الصفحة
   
   
  :الاسم
    :البريد الالكتروني
 
:التعليق

 

سلسلة الحوار الحق


برنامج شواهد الحق


برنامج أجوبة الإيمان


برنامج حقائق وشبهات


برنامج الرد الجميل


مناظرات أحمد ديدات


التوراة والإنجيل والقرآن


حقائق قرآنية


لماذا أسلمت


آيات القرآن ودلائل القدرة


صيحة تحذير


لماذا أسلموا


علماء مسلمون


محمد الرسالة والرسول


محمد المثل الأعلى


 
  
المتواجدون الآن
  6763
إجمالي عدد الزوار
  36577310

الرئيسية

من نحن

ميثاق موقع البيان

خريطة موقع البيان

اقتراحات وشكاوي


أخى المسلم: يمكنك الأستفادة بمحتويات موقع بيان الإسلام لأغراض غير تجارية بشرط الإشارة لرابط الموقع