تنوع-أساليب-النظم-في-القرآن-الكريم
من
عندنا ـ من لَدُنَّا
قول الله عز وجل
فى سورة الكهف:
{فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً
مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا}
الكهف/65.
قال الأستاذ أبو الحسن الحرالى:
• "عند" فى لسان العرب لِمَا ظَهَرَ، و"لدن"
لما بطن؛ فيكون المراد بالرحمة: ما ظهر من كراماته، وبالعلم: الباطنَ الخفىَّ
المعلوم قطعًا أنَّه خاص بحضرته سبحانه، فأهل التصوف سمَّوا العلم بطريق المكاشفة:
العلم اللدُنِّى، فإذا سعى العبد فى الرياضات يتزيَّن الظاهر بالعبادة، وتتخلَّى
النَّفْس عن الأخلاق الرذيلة، وحينذ تصير القوة العقلية قوة صافية، وربما كانت
النفس بحسب أصل الفطرة نورانية إلهيَّة علوية قليلة التعلق بالحوادث البدنية، شديدة
الاستعداد لقبول الأمور الإلهية، فتشرق فيها الأنوار الإلهية وتفيض عليها من عالم
القدس على وجه الكمال، فتحصل المعارف والعلوم من غير تفكُّر وتأمُّل، فهذا هو العلم
اللدنُىّ [1].
• ورحمة من عندنا: هما الوحى والنُّبوَّة كما يشعر بذلك تنكير الرحمة واختصاصها
بجانب الكبرياء: {وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا}،
أى: علمًا خاصًّا لا يُكْتَنَه كُنْهُه ولا يُقْدَرُ
قَدْرُه، وهو علم الغيوب.
***********************
[1]
تفسير النيسابورى 5/197، 5/204، تفسير أبى السعود،
تفسير الخازن، تفسير النسفى .
|
|