اختلاف صيغ المشتقات
القادر ـ المقتدر ـ القدير
وردت هذه الأسماء
الحسنى فى مواضع متعددة من القرآن الكريم، ومن ذلك الآيات التالية:
- {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ
قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا
يَعْلَمُونَ} [الأنعام: 37].
- {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
البقرة:20، 109، 148 ... .
- {كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ
أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ} [القمر: 42].
o الاسم (قادر)
مَصُوغ على وزن اسم الفاعل، الدالِّ على الاتِّصاف بصفة القدرة. والمقام يقتضى هذه
الصيغة دون غيرها؛ لأن إنزال آية ـ عند الله ـ لا يحتاج إلى المبالغة فى القدرة،
وكذا فى السياقات الأخرى التى استعمل القرآن فيها صيغة اسم الفاعل، نحو قوله عز
وجل:
- {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ
الْمَوْتَى } [القيامة: 40].
o والاسم (قدير)
مَصُوغ على وزن من أوزان المبالغة (فعيل) للدلالة على
المبالغة فى اتَّصاف الله سبحانه وتعالى بالقدرة، والسياق يقتضى استخدام صيغة
المبالغة؛ لأنه ينُصُّ على إحاطة قدرة الله على (كل شىء)،
واستُخدمت (إن) مع لفظ (كل)
لتأكيد شمول القدرة الإلهية والمبالغة فيها.
o والاسم (مقتدر)
مَصُوغ على وزن اسم الفاعل (مُفْتَعِل) من الفعل
المزيد (اقْتَدَرَ)، والزيادة فى المبنى تدل على
زيادة فى المعنى، فالمقتدر فيه معنى زائد على معنى (القادر)،
وهو أبلغ وأشدُّ فى الوصف بالقدرة؛ ولذلك استعمل فى سياقات العذاب كما فى آية القمر
(42).
كما استُعْمِل فى
الدلالة على الملك كما فى قول الله عز وجل:
- {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} [القمر:
55].
أى: مليك مهيمن بالغ القدرة والسيطرة.
• ونخلُص مما سبق
إلى أن:
• القادر: وصف لله عز وجل بالقدرة.
• القدير: مبالغة فى وصف الله سبحانه وتعالى بالقدرة
على كل شىء، فلا يعجزه شىء ولا يخرج عن قدرته شىء.
• المقتدر: المهيمن والمسيطر، وغلب استعماله فى
السياقات الدالة على المُلك والعذاب.
|