س : S. S
ممكن طلب اخير رجاء ممكن تعرفنى معنى مادى عقلى للايمان لاعرف كيف اؤمن المعنى
المادى العقلى للإيمان.
ج :
· المعنى المادى للإيمان يظهر فى الدلائل الظاهرة فى النفس البشرية {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ.
(21)} الذاريات... وعلم الطب يقدم لنا أن هذا الإحكام وهذه الدقة وتلك العظمة فى جسد الإنسان من
ورائها قوة عاقلة مدبرة... هى الإله الخالق.
وهكذا فى الحقائق العلمية فى الكون كله... هذا الإحكام وهذه العظيمة من ورائها خالق عظيم مدبر قيوم.
· المعنى العقلى للإيمان : يتأتى هذا المعنى من خلال:
أولًا: تدبر أثر الإيمان فى النفوس حيث يظهر من عرض القرآن لصورتين للإنسان : صورة
سلبية تتصف بالصفات المذمومة (إنسان فى خسر، كنود، يطغى، ظلوم... إلخ).
فى مقابل صورة محمودة إيجابية تتصف بـ : (سكينة، طمأنينة، حياة طيبة، مخرج آمن من
الضوائق،... إلخ).
والفارق بين الصورتين هو أن الصورة السلبية كانت للإنسان حين يترك لنفسه لشيطانه لهواه...
يتخبط... فى تيه العشوائية والصدفة بعيدًا عن الخالق.
فى مقابل الصورة الثانية الإيجابية المحمودة... كانت للإنسان حين يؤمن...
ثانيًا : تدبر قانون السببية فى الحياة فلكل صنعة صانع، ووراء كل إبداع مبدع عظيم، ووراء كل
اختراع مخترع... وهكذا فوراء هذا الكون بإحكامه وإتقانه وإبداعه خالق عظيم... وقد أخبرنا
الخالق... عن بعض حقائق خلقه لنرى فى عظمة مخلوقاته دليلاً على عظمته سبحانه
ما أعظمه!!!
ثالثًا : تدبر حال الإنسان حين يقع فى شدة ويلجأ إلى الإله مؤمنًا به وبطلاقة قدرته وعظيم لطفه
وواسع رحمته فى كشف الضر وإجابة المضطر... سبحانه... وأيضًا فى لطفه الخفى... كيف
يسوق الخير إلى الإنسان عن طريق المحن والشدائد... وكما قال حكماء الإيمان.. من لطفه
سبحانه وتعالى أنه ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك فعاقبة الأمور علمها عند الله، تمامًا
كما حدث مع سيدنا يوسف عليه السلام، بعد شدائد ومحن وابتلاءات من مكر إخوته ومكر امرأة
العزيز به وإدخاله السجن ومكر الكهنة السحرة به ومحاولة قتله... كتب الله له النجاة ورفع منزلته
وآتاه الملك وعلمه من تأويل الأحاديث...
قال تعالى : { وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي
حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ
رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100)} يوسف.
رابعًا: تدبر وضع الإنسان بين الكائنات والمخلوقات فهو السيد لها كلها مُسخَّرة له... لينتفع الإنسان
بها... { سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} لقمان: ٢٠.
خامسًا : تدبر حال الأمم السابقة مع أنبياء الله تعالى... وكيف كان الهلاك لمن أعرض ولم يؤمن وكذَّب.
فى
مقابل أن من آمن كانت له النجاة وله الفوز، ومن حكمة العقلاء قولهم: السعيد من وُعظ بغيره.
وهكذا... وهذا قليل من كثير.
سادسًا : الحقائق العلمية التى أودعها الإله الحق فى القرآن الكريم، ويكتشفها العلم الحديث، ولم يكن
لمحمد صلى الله عليه وسلم ولا للبشرية وقت نزول القرآن وبعثة محمد صلى الله عليه وسلم أى خبر
ولا أى معرفة بهذه الحقائق... وبإحصائية علمية لأفرقة علمية من تخصصات مختلفة (رابطة العالم
الإسلامى- الهيئة العالمية للإعجاز العلمى فى القرآن والسنة) وجدوا قرابة (1200) آية بها حقائق
من العلم الحديث مثل...{ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) } الطارق. {نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16)} العلق... {
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) } الرحمن...إلخ.
اللهم رُدَّ الناس جميعًا إلى الحق والصواب يارب... آمين.