س :S. S
د/ محمد انت قلت بتؤمن بكل الأديان والرسالات ع الرغم من تناقضها كيف اخترت الاسلام ومحمد تحديدًا إذا بتؤمن بكلهم.
ج : عزيزتى... فى الإسلام لا يتم إيمان المسلم إلا بالإيمان بكل الأنبياء والرسل السابقين والكتب
السماوية التى أنزلها الله (وليست المحرفة الموجودة الآن).
قال تعالى فى القرآن{ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا
نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ(285) }البقرة.
· وهذه القاعدة الإيمانية فى الإسلام تجعلنى مطمئنًا إلى أن خاتمتى خير على كل الاحتمالات العقلية التى تراود البشر فإن
كانت اليهودية هى الحق فأنا أؤمن بها وهكذا المسيحية وهكذا الإسلام وهكذا كل رسول وكل كتاب أنزله الله أنا أومن به.
· ويؤكد هذه الحقيقة حقيقة إيمانية أكدها القرآن... هى أن الدين عند الله الإسلام قال تعالى:{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ
الإِسْلامُ} آل عمران: ١٩.فاليهودية الحقة التى أنزلها الله هى الإسلام والمسيحية الحقة التى أنزلها الله هى الإسلام؛ ولذلك
حين ندعو اليهودى إلى الإسلام نحن ندعوه إلى اليهودية الربانية الحقة التى لم يلحقها تحريف ولا زيف، وحين ندعو
المسيحى إلى الإسلام فنحن ندعوه إلى المسيحية الربانية الحقة التى لم يلحقها تحريف ولا زيف «الدين هو الإسلام».
لا تتعجلى تمهلى كى ما تفهمى المراد... فالعلم يحتاج إلى تمهل وتدبر.
· أما كيف اخترت الإسلام؟!
الجواب: اخترت الإسلام للأسباب الآتية:
1- لأنى تأملت صفات الإله فى القرآن مقارنة بصفات الإله فى الكتب المقدسة الأخرى... فوجدت أن القرآن - وحده- قد تفرد بوصف الإله بصفات الكمال.. التى تليق بالإله الحق.. وأنه سبحانه منزَّه عن كل نقص, بينما الكتب الأخرى وصفت الإله بصفات لا تليق بالإله (فالإله عندهم يندم.. ويصارعه بعض الأنبياء... إلخ).
2- ولأنى تأملت وصف الأنبياء فى القرآن مقارنة بصفات الأنبياء فى كتب الأديان الأخرى... فوجدتُ أن القرآن وصفت الأنبياء بما يليق بهم.. فجعلهم أسوة وقدوة.. مصطفين أخيارًا، بينما وصفت كتب الأديان الأخرى بعض الأنبياء بصفات لا تليق برجل صالح.. مثل اتهام لوط بالزنا.. إلخ.
3- وتأملت منطق التحليل والتحريم فوجدته فى القرآن يقوم على أساس علمى عقلى، فالتحليل يكون للطيبات التى ينتفع بها الإنسان ويستمتع والتحريم يكون للأشياء الضارة..{وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ}الأعراف:١٥٧.
4- ووجدت أن الدليل العلمى هو المعتمد فى القرآن{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ }فصلت: ٥٣. والقرآن وحده من بين الكتب السماوية الذى لم تصادم آياته العلم الحديث.
5- وبالنسبة للمرأة.. وجدتها فى الكتب الأخرى هى سبب إخراج آدم من الجنة وأنها الشر.. إلخ، بينما القرآن برأ حواء من خطيئة إخراج آدم من الجنة.. وبين أن الشيطان هو المخطئ.
6- ووجدت أن القرآن يقبل الآخر ويجعله جزءًا من نسيجه له ما لنا من حقوق وعليه ما علينا من واجبات، فى حين أن الآخر لا يعترف بالقرآن ولا بالنبى ولا بالإسلام !!!!!
7- ووجدت العدالة فى القرآن ليست للمسلمين وحدهم.. بل تكون للجميع حتى مع الأعداء.. (ولا يجرمنكم...الآية).
8- وجدت القرآن يعظم من شأن حرمة الإنسان فجعل قتل نفس واحدة جريمة ضد الإنسانية.. قال تعالى :{ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا }المائدة: ٣٢.
وغير ذلك كثير... لهذا كله اخترت الإسلام.