مقالات العدد الثالث
د. نبيل لوقا
المفكر القبطى المستنير د. نبيل لوقا: السلام هو حجر الزاوية بين المسلمين والأقباط واليهود! حديث أجراه: على محمود · لو أن أهل الشرائع السماوية اتبعوا القرآن والإنجيل والتوراة لعشنا فى سعادة مثل الملائكة! · من مصلحة الأقباط تطبيق الشريعة الإسلامية! · ألفت خمسين كتابًا مناصفة بين الإسلام والمسيحيين، ورسالتى المهمة هى نشر ثقافة الحب والتسامح والسلام بين أهل الشرائع السماوية الثلاث. · أنا مسيحى يؤمن بمسيحيته وأحب أخى المسلم وأحترم عقائده وشعائره ويجب أن يبادلنى الآخر نفس الحقوق. · حصلت على 6 رسائل دكتوراه منها اثنان عن الشريعتين: الإسلامية و المسيحية. · الدكتوراه السابعة أناقشها فى جامعة القاهرة عن الثورات العربية واختراق حقوق الإنسان. · نحن أمة مصرية واحدة لا فرق بين من يصلى فى مسجد أو كنيسة أو معبد!! · هل هناك دستور بعد القرآن والسنة النبوية فى الحماية الداخلية للنصارى لأنهم الأقرب مودة؟! · كلف الله أهل الشرائع السماوية بالعمل الصالح، لكن البشر أساءوا تطبيق الشرائع! · للمثقفين والعلماء دور بارز وإيجابى فى نشر ثقافة السلام والمحبة بين سائر الشعوب. · نعم للثورة المصرية ايجابيات عظيمة، وسلبيات أعظم! · مصر مستهدفة من الداخل والخارج لإفشال الثورة المصرية ويسعون فى تحقيق ذلك لإشعال نار الفتنة بين الأقباط والمسلمين. · كتابى "الإرهاب صناعة إسلامية" اثبت فيه أن الشرائع الثلاث ضد الإرهاب!! مقدمـة ( "لو أن المسلمين اتبعوا صحيح قرآنهم، ولو أن المسيحيين اتبعوا صحيح إنجيلهم، ولو أن اليهود اتبعوا صحيح توراتهم، فسوف تعيش الشعوب جميعها فى محبة وسلام، ونعيش مثل الملائكة". "هذا الكلام السوى هو جزء مما قاله المفكر والمؤلف القبطى الواعى والمعتدل د. نبيل لوقا بباوى فى حوار مهم يثير الجدل لدى الأقباط والمسلمين واليهود مما قاله فى حق الشرائع السماوية الثلاث وحق أهل هذه الشرائع" والشيء المثير فى هذا الحوار مع هذا المفكر إنه يستعين فى كل قضاياه بالقرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.. ألف المفكر د. نبيل لوقا خمسين كتابًا مناصفة بين المسيحية والإسلام والرسالة التى تضمنتها هذه الكتب جميعها ـ كما يقول ـ هى نشر ثقافة السلام والمحبة والإخاء بين أهل الديانات الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية.. ومن بين هذه الكتب المهمة التى ألفها كتاب: " انتشار الإسلام بحد السيف بين الحقيقة والافتراء" الذى أشاد به الأزهر الشريف وأكد فى تقريره إنه يصحح مفهومًا خاطئًا عن الإسلام عندما اتهمه أعداؤه المتعصبون ضده بأنه دين الإرهاب، وأوصى الأزهر بطبعه ونشره وتداوله وترجمته. - أما كتابه "الإرهاب صناعة غير إسلامية" فقد أثبت فيه أن الشرائع السماوية الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية ضد الإرهاب!! - وأكد د. نبيل لوقا أن مصر مستهدفة من الداخل والخارج لإفشال الثورة المصرية، ولذلك يسعى أعداؤها لإشعال نار الفتنة بين أقباط مصر ومسلميها..) · الشرائع قوة إيجابية جعلها الله سبحانه وتعالى من أجل إسعاد البشر، لكن البشر حرفوا فى نبل هذه الرسالة السماوية وحولوا الرحمة إلى عنف والمودة إلى خصومة وعداء.. - من وجهة نظر المفكر القبطى الواعى د. نبيل لوقا.. كيف يلتقى أهل الشرائع السماوية الثلاث على السلام والحب والتسامح؟! - يقول د. نبيل لوقا: الشرائع السماوية الثلاث دعت إلى السلام والحب والتسامح، ففى القرآن الكريم فى سورة الأنفال آية 46: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا}، وفى انجيل متى الإصحاح الخامس: (و أى بيت دخلتموه فألقوا على أهله السلامة، المجد لله فى الأعالى، وعلى الأرض السلامة، وبالناس النصارى )، ونفس التعاليم موجودة أيضًا فى اليهودية فى الوصايا العشر وكلها وصايا سلام: ( أكرم أباك، ولا تقتل، ولا تفعل سوى المعروف..) فكلها إذن وصايا سلام ومحبة بين البشر بعضهم ببعض، ولكن بعض البشر لأغراض دنيوية وشخصية أساءوا تطبيق الشرائع السماوية الثلاث، بالرغم من أن الشرائع السماوية فى حد ذاتها أعطت تكليفا من الله للبشر بأن يعيشوا فى سلام ومحبة، ففى إنجيل لوقا: (ليروا أعمالكم الحسنة، فيمجدوا أباكم الذى فى السموات) ونفس هذا المعنى سوف تجده فى القرآن فى سورة البقرة: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}، إذن فالله يكلف البشر فى الشرائع السماوية الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية بالعمل الصالح أو الطيب، لأن ربنا له حكمة فى ذلك، فالله هو القادر على كل شيء، ولو أراد أن يجعل البشرية أمة مسلمة لفعل، ولو أراد أن يجعلها أمة مسيحية لفعل، وإنما خلقكم الله مختلفين من أجل أن نتنافس على محبة الله وعبادته وطاعته، وهذا الاختلاف فى الشرائع هو من عند الله قال تعالى فى سورة هود آية 118: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}، وفى سورة الحج آية 69: {اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}، فمادام الاختلاف من عند الله، ومادمنا سوف سوف نحتكم إلى الله، فلماذا لا نترك الحكم لله؟! وعلينا أن نتعامل بيننا بالود والمحبة والسلام التى دعت إليها شرائعنا السماوية، وأنا أرى أن وجه الاتفاق بيننا فى الأديان تتجاوز نسبته 99.5%، أما المسائل الخلافية فلا تتجاوز 0.5% وتختص بالمسائل العقائدية، ونحن اتفقنا فيما بيننا بما جاء فى القرآن فى سورة الكافرون: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} لذلك وجب علينا أن ندعو فيما بيننا بما أمرتنا به شرائعنا من السلام والمحبة والمعاملة الطيبة للجار، فتعالوا نتحدث فى الأمور التى اتفق عليها وهى النسبة الكبيرة، ونترك المسائل الخلافية فى العقائد الحساب فيه لله، وهو الذى سوف يفصل فيها يوم القيامة كما جاء فى القرآن، وهناك حكمة لدى العناية الإلهية أن تتنافس على عبادة الله ومحبته والعمل الصالح، وفى سورة هود: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً}، وهذا يعنى إننا لا يمكن أن نغير شرع الله. - ومن غير المعقول أن يقول كل واحد أنا الصح وغيرى الخطأ، ونقطع هدوم بعض!! بقى لنا 14قرنًا ونحن فى خلاف بيننا: مين الصح ومين الخطأ ؟! ومن سوف يدخل الجنة ومن سوف يدخل النار؟! ولا نزال مختلفين.. وحكاية الصح والخطأ والمخطئ والمصيب والجنة والنار كلها أمور من الممكن أن تدخلنا ـ لا قدر الله ـ فى حرب أهلية لا طائل من ورائها سوى الخراب والدمار لبلدنا وشعبنا المصرى بجناحيه: المسلمين والمسيحيين. · هناك كتاب ومفكرون فى الشرائع السماوية الثلاث معتدلين منهم على سبيل المثال لا حصر: فى الإسلام د. أحمد عمر هاشم، وفى المسيحيين د. نبيل لوقا، وفى اليهودية الكاتب اليهودى الأمريكى نعوم تشومسكى، ما هو دور المفكر المعتدل فى نشر رسالة التسامح والسلام بين سائر الشعوب؟! - للمثقفين دور بارز فى نشر ثقافة السلام والمحبة بين الأمم والشعوب، بحيث تصبح ثقافة مجتمعية، ونحن لدينا نماذج فيها قدوة لهذا التسامح منها نموذج شنودة ود. الطيب وما يجمع بينهما من جسور المودة والعلاقات الطيبة التى ينبغى أن تربط بين الإنسان وأخيه الإنسان بصرف النظر عن اختلاف الديانات، ومثل هؤلاء هم قدوة لنا، ولابد من العمل بوعى ويقين على نشر ثقافة المحبة والسلام بين أتباع الشرائع السماوية الثلاث، مع الاعتراف بخصوصية الاختلاف، فأنا أعبد الله بطريقة معينة، وأنت تعبده بطريقة معينة، وأنا أنظر إلى الوحى والإسراء والمعراج بطريقة معينة وأنت تنظر إليهما بطريقة معينة، وأنا أنظر للمسيح بطريقة معينة وأنت تنظر إليه بطريقة معينة فينبغى مع ثقافة المودة والسلام أن تسود بيننا ثقافة احترام الأديان لأن مبعثها هو الله، ولا نتدخل فى خصوصيات لا علاقة لنا بها، ويجب علينا احترام خصوصيات الآخر، وعندما حاول الغرب الإساءة إلى الرسول بسبب تعدد زوجاته ألفت كتابًا فى هذا الشأن ودافعت فيه عن الرسول وعن زوجاته وهى أمور لها كل الخصوصية ولا شأن لأحد بها، وأنا لست مطالبًا أن أؤمن بالإسلام ولكن أنا مطالب باحترام عقيدة الإسلام، وعلى الآخر أن يحترم عقيدتى لنعيش معًا فى سلام ووئام. · ألفت خمسين كتابًا مناصفة بين الإسلام والمسيحية، لماذا لم تؤلف كتابًا عن اليهودية؟! - ألفت كتابًا بعنوان: "الإرهاب صناعة غير إسلامية" أثبت فيه أن الديانات الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية شرائع ضد الإرهاب، بل وتحاربه، والشرائع السماوية الثلاث تؤكد أن الإرهاب من فعل البشر وليس من أصل الشرائع، وللأسف الشديد الغرب لديهم مشكلة، فهم يكيلون بمكيالين، عندما يتحدثون عن الإرهاب يدعون أنه صناعة إسلامية، وأنه خرج من رحم القرآن وهذا خطأ، فالإرهاب ليس من نبت الأديان السماوية ولكنه خاص بالبشر، فهناك من الشيد بين بعض الإرهابيين ونفس الشيء من المسلمين والمسيحيين واليهود، الإرهاب لا علاقة له بالدين السماوى ولكنه من فعل البشر، والإرهاب جريمة جنائية ينبغى أن يعاقب عليها صاحبها وليس ديانته أو عقيدته!. · أشاد الأزهر بالكتاب الذى ألفته تحت عنوان: "انتشار الإسلام بحد السيف بين الحقيقة والافتراء" حيث أكد الأزهر فى تقريره عن الكتاب إنه يصحح مفهومًا خاطئًا عن الإسلام ويزهق "فرية باطله" عندما إتهمه بها أعداؤه المتعصبون ضده بأنه دين الإرهاب، وأن الناس اجبروا على لدخول فيه وإعتناقه، وقد أوصى الأزهر بطبعه ونشره وتداوله وترجمته إلى اللغات الأجنبية.. ما هى أهم الأسس التى تضمنها هذا الكتاب القيم؟! - حاولت من خلال هذا الكتاب أن أثبت أن الإسلام عندما انتشر منح البشر ثلاث خيارات برهنت عليها بما يلى: 1.عقد مقارنة بين الاضطهاد الدينى الذى وقع على المسيحيين الأرثوذكس من قبل الدولة الرومانية وبين التسامح الدينى الذى حققته الدولة الإسلامية فى مصر، وحرية العقيدة الدينية التى أقرها الإسلام لغير المسلمين وتركهم أحرارًا فى ممارسة شعائرهم الدينية داخل كنائسهم، مصداقًا لقول الله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}، وتحقيق العدالة والمساواة فى الحقوق والواجبات بين المسلمين وغير المسلمين فى الدولة الإسلامية إعمالا للقاعدة الإسلامية: "لهم ما لنا وعليهم ما علينا". - وهذا يؤكد أن الإسلام لم ينتشر بالسيف والقوة لأنه خير غير المسلمين بين قبول الإسلام أو البقاء على دينهم ودفع الجزية أو الضرائب حماية لهم وتمتعًا بالخدمات العامة فى الدولة. 2.إثبات أن الجزية أو الضرائب التى فرضت على غير المسلمين فى الدول الإسلامية بموجب عقود الأمان التى وقعت معهم إنما هى ضريبة فى مقابل حمايتهم والدفاع عنهم ضد أى اعتداء خارجى ونظير التمتع بالخدمات العامة التى تقدمها الدولة للمواطن المسلم وغير المسلم، وهذه الجزية أو الضريبة تبلغ الآن واحد على عشرين من الضرائب الباهظة التى كانت تفرضها الدولة الرومانية على المسيحيين فى مصر. 3.إثبات أن تجاوز بعض الولاة المسلمين فى معاملاتهم لغير المسلمين إنما هى تصرفات فردية شخصية لا تمت لتعاليم الإسلام بصلة، ولا علاقة لها بمبادئ الدين الإسلامى وأحكامه. - وأكد الباحث والمفكر القبطى د. نبيل لوقا أنه اعتمد فى هذه الدراسة على أحكام القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة والخلفاء الراشدين. · هل انت بالفعل حاصل على أكثر من دكتوراه من بينها رسالة دكتوراه فى الشريعة الإسلامية؟! - أنا بالفعل حاصل على 6 رسائل دكتوراه فى الاقتصاد والقانون الجنائى والقانون الدولى والقانون المدنى والشريعة الإسلامية والشريعة المسيحية. · هل فكرت فى مناقشة رسالة دكتوراه حول الثورات العربية؟! - هذا بالفعل هو الحادث الآن حيث أجهز رسالة دكتوراه عن: " حقوق الإنسان والثورات العربية" تحت إشراف د. يحيى الجمل فى جامعة القاهرة، وتؤكد هذه الرسالة أن السبب الجوهرى وراء قيام الثورات العربية هو اختراق حقوق الإنسان، وعدم احترام حقوقه، وتؤكد الدراسة أن الثورات العربية سوف تطول كل الدول العربية. · ماذا تقصد بمقولتك: " أنا مسيحى يؤمن بأن الله محبة للقبطى والمسلم"؟! - تعنى إننى مسيحى يؤمن بمسيحيته ويحبها لأنها دين سماوى، وفى نفس الوقت أحب أخى المسلم واحترم ديانته واحترم الخلاف معه، لأن المسيحية تقول لى: (احبوا أعداءكم، باركوا لأعينكم، أحسنوا إلى بغيضكم)، فعدوى ديانتى طلبت منى أن أحبه، فما بالك بأخى فى الإسلام وفى المصرية، الكراهية شيء بغيض، والمحبة للبشر هى المحبة لله. · ألفت ما يربو من خمسين كتابًا عن الإسلام والمسيحية ما هى أهم الكتب عن الإسلام؟! - "الإرهاب صناعة غير إسلامية" و "انتشار الإسلام بحد السيف بين الحقيقة والافتراء" و "حقوق وواجبات غير المسلمين فى المجتمع الإسلامى" و "غزوات الرسول وادعاءات المفترين"، و " زوجات الرسول بين الحقيقة والافتراء" و " محمد والخناجر المسمومة الموجهة إليه". · ما هى الرسالة التى حرصت عليها فى تأليف لخمسين كتابًا نصفهم للأقباط والنصف الآخر للمسلمين؟! - الرسالة التى حرصت عليها من خلال هذه الكتب سواء فى الإسلام أو المسيحية أن أخلق جسرًا من الحب والسلام بين إخوتى المسيحيين والمسلمين، قد يرى البعض من المتعصبين هنا أو هناك إننى نجحت أو فشلت ليس هذا هو المهم، ولكن المهم إننى مؤمن برسالتى بأن محبتى للمسلم والمسيحى هى محبة الله سبحانه وتعالى. · كيف نستطيع من خلال ثقافة السلام فى الإسلام والمسيحية أن ننشرها أيضًا لدى اليهودية؟! - لابد من الفصل بين الشرائع السماوية وبين أفعال البشر سواء كانوا مسلمين أو أقباط أو يهود، وإذا كان الناس تعتقد أن أسامة بن لادن مخرب ويعتبرونه فى الغرب وأمريكا إنه خرج من رحم الإسلام، فأنا على يقين بأن أفعال المسلمين ليست حجة على الإسلام، لكن الإسلام حجة على المسلمين، لذلك لا تنسب أى فعل إرهابى أو مسيء للإسلام أو المسيحية، والشرائع السماوية لا تخطئ، ولكن الذى يخطئ هو البشر وينسب ذلك لشريعته، ونفس المعيار بالنسبة للمسلم ينطبق أيضًا على المسيحى واليهودى!! · فى تقديرك ما هو دور المدرسة والجامع والكنيسة فى غرس تعاليم السلام والمحبة بين الشعوب على اختلاف شرائعهم؟! - للإعلام أولا دور جوهرى فى نشر ثقافة المحبة بين قطبى الأمة، وينبغى أن نلغى من قاموسنا كلمة أو عبارة "مسلم ومسيحى"، فنحن فى نهاية مصريون، لا فرق بين من يصلى لله فى الجامع أو الكنيسة، لكننا فى النهاية نحن أمة مصرية واحدة، تعيش فى وطن واحد يتقاسم أهله الحلو والمر "فالدين لله والوطن للجميع"!!، وللمدرسة دور مهم للأطفال منذ نعومة أظافرهم أن نغرس فى فكرهم ووجدانهم إن الآخر سواء كان مسلمًا أو مسيحيًا هو أخوك، تلجأ إليه فى الشدائد وتصاحبه وتأمن إليه، ما يربط بيننا إننا إخوة فى الله والوطن، أما اختلاف الديانات، فهذا الموضوع لا ينبغى أن نعمق التفكير فيه على الإطلاق. · ما هى أهم الكتب التى ألفتها عن المسيحية؟! - "السيدة العذراء فى الفكر الإسلامى والمسيحى" و " السيد المسيح فى الفكر الإسلامى والمسيحى" و " مشاكل الأقباط فى مصر وحلولها" و "البابا شنودة والسهام الموجهة إليه" و " الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين" وهناك تحت الطبع كتاب بعنوان: "على المسلمين حل مشاكل الأقباط فى إطار الوحدة الوطنية". · بالتأكيد هناك من يعارض أفكارك أو كتبك عن الإسلام والمسيحية؟! - هناك متعصبون من الأقباط والمسيحيين ولا أستطيع أن أعرف كيف أرضيهم، لذلك لا ألتفت لمثل هؤلاء، لأننى مؤمن ومقتنع برسالتى فى نشر ثقافة المحبة والسلام بين أخوتى المسلمين والمسيحيين، وعندى كلمة طبية عن الإسلام والمسلمين أقولها، ولو معنديش أسكت، وهذا بالطبع يخلق ثقافة التسامح لدى المسلمين تجاه أشقائهم الأقباط وفى هذا السياق هناك كتاب وفقهاء معتدلون مثل د. مصطفى الفقى وجمال بدوى ود. أحمد الطيب ود. سيد طنطاوى ود. زقزوق وغيرهم كثير، إنهم جميعًا أسوياء فى احترامهم للأديان كافة وهذا ما أمر به القرآن. - ويضيف: ليست عندى أدنى مشكلة أن احترم أخى المسلم واحترم عقيدته وشعائره من أجل أن يبادلنى نفس الحب ونفس الاحترام وحرية العقيدة، وأنا كمواطن مصرى إذا حدثت لى أى وعكة صحية من أقرب إنسان لى ليساعدنى فى أزمتى سوى جارى المسلم، والعكس صحيح، لذلك كان لابد من وجود ثقافة محبة وسلام بين المصريين جميعهم على اختلاف عقائدهم. · وما هو المنهج الذى يجب أن يتبعه المصريون جميعهم فى الأخذ بثقافة السلام والمحبة؟! - لو أن المسلمين اتبعوا صحيح دينهم وقرآنهم، والمسيحيون لو أنهم اتبعوا صحيح إنجيلهم، ولو أن اليهود اتبعوا صحيح توراتهم فسوف نعيش جميعًا نحن معشر الشعوب فى محبة وسلام ونعيش مثل الملائكة!!. - إما إيذاء البشر والخروج عن تعاليم الشرائع السماوية الثلاث فهى من أفعال البشر أو قل الشيطان وليس من توجيهات الشرائع السماوية، وينبغى ألا يفكر أحد فينا فى أذية أو إيذاء الآخر، لأن الأقرب مودة للمسلمين هم النصارى بنص القرآن الكريم: {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى}. - وفى السنة النبوية الصحيحة عن بخارى ومسلم قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من آذى ذميًا فقد آذانى، ومن آذانى فقد آذى الله". - وقال أيضًا: " من آذى ذميًا فأنا خصيمه يوم القيامة"، وقال: "من آذى ذميًا فلن يدخل الجنة" هل هناك حماية واجبة أكثر مما ذكره القرآن والسنة النبوية الصحيحة بشأن علاقة المسلم بالقبطى؟! فلماذا نؤذى أنفسنا عندما نؤذى جارنا المسلم أو القبطى، ولماذا نهدم البيوت أو الكنائس؟ّ إنها من أفعال بعض البشر المتعصبين وبوص من الشيطان وهى أفعال لا تقرها الشرائع السماوية!!. · أعتقد أن سماحة الإسلام المتمثلة فى القرآن والسنة النبوية المطهرة فيها نماذج تؤكد عن مدى سماحة الدين الإسلامى فى تعامله مع الأقباط؟! - بالتأكيد وهذه الحادثة المشهورة التى حدثت فى عام 621 هجرية تؤكد ذلك، عندما دعى الرسول نصارى آل نجران للقائه فى المسجد النبوى، وبالفعل استقبلهم الرسول فى المسجد، وعندما حان وقت صلاة النصارى قام الرسول بنفسه وأرشدهم لمكان قبلتهم وصلوا داخل المسجد، وظلوا يرددون كلامًا لم يقره الرسول، وكان على مرئى ومسمع من الصحابة من اجل أن يرسى مبدأ حرية العقيدة.. هذا هو الرسول القدوة، أما من يقول ما تصليش واحرق كنيسته حتى لا يصلى فهذه فئة ضالة وليس لها علاقة بتعاليم الدين الصحيح. · د. أحمد عمر هاشم فى مقالة تحت عنوان: "التعايش الإجتماعى للمسلمين مع غير المسلمين" يقول: احترم الإسلام جميع الأديان السماوية وأرسل الله تعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتمًا للأنبياء المرسلين، وكان من عناصر الإيمان: الإيمان بجميع الرسل السابقين وبجميع الكتب السماوية، بل إن إيمان المؤمن لا يكون صحيحًا إلا إذا آمن بجميع الأنبياء السابقين، وآمن بما أنزله الله تعالى عليهم من الكتب السماوية الصحيحة قال تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}. ما تعقيبك؟! - هذا هو صحيح الإسلام، فالإسلام يعترف بالمسيحية واليهودية لأن الله فى القرآن الكريم أمر المسلمين بالإيمان بالكتب السماوية للشرائع السماوية وبالإيمان بجميع الأنبياء والرسل ومن بينهم موسى وعيسى. - إذن فالآيات فى القرآن واضحة، وفى السنة النبوية واضحة، لذلك من يخرج عن هذا المنهج فقد خالف تعاليم الدين، ولذلك أكرر عليك ما قد قلته من قبل لو أن المسلمين والمسيحيين واليهود اتبعوا شرائعهم السماوية من قرآن وإنجيل وتوراة فسوف نعيش جميعًا مثل الملائكة. · مكرم محمد أحمد فى الأهرام عن أقباط مصر يقول: "الأقباط يشكلون جزءًا من ثقافة وتاريخ عالمنا العربى، ساهموا فى تطوير لغاته وآدابه وثقافته وصحافته، وكانوا دائمًا جزءًا من حركة التاريخ والتقدم،وقفوا مع الوحدة الوطنية وتحمسوا للفكر القومى، وكانوا ضمن الصف الأول فى الحرب على الاستعمار والاحتلال، لكنهم يعيشون الآن مخاوف ردة إرهابية ترتدى ملابس أصولية، تحاول أن تفسد مناخ التعايش والتسامح الذى ميز الثقافة العربية على امتداد عقود طويلة، تدفعهم إلى الرحيل بعيدًا عن جذورهم الأصلية".. ما تعقيبك؟! - الأقباط والمسلمون فى مصر هما جناحا الأمة، وهما مثل الطير لا يستطيع أن يطير بجناح واحد وإلا وقع، ولا يمكن هدم الأمة المصرية إلا من خلال اختراق مسيحى ومسلم، وهذه اللعبة يجيدها أعداء مصر، لذلك يجب على المسلمين والأقباط لوئد الفتن والحرائق من المتربصين بمصر!!. وعلى الأقباط والمسلمين أن يؤمنوا بمصريتهم ويقفوا كحائط صد وعلى قلب رجل واحد ضد أى محاولات للوقيعة بينهم. · وثيقة الأزهر التى أعلنها د. أحمد الطيب شيخ الأزهر انتصرت الدولة المدنية الديمقراطية التى تجعل الأمة مصدر كل السلطات وتلتزم بدستور ترتضيه الأمة كلها، ويضمن الحريات الأساسية فى المجتمع، مع الحفاظ على قيم السماحة والتواصل مع الآخر، والاحترام الكامل لدور العبادة وأتباع الديانات السماوية الثلاث.. ما تعقيبك؟! - من مصلحة الأقباط أن تطبق عليهم الشريعة الإسلامية لأن هناك مبدأ إسلامى متفق عليه فى جميع المذاهب الفقهية الأربعة وأقره الرسول الكريم وهو إنه بالنسبة لأهل الكتاب: "اتركوهم وما يدينون" أى نترك للمسيحية الإنجيل، ونترك لليهود التوراة، كما نترك للمسلمين القرآن، والنص القرأنى فى سورة المائدة يقول صراحة: {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ}. - والمادة الثانية من الدستور تقول إن الشريعة الإسلامية مصدر أساسى للتشريع ولم تقل المصدر الوحيد للتشريع، أى أنه توجد مصادر أخرى للتشريع بجوارها، والشريعة الإسلامية ليست وحدها مصدر التشريع، والواقع القانونى يؤكد أن المسيحيين لا تطبق عليهم نصوص الشريعة الإسلامية فى امور مثل الطلاق والخلع وتعدد الزوجات والإرث، فلا يرث الذكر مثل حظ الأنثيين كما هو فى الشريعة الإسلامية. - وعندما تقول المادة الثانية من الدستور أن مصر دولة إسلامية، فهذا ينبغى ألا يضايق الأقباط فى شيء، لأن الدولة شخص معنوى أو اعتبارى ليس له دين، فالدولة لن تصلح أو تنجح أو تؤدى المناسك، إذن فالدولة فكرة قانونية، ومعنى أن الدولة إسلامية تعنى أن غالبية القانطين أو غالبية المقيمين على أرضها مسلمين، وهذه حقيقة لا تضايق الأقباط، ومثلا فى الدستور الأسبانى يقول: الدولة الأسبانية تدين بالديانة الكاثوليكية وهذا يعنى أن غالبية المقيمين فى هذه الدولة من الكاثوليك وهذا لا يعنى عدم وجود بروتستانت أو أرثوذوكس أو مسلمين فى أسباينا!! - ومع ذلك عندى رؤيا خاصة من اجل أن يطمئن الأقباط من الممكن أن نضيف فى الفترة الأخيرة من المادة 2 من الدستور تقول: الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى التشريع، ولغير المسلمين تطبق عليهم شريعتهم، وهذه الإضافة لن تضايق المسلمين فى شيء وسوف ترضى المسيحيين، وهذا تطبيق للنص القرآنى: {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} من سورة المائدة، فأهل الإنجيل يحكمون بشريعتهم، وقد أقر الرسول نفسه هذا المبدأ فى النص القرآنى: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}، ومادامت القضية قد حسمت فى القرآن و السنة، فأنا أرى إنه لا غضاضة أن أضيف هذه الجملة فى المادة 2 من الدستور حتى يطمئن الأقباط من غير المسلمين إنهم يحكمون بشريعتهم. · د. جابر عصفور فى مقال بعنوان: "التمييز بين المسلمين والأقباط: نموذج صادم" يقول: "وها نحن قد رأينا أخيرًا قانونا يعاقب على التمييز الدينى.., ولا أظن أن هناك جريمة تمييز أوضح أن يقوم داعية بتكفير غيره مهما كان موقفه السياسي".. ما تعقيبك؟! - ميزة الثورة المصرية بعد 25 يناير إنها جعلت الناس تتحدث بكل حرية وديمقراطية.. من يريد أن يهدم الأضرحة، من يكفر التصويت للقبطى أو العلمانى، ومن يريد فرض الحجاب...إلخ, والحرية ميزة, والمواطن المصرى إذا اقتنع بما تقول سوف يعطيك صوته والعكس صحيح, لكن المحظور الوحيد هو عدم استخدام القوة فى فرض الرأى أو الرؤية!!. · لماذا تؤكد على أن مصر مستهدفة بغرض إفشال الثورة المصرية، لأن البعض يخشى من نجاح الثورة المصرية حتى تنتقل إليهم عدوى الثورة؟! - نعم هذه حقيقة لا جدال فيها, مصر مستهدفة من الداخل والخارج لأن البعض يريد إفشال الثورة المصرية حتى لا تنتقل عدوى الثورة إلى بلادهم, لذلك يسعون إلى إشعال نار الفتنة بين المسلمين والأقباط وعليهم جميعا أن ينتبهوا إلى الوضع السيئ والمشين. - هذا هو الواقع الذى نعيشه.. أمريكا وإسرائيل يريدان إضعاف مصر وإضعاف جيشها ,ومعظم الدول العربية تخشى من نجاح الثورة العربية, وإلا بماذا تبرر عدم مساعدة العرب لمصر بعد الثورة ولو بفلس واحد, فى الوقت الذى تعرف فيه القيادة السياسية والعسكرية فى مصر أن هناك الملايين تأتى من الخارج سواء من إيران أو من غيرها لبعض الأحزاب والفئات والجماعات من أجل إضعاف مصر والقضاء على ثورتها الناصعة, وأخطر ما فى الأمر أن هناك أناسًا معروفين داخل مصر ينفذون هذه الأجندات. · كيف ترى ثورة 25 يناير ونحن نقترب من نهاية عامها الأول, وما هى أهم إيجابيات وسلبيات هذه الثورة؟! - أنا أرى أن الثورة المصرية أفرزت شيئا إيجابيًا فى حياتنا, فنحن نسير اليوم على طريق الحرية والديمقراطية, وهناك انتخابات نيابية نزيهة تجرى لأول مرة بفضل الثورة، وهناك حرية فى التعبير, وأصبح للمواطن المصرى صوت مهم من يسعى لخدمة الشعب نقول له: أهلا وسهلا, ومن لا يخدم الشعب لن نأتى به مرة ثانية!!. - هناك انتخابات حرة وتداول سلطة, وهناك ميدان تحرير موجود رمزًا للحرية والديمقراطية, وإذا لم يخدم الوفديون الشعب لن نأتى بهم مرة ثانية, ونفس الشيء بالنسبة للإخوان والليبراليين, لم يعد هناك توريث بعد الثورة, ولن يمكث فى البرلمان من يغش الناس أو يكذب عليهم, هذه هى أهم إيجابيات الثورة, أما السلبيات فيكفينا مطالب فئوية تستنذف الاقتصاد الذى هبط لأكثر من 20 مليار دولار, والمطالب الفئوية تحتاج إلى الملايين, وعدم الاستقرار يهدد الاستثمار بالضياع ويدخلنا فى مرحلة الخطة, علينا أن نؤجل مطالبنا الفئوية حتى تستقر مصر ويعود إليها الأمن والأمان ونعمل من أجل النهوض بالاقتصاد بالعمل والإنتاج. · ورأيك فى انتخابات المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب؟! - لا يعنينى من سيأتى فى الانتخابات, المهم عندى هل سوف يخدم المواطن المصرى ويفيد الوطن أم لا؟! إذا خدم الوطن والمواطن سوف نشد على يديه ونسانده بقوة, وإذا لم يخدم الشعب سوف يمكث دورته ومع ألف سلامه, وإذا تصرف خطأ فسوف نخرج إليه فى ميدان التحرير.. المهم أن نحترم جميعا صناديق الانتخابات ونترك الحكم للتجربة!! · هناك تخوف لدى بعض أقباط مصر من صعود التيار الإسلامى فى الانتخابات.. ما رأيك ؟! - تخوف مقبول, لكن ما دمنا ارتضينا بحكم الديمقراطية فعلينا الاحتكام لصناديق الانتخابات بعيدًا عن الغش والتدليس, وإذا نجح الوفد أو الإخوان أو الليبراليون سوف ولم يحقق أى منهم مطالب الشعب فلن يدخلوا البرلمان مرة ثانية, الثورة خلاص غيرت الشعب ولن يسكت على فساد بعد اقتلاع جذوره!!. نماذج من بعض كتب د. نبيل لوقا
|