ثمرات المطابع
د. صلاح عبد الفتاح
كتاب إسرائيليات معاصرة •«إسرائيليات معاصرة» كتاب للدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدى، من القطع الصغير فى أكثر من مائتى صفحة، من منشورات دار عمار بالأردن. • فى المقدمة عَرَّف المؤلف الإسرائيليات المعاصرة بأنها إشاعات وخرافات وأكاذيب وأباطيل تنتشر بين الناس فى زماننا، وتؤدى دورًا خطيرًا فى إفساد الحياة المعاصرة وتخريبها. وقد سرت هذه الإسرائيليات إلى ديار المسلمين وغزت عقول كثيرين منهم. بعد هذا تتابعت بقية مباحث الكتاب على النحو الأتى: الإسرائيليات واليهود: • الإسرائيليات مصطلح أطلقه المسلمون على الأخبار والأقوال والروايات المنسوبة لبنى إسرائيل فى تراثنا.وقد يتوسع مدلول المصطلح ليشمل ما ورد عن الهنود أو اليونانيين أو النصارى ..إلخ،وإنما نُعِتَ الجميع بالإسرائيليات من باب التغليب.فالإسرائيليات وثيقة الصلة باليهود، لأنها منسوبة إليهم، وصادرة، فى معظمها، عنهم. • إذن ليست كل الإسرائيليات واردة من مصدر يهودى، لأن من الناس من يساعد، بحسن نية أحيانًا، على تضخيم دور اليهود ونسبة كل صغيرة وكبيرة تحدث فى العالم إليهم، فهم يُرتبون كل الأحداث، فلا يقع إلا ما يريدون !! مما يساعد على رسم هالة أسطورية حول دورهم فى تاريخ العالم ومسيرة الأحداث. وهذا مما يسرهم لأنه يرهب الآخرين منهم بل يرعبهم. صحيح أنهم مخادعون ماكرون، متآمرون، أبالسة، لكن إدارة شئون العالم بأجمعه ليست فى مقدورهم فى الحقيقة. حكم رواية الإسرائيليات: • اختلف العلماء والمفسرون والمُحَدِّثون فى حكم رواية الإسرائيليات: - فمنهم من أجاز روايتها مطلقًا، بدون قيد ولا ضابط، فنقلوا كل ما وصل إليهم من الأساطير والخرافات، وملأوا بها كتب التفسير والتاريخ والقصص ، كما فى الثعلبى فى كتابه : «عرائس المجالس فى قصص الأنبياء». - ومنهم من وضع شروطًا لروايتها، فرفض معظمها، ولم يأخذ إلا ما سكت عنه الإسلام. ولم يتعارض مع نصوصه ومقرراته، مثلما فعل ابن كثير فى كتابيه: تفسير القرآن العظيم، والبداية والنهاية. - ومنهم من منع روايتها مطلقًا. فلم يورد منها شيئًا، مستندًا فى ذلك على آيات صريحة وأحاديث صحيحة، وموجهًا الأحاديث والأقوال التى قد تدل على جواز روايتها. ومن هؤلاء: محمد رشيد رضا فى تفسير المنار، وسيد قطب فى تفسير الظلال وغيرهم.ومما استدلوا به على موقفهم: نهى القرآن الصريح عن سؤال أهل الكتاب فى أخبار السابقين بقوله (وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا) الكهف/ 22 ، ونهى النبى صلى الله عليه وسلم الصريح عن أخذ شيء عن اليهود، فقدر روى البخارى قوله صلى الله عليه وسلم « لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله، وما أنزل إلينا » صحيح البخارى. وقول عبد الله بن مسعود ـ رضى الله عنه ـ : « لا تسألوا اهل الكتاب، فإنهم لن يهدوكم وقد أضلوا أنفسهم، فَتُكَذِّبوا بحق، أو تُصَدِّقوا بباطل ». عصر الهيمنة اليهودية: • تاريخ اليهود تاريخ ابتلاء واستضعاف على أيدى الشعوب التى ساكنوها وجاوروها، وذلك، فى الغالب، بما اكتسبت أيديهم من إثم وما اقترفوه من غدر ما وقعوا فيه من منكرات ومفاسد. قال تعالى: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُون َالأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ) آل عمران/112. • الاستثناء من هذه القاعدة هو ما نشهده الآن من صعود النفوذ اليهودى فى العالم بل التحكم الصهيونى فى كثير من مجريات الأمور، فهذا عصر الهيمنة اليهودية حيث نجوا فى التسلل إلى مراكز القيادة والتوجيه فى كثير من دول العالم، خاصة الكبيرة منها، فوجهوها إلى ما يريدون، وحققوا من خلالها ما إليه يهدفون. عداء مبكر: • استفتحت اليهود على العرب قديمًا بقولها: سوف يظلنا زمان نبى ـ يقصدون النبى الخاتم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت عندهم بشارات به فى كتبهم، وكانوا يظنونه من بنى إسرائيل ـ نتَّبِعُه و نُقَتِّلُكم به تقتيلًا أيها العرب. فلما أرسل ربه عربيًا. كذبته يهود وعادته، وظلت عبر التاريخ أشد عداوة لاتباعه حتى اليوم، قال تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ) المائدة/82. والتاريخ شاهد صدق على هذا. • تأتى عداوتهم السافرة هذه تجاه هذا الدين وأهله خاصة، لأنه يقدم للناس الحق والصواب مقابل الأباطيل والأضاليل والأساطير اليهودية، ويفضح مؤامراتهم ومَكائدهم، ويقف سدًا منيعًا أمام مطامعهم ومفاسدهم. • لم يسلم الأمر من غزو ثقافى، بالإضافة لما سبق، استهدف عقيدة الإسلام وشريعته ومناهجه وتاريخه، بأفكار مضللة وجدت سبيلها بين كثير من المسلمون المعاصرين. اليهود والحركة الإسلامية: • يعادى اليهود الحركة الإسلامية عداء رهيبًا. ويحاربونها حربًا شرسة، ويقضون فى وجه أى مّد إسلامى تظهر بوادره فى أية بقعة على الأرض، مستعينين فى ذلك بالأنظمة الأجنبية والمستبدين من الأنظمة الوطنية. اليهود الثلاثة: • ثلاثة يهود قادوا حركة علمنة وزندقة الفكر العالمى هم: - كارل ماركس: داعية الإلحاد والشيوعية فى الإعتقاد والإقتصاد. - سيجموند فرويد: مروج نظريات الانحلال الجنسى والنفسى. - إميل دوركايم: منكر دور النبى والأخلاق فى التنشئة الاجتماعية، زاعمًا أن المؤثر الأساسى فيها ما سماد بالعقل الجمعى والقهر الاجتماعى. الفصل بين النظام الأخلاقى والمعاملات: • على طريقة التدليس والتغرير اليهودى تروج مقولة «التجارة شطارة»، «اللى تغلبُّه العبُّه»، فالغاية تبرر الوسيلة، فى حين أن الإسلام يعلمنا أن الدين المعاملة وأن الغاية الشريفة تقتضى وسيلة نبيلة نظيفة. • نتيجة لهذا استقر فى أذهان كثيرين أن محل مكارم الأخلاق ليس السوق وإنما المسجد. • ومعنى كون التجارة شطارة أنها تقوم على استغلال الظروف واقتناص الغرض، وسلوك كل الوسائل والسبل، مباحة أو محظورة، للتحقيق أعلى معدلات الأرباح، فليس مهما ما يقبله الناس أو يرفضونه، ما يضرهم أو ينفعهم، إنما المهم ما يتقبله العرف التجارى وآليات السوق دون رادع أخلاقى أو ضابط إنسانى.
|
|