مرحبًا بكم فى موقع بيان الإسلام الرد على الافتراءات والشبهات
 بحث متقدم ...   البحث عن

الصفحة الرئيسية

ميثاق الموقع

أخبار الموقع

قضايا الساعة

اسأل خبيراً

خريطة الموقع

من نحن

الطعن في إخبار القرآن عن نجاة بدن
فرعون بعد غرقه
(
*)

مضمون الشبهة:

في غمار حملات التشكيك في القرآن الكريم ونفي إعجازه يدَّعي بعض الطاعنين أن حديث القرآن عن إخراج جسد فرعون بعد غرقه ليكون آية لقومه، كما ورد في قول الله تعالى:)فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرًا من الناس عن آياتنا لغافلون(92)(  (يونس) ـ يتعارض مع المصادر التاريخية والدينية لدى أهل الكتاب التي تحدثت عن غرق فرعون وقومه فقط دون الحديث عن خروج بدنه إلى الشاطئ؛ ومن ثم فقد أخطأ القرآن- في ظنهم- في ذكر هذا الأمر الغيبي.

وجه إبطال الشبهة:

إن قول الله تعالى: )فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية((يونس:92)، صريح كل الصراحة في الإشارة إلى نجاة الله تعالى لجسد فرعون بعد إغراقه في البحر ليكون عبرة لقومه ومن بعدهم, وقد جاء العلم الحديث فاكتشف جثة فرعون- وهو منبتاح بن رمسيس الثاني على الراجح- عام 1898م على يد العالم لوريت, وقد قام الدكتور موريس بوكاي بعمل دراسات علمية وفحص طبي لمومياء فرعون فأثبت غرقه؛ حيث وجد آثار ملح ماء البحر في جسده, كما أظهرت أشعة (×) تكسير العظام دون تمزق الجلد واللحم؛ مما يدل أن تكسر العظام كان بسبب ضغط الماء, وقد كان هذا سببًا في اعتناق هذا العالم الإسلام.

وهذا لا شك إعجاز وسبق تاريخي انفرد به القرآن الكريم عن غيره من الكتب السابقة؛ فهو المهيمن عليها, فهل بعد هذا يمكن لهم الطعن في القرآن؟ لقد صدق الخالق سبحانه وتعالى حين قال في نهاية الآية السابقة: )وإن كثيرًا من الناس عن آياتنا لغافلون(92)((يونس).


التفصيل:

لقد تحدث القرآن عن نهاية فرعون وجنوده في آيات عديدة؛ فقال سبحانه وتعالى: )وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون(50)( (البقرة)، وقال تعالى: )فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فِرْق كالطود العظيم(63)( (الشعراء), وقال تعالى أيضًا: )واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون (39) فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين(40)( (القصص).

وهذه الآيات تصرح بأن فرعون وجنوده قد أُغرقوا جميعًا, ثم جاءت آيات سورة يونس تؤكد هذه الوفاة, وتخبر بنجاة بدن فرعون وليس بنجاته هو من الغرق
كما فهم بعض المغالطين, قال الله تعالى:
)وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيًا وعَدْوًا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين(90)( (يونس)، )آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين (91) فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرًا من الناس عن آياتنا لغافلون(92)((يونس).

يقول الطاهر ابن عاشور: "واعلم أن هذه الآية- يعني الآية الأخيرة- أصرح آية في القرآن دلالة على أن فرعون الذي أُرسل إليه موسى، والذي أتبع بني إسرائيل بعد خروجهم من مصر قد أصابه الغرق"([1]).

ولكن قبيل قبض روح فرعون وهو تحت الماء قال له الله تعالى على لسان الملك: )فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرًا من الناس عن آياتنا لغافلون (92)( (يونس) ؛ أي: عندما تخرج روحك, ويصبح جسمك جثة هامدة, لن نترك بدنك يسقط في الماء إلى قاع البحر, ولن نجعل بدنك طعامًا لحيتان البحر وأسماكه، وإنما سننجي بدنك الهامد الذي خرجت منه الروح, وسنأمر الحيتان أن لا تأكله, وسنأمر الماء أن يحملك, وسنأمر الموج أن يلقيك على الشاطئ, وسيكون بدنك ناجيًا هامدًا, وسيكون ملقًى على الشاطئ, وسيكون آية لمن خلفك, وهم الأحياء من جنودك وقومك, فعندما يشاهدون بدنك جثة هامدة سيعرفون أنك لست إلـهًا كما زعمت, وإنما أنت بشر مخلوق ضعيف, والأصل أن يعتبروا ويتعظوا بذلك([2]).

لو لم يأمر الحق سبحانه وتعالى البحر بأن يلفظ جثمان فرعون, أما كان من الجائز أن يقولوا: إنه إله, وقد رُفع إلى السماء, أو أنه لم يزل يتابع بني إسرائيل، وأنه سيرجع مرة أخرى, أو نحو ذلك من الأكاذيب؛ لأنهم كانوا يزعمون أن فرعون لا يغلب, وأن الفراعنة حين يموتون إنما يُنقلون إلى دار الخلود، ولكن الحقسبحانه وتعالى قد شاء أن يلفظ البحر جثمانه كما يلفظ جيفة أي حيوان غارق؛ حتى لا يكون هناك شك في أن هذا الفرعون قد غرق, وحتى ينظر من بقي من قومه إلى حقيقته, فيعرفوا أنه مجرد بشر, ويصبح عبرة للجميع, بعد أن كان جبارًا مسرفًا طاغية يقول لهم:)ما علمت لكم من إله غيري((القصص/ ٣٨)([3])؛ ومن ثم, )فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية((يونس:92)؛ أي: ننجيك ببدنك لا بروحك, فالروح فارقت البدن, لكن البدن بقي طافيًا على الماء؛ )لتكون لمن خلفك آية(([4])(يونس:92).

وبهذا انتهت حياة فرعون من أعظم الفراعين, إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق, وإن كان الستار لم يُسدل على قصته؛ إذ قُدِّر له أن يعود إلى مسرح الأحداث من جديد في عصرنا الحالي.

فبعد غرق فرعون قام أفراد البلاط الملكي ممن نجا من الغرق بتحنيط الجثة، ونقلها في تابوت إلى مقبرة طيبة في وادي الملوك بصعيد مصر, وقد حمى الله تعالى هذه الجثة من انتشال اللصوص وسرقاتهم([5]), إلى أن جاء عام 1898م فاكتشف العالم فيكتور لوريت مومياء هذا الفرعون وهو منبتاح- أو مرنبتاح أو منفتاح- بن رمسيس الثاني, وكل شيء يسمح بالاعتقاد بأنه فرعون خروج موسى عليه السلام ومن معه([6]), ومن هناك نُقلت المومياء إلى المتحف المصري بالقاهرة, وهي الآن معروضة في قاعة المومياوات الملكية بالمتحف, ويستطيع الزوار أن يروها.

وقد حرص العلماء على دراسة هذه المومياء, وممن تعرض لها الطبيب الفرنسي المسلم موريس بوكاي- بل قام ببعض المعالجة لها- وقد كشف عن مطابقة ما جاء في القرآن بخصوص إغراق فرعون ومصيره بعد ذلك مع الواقع المتمثل في وجود جثته إلى يومنا هذا آية للعالمين, فيقول في ذلك: إن رواية التوراة بشأن خروج اليهود مع موسى عليه السلام من مصر تؤيد بقوة الفرضية القائلة بأن منفتاح (Mineptah)خليفة رمسيس الثاني هو فرعون مصر في زمن موسى عليه السلام, وإن الدراسة الطبية لمومياء منفتاحقدمت لنا معلومات أخرى مفيدة بشأن الأسباب المحتملة لوفاة هذا الفرعون.

إن التوراة تذكر أن الجثة ابتلعها البحر, ولكنها لا تعطي تفصيلاً بشأن ما حدث لها لاحقًا، أما القرآن فيذكر أن جثة الفرعون سوف تُنقذ من الماء كما جاء في الآية السابقة, وقد أظهر الفحص الطبي لهذه المومياء أن الجثة لم تظل في الماء مدة طويلة؛ إذ إنها لم تظهر أية علامات للتلف التام بسبب المكوث الطويل في الماء([7]).

ولقد ذكر موريس بوكاي ما نصه: وجاءت نتائج التحقيقات الطبية لتدعم الفرضية السابقة؛ ففي عام 1975م جرى في القاهرة انتزاع خزعة صغيرة من النسيج العضلي, بفضل المساعدة القيمة التي أسداها الأستاذ (MichflDurigon)، وأظهر الفحص الدقيق بالميكروسكوب حالة الحفظ التامة لأصغر الأجزاء التشريحية للعضلات, وتشير إلى أن مثل هذا الحفظ التام لم يكن ممكنًا لو أن الجسد بقي في الماء بعض الوقت, أو حتى لو أن البقاء خارج الماء كان طويلاً قبل أن يخضع لأولى عمليات التحنيط, وفعلنا أكثر من ذلك ونحن مهتمون بالبحث عن الأسباب الممكنة لموت فرعون.

وجرت الدراسات الطبية الشرعية للمومياء بمساعدة (Ceccaldi) مدير مخبر الهوية القضائية في باريس والأستاذ (Durigon), وسمحت لنا بالتحقق من وجود سبب لموت سريع كل السرعة بفعل كدمات جمجمية مـخية سببت فجوة ذات حجم كبير في مستوى صاقورة القحف مترافقة مع آفة رضية, ويتضح أن كل هذه التحقيقات متوافقة مع قصص الكتب المقدسة التي تشير إلى أن فرعون مات حين ارتد عليه الموج([8]).

ويقول الشيخ عبد المجيد الزنداني: وقد أخبرني الدكتور موريس بوكاي في مقابلة معه أنه أحد الأطباء الذين قاموا بالكشف على جثة فرعون فوجدوا فيها:

1. آثار الموت غرقًا.

2. آثار ملح ماء البحر.

3. أظهرت أشعة (×) تكسير العظام دون تمزق الجلد واللحم؛ مما يدل أن تكسر العظام كان بسبب ضغط الماء([9]).

لقد كان ثمة أمر غريب يحير الدكتور بوكاي, وهو كيف بقيت هذه الجثة- دون باقي الجثث الفرعونية المحنطة- أكثر سلامة من غيرها, رغم أنها استُخرجت من البحر؟!

كان موريس بوكاي يعد تقريرًا نهائيًّا عما كان يعتقده اكتشافًا جديدًا في انتشال جثة فرعون من البحر وتحنيطها بعد غرقه مباشرة, حتى همس أحدهم في أذنه قائلا: لا تتعجل؛ فإن المسلمين يتحدثون عن غرق هذه المومياء.

ولكنه استنكر بشدة هذا الخبر, واستغربه, فمثل هذا الاكتشاف لا يمكن معرفته إلا بتطور العلم الحديث, وعبر أجهزة حاسوبية حديثة بالغة الدقة, فزاد آخر اندهاشه بقوله: إن قرآنهم الذي يؤمنون به يروي قصة عن غرقه, وعن سلامة جثته بعد الغرق.

فازداد ذهولاً, وأخذ يتساءل: كيف يكون هذا، وهذه المومياء لم تُكتشف أصلاً إلا في عام 1898م؛ أي: قبل مئتي عام تقريبًا, بينما قرآنهم موجود قبل أكثر من ألف وأربع مئة عام؟!

وكيف يستقيم في العقل هذا, والبشرية جمعاء- وليس المسلمين فقط- لم يكونوا يعلمون شيئًا عن قيام قدماء المصريين بتحنيط جثث فراعنتهم إلا قبل عقود قليلة من الزمان فقط؟!

جلس الدكتور موريس بوكاي ليلته محدقًا في جثمان فرعون, يفكر بإمعان عما همس به صاحبه له من أن قرآن المسلمين يتحدث عن نجاة هذه الجثة بعد الغرق, بينما كتاب المسيحيين المقدس- إنجيل متى ولوقا- يتحدث عن غرق فرعون أثناء مطاردته لموسى عليه السلام دون أن يتعرض لمصير جثمانه البتة, وأخذ يقول في نفسه: هل يُعقل أن يكون هذا المحنط أمامي هو فرعون مصر الذي كان يطارد موسى عليه السلام ؟! وهل يُعقل أن يعرف محمدهم هذا قبل أكثر من ألف عام, وأنا للتو أعرفه؟!

لم يستطع الدكتور موريس أن ينام, وطلب أن يأتوا له بالتوراة, فأخذ يقرأ في (سفر الخروج) من التوراة قوله: "فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذي دخل وراءهم في البحر، لم يبق منهم ولا واحد" وبقي حائرًا, حتى التوراة لم تتحدث عن نجاة هذه الجثة وبقائها سليمة بعد أن تـمت معالجة جثمان فرعون وترميمه.

ولم يهنأ للدكتور بوكاي قرار, ولم يهدأ له بال, منذ أن هزه الخبر الذي يتناقله المسلمون عن سلامة هذه الجثة؛ فحزم أمتعته وقرر أن يسافر إلى المملكة العربية السعودية لحضور مؤتمر طبي يتواجد فيه جمع من علماء التشريح المسلمين, وهناك كان أول حديث تحدثه معهم عما اكتشفه من نجاة جثة فرعون بعد الغرق, فقام أحدهم وفتح له المصحف, وأخذ يقرأ له قول الله تعالى: )فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرًا من الناس عن آياتنا لغافلون (92)( (يونس) ، لقد كان وقع الآية عليه شديدًا, ورجت له نفسه رجة جعلته يقف أمام الحضور ويصرخ بأعلى صوته "لقد دخلت الإسلام, وآمنت بهذا القرآن"([10]).

وعليه، يبين الدكتور بوكاي وجه الإعجاز في هذه القضية فيقول: "وفي العصر الذي وصل فيه القرآن للناس عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم كانت جثث كل الفراعنة الذين شك الناس في العصر الحديث صوابًا أو خطأً أن لهم علاقة بالخروج- مدفونة بمقابر وادي الملوك بطيبة على الضفة الأخرى للنيل أمام مدينة الأقصر الحالية.

في عصر محمد صلى الله عليه وسلم كان كل شيء مجهولاً عن هذا الأمر، ولم تُكتشف هذه الجثث إلا في نهاية القرن التاسع عشر"([11])؛ وبالتالي فإن جثة فرعون موسى التي ما زالت ماثلة للعيان إلى اليوم تُعد شهادة مادية في جسد محنط لشخص عرف موسى عليه السلام, وعارض طلباته, وطارده في هروبه، ومات في أثناء تلك المطاردة, وأنقذ الله جثته من التلف التام ليصبح آية للناس كما ذكر القرآن الكريم([12]).

وهذا لا شك إعجاز تاريخي للقرآن الكريم كما قال الدكتور زغلول النجار([13])؛ لأن هذه المعلومة التاريخية عن مصير جثة فرعون لم تكن في حيازة أحد من البشر عند نزول القرآن ولا بعد نزوله بقرون عديدة, لكنها بُينت في كتاب الله تعالى قبل أكثر من ألف وأربع مئة عام([14]).

يقول الطاهر ابن عاشور: "ومن دقائق القرآن قوله تعالى:)فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية( (يونس:92), وهي عبارة لم يأت مثلها فيما كتب من أخبار فرعون، وإنها لمن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم؛ إذ كانت الآية منطبقة على الواقع التاريخي"([15]).

ومن ثم, فهل بعد ما سبق ذكره من العثور على مومياء فرعون وإثبات غرقه من خلال الفحص الطبي يمكن لأحد أن يشكك في قوله تعالى: )فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرًا من الناس عن آياتنا لغافلون(92)((يونس)؟!

فإن قال قائل: إن الآية خاصة بقوم فرعون ومن كانوا في عصره؛ ليعتبروا بموته- قلنا: هذا لا يعارض أو ينفي بقاء جسد- أو مومياء- فرعون محنطًا إلى اليوم؛ لأن في بقائه إشارة إلى صدق ما أخبر به القرآن الكريم من نجاة بدنه, وهذا إعجاز وسبق تاريخي- كما قلنا- انفرد به القرآن الكريم عن غيره من الكتب السابقة؛ لأهميته ومغزاه المهم كما يقول الدكتور بوكاي([16]).

أما عن ادعاء البعض أن كلمة "ننجيك" لا تعني الظهور؛ ومن ثم فإن البدن قد نُجِّي فقط مما يلحق بأبدان الغرقى من التحلل والتعفن, ولكنه لم يظهر ولم يشاهده أحد فهو مازال مدفونًا في مكان ما- فهو ادعاء باطل؛ وذلك لأن عبارة "ننجيك ببدنك" معناها في اللغة: نجعلك فوق نجوة من الأرض- أي: مكان مرتفع- فنظهرك أو نلقيك عليها لتعرف؛ لأنه قال ببدنك ولم يقل بروحك, قال الزجاج: معناه نلقيك عريانًا؛ لتكون لمن خلفك عبرة([17]).

وبدن الإنسان جسده, قال الأخفش: وأما قول من قال: "ننجيك ببدنك"؛ أي: بدرعك- فليس بشيء([18]).

هذا عن المعنى اللغوي, وقد تحقق هذا عام 1898م؛ حيث تم العثور على مومياء فرعون- كما أوضحنا سابقًا- وقد ثبت غرقه من خلال الفحص الطبي الذي قام به الدكتور موريس بوكاي ومن معه من المتخصصين, والذي كان سببًا في إسلامه, ولكن كما قال ربنا سبحانه وتعالى: )وإن كثيرًا من الناس عن آياتنا لغافلون(92)((يونس).

الخلاصة:

·    تعددت الآيات القرآنية التي تتحدث عن غرق فرعون, وكان أصرحها هو قوله تعالى:)وجاوزناببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيًا وعَدْوًا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين(90) آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين(91) فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرًا من الناس عن آياتنا لغافلون(92)((يونس).

·    إن في قول الله تعالى: )فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية((يونس:92)، إشارة صريحة كل الصراحة إلى نجاة جسد فرعون بعد إغراقه, وليست روحه؛ ليتعظ قومه ومن بعدهم بموته, فيعلموا أنه ليس إلـهًا كما زعم.

· لقد تم اكتشاف جثة فرعون- وهو منبتاح بن رمسيس الثاني- على يد العالم فيكتور لوريت عام 1898م في مقبرة وادي الملوك بطيبة على ضفاف النيل أمام مدينة الأقصر الحالية, وهي الآن معروضة بالمتحف المصري.

· لقد حرص العلماء على دراسة مومياء فرعون, وكان من أشهر الذين تعرضوا لدراستها الطبيب الفرنسي البروفيسور موريس بوكاي الذي أثبت من خلال الفحص الطبي أن فرعون قد مات غريقًا؛ فهناك آثار ملح ماء البحر في جسده, كما أن هناك تكسر في العظام دون تمزق الجلد واللحم؛ وهذا بسبب ضغط الماء.

· إن في قوله عز وجل:)فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية((يونس:92)، إشارة إلى صدق ما أخبر به القرآن الكريم من نجاة بدن فرعون بعد غرقه, وهذا إعجاز وسبق تاريخي انفرد به القرآن عن غيره من الكتب السابقة التي لم تذكر إلا غرقه فقط.

فكيف بعد هذا يطعنون في إخبار القرآن عن هذه الحقيقة التاريخية, التي كانت سببًا في إسلام علم من أعلام فرنسا, وهو الدكتور موريس بوكاي؟!


 

(*) هل القرآن معصوم؟ عبد الله عبد الفادي، ط1، 1994م. ردُّ: إشكالية غرق فرعون, مقال منشور بمنتديات الكنيسة www.arabchurch.com. هل ظهر بدن فرعون بعد الغرق, وهل أحد تلك المومياوات هي لذلك الفرعون؟ مقال منشور بمنتدى: التوحيد www.eltwhed.com.

[1]. التحرير والتنوير, الطاهر ابن عاشور, مرجع سابق، مج6، ج11, ص280.

[2]. القرآن ونقض مطاعن الرهبان, د. صلاح عبد الفتاح الخالدي, دار القلم, دمشق, ط1, 1428هـ/ 2007م, ص80 بتصرف.

[3]. انظر: التحرير والتنوير, الطاهر ابن عاشور, مرجع سابق, مج6، ج11, ص279. تفسير الشعراوي, محمد متولي الشعراوي, دار أخبار اليوم, القاهرة, ط1، 1991م، ج10, ص6184، 6185.

[4]. تفسير ابن عثيمين, عند تفسير قوله تعالى: )وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ((ق/13), المكتبة المقروءة بموقع: الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين www.ibnothaimeen.com.

[5]. قصة اكتشاف جثة الفرعون, د. رشدي البدراوي, بحث منشور بموقع: موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة www.quran-m.com.

[6]. هناك خلاف تاريخي في تحديد فرعون موسى؛ فمن قائل: رمسيس الثاني, ومن قائل: منبتاح, وآخرون أنه: رمسيس الثالث, وهناك أقوال أخرى, دون حسم تاريخي لأيٍّ منها, وإن كان الشائع عند الناس أنه رمسيس الثاني, ولكن هذا خطأ؛ لأن العلم ينقضه؛ فقد أثبت الفحص الطبي عام 1975م لمومياء رمسيس الثاني أن صاحبها مات بتصلُّب الشرايين, هذا بجانب الأدلة التاريخية الكثيرة على ذلك, أما الراجح عندنا فهو ما أثبته العلم الحديث أنه منبتاح بن رمسيس الثاني.

[7]. انظر: القرآن والعلم الحديث (محاضرة أُلقيت بمعهد الكومنولث البريطاني بلندن), د. موريس بوكاي, ترجمة: د. نبيل عبد السلام هارون, دار الطلائع, القاهرة, 1413هـ/ 1993م، نقلًا عن: آيات الإعجاز العلمي من وحي الكتاب والسنة, عبد الرحمن سعد صبي الدين, دار المعرفة, بيروت, ط1, 1429هـ/ 2008م , ص116.

[8]. المرجع السابق, ص116، 117 بتصرف.

[9]. علم الإيمان, عبد المجيد الزنداني, ج1, ص224، نقلًا عن: موميا فرعون, عادل الصعدي, بحث منشور بموقع: جامعة الإيمان www.jameataleman.org.

[10]. الجراح الفرنسي موريس بوكاي, د. راغب السرجاني, بحث منشور بموقع: قصة الإسلام www.islamstory.com. انظر: من أسرار القرآن (321) )فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً((يونس:92), د. زغلول النجار, بحث منشور بموقع : الأهرام اليومي www.digital.ahram.org.eg.

[11]. القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم: دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة, د. موريس بوكاي, مكتبة مدبولي, القاهرة, ط2، 2004م, ص273.

[12]. المرجع السابق, ص275، 276 بتصرف.

[13]. انظر: من أسرار القرآن (321) )فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً((يونس:92),  د. زغلول النجار, بحث منشور بموقع: الأهرام اليومي www.digital.ahram.org.eg.

[14]. انظر: موميا فرعون, عادل الصعدي, بحث منشور بموقع: جامعة الإيمان www.jameataleman.org.

[15]. التحرير والتنوير, الطاهر ابن عاشور, مرجع سابق, مج6، ج11, ص280، 281.

[16]. انظر: التوراة والأناجيل والقرآن الكريم بمقياس العلم الحديث, د. موريس بوكاي, مرجع سابق، ص268.

[17]. انظر: لسان العرب, مادة: نجو.

[18]. انظر: الصحاح، مادة: بدن.

why do men have affairs why do husband cheat why men cheat on beautiful women
click here online women cheat husband
husbands who cheat women who cheat on husband my boyfriend cheated on me with a guy
online why men have affairs read here
generic viagra softabs po box delivery viagra 50 mg buy viagra generic
viagra vison loss vasodilator viagra read
read cheat husband click here
My girlfriend cheated on me find an affair signs of unfaithful husband
مواضيع ذات ارتباط

أضف تعليقا
عنوان التعليق
نص التعليق
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء كاتبيها فقط ولا تعبر عن الموقع
 
 
 
  
المتواجدون الآن
  2161
إجمالي عدد الزوار
  36890575

الرئيسية

من نحن

ميثاق موقع البيان

خريطة موقع البيان

اقتراحات وشكاوي


أخى المسلم: يمكنك الأستفادة بمحتويات موقع بيان الإسلام لأغراض غير تجارية بشرط الإشارة لرابط الموقع