مرحبًا بكم فى موقع بيان الإسلام الرد على الافتراءات والشبهات
 بحث متقدم ...   البحث عن

الصفحة الرئيسية

ميثاق الموقع

أخبار الموقع

قضايا الساعة

اسأل خبيراً

خريطة الموقع

من نحن

الطعن في تحليل النبي صلى الله عليه وسلم أكل الجراد ميتًا(*)

مضمون الشبهة:

يطعن المشككون في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «أُحِلَّتْ لنا ميتتان: الحوت والجراد»؛ إذ الجراد ـ كما يقولون ـ منفِّرٌ للطبع؛ لأنه من المعلوم أنه من الحشرات، فكيف يستسيغ الإنسان أن يأكل حشرة، فما بالنا لو ميتة ـ أي: دون ذبح ـ كما ورد في الحديث، فأي فائدة ستكون فيه؟!

وجه إبطال الشبهة:

يتميز الجهاز الدموي في الجراد بأنه نظام مفتوح وليس مغلقًا؛ وذلك يعني عدم احتفاظ الحشرة بالدم داخل الأوعية الدموية، والدم القليل الموجود في الجراد غير مسئول عن تبادل الأكسجين، ويقتصر فقط على تبادل الغذاء بين أنسجة الجسم والجهاز الدوراني؛ ومن ثَمَّ فتحليل النبي صلى الله عليه وسلم أكله ميتًا دون ذبح لا يمثل أدنى ضرر على الإنسان؛ لأن وظيفة الذبح تصفية الدم من الذبيحة، وهذا غير متحقِّق هنا.

بالإضافة إلى أن الجراد لا يأتي على الخبائث كباقي الحشرات؛ لذا فليس في أكله أي ضرر على الإنسان، كما أن التحليل الكيميائي للجراد أثبت أنه غذاء يحتوي على الكثير من البروتينات المفيدة للإنسان.

التفصيل:

1)  الحقائق العلمية:

إن الدم يحمل سمومًا وفضلات كثيرة ومركَّبات ضارة؛ وذلك لأن إحدى وظائفه المهمة هي نقل نواتج استقلاب الغذاء في الخلايا من فضلات وسموم ليطرحه خارج الجسم عبر منافذها التي هيَّأها الله لهذا الغرض، وأهم هذه المواد هي: البولة وحمض البول والكرياتنين وغاز الفحم، كما يحمل الدم بعض السموم التي ينقلها من الأمعاء إلى الكبد ليصار إلى تعديلها.

يقول الدكتور جون هونوفر لارسن: "الميتة مستودع للجراثيم، ومستودع للأمراض الفتاكة، والقوانين في أوربا تُحرِّم أكل الميتة".

كما يقول: إن قوانيننا تحرم أكل لحم الحيوان إذا مات مختنقًا؛ حيث اكتشفنا مؤخرًا أن هناك علاقة بين الأمراض التي يحملها الحيوان الذي يموت مختنقًا وصحة الإنسان؛ حيث يعمل جدار الأمعاء الغليظة للحيوان كحاجز يمنع انتقال الجراثيم من الأمعاء الغليظة ـ حيث توجد الفضلات ـ إلى جسم الحيوان وإلى دمه مادام الحيوان على قيد الحياة، ومعلوم أن الأمعاء الغليظة مستودع كبير للجراثيم الضارة بالإنسان، والجدار الداخلي لهذه الأمعاء يحول دون انتقال هذه الجراثيم إلى جسم الحيوان، كما أن في دماء الحيوان جدارًا آخر يحول دون انتقال الجراثيم من دم الحيوان، فإذا حدث للحيوان خفق فإنه يموت موتًا بطيئًا، وتكمن الخطورة في هذا الموت البطيء عندما تفقد مقاومة الجدار المغلِّف للأمعاء الغليظة تدريجيًّا، الأمر الذي يجعل الجراثيم الضارة تخترق جدار الأمعاء إلى الدماء وإلى اللحم، ومن الدماء تنتقل هذه الجراثيم مع الدورة الدموية إلى جميع أجزاء الجسم؛ لأن الحيوان لم يمت بعدُ، وبالتالي ما زالت دورته الدموية تعمل، كما تخرج من جدار الدماء إلى اللحم بسبب نقص المقاومة في جدر هذه الأوعية الدموية، فيصبح الحيوان مستودعًا ضخمًا لهذه الجراثيم الضارة.

ثم تفتك هذه الجراثيم المتكاثرة بصحة الحيوان حتى الموت، وموته في هذه الحالة يعني وجود خطر كبير في جسد هذا الكائن الذي يموت مختنقًا.

ونحن بصدد بيان الناحية الصحية من أكل الجراد حتى وإن كان ميِّتًا دون أن يُحدِث ضررًا للإنسان، فإنه لا بد من بيان فائدة الذبح؛ أي: ذبح الذبيحة قبل موتها.

والذي يحدث في عملية الذبح بطريقة المسلمين أن الجهاز العصبي يبدأ بإرسال إشارات من المخ إلى القلب طالبًا منه إمداده بالدماء؛ لأن المخ يكون في خطر حينها تقوم العضلات بالضغط فورًا، ويحدث تحرُّك شديد للأحشاء والعضلات الداخلية والخارجية، فتضغط بشدة وتقذف كل ما فيها من دماء وتضخُّها إلى القلب، ثم يقوم القلب بدوره بالإسراع في دقَّاته بعد أن يمتلئ بالدماء تمامًا، فيقوم بإرسالها مباشرة إلى المخ، ولكنها ـ بطبيعة الحال ـ تخرج للخارج ولا تصل إليه، فتجد الحيوان يتلوَّى، وإذا به يضخ الدماء باستمرار حتى يتخلص جسم هذا الحيوان تمامًا من الدماء، وبذلك يتخلَّص جسم هذا الحيوان من أكبر بيئة خصبة لنمو الجراثيم.

·      انتفاء الضرر عن أكل الجراد مَيِّتًا :

يقول العلماء: إن الدورة الدموية البسيطة التي يتكوَّن منها الجراد، وهي عبارة عن أنبوب رقيق أو تجويف دموي (haemocoel) يبدأ من المخِّ وينتهي بالمؤخرة، يغلظ في أجزاء ظهرية تُسمَّى "جيوب" (sinuses) تمثل القلب غير المتطور، وتعدُّ هذه الجيوب مخازن مؤقتة للدم، ويوجد لهذه الجيوب فتحات تُمرِّر الدم عبر الأنسجة، ويوجد عند بداية الجناحين تجويفان يمثلان أعضاء دموية نابضة مساعدة تقوم مقام القلب المتطور في دفع الدم في الجناحين، ويتميز الجهاز الدموي في الجراد وبقية الحشرات بأنه نظام مفتوح وليس مغلقًا، وذلك يعني عدم احتفاظ الحشرة بالدم داخل الأوعية الدموية، والدم القليل الموجود في الجراد غير مسئول عن تبادل الأكسجين، ويقتصر دوره فقط على تبادل الغذاء بين أنسجة الجسم والجهاز الدوراني.

هذا الشكل يبين الدورة الدمويةالبسيطة للجراد

·      الجراد غذاء بشري:

يتساءل البعض عن القيمة الغذائية للحم الجراد، وعن نتائج معمل التحليل، يقول محللو الأغذية: إن الجراد يحتوي على قدر طيب من البروتين يفوق (22%)، وإنهم ليؤكدون على أن وجبة متوسطة من الجراد تستطيع تزويد الإنسان بنحو (10%) من جملة ما يحتاجه من البروتين طوال اليوم، ولأن البروتين يُوضع دومًا في الصف الأول لدى إعداد الطعام اليومي، فقد عني باحثو التغذية بتقويم جودة بروتين الجراد موازنةً بغيره من صنوف البروتين.

وقد كشفت البحوث عن تفوُّق بروتين الحليب على كل من بروتين الجراد وبروتين اللحم، ولكن بروتين الجراد كان هو الأفضل موازنةً ببروتين اللحم الأحمر، وثمَّة جانب آخر مهم، يُعضد من مكانة بروتين الجراد في علم التغذية، يتمثَّل في محتوياته من الأحماض الأمينية الأساسية، وهي التي يتوجَّب أخذها في الطعام؛ حيث يعجز عن تخليقها جسم الإنسان.

وأظهرت التحليلات وفرة أحماض الليسين والأرجينين والهستيدين والفالين والثيرونين والفنيل آلانين والتربتوفان والليوسين والأيزوليوسين ـ بتركيزات تناظر أو تفوق ما حدَّدته مقرَّرات منظمة الأغذية والزراعة الدولية.

إذًا يمكن القول: إن بوسْع بروتين الجراد أن يُغطِّي الاحتياجات اليومية لكافة الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الإنسان، فيما عدا الحامض الكبريتي (ميثونين)، أما دهنيات الجراد، فهي تبدو أقل من ناحية الكم؛ إذ تصل إلى نحو (12%) من مكونات اللحم، وهي من نوعية جيدة تمتاز بوفرة ما لديها من أحماض دهنية غير مشبعة مفيدة صحيًّا؛ ففي الدهنيات قَدْر حسن من المكوِّن الأساسي لدهون أوميجا ـ 9، المعروف بحامض الأولييك، وكذا المكون الأساسي لعائلة دهون أوميجا ـ3، المعروف بحامض ألفا لينولينيك؛ ولأجل ذلك فإن لحم الجراد يُعدُّ من أكثر أنواع اللحوم توافقًا وحاجات بعض المرضى الغذائية، وفضلًا عن الدهون والبروتين يوجد بلحم الجراد بعض المعادن المهمة، مثل: الحديد والزنك والبوتاسيوم والماغنسيوم والكالسيوم والفوسفور، وكذا بعض الفيتامينات، مثل: فيتامين (أ) وفيتامين (د)([1]).

فمن خلال التحليل الكيميائي للجراد المجفَّف بالشمس تبين أنه يحتوي على (5%) ماء, (61,4%) بروتين, (17%) دهن, (10%) ألياف, (8,1 %) أكاسيد كالسيوم فوسفور، بالإضافة إلى نسب عالية من الحديد والكبريت وفيتامين (ب)، علمًا بأن الجراد يعدُّ من الحشرات النظيفة؛ فهو لا يتغذَّى إلا على النباتات، وقد استعمله الإنسان القديم كغذاء؛ فقد عُرف في اليونان وليبيا والحبشة، ويقال بأن الجراد كان السبب في إيقاف الحرب بين قبيلتين في مدغشقر؛ حيث انشغل المتحاربون بجمع أسراب الجراد التي ظهرت فجأة بأرض المعركة، كما أن سكان مقاطعة يوتا الأمريكية عام (1885م) اضطروا لأكل الجراد؛ لأنه حصد كامل مزروعاتهم في ذلك العام، وحاليًّا توجد بعض المناطق في جنوب السودان مثلًا تستهلك يوميًّا ما يقرب من (7000) جرادة يوميًّا، وتقوم الأسر بتخزينه على شكل جراد مجفَّف([2]).

·      لحم الجرادات من النبات:

وعلى الرغم من أن الناس جميعهم لم يتذوقوا لحم الجراد، إلا أن حقيقة تغذية الجراد على النباتات النظيفة الخضراء ـ لا على الجيف أو لحوم الحيوانات أو دماء الإنسان والحيوان ـ جعلت الناس تطمئن إلى طيب منبته، وتُوقن برفعة قيمته، والحق أن الجراد أُوتي قدرة لا تُبارَى على معالجة العناصر الغذائية المفيدة واستخلاصها من شتى أجزاء النبات؛ كالأوراق والأزهار والثمار والبراعم ولحاء الأشجار.

 هذا على الرغم من أن الخلايا النباتية هي التي تنطوي على المواد المغذية القابلة للهضم والتي تكون محاطة بأغلفة سليولوزية تستعصي على فعل الإنزيمات، وها هنا تتجلَّى قدرة الجرادات للوصول إلى كنوز المغذِّيات؛ حيث تعمد إلى تمزيق الأغلفة ميكانيكيًّا بفعل حركات الفكوك القوية وقضمات الأفواه، وبهذا تتكشَّف المواد القابلة للهضم التي بداخل الخلايا، ويسهل وصول الإنزيمات الهاضمة إليها، ويتيسَّر هضمها والاغتذاء عليها فتزداد نموًّا، وتتضاعف في الأوزان، ومما يُستطاب ذكره أن الجرادة الواحدة تزن نحو جرامين في أسابيع فقسها الأولى، وهي تستطيع أن تأكل في كل يوم قدر وزنها من النباتات، وهي تزداد وزنًا شيئًا فشيئًا حتى يبلغ وزنها (3 ـ 5) جرامات.

صورة لجرادة

وكلما ازدادت وزنًا تضاعف ما تأكل من أعشاب نظيفة ونباتات، وهذا بيت القصيد، فالثابت علميًّا أن نوع الغذاء الذي يتغذَّى به الحيوان يُعدُّ هو المقياس الذي يحدِّد قابلية لحمه لتغذية الإنسان.

 ولأن التغذية النباتية هي أطيب ما يتغذَّى به الحيوان؛ فقد صار لحم الجراد من أطيب ما يتغذى به الإنسان، لا سيما في نطاق الرقعة الواسعة التي تشهد مواسم تكاثر الجراد أو هجرته، وهي التي تضمُّ نحوًا من 64 دولة وإقليمًا، تتركَّز في قارتي أفريقيا وآسيا، وتبدو مُوزَّعة على ثلاث مناطق رئيسية:

المنطقة الأولى: هي التي تشهد أحداث التكاثر الصيفي، وتشمل بلدانًا أفريقية عدة، مثل: السنغال ومالي وموريتانيا والنيجر ونيجيريا وأثيوبيا وتشاد والسودان، ومن الدول الآسيوية: اليمن والهند وباكستان.

أما منطقة التكاثر الشتوي، فهي تضم من القارة الأفريقية الصومال وشواطئ البحر الأحمر للسودان ومصر وإريتريا، ومن آسيا تشمل: شواطئ البحر الأحمر للمملكة العربية السعودية واليمن وعمان، وساحل إيران على الخليج العربي.

وتضم منطقة التكاثر الربيعي العديد من دول شمال أفريقيا، ومناطق من آسيا، مثل: أفغانستان وإيران وغرب باكستان والحدود الجنوبية لروسيا، ولئن كانت شعوب هذه البلدان ابتكرت على مدار الزمان آليات شتى لمكافحة الجراد وإبادته؛ لئلا يمارس هوايته المفضلة في الْتِهَامِ أجزاء النبات، وبعضًا مما لديهم من مزروعات غير أن حكمة السنين جعلت العقلاء منهم يعيدون النظر في هذه الآليات، وظهر بقوة اتجاه يؤيد حكمة المجربين في أن أَفْعَلَ الطرق لمكافحة الجراد، هي أن نصيده ثم نجهز لحمه في المطابخ، ونأكله في الأطباق([3]).

2)  التطابق بين الحقائق العلمية والحديث الشريف:

أباح الله الجراد بتقرير من رسوله صلى الله عليه وسلم؛ إذ يقول صلى الله عليه وسلم: «أُحلَّت لنا ميتتان: الحوت والجراد»([4]).

والأصل أن الميتة حرام؛ لأنها مجمع للدم المسئول عن جذب الميكروبات، فلم تمت الميتة إلا لأن العدد البكتيري فيها وصل حدًّا لا ينفع العلاج بعده لا للحيوان ولا لآكله، ولكن ميتة الجراد حلال، وهذه هي الآية التي يجب التفكُّر فيها.

وأشارت الحقائق العلمية إلى أن الدورة الدموية التي يتكوَّن منها الجراد بسيطة، كما يتميَّز الجهاز الدموي في الجراد بأنه نظام مفتوح وليس مغلقًا؛ وذلك يعني عدم احتفاظ الحشرة بالدم داخل الأوعية الدموية، والدم القليل الموجود في الجراد غير مسئول عن تبادل الأكسجين، ويقتصر دوره فقط على تبادل الغذاء بين أنسجة الجسم والجهاز الدوراني.

ومما يُستأنس به هنا قول ابن القيم رحمه الله: "الميتة إنما حُرِّمَتْ لاحتقان الرطوبات والفضلات والدم الخبيث فيها، والذكاة لما كانت تزيل ذلك الدم والفضلات كانت سبب الحِلِّ، وإلا فالموت لا يقتضي التحريم؛ فإنه حاصل بالذكاة (الذبح الشرعي) كما يحصل بغيرها، وإذا لم يكن في الحيوان دم وفضلات تزيلها الذكاة لم يُحرَّم بالموت، ولم يشترط لحلِّه ذكاة كالجراد، ولهذا لا ينجس بالموت"؛ فالحكمة إذًا نجاسة الميت غير المذكى، وهذا ما ثبت علميًّا؛ فالأصل أن الميتة حرام؛ لأنها مجمع النجاسة([5]).

وربما يطرح سؤال نفسه وهو: إذا كان الدم هو سبب التحريم فلماذا لا تُؤكل بقية الحشرات؟ أو لماذا لم تُذكر في مواطن الإباحة أُسْوة بالجراد؟ ونجيب عن هذا السؤال من عدة وجوه:

1. القرآن والسنة ليسا كتابي أكل وشرب ليذكر الله فيهما كلَّ ما أحلَّ أو حرَّم، إنما هما منهج أمة ودستور منزَّل، أنزله الله لهذا المخلوق المكرَّم، ومنهما تُستنبط الأحكام بحسب الوقائع؛ بالقياس والجمع بين الأدلة، وغير ذلك مما هو من اختصاص علماء الأمة الذينأمرنا الله بطاعتهم وسؤالهم عن أمر ديننا، قال تعالى:)يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا(59)( (النساء).

2.هناك الكثير من الحيوانات التي هي على شاكلة الحيوانات المباحة، ولكنها مُحرَّمة كالخنزير؛ لما فيه من الأضرار الكثيرة بصحة الإنسان.

3.  والحشرات كذلك منها ما عُرف سبب تحريمه.

4.ومن تلك الحشرات ما تعافها النفوس؛ وذلك بسبب مواطن معيشتها، كالتي تعيش في الأوساخ والقاذورات وفي أماكن النجاسات، ألا ترى أن الجَلَّالة منع الشرع من أكلها ـ رغم أنها مباحة في الأصل ـ إلا بعد تطهيرها مما أكلت، باحتجازها في مكان طاهر مدة من الزمن.

5.ولما كان الجراد يُسبِّب كارثة بيئية خطيرة في الأماكن التي يجتاحها بحكم أنه مخلوق يتكاثر بشكل سريع جدًّا، ويسبب هلاكًا للمحاصيل التي يقع عليها ـ كان من حكمة الخالق سبحانه وتعالى أن أباح أكله؛ لخلوِّه من مسبِّبات المرض أولًا، ولأنه يمثِّل عوضًا عما أصاب الناس من كارثة بسببها ثانيًا، وبهذا يكون أشبه بالبديل الغذائي الأمثل؛ لما يحتويه الجراد من مادة غذائية طبيعية([6]).        

فهلَّا أدرك العقلاء اليوم الحكمة من إباحتها؟ وهل آن الأوان للاعتراف بالقرآن والسنة النبوية المطهرة بأنهما من خالق عليم خبير بأمور خلقه وما يصلحهم وما ينفعهم بدلًا من الإصرار على التمادي في البحث عن الحلول الجزئية غير المجدية، والإعراض عن الهدي القويم.

لنتخيل كيف يكون الأمر لو اشتُهر أمر إباحة الجراد للأكل وتوعية الناس وتثقيفهم ثقافة تناسب دينهم القويم، ما ينتج عنه من القضاء على مصيبة عظيمة وبلاء جسيم بأبسط الوسائل وأقل التكاليف وأسرع الحلول، وإبدالهم طعامًا ثبت حلُّه وطهارته ولذته بآخر هو من النجاسة أقرب، بل هو النجاسة بعينها، ولو أردت معرفة المزيد عن طعام بعض الأمم فما عليك إلا أن تسأل عن أنواع الحشرات التي يحبونها، والهوام التي يتناولونها، فستجد أنهم يتسابقون على الحيات والعقارب والصراصير والديدان، بدلًا من هذه الحشرة الطاهرة التي أحلَّها الله لعباده.

فسبحان الله ما أعظمه من دين! وما أصدق أدلته! التي إن دلَّت على شيء إنما تدل على أنها من الخالق، وما دونه هم الخلق أفلا يتدبرون؟!)سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد (53)((فصلت).  

3) وجه الإعجاز:

إن الحكمة من إباحة الإسلام أكلَ الجراد مَيِّتًا تقوم على خُلُوِّه من الدم المسفوح الذي تحتويه باقي الحيوانات، الأمر الذي يتطلب تذكيتها وتخليصها من الدم. ومن ناحية ثانية؛ فإنه من الحشرات التي لا تأكل القاذورات أو النجاسات؛ لأنه يعيش في البراري، فيكون أكله مغايرًا لباقي الحشرات، ومن ناحية ثالثة تَـجَلَّت الحكمة من إباحته في كونه بديلًا هيَّأَه الخالق لعباده بعد أن كان سببًا في هلاك أقواتهم والقضاء عليه


(*) خرافات الإسلام: الدليل والبرهان، مقال منشور بموقع: إسلاميات دوت كومwww.islameyat.com.

[1]. الحشرات غذاء صحي، د. فوزي عبد القادر الفيشاوي، بحث منشور بمجلة أسيوط لدراسات البيئة www.aun.edu.eg.

[2]. الجراد غذاء بشري، عادل حسن، مقال منشور بمنتدى: www.f.zira3a.net.

[3]. الحشرات غذاء صحي، د. فوزي عبد القادر الفيشاوي، بحث منشور بمجلة أسيوط لدراسات البيئة www.aun.edu.eg.

[4]. صحيح: أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب: الصيد، باب: صيد الحيتان والجراد، (2/ 1073)، رقم (3218). وصحَّحه الألباني في صحيح وضعيف سنن ابن ماجه برقم (3218).

[5]. الإعجاز العلمي في ميتة الجراد، قسطاس إبراهيم النعيمي، بحث منشور بموقع: جامعة الإيمان www.jameataleman.org.

[6]. الإعجاز العلمي في ميتة الجراد، قسطاس إبراهيم النعيمي، بحث منشور بموقع: جامعة الإيمان www.jameataleman.org.

why do men have affairs redirect why men cheat on beautiful women
click here unfaithful spouse women cheat husband
online redirect read here
where to order viagra online buy cheap deal online viagra viagra viagra sipari verme
why wife cheat cheat on my wife why women cheat in relationships
website why are women unfaithful redirect
read here website why women cheat on men
مواضيع ذات ارتباط

أضف تعليقا
عنوان التعليق
نص التعليق
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء كاتبيها فقط ولا تعبر عن الموقع
 
 
 
  
المتواجدون الآن
  1638
إجمالي عدد الزوار
  36748685

الرئيسية

من نحن

ميثاق موقع البيان

خريطة موقع البيان

اقتراحات وشكاوي


أخى المسلم: يمكنك الأستفادة بمحتويات موقع بيان الإسلام لأغراض غير تجارية بشرط الإشارة لرابط الموقع