مرحبًا بكم فى موقع بيان الإسلام الرد على الافتراءات والشبهات
 بحث متقدم ...   البحث عن

الصفحة الرئيسية

ميثاق الموقع

أخبار الموقع

قضايا الساعة

اسأل خبيراً

خريطة الموقع

من نحن

دعوى توصل العلم الحديث إلى كيفية إحياء الموتى (*)

مضمون الشبهة:

يشكك بعض الطاعنين في اختصاص الله عز وجل بالقدرة على إحياء الموتى؛ زاعمين أن قوله تعالى: )وهو الذي يرسل الرياح بشرًا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابًا ثقالًا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون (57)( (الأعراف) ـ بعيد عن المنطق العقلي والعلمي؛ لأنه لايمكن إحياء الموتى بالماء، في حين أن العلماء في العصر الحديث قد تمكنوا من إحياء الموتى بالوسائل العلمية الحديثة، وذلك من خلال الاستنساخ من عظام الموتى.

وجه إبطال الشبهة:

إن إحياء الله الموتى بالماء أمر يقيني ومتحقق لا محالة؛ فهو يسير وفق سنن الله تعالى في هذا الكون المعجز، الذي خلق الله عز وجل فيه الأرض، ثم خلق منها الإنسان، ثم جاء العلم الحديث فأثبت أن بينهما تشابهًا كبيرًا؛ إذ إن العناصر التي خلق منها كل منهما واحدة، ليس هذا فحسب؛ بل إن النبات الخارج من الأرض يشبه الإنسان أيضًا في أشياء كثيرة؛ فهما شقيقان، ومن ثم فإن إحياء الموتى سيكون بطريقة إنبات النبات نفسها، وهو ما يتسق مع المنطق العقلي والعلمي أيما اتساق، وليس بعيدًا عنهما كما يزعمون، أما عن استنساخ الموتى فإنه ليس إحياء للموتى البتة كما يتوهمون، ولكنه مجرد خيال علمي، ومع فرض تحققه فإن المستنسخ لن يكون هو المستنسخ منه نفسه، ولكن سيكون شخصًا آخر يختلف عنه في جميع الصفات العقلية والنفسية المكتسبة.

التفصيل:

لا شك أن الخالق العظيم سبحانه وتعالى قادر على كل شيء، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، ومن كمال قدرته  المطلقة إحياؤه الموتى.

وتعتبر هذه القضية من أخطر القضايا التي ناقشها الإسلام، وقد أكد القرآن على حتمية وقوعها أيما تأكيد، منتهجًا في ذلك منهجًا قويمًا يجمع بين ما فطرت عليه النفوس من الإيمان بما تشاهد وتحس ويقع منها تحت تأثير السمع والبصر، وبين ما تقرره العقول السليمة، ولا يتنافى مع الفطر المستقيمة، وتلك الطريقة قد تميز بها القرآن الكريم، وهذا مما لا تجده في كتب الحكمة النظرية.

ومن ثم فقد أثارت كيفية إحياء الموتى فضول الجميع: المؤمن والكافر، وحتى يقرب الله عز وجل للناس هذه الكيفية ضرب أمثالًا متعددة مما نراه بأعيينا، ونلمسه بأيدينا، ونشتم رائحته بأنوفنا، فيقول سبحانه وتعالى في غير آية من القرآن الكريم:

·      )وهو الذي يرسل الرياح بشرًا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابًا ثقالًا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون (57)((الأعراف).

·      )يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون (19)((الروم).

·      )فانظر إلى آثار رحمت الله كيف يحي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحي الموتى وهو على كل شيء قدير (50) ((الروم).

·      )والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابًا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور (9) (  (فاطر).

·      )ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحي الموتى إنه على كل شيء قدير (39)(  (فصلت).

·      )والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتًا كذلك تخرجون (11)((الزخرف).

·      )رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتًا كذلك الخروج (11)( (ق).

والناظر في هذه الآيات يجد أنها تتحدث في مجملها عن قضية البعث، وليس الحديث ـ كما ترون ـ حديث تحدٍّ؛ أفعل ولا تفعل، بل إنه حديث فكر وعقل وبرهان، فالآيات تتحدث عن إحياء الأرض بعد موتها، وما كان ذلك أن يحدث إلا بوجود الماء، الذي يأتي من خلال السحاب الذي يتراكم ويساق بأمر الله عز وجل، فينزل المطر على الأرض اليابسة، فتنمو فيها كل أنواع الثمار، فتخضر بعد يبس، وتنضر بعد شحوب، وتؤتي أكلها بعد جدب.

وفي جميع الآيات السابقة يعقب الله تعالى بأن الإنسان سيعاد إحياؤه يوم البعث بمثل طريقة إحياء الأرض بعد موتها، حيث كرر سبحانه القول:)كذلك نخرج الموتى((الاعراف:57)،)وكذلك تخرجون(19)((الروم)، )كذلك النشور (9)((فاطر)،)إن الذي أحياها لمحي الموتى((فصلت:39)، )كذلك الخروج (11)((ق).

ومن ثم فإن خروجنا من مراقدنا يوم القيامة لن يكون إلا بهذه البساطة واليسر، )وذلك على الله يسير (7)((التغابن). ولإيضاح هذه الحقيقة نتناول قضية البعث وإحياء الموتى من خلال عقد مجموعة من المقارنات والمقابلات.

وبداية نطرح السؤال الآتي: من أي شيء خلقنا الله؟ وما هو الوسط أو البيئة التي كانت فيها النشأة الأولى للإنسان الأول؟

والجواب عن هذا لا يختلف عليه اثنان: نحن نبتنا من الأرض، وخلقنا الله من التراب؛ قال الله تعالى: )والله أنبتكم من الأرض نباتًا (17) ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجًا (18)((نوح)، ويقول: )يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب( (الحج: ٥).

وبالتحليل العلمي الدقيق لمكونات الأرض أو كما ذكر في الآية الكريمة "التراب" نجد أنه يحتوي على مكونات معدنية مثل:الهيدروجين، النتروجين، الأكسجين، الكربون، الكالسيوم، الصوديوم، الكلور، الماغنسيوم، اليود، الحديد، الفوسفور، النحاس، البوتاسيوم، السليكون، والكبريت.

وليس عجيبًا أبدًا أن يكتشف علماءالكيمياء التحليلية أن مكونات جسم الإنسان المعدنية تكاد تتطابق مئة بالمئة معالمكونات المعدنية للتراب، وليس مستغربًا أيضًا أن نجد تشابهًا بين المكون الصلب والسائل في كل من الأرض والإنسان، فنسبة اليابسة إلى الماء على كوكب الأرض هي 29% يابس، و71% ماء، وهذه النسبة تكاد تتطابق مع نسبة المواد الصلبة إلى نسبة المواد السائلة في جسم الإنسان البالغ، وكأن الإنسان (أي إنسان) ما هو إلا قطعة ممثلة لأصله الأرض، وكما أن الأرض لا تنبت زرعًا ولا كلأ إلا في وجود الماء، فكذلك ابن الأرض ـ الإنسان ـ قد يعيش دون طعام لمدة أقصاها أسبوعان، ولكنه لا يمكنأبدًا أن يعيش لأيام تعد على أصابع اليد الواحدة دون الماء(إكسير الحياة).

وعليه، فإن إحياء الموتى سيكون بالطريقة نفسها التي يخرج الله بها النبات من الأرض تمامًا، وهو ليس بمستغرب ولا مستبعد البتة؛ فإن الإنسان والنبات شقيقان، وكلاهما نبت من الأرض.

ومن الناحية التصنيفية الحديثة التي تعتمد على تكنولوجيات الحامض النووي الريبوسومي([1]) فإن كلًّا من الإنسان والنبات يقعانمعًا تحت مجموعة الكائنات الحية حقيقية النواة (Eukaryota)، كما أن كلًّا من الإنسان والنبات له دورة حياة أقرها القرآن الكريم للإنسان في قوله عز وجل: )يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلًا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئًا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج (5)((الحج).

 وقد ذكرها الله عز وجل للنبات أيضًا فقال في سورة الزمر:  )ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعًا مختلفًا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرًّا ثم يجعله حطامًا إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب (21)((الزمر).

كما أن احتياجات الإنسان الغذائية لا تختلف كثيرًا عن احتياجات النبات، فربما تختلف من ناحية الشكل، ولكنها تتشابه وتتطابق من ناحية المضمون، بمعنى أن المكونات الأساسية لغذاء الإنسان والنبات واحدة لا تبتعد أبدًا عن العناصر الغذائية التي ذكرناها في مكونات التراب المعدنية، كما يتشابه الهدف من عملية التغذية أيضًا، الغرض الأساسي للغذاء هو الحصول على الطاقة اللازمة ليمارس بها الكائن الحي نشاطاته الحيوية المعتادة؛ مثل: الغذاء والهضم والإخراج وغيرها.

ومما يؤكد ما سبق ويعضده الأحاديث الصحيحة في هذا الشأن:

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما بين النفختين أربعون، قال: أربعون يوما؟ قال: أبيت([2]) قال: أربعون شهرًا؟ قال: أبيت، قال: أربعون سنة؟ قال: أبيت، قال: ثم ينزل الله من السماء ماء؛ فينبتون كما ينبت البقل([3])، ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظمًا واحدًا، وهو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة»([4]).

وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال: «... ثم يرسل الله أو ينزل الله قطرًا كأنه الطل([5]) أو الظل ـ نعمان الشاك ـ فتنبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون...»([6]).

وقد فسر العلماء هذا المطر بأنه: كمنيّ الرجال([7]).

والناظر في الحديث الأول يجد أنه صلى الله عليه وسلم قد تحدث فيه عن كيفية إحياء الله الموتى، أو إنبات الإنسان يوم القيامة، وقد شبه هذا بنبات البقل، الذي يعد أبرز مثال دنيوي يشبه إنباته إنبات الإنسان يوم القيامة؛ وذلك لما يأتي:

يقرر علماء النبات أن بذرة نبات البقل هي كائن جنيني حي، ولكنه في حالة من الكمون أو السكون وليس الموت، فجميع العمليات الحيوية تتم فيه ولكن بمعدلات بطيئة جدًّا؛ بحيث يظل الجنين محتفظًا بحياته لأطول فترة زمنية ممكنة، ويتكون هذا الجنين من الأعضاء الخضرية الأساسية نفسها التي يتكون منها النبات الكبير، وحتى ينبت هذا الجنين فلا بد أن يكون حيًّا، فالجنين الميت لا ينبت أبدًا.

ويحدث الإنبات بتشرب الحبة أو البذرة للماء، فتنتفخ وتتمزق أغلفتها نتيجة للضغط عليها، ثم يظهر الجذير خارج الحبة أو البذرة إلى التربة والماء، ثم تظهر الرويشة أيضًا خارج الحبة أو البذرة، وتتجه إلى أعلى غالبًا، وتعطي الساق التي تحمل الأوراق والأزهار والثمار والأشواك والمعاليق وباقي الزوائد.

 



 

الشكل يوضح نمو نبات الفول الذي هو من البقوليات

وهناك شيء آخر يمكن لأي أحد ملاحظته في إنبات نبات البقل وما شابهه من النباتات الأخرى ـ أن بذوره عند انفلاقها، وخروج الساق الجنيني والجذير منها تخترق سطح التربة وتخرج مع الساق لأعلى لعدة سنتيمترات قليلة فوق سطح التربة، أفلا يلفت ذلك نظرنا؟ وأن اختيار الرسول الكريملهذا النبات ليشبه به إنبات الإنسان يوم القيامة كان اختيارًا دقيقًا للغاية، فأية بلاغة هذه؟!([8]).

 

 

 

 

 

أما الحديث الثاني الذي رواه الإمام أحمد فإنه يحدد صفات الماء اللازم لعملية إنبات الإنسان يوم البعث والنشور، ثم يتحدث عن البذرة الإنسانية التي سينبت منها البشر جميعًا ـ إلا الأنبياء كما هو معلوم من الشرع ـ يوم القيامة، وهي عظمة عجب الذنب، كما سماها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي الشيء الوحيد الذي يظل في باطن الأرض، لايفنى؛ لأنه منه خلق الإنسان، وفيه يركب يوم القيامة؛ أي يحيي الله من خلاله الموتى، كما نص على ذلك الحديث الأول الذي في الصحيحين وغيرهما([9]).

 

ويصور الإمام ابن القيم إحياء الموتى تصويرًا رائعًا فيقول:

 

وإذا أراد الله إخــراج الـورى

 

بعد الممـات إلى المعـاد الثـاني

 

ألقى عـلى الأرض التي هـم تحتها

 

والله مـقتـدر وذو سـلطـانِ

 

مـطرًا غليظًـا أبيضًـا متتـابعًا

 

 

عشرا وعشرا بعدهـا عشـرانِ

 

فتظل تنبت منه أجسـام الـورى

 

ولحـومهم كمنـابت الريحـانِ

 

حتى إذا مـا الأم([10]) حـان ولادهـا

 

وتمخضت فنفـاسهـا متـدانِ

 

أوحى لـها رب السمـا فتشققت

 

وبدا الجنين كـأكمل الشبـانِ

 

وتخلت الأم الـولود وأخـرجت

 

أطفـالـها أنثى ومن ذكـرانِ([11])

 

 

وبهذا يتبين لكل مدّعٍ أن إحياء الله الموتى بالماء أمر يقيني سوف يتحقق؛ فهو يسير وفق سنن الله تعالى في هذا الكون المعجز، وهو بذلك يتسق مع المنطق العقلي والعلمي أيما اتساق، وليس بعيدًا عنهما كما يزعمون. فهل استطاع العلماء في العصر الحديث إحياء الموتى عن طريق الاستنساخ من عظام الموتى، كما يدعي دعاة الاستنساخ؟!

نقول: إن من أصول الاعتقاد الصحيح: الإيمان بأن الله تعالى هو وحده الذي يحيي ويميت، ومن ادعى أن غير الله تعالى قادر على الإحياء والإماتة فقد كفر، بل إن المشركين في جاهليتهم لم يعتقدوا ذلك في أصنامهم وآلهتهم؛ قال تعالى:)كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون (28)((البقرة)، وقال تعالى: )ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحي الموتى وأنه على كل شيء قدير (6)((الحج)،وقال تعالى: )وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور (66)((الحج).

وقد بين الله تعالى عجز الآلهة المزعومة، ليس عن الإحياء والإماتة فقط، بل عن الخلق والرزق أيضًا، قال تعالى: )الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون (40)( (الروم).

قال الشيخ الشنقيطي: "فقوله تعالى في هذه الآية الكريمة:)هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون (40)( (الروم)،يدل دلالة واضحة على أن شركاءهم ليس واحد منهم يقدر أن يفعل شيئًا من ذلك المذكور في الآية، ومنه الحياة المعبر عنها بـ (خلقناكم)، والموت المعبر عنه بقوله: (ثم يميتكم)، والنشور المعبر عنه بقوله: (ثم يحييكم)، وبيّن أنهم لا يملكون نشورًا بقوله:)أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون (21)( (الأنبياء)، وبيّن أنهم لا يملكون حياة ولا نشورًا في قوله تعالى: )قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون (34)( (يونس)، وبيّن أنه وحده الذي بيده الموت والحياة في آيات كثيرة؛ كقوله تعالى:)وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابًا مؤجلًا(  (آل عمران: ١٤٥)، وقوله تعالى:)ولن يؤخر الله نفسًا إذا جاء أجلها(  (المنافقون: ١١)، وقال تعالى: )إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر(  (نوح: ٤)، وقوله تعالى: )كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم(، وقوله تعالى: )قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين( (غافر: ١١)، إلى غير ذلك من الآيات.

وهذا الذي ذكرنا من بيان هذه الآيات بعضها لبعض معلوم بالضرورة من الدين"([12]).

وقد يقول قائل: إذا كان ذلك كذلك، فما تقولون في معجزة إحياء عيسى عليه السلام الموتى، والمجادل لإبراهيم عليه السلام في أمر القدرة على الإحياء والإماتة؟!

الجواب:

لقد كان من آيات عيسى ابن مريم عليه السلام البينات أنه يحيي الموتى بإذن الله، ولم يكن عيسى عليه السلام قادرًا على ذلك إلا أن يشاء ربه تبارك وتعالى.

قال تعالى: )ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرًا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله( (آل عمران: ٤٩)، وقال تعالى:)إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلًا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرًا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني(  (المائدة: ١١٠).

وأما ما وقع من المجادل لإبراهيم عليه السلام بأنه قادر على الإحياء والإماتة فهذا من أسخف الادعاءات وأبطلها، ولهذا لما ناظره إبراهيم عليه السلام انقطع ذلك الكافر، وثبت بطلان دعواه.

قال تعالى: )ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين (258)(  (البقرة).

ومن ثم فلا يستطيع أحد من البشر أن يدعي أنه قادر على إحياء الموتى، ومن ادعى ذلك فهاهم الموتى من الرسل والأنبياء والعظماء فليحيهم إن كان صادقًا في دعواه([13])!

فهل يستطيع العلماء في العصر الحديث استنساخ الموتى؟!

يقول الدكتور حمد الرقعي: القول باستنساخ الموتى قول لا سند له؛ فعودة الموتى بعث، والبعث بيد الله،لم يسلم مفاتيحه لأحد، فبالموت تموت الخلايا، والاستنساخ لا يمكن له أن يتعامل إلا مع ما هو حي، حتى وإن كان هذا الحي دقيقًا لانراه([14]).

ويقول الدكتور سينوت حليم دوس في كتابه "استنساخ الإنسان حيًّا وميتًا": محاولات للاستنساخ من جثة فرعون، وغير ذلك، ثم وصل إلى نتيجة مهمة، سطرها بقوله: "وفي الوقت الراهن أقرر أن استنساخ الميت حلم لن يتحقق مطلقًا".

ومما يؤكد هذا أن الخبراء في الاستنساخ من أهل الفن يعلمون أنه ليس هو إخراج حي من ميت؛ فضلًا عن أن يكون إحياء من عدم، بل إن الاستنساخ من ميت أمر مبتوت فيه عندهم أنه لن يكون([15]).

ومن ناحية أخرى يرى بعض الباحثين أن استنساخ الموتى يمكن أن يحدث في ثلاث حالات:

 

1) في حالة الميت حديث الوفاة؛ أي الذي فارقت روحه جسده منذ بضع ساعات فقط وما زالت بعض خلاياه حية، كما يحدث عند نقل بعض الأعضاء من ميت حديث الوفاة إلى آخر حي يحتاجها([16]).

 

يقول الدكتور سينوت حليم: إن الزعم باستنساخ الموتى كالزعماء السابقين مستحيل؛ لأن عملية الاستنساخ لا بد أن تتم خلال ست ساعات من بعد الوفاة، فإن الحامض النووي في الخلية يفسد بعد ست ساعات([17]).

 

2) حالة تجميد خلايا المتوفى ثم نزعها بعد موته بفترة لا تتعدى عشر ساعات، والحفاظ عليها بطريقة الحفظ بالتجميد العميق، كالطريقة المستخدمة في حفظ الأجنة المجمدة.

 

وفي واقع الأمر فإن هاتين الحالتين لا تعدان من قبيل استنساخ الموتى؛ فقد أثبت العلم الحديث أن كثيرًا من خلايا الجسم تظل حية بعد موت المخ والقلب والرئتين لفترة ما تختلف من عضو لآخر([18]).

 

3) طريقة نزع الحامض النووي (D.N.A) من خلايا المتوفى الذي مات قديمًا.

 

وهذه الحالة هي مجرد افتراض نظري أعلن عنه العلماء الروس([19]).

 

تقول الدكتورة أميمة خفاجي (مدرس الهندسة الوراثية بجامعة قناة السويس): إن الحامض النووي (D.N.A) هو المادة الوراثية المسئولة عن تكوين الكائن الحي‏ وصفاته وسلوكه,‏ ولكي نقوم

 

بالاستنساخ من خلالها‏,‏ يجب أن تكون هذه المادة محتفظة بصورتها وخصائصها جيدًا‏,‏ وألا تكون مصابة بأي تلف أو عطب‏,‏ ولذلك قد يكون من السهل نسبيًّا الاستنساخ من العظام؛ لأن المادة

 

العكسية الموجودة حول العظام، وحول الخلايا الداخلة في تكوين العظام ـ تعمل على حفظ المادة الوراثية من التلف‏,‏ وإن كان ذلك يحدث مع مرور السنين‏,‏ فيصيبها التلف والعطب‏,‏ ومن ثم

 

تستحيل إمكانية استنساخ الكائن نفسه بصفاته نفسها‏,‏ لكن قد يحدث مع التطور العلمي أن تتوافر لدينا القدرة على اكتشاف أي عطب أو تلف في المادة الوراثية‏,‏ ثم إصلاحه وإعادة المادة

 

الوراثية إلى صورتها الأصلية‏,‏ ومن ثم القدرة على الاستنساخ الكامل‏.

 

لكن المادة الوراثية التي يمكن أن نجدها في الدم‏,‏ تحمل شكًّا كبيرًا بأنها قد تكون سليمة تمامًا‏,‏ ولم يصبها أي عطب أو تلف‏,‏ ومن ثم إمكانية التعبير بصورة دقيقة أو مضبوطة عن الكائن الذي سيحملها‏,‏ وهذه أول مشكلة وأهم عقبة في سبيل تحقيق استنساخ الموتى‏ ,‏ على افتراض أن ذلك ممكن من الأصل‏.

وفي السياق نفسه يؤكد الدكتور عبد الهادي مصباح (أستاذ المناعة والتحاليل) أن الاستنساخ الذي صار واقعًا علميًّا حقيقيًّا يقوم أساسًا على أخذ الحامض النووي من خلية جسدية حية، يكون فيها شريط الجينوم واضحًا وكاملًا بعد برمجته وإدخاله في بويضة منزوعة الكروموسومات داخل رحم امرأة، ولكن لم يتم حتى الآن إجراء تجربة علمية عليه.

فإذا كان هذا هو حال الاستنساخ من البشر الأحياء، فماذا عساه أن يكون من الموتى، لا سيما القدماء كما يزعمون؟!

تقول الدكتورة سامية التمتامي (أستاذ الوراثة البشرية): ‏ فإن الاستنساخ في الأصل يتم من خلايا حية قادرة على الانقسام‏,‏ وليس من خلايا ميتة‏,‏ ومن ثم أستبعد تمامًا حدوث مثل هذا

الاستنساخ‏؛‏ لأن الـ (‏D.N.A)قديم جدًّا‏,‏ والأكثر دلالة على ذلك أن عمليات محاولة استنساخ قدماء المصريين من الذين تتوافر مومياءاتهم فاشلة تمامًا‏,‏ رغم توافر الجسد([20]).

وهذا ما أكده الدكتور أحمد مستجير عندما قال: أغلب الأبحاث التي أجريت على المومياءات القديمة والحفريات (والتي بدأت في ألمانيا منذ سنوات، ثم في إنجلترا، وتتبناها حاليًّا أمريكا) فشلت، ولم تصل إلى درجة عالية من النقاء والحساسية؛ لأن المومياء تتعرض للتلف أو لعوامل التعرية عند خروجها من البيئة التي حفظت بها([21]).

ومع كل ما سبق فلو فرض جدلًا أنه تم استخلاص الحامض النووي ـ أي المادة الوراثية بصورة صحيحة ودقيقة من بقايا أحد الموتى ورفاته، وتم زرعها في بويضة منزوعة النواة داخل رحم أنثى‏,‏ فإن الكائن الجديد المستنسخ لن يعبر بصورة صحيحة عن الأصل‏,‏ بل إنه قد يأتي مناقضًا تمامًا له‏,‏ فالمادة الوراثية حتى لو كانت دقيقة وسليمة تمامًا‏,‏ فإنها لا تعبر عن نفسها بمفردها‏,‏ فلا بد من تدخل الظروف الخارجية، والبيئة، والتربية، والمناخ‏,‏ إلى آخر كل تلك الظروف‏,‏ وهذه هي أهم نقطة بالفعل‏,‏ فربما يستطيعون استنساخ صورة جسدية لشخص ما‏,‏ لكن من المستحيل أن يحمل صفاته نفسها‏,‏ بسبب تغير العوامل الخارجية‏,‏ وهذا ينطبق على أية عملية استنساخ.

ويؤكد هذا الدكتور عبد الهادي مصباح فيقول: إن الناحية النظرية للاستنساخ تؤكد أن وجود الحامض النووي وتحليله لا يعني بالضرورة استنساخ صاحبه؛ بسبب أن الصفات الوراثية لن تكون موجودة بأكملها([22]).

وبناء على ما سبق فإن استنساخ الموتى فكرة ما زالت خيالًا علميًّا ـ كما يقول خبراء الهندسة الوراثية([23])، ولكن إن تحققت هذه الفكرة فيما بعد ـ كما قلنا سابقًا ـ فإن ذلك لا يكون ولن يكون بعثًا أو إحياء للموتى كما يتوهمون، ومن ثم فإن المستنسخ في هذه الحالة لن يكون إينشتاين بذاته أو توت عنخ آمون أو رمسيس الثاني... إلخ، ولكن سيكون شخصًا آخر، يختلف عنهم في جميع صفاته العقلية والنفسية المكتسبة؛ لأن هذه الصفات لا تستنسخ، سيكون فقط مشابها للمستنسخ منه في الصفات الجسدية التي خلق بها؛ فقد يكون شخصًا مشابها لإينشتاين في الشكل والطول والحجم واللون... إلخ، ولكنه قد يكون في منتهى الغباء ولا يعلم شيئًا عن نظرية النسبية والعلوم الذرية وغير ذلك، إلا بالقدر الذي سيتعلمه بالمراحل الدراسية التي سيمر بها لو تخصص في المجال العلمي.

ولو استنسخوا شخصًا لرمسيس الثاني أو توت عنخ آمون فلن يكون فرعون مصر، ولن يعلم عن تاريخ الفراعنة أكثر مما نعلم، أما أن يعتقد أحد أنهم سيعيدون رمسيس الثاني مثلًا للحياة من خلال حامض الدنا (D.N.A) الموجود بموميائه ـ فهذا محال؛ لأن ذلك يقتضي رد الروح التي صعدت إلى ربها عند موته مرة أخرى إلى الأرض، ودخولها في المستنسخ وهو جنين في رحم المرأة التي ستحتضنه، وهذا أمر محال ومستبعد، هذا على افتراض نجاحهم في تشكيل نواة من (D.N.A) المتوفى، ووضع هذه النواة في بويضة امرأة، بعد نزع نواة بويضتها، وعلى افتراض أيضًا أن الله سيكتب الحياة لهذا المولود المستنسخ، ويقدر خروجه لهذه الدنيا([24]).

وعليه، فهل بعد كل ما سبق يحق لهؤلاء أن يدّعوا أنهم قادرون على إحياء الموتى بالوسائل العلمية الحديثة؟!

إن الإنسان عاجز تمامًا عن إحياء الموتى؛ لأنه لا يملك هذا العلم، وعقله المحدود عندما خلقه الله سبحانه وتعالى أوقفه عن علم هذا الأمر، ومهما تطور العقل وارتقى فلن يصل أبدًا إلى هذا العلم، ولكن الله عز وجل وحده هو الذي يعلم كيف يحيي الموتى([25]).

وهذه الكيفية تتفق مع المنطق العقلي والعلمي ـ كما أوضحنا ـ وليست بعيدة عنهما كما يزعمون، )كذلك يحي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون (73)(  (البقرة).

الخلاصة:

·      لا شك أن إحياء الله الموتى بالماء أمر يقيني، وسيتحقق بنص القرآن الكريم الذي أشار إلى ذلك في آيات كثيرة، وبنص السنة النبوية الصحيحة.

·      لما كان الإنسان هو ابن الأرض دل هذا على أن بينهما تشابهًا كبيرًا، وهذا ما أثبته العلم الحديث، حين قام بتحليل مكونات الأرض فوجد أنها مثل المكونات والعناصر التي خلق منها الإنسان، كما أن النبات الخارج منها يشبه الإنسان إلى حد كبير؛ فهما شقيقان؛ ومن ثم فإن إحياء الموتى سيكون بطريقة إنبات النبات نفسها تمامًا، وهو بهذا يتسق مع المنطق العقلي والعلمي، وليس بعيدًا عنهما كما يدّعون.

·      إن استنساخ الموتى لا يعد إحياء للموتى؛ لأن هذا أمر اختص الله تعالى به نفسه، ولم يسلم مفاتيحه لأحد، كما أن الإنسان عاجز تمامًا عن إحياء الموتى؛ لأنه لا يملك هذا العلم، وعقله المحدود عندما خلقه الله سبحانه وتعالى أوقفه عن علم هذا الأمر.

·      لقد ذهب كثير من خبراء الاستنساخ والهندسة الوراثية إلى أن استنساخ الموتى فكرة ما زالت خيالًا علميًّا، ولكن مع فرض تحققها فإن المستنسخ لن يكون هو المستنسخ نفسه، ولكن سيكون شخصًا آخر يختلف عنه في جميع الصفات العقلية والنفسية المكتسبة.

 


 

(*) موقع: الملحدين العرب www.el7ad.com. الهندسة الوراثية وخروج دابة الأرض، هشام كمال عبد الحميد، مرجع سابق.

[1]. الحامض النووي الريبوسومي: هو أحد الأنواع الثلاثة للحمض النووي (R.N.A)، وهو يقوم بتسهيل إتمام بناء البروتين المطلوب من خلال الأحماض الأمينية؛ إذ إن جزيئاته تتَّحد مع مواد بروتينية لتكوِّن أجسامًا يوصف بعضها بالوحيدات الكبيرة (Subunits large)، وبعضها الآخر يُعرف باسم الوحيدات الصغيرة (Small subunits)، وترتبط كل وحيدة صغيرة مع وحيدة كبيرة ليكوِّنا ما يعرف باسم ريبوسومة (Aribosome) التي توجد في سيتوبلازم الخلية.

[2]. أي أبيت أن أجزم أن المراد أربعون يومًا أو شهرًا أو سنة؛ بل الذي أجزم به أنها أربعون مجملة.

[3]. البَقْل: كل نبات عشبي يغتذي الإنسان به أو بجزء منه، كالخس والخيار والجزر، ويكثر إطلاقه الآن على الحبوب الجافة لبعض الخضروات، كالفاصوليا واللوبيا والفول والعدس.

[4]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: التفسير، باب: )يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18)((النبأ)، (8/ 558)، رقم (4935). صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: الفتن وأشراط الساعة، باب: ما بين النفختين، ج9، ص4056، رقم (7280).

[5]. الطلُّ: هو المطر الخفيف يكون له أثر قليل.

[6]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند عبد الله بن عمرو ب، (10/ 61، 62)، رقم (6555). وصححه أحمد شاكر في تعليقه على المسند.

[7]. انظر: شرح صحيح مسلم، النووي، مرجع سابق، ج9، هامش ص4057.

[8]. انظر: الماء والبعث وعجب الذنب، د. دسوقي عبد الحليم، بحث منشور بموقع: موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة www.quran-m.com. وموقع الجيولوجيين الكويتيين www.q8qeologist.com. الماء والبعث بعد الموت معلومة مهمة جدًّا لكم، مقال منشور بموقع: بيت حواء www.forum.hawahome .com.

[9]. كيفية إحياء الموتى يوم القيامة بهدي القرآن الكريم، مقال منشور بموقع: البارتي www.pdksp.net.

[10]. الأم: كناية عن الأرض.

[11]. موسوعة خطب المنبر، مفرغة من شبكة: المنبر www.alminbar.net.

[12]. أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، محمد الأمين الشنقيطي، مرجع سابق، ج28، ص18.

[13]. هل يستطيع أحد أن يحيي الموتى؟ مقال منشور بموقع: الإسلام سؤال وجواب www.islamqa.com.

[14]. الاستنساخ من النعجة دولِّي إلى أين؟ مقال منشور بموقع: مدونة الدكتور حمد الرقعي www.drhamadelraghi.blogspot.com.

[15] الهندسة الوراثية وعلم الاستنساخ، مقال منشور بموقع: منارة أبو قرون www.manartabugroon.com. هل الاستنساخ نفخ للروح وخلق كخلق الله؟ مقال منشور بموقع: الإسلام سؤال وجواب www.islamqa.com.

[16]. هل بالإمكان استنساخ الموتى؟ مقال منشور بموقع: العيادة السورية www.syrianclinic.com.

[17]. هل 2003م هو عام الاستنساخ والشباب الدائم؟ مقال منشور بموقع: مرمريتا www.marmarita.com.

[18]. انظر: جذع المخ بين الحياة والموت، د. رضاء الطيب، بحث منشور بموقع: الجمعية الشرعية www.alshareyah.org.

[19]. هل بالإمكان استنساخ الموتى؟ مقال منشور بموقع: العيادة السورية wwwsyrianclinic.com.

[20]. انظر: المسيخ الدجال وعلاقته بمثلث برمودا، مقال منشور بموقع: كل العرب www.kull-alarab.com.

[21]. بحث عن ملك فرعوني قديم مثل توت عنخ آمون، مقال منشور بموقع: البارود www.foums.b99.com.

[22]. انظر: المسيخ الدجال وعلاقته بمثلث برمودا، مقال منشور بموقع: كل العرب www.kull-alarab.com.

[23]. النشرة الفقهية ليوم الأحد، صفر 1413هـ، مقال منشور بموقع: الفقه الإسلامي www.islamfeqh.com.

[24]. الهندسة الوراثية وخروج دابة الأرض، هشام كمال عبد الحميد، مرجع سابق، ص142، 143 بتصرف.

[25] الموسوعة الكونية الكبرى: آيات الله في خلق الإنسان وبعثه وحسابه، د. ماهر أحمد الصوفي، مرجع سابق، ج9، ص274 بتصرف.

why do men have affairs redirect why men cheat on beautiful women
open my husband cheated black women white men
open my husband cheated black women white men
signs of a cheater why women cheat website
reasons wives cheat on their husbands what is infidelity why do men have affairs
where to order viagra online buy cheap deal online viagra viagra viagra sipari verme
where to order viagra online buy viagra free shipping viagra sipari verme
why do wife cheat on husband dating for married men reasons why married men cheat
website why some women cheat redirect
husband cheat online online affair
read here click here why women cheat on men
مواضيع ذات ارتباط

أضف تعليقا
عنوان التعليق
نص التعليق
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء كاتبيها فقط ولا تعبر عن الموقع
 
 
 
  
المتواجدون الآن
  5949
إجمالي عدد الزوار
  36592174

الرئيسية

من نحن

ميثاق موقع البيان

خريطة موقع البيان

اقتراحات وشكاوي


أخى المسلم: يمكنك الأستفادة بمحتويات موقع بيان الإسلام لأغراض غير تجارية بشرط الإشارة لرابط الموقع