مرحبًا بكم فى موقع بيان الإسلام الرد على الافتراءات والشبهات
 بحث متقدم ...   البحث عن

الصفحة الرئيسية

ميثاق الموقع

أخبار الموقع

قضايا الساعة

اسأل خبيراً

خريطة الموقع

من نحن

دعوى أن الصحابة قصروا في معرفة السنن (*)

مضمون الشبهة:

يدعي بعض المغرضين أن الصحابة - رضي الله عنهم - قد أهملوا حق السنة، فقصروا في معرفتها، ويستدلون على ذلك بأنه يستحيل عقلا أن يكونوا قد جمعوا كل قول وفعل لرسول الله صلى الله عليه وسلم. متسائلين: إذا كان هذا هو حال الصحابة مع السنة، فكيف تقبل روايتهم لها؟! ويرمون من وراء ذلك إلى الطعن في عدالة الصحابة.

وجها إبطال الشبهة:

1) عناية الصحابة بالسنة لا ينكرها أحد، وإذا كان من المستحيل عقلا أن يجمع صحابي واحد كل قول أو فعل صدر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه ليس بمستبعد أن يتم ذلك لجماعة الصحابة.

2) كثيرا ما كابد الصحابة - رضي الله عنهم - الصعاب والمتاعب؛ لتحصيل ما فات من الحديث أو للتأكد من نص الحديث، فلم يقصروا في معرفة السنة والحفاظ عليها، إنما كانوا يتثبتون ويحتاطون.

التفصيل:

أولا. عناية الصحابة بالسنة وأسباب تفاوتهم في تحصيلها:

لقد كان الصحابة - رضي الله عنهم - على دراية تامة بعظم المسئولية الملقاة على عاتقهم لحفظ الشريعة وتطبيقها؛ فسارعوا إلى صيانة مصادرها الأولى خشية ضياع القرآن الكريم من صدور القراء - الحفاظ - إثر حروب الردة، ومن ثم جمعوه في مصحف على عهد الصديق، وخافوا عاقبة الاختلاف في القراءات في الأمصار المختلفة، فنسخوه في مصاحف وزعت على الأقاليم الإسلامية في عهد عثمان - رضي الله عنه - وكانوا في أحكامهم يرجعون إلى الكتاب الكريم ثم إلى السنة، يسألون عن حكم مأثور عن الرسول فيما يـجد لهم من قضايا، فإذا ما ثبت عندهم شيء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تمسكوا به وطبقوه.

وقد وجد الصحابة الضرورة ملحة لحفظ السنة، فحاول الصديق ثم الفاروق حفظها كتابة، وما منعهم من ذلك إلا حرصهم على القرآن أن تختلط به السنة، فما كان منهم إلا أن عكفوا على دراستها والسؤال عنها، والبحث عن الحديث عند حفاظه، ويكفينا مثالا لهذا ما كان يفعله ابن عباس، فقد روى عكرمة عن ابن عباس أنه قال: «لما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت لرجل من الأنصار: هلم فلنسأل أصحاب رسول الله، فإنهم اليوم كثير، قال: واعجبا لك يا ابن عباس، أترى الناس يفتقرون إليك، وفي الناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فيهم؟ قال: فتركت ذاك وأقبلت أسأل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن كان يبلغني الحديث عن الرجل، فآتي بابه وهو قائل، فأتوسد ردائي على بابه، تسفي الريح علي من التراب، فيخرج فيراني فيقول: يا ابن عم رسول الله ما جاء بك؟ ألا أرسلت إلي فآتيك؟ فأقول: لا أنا أحق أن آتيك»[1].

وهذا أبو هريرة - رضي الله عنه - يترك كل ما يمكن أن يشغل عن طلب العلم من السعي في التجارة أو الزراعة أو غيرهما من وجوه المعاش، ويتفرغ لطلب العلم فقط حتى حفظ علما كثيرا من شدة ملازمته للنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول رضي الله عنه: «إن الناس يقولون: أكثر أبو هريرة، ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا، ثم يتلو: )إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون (159) إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم (160)( (البقرة)، إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشبع بطنه، ويحضر ما لا يحضرون، ويحفظ ما لا يحفظون»[2].

وهكذا كانت لدى الصحابة - رضي الله عنهم - رغبة عارمة في سماع الحديث من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحفظه، وهل أحب إلى المرء من أن يسمع حكم مربيه وأحكامه وتشريعاته؟ وهل من شيء أعز على المسلم من أن يحيي آثار منقذه من الضلال ورائده إلى الخير؟

لقد كان الصحابة مندفعين بإخلاص إلى سماع حوادث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسيرته وحديثه، فهذا أبو بكر الصديق يقف عند عازب والد البراء، فيشتري منه رحلا، وهو للناقة كالسرج للفرس، ثم يقول له: «مر البراء فليحمل إلي رحلي، فقال عازب: لا، حتى تحدثنا كيف صنعت أنت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين خرجتما من مكة والمشركون يطلوبنكم؟ قال: ارتحلنا من مكة...»[3]، وقص عليه خبر الهجرة.

وقد روى بعض الصحابة عن بعض كثيرا من الروايات سواء في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - أو بعد وفاته، فقد روى الفاروق عمر عن أبي بكر رضي الله عنهما عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديث: «ما نورث ما تركناه صدقة»[4]، وروى ابن عباس عن الفاروق عمر حديث: «... فرجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجمنا بعده»[5]، وروى الفاروق عن عبد الرحمن بن عوف: «أخذ الجزية من مجوس هجر»[6]، وروت عائشة عن الصديق كما روى عنها، وروى ابن عمر عن ابن عباس، وابن عباس عن ابن عمر، كما روت عائشة عنه، وروى أبو سعيد عن جابر، وأنس عن جابر، وجابر عن أنس، وروى ابن عباس عن جابر، وجابر عن ابن عباس، وروى أبو سعيد عن ابن عباس كما روى ابن عباس عنه[7]، ومن يراجع كتب السنن وتراجم الرواة يجد كثيرا من الروايات عن الصحابة بعضهم عن بعض.

وهذا دليل واضح على النشاط العلمي الخصب الذي كان بينهم، فها هم يتبادلون الأحاديث، ويسمعون ويسمع منهم، ويروون ويروى عنهم، كل هذا في سبيل معرفة الحق وحفظ السنة المطهرة.

لهذا كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحرصون على حضور مجالسه ويحفظون ما يسمعونه، ويذاكرونه، فعن أنس - رضي الله عنه - قال: "كنا نكون عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فنسمع منه الحديث، فإذا قمنا تذاكرناه فيما بيننا حتى نحفظه"[8]. وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عطاء قال: "كنا نكون عند جابر بن عبد الله فيحدثنا، فإذا خرجنا من عنده تذاكرنا حديثه"[9].

وهكذا كان يذاكر أصحاب رسول الله حديث رسول الله حتى يثبت في صدورهم ولا ينسوه، واقتدى التابعون بهم من بعدهم.

ولم يكتف الصحابة بدراسة الحديث فيما بينهم، بل حثوا على طلبه وحفظه، وحضوا التابعين على مجالسة أهل العلم والأخذ عنهم، ولم يتركوا وسيلة لذلك إلا أفادوا منها، من هذا ما روي عن عمر - رضي الله عنه - قال: «تفقهوا قبل أن تسودوا»[10].

وكان أبو ذر مثلا رائعا لنشر الحق وتبليغ سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يروى عنه أنه قال: «لو وضعتم الصمصامة - السيف الصارم - على هذا - وأشار إلى قفاه - ثم ظننت أني أنفذ كلمة سمعتها من النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن تجيزوا علي لأنفذتها»[11]، وما كان أبو ذر بدعا في الصحابة، إنما كان أحد الألوف الذين ساهموا في حفظ السنة.

وعن أبي قلابة قال: قال ابن مسعود: "عليكم بالعلم قبل أن يقبض، وقبضه ذهاب أهله..."[12].

وكان ينهى عن البدع ويأمر باتباع السنة، فيقول: "الاقتصاد في السنة أفضل من الاجتهاد في البدعة"[13]. وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "تزاوروا وتذاكروا الحديث، فإنكم إلا تفعلوا يدرس"[14].

ووقف عمرو بن العاص على حلقة من قريش فقال: "ما لكم قد طرحتم هذه الأغيلمة؟ لا تفعلوا، وأوسعوا لهم في المجلس، وأسمعوهم الحديث، وأفهموهم إياه، فإنهم صغار قوم أوشك أن يكونوا كبار قوم، وقد كنتم صغار قوم فأنتم اليوم كبار قوم"[15].

وكان ابن عباس يحض طلابه على مذاكرة الحديث، فيقول: "تذاكروا هذا الحديث لا ينفلت منكم، فإنه ليس بمنزلة القرآن، القرآن مجموع محفوظ، وإنكم إن لم تذاكروا هذا الحديث تفلت منكم، ولا يقل أحدكم: حدثت أمس لا أحدث اليوم، بل حدث أمس، وحدث اليوم، وحدث غدا، كما كان يقول: إذا سمعتم منا شيئا فتذاكروه بينكم"[16].

وكان أبو سعيد الخدري يحب طلاب العلم ويفسح لهم في مجلسه، وكثيرا ما كان يقول: "تحدثوا، فإن الحديث يذكر بعضه بعضا"[17].

ومما يروى عن أبي أمامة الباهلي أنه قال لطلابه: "إن هذا المجلس من بلاغ الله إياكم، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد بلغ ما أرسل به، وأنتم فبلغوا عنا أحسن ما تسمعون"، وفي رواية كان يحدثهم حديثا كثيرا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا سكت قال: "اعقلوا، بلغوا عنا كما بلغناكم"[18].

وهكذا كان الصحابة الكرام يتواصون بحفظ الحديث ومذاكرته ويحضون طلابهم على ذلك، ويحثونهم على تبليغ ما يسمعون منهم[19].

هذه هي عناية الصحابة الكرام بالسنة النبوية، ومدى حرصهم عليها، إلا أننا لا بد أن نشير إلى شيء مهم، وهو أنه من المحال أن يجمع الصحابي الواحد كل ما صدر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من قول أو فعل أو تقرير، وإن كان لاشك في أن الصحابة - رضي الله عنهم - حاولوا جاهدين تحصيل أكبر قدر من أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد بلغ أبو هريرة - رضي الله عنه - في ذلك شأوا كبيرا؛ حيث روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - 5374 حديثا، فالصحابة - رضي الله عنهم - جميعا قد جمعوا السنة، بيد أنهم تفاوتوا في درجة التحصيل، فهناك من حصل أكبر قدر من الأحاديث كالمكثرين منهم، وعلى رأسهم أبو هريرة - رضي الله عنه - وهناك المتوسطون في الرواية، وهم عامة الصحابة، وهناك المقلون في الرواية.

ولعل تفاوت الصحابة في تحصيل أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - يرجع إلى عدة أسباب منها:

1.     انشغال الصحابة - رضي الله عنهم - بتجارتهم وأحوالهم الشخصية:

لقد كان للصحابة معايشهم الخاصة من تجارة وأموال، ولا يستطيعون إهمالها بالكلية، وكانوا يجلسون إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يسمعون أحاديثه.

فكان الصحابة يتناوبون النزول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويبلغ الشاهد منهم الغائب.

روى البخاري في صحيحه بسنده عن عمر - رضي الله عنه - قال: «كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد - وهي من عوالي المدينة - وكنا نتناوب النزول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينزل يوما وأنزل يوما، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك...» الحديث[20].

قال الحافظ ابن حجر في "الفتح": "وفيه - أي الحديث - أن الطالب لا يغفل عن النظر في أمر معاشه ليستعين على طلب العلم وغيره، مع أخذه بالحزم في السؤال عما يفوته يوم غيبته، لما علم من حال عمر أنه كان يتعانى التجارة إذ ذاك"[21].

ويقول البراء بن عازب رضي الله عنه: «ما كل الحديث سمعناه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحدثنا أصحابنا عنه، كانت تشغلنا عنه رعية الإبل»[22]، وهكذا كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطلبون ما يفوتهم سماعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيسمعونه من أقرانهم، وممن هو أحفظ منهم، وكانوا يشددون على من يسمعونه منه، وفي رواية أيضا عنه: «ليس كلنا سمع حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت لنا ضيعة وأشغال، ولكن الناس كانوا لا يكذبون يومئذ، فيحدث الشاهد الغائب»[23].

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «... ليس كل ما نحدثكم به عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمعناه منه، ولكن كان يحدث بعضنا بعضا، ولا يتهم بعضنا بعضا»[24].

 وفي رواية عن قتادة أن أنسا حدث بحديث، فقال له رجل: «أسمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ؟ قال: نعم، أو حدثني من لم يكذب، والله ما كنا نكذب، ولا كنا ندري ما الكذب»[25]. على أن الصحابة كانوا يتذاكرون دائما ما يسمعون من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أنس بن مالك: "كنا نكون عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فنسمع منه الحديث فإذا قمنا تذاكرناه فيما بيننا حتى نحفظه".

2.     التفاوت في قوة الحفظ:

معلوم أن العرب كانوا أمة أمية، يندر فيهم من يعرف الكتابة؛ ولذلك كان جل اعتمادهم في تواريخهم وأخبارهم ومعارضاتهم وسائر أحوالهم على الحفظ؛ حتى قويت عندهم هذه الملكة. فإذا كانت حالة العرب في جاهليتهم هكذا، فما بالك بالصحابة - رضي الله عنهم - الذين قيضهم الله لحفظ الشرع وصيانته وحمله وتبليغه لمن بعدهم[26]؟!

على أن هناك فروقا بين الصحابة وبين الناس بصفة عامة في درجة الحفظ، فهناك من يحفظ من المرة الأولى، وغيره يحفظ من المرة الثانية، ومنهم من يحفظ من المرة الثالثة.

وكان هناك من الصحابة من لا يتقن الحفظ، ويشتكي ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فيدله على العلاج؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «لما فتح الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - مكة، قام في الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن الله حبس عن مكة الفيل، وسلط عليها رسوله والمؤمنين، وإنها لن تحل لأحد كان قبلي، وإنها أحلت لي ساعة من نهار، وإنها لن تحل لأحد بعدي، فلا ينفر صيدها، ولا يختلى شوكها، ولا تحل ساقطتها إلا لمنشد، ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين: إما أن يفدى وإما أن يقتل. فقال العباس: إلا الإذخر يا رسول الله، فإنا نجعله في قبورنا وبيوتنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلا الإذخر، فقام أبو شاة - رجل من أهل اليمن - فقال: اكتبوا لي يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتبوا لأبي شاة»[27].

وعلى الجانب الآخر نجد من الصحابة من كان يمتلك ذاكرة وقادة، كالصحابي الجليل أبي هريرة الذي زكاه النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة رضي الله عنهم.

وما كان هذا القدر الكبير من التحصيل يتحقق لأبي هريرة - رضي الله عنه - إلا لكثرة ملازمته النبي صلى الله عليه وسلم.

وجدير بنا أن نذكر مقالة أبي هريرة في هذا الشأن؛ إذ يقول: «إني كنت امرأ مسكينا ألزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ملء بطني، وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق، وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم، فشهدت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم وقال: من يبسط رداءه حتى أقضي مقالتي ثم يقبضه فلم ينس شيئا سمعه مني. فبسطت بردة علي، فوالذي بعثه بالحق ما نسيت شيئا سمعته منه»[28].

3.     بعد أماكن إقامة بعض الصحابة عن المدينة:

لعل هذا من أكبر الأسباب في عدم حضور بعض الصحابة مجالس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهناك منهم من كان يسكن البادية، فلا يأت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا في العام مرة أو مرتين، فيتزود من النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يقيم به دينه ويذهب. فعن مالك بن الحويرث قال: «أتينا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين يوما وليلة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رحيما رفيقا، فلما ظن أنا قد اشتهينا أهلنا - أو قد اشتقنا - سألنا عمن تركنا بعدنا، فأخبرناه، فقال: ارجعوا إلى أهليكم، فأقيموا فيهم وعلموهم، ومروهم، وصلوا كما رأيتموني أصلي، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم»[29].

هكذا يأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقيموا عند أهليهم ليعلموهم ما تعلموه، ولينقلوا إليهم ما شاهدوه من أحوال النبي - صلى الله عليه وسلم - وعبادته وأن تكون صلواتهم كصلاته صلى الله عليه وسلم[30].

ثانيا. تثبت الصحابة من السنة لا يعني التفريط فيها:

لقد أدرك الصحابة الكرام مدى أهمية حفظ الشريعة - كتابا وسنة - وتطبيقها، ثم تبليغها إلى الأمة أداء للأمانة التي اختيروا لها، كما أداها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم، ولقد كانوا - رضي الله عنهم - خير من حمل هذه الأمانة وخير من أداها بعد نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وكان هذا الاستشعار لعظم المسئولية انطلاقا مما وعوه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مثل قوله:«بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج»[31].

لذلك كله كان الصحابة - رضي الله عنهم - حريصين أشد الحرص على تلقي السنة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دون أن يفوتهم شيء منها، وفي سبيل ذلك كانوا يسألون عن كل شيء سواء ورد فيه نص أم لم يرد، وكانوا يلتزمون حدود أمره ونهيه، ويقتدون به - صلى الله عليه وسلم - في كل أعماله وعباداته ومعاملاته، إلا ما علموا منه أنه خاص به[32].

وقد بلغ من اقتدائهم به - صلى الله عليه وسلم - أنهم كانوا يفعلون ما يفعل، ويتركون ما يترك دون أن يعلموا لذلك سببا، أو يسألوه عن علته أو حكمته، فقد أخرج البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلبس خاتما من ذهب فنبذه، فقال: إني لا ألبسه أبدا، فنبذ الناس خواتيمهم»[33].

وأخرج أبو داود في سننه عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: «بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره، فلما رأى ذلك القوم ألقوا نعالهم، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاته قال: ما حملكم على إلقاء نعالكم، قالوا: رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن جبريل - عليه السلام - أتاني فأخبرني أن فيهما قذرا...»[34].

وقد بلغ من حرصهم على تتبع أقواله وأعماله - صلى الله عليه وسلم - أنهم كانوا يتناوبون ملازمة مجلسه يوما بعد يوم كما سبق أن أوضحنا في حديث عمر عند البخاري، كما كانت القبائل النائية عن المدينة ترسل إليه - صلى الله عليه وسلم - بعض أفرادها ليتعلموا أحكام الإسلام من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم يرجعون إليهم معلمين ومرشدين، بل كان الصحابي يقطع المسافات الشاسعة ليسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن مسألة نازلة أو حكم شرعي ثم يرجع.

أخرج البخاري في صحيحه عن عقبة بن الحارث أن امرأة أخبرته بأنها أرضعته وزوجته، فركب من فوره - وكان بمكة - قاصدا المدينة حتى بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن حكم الله فيمن تزوج امرأة لا يعلم أنها أخته من الرضاع، ثم أخبرته بذاك من أرضعتهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كيف وقد قيل»[35]؟

وكذلك كان من عاداتهم - رضي الله عنهم - أن يسألوا زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أمور دينهم فيما يتعلق بشئون الرجل مع زوجته لعلمهن بذلك.

كما كانت النساء تذهب إلى زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - يسألنهن عن أمور دينهن، وأحيانا يسألن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يشأن السؤال عنه من أمورهن، فإذا كان هنالك ما يمنع النبي - صلى الله عليه وسلم - من التصريح للمرأة بالحكم الشرعي أمر إحدى زوجاته أن تفهمها إياه كما في حديث عائشة رضي الله عنها في كيفية التطهر من الحيض[36].

وهكذا كانت عناية خير القرون - رضي الله عنهم - بالسنة المطهرة في حياته صلى الله عليه وسلم: اقتداء تاما ووقوفا عند حدود أمره ونهيه، وتسليما كاملا، والتزاما دقيقا بهديه، وحرصا شديدا على تعلم سنته صلى الله عليه وسلم.

أما بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم - فإننا نجدهم رضي الله عنهم - فضلا عما تقدم - يسلكون مجالات أخرى للعناية بسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - والحفاظ عليها، من ذلك حفظها، والتثبت من ذلك حتى كان أحدهم يرحل في الحديث الواحد مسافة شهر ليتثبت من حفظه[37].

 عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «بلغني حديث عن رجل سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاشتريت بعيرا، ثم شددت عليه رحلي، فسرت إليه شهرا حتى قدمت عليه الشام، فإذا عبد الله بن أنيس، فقلت للبواب: قل له جابر على الباب، فقال: ابن عبد الله، قلت: نعم، فخرج يطأ ثوبه، فاعتنقني واعتنقته، فقلت: حديثا بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القصاص، فخشيت أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يحشر الناس يوم القيامة - أو قال: العباد - عراة غرلا بهما، قال: قلنا وما بهما؟ قال: ليس معهم شيء، ثم يناديهم بصوت يسمعه من قرب أنا الملك أنا الديان، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه، حتى اللطمة قال: قلنا: كيف وأنا إنما نأتي الله - عز وجل - عراة غرلا بهما؟! قال: بالحسنات والسيئات»[38].

وأخرج الحميدي في مسنده:«أن أبا أيوب الأنصاري رحل إلى عقبة بن عامر الجهني يسأله عن حديث سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يبق أحد سمعه منه غيره، فلما قدم إلى منزل مسلمة بن مخلد الأنصاري - وهو أمير مصر - فخرج إليه فعانقه، ثم قال له: ما جاء بك يا أبا أيوب؟ قال: حديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ستر المؤمن، فقال: نعم، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من ستر مؤمنا في الدنيا على خزية ستره الله عليه يوم القيامة"، ثم انصرف أبو أيوب إلى راحلته فركبها راجعا إلى المدينة، فما أدركته جائزة مسلمة إلا بعريش مصر»[39].

فانظر إلى أي مدى تحمل صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المتاعب والصعاب طلبا لحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى ألف الخطيب البغدادي كتابا في ذلك سماه الرحلة في طلب العلم تناول فيه الرحلة من أجل الحديث الواحد فقط؛ فما بالنا لو قصد الرحلة في طلب الحديث عامة؟ لقد كان يحتاج إلى مجلدات ضخمة، فكيف يدعي هؤلاء أن الصحابة - رضي الله عنهم - قصروا في معرفة سنن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأحاديثه؟!

لقد تحمل الصحابة كثيرا من العناء والمشقة في سبيل تحصيل حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجمع أقواله؛ استجابة لقوله صلى الله عليه وسلم: «نضر الله امرءا سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه، فرب مبلغ أحفظ له من سامع»[40]، وفي حديث آخر: «... ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب»[41].

وبالإضافة إلى ذلك فالرسول - صلى الله عليه وسلم - حذرهم من ترك سنته، فقال: «لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته، يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به، أو نهيت عنه، فيقول: لا أدري، ما وجدناه في كتاب الله اتبعناه»[42]. وقال صلى الله عليه وسلم: «من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين»[43].

لذلك كله كان الصحابة - رضي الله عنهم - عليهم مع حرصهم على تبليغ الإسلام للأمة شديدي التحري والتثبت فيما يروونه عن رسول الله، فكانوا لا يحدثون بشيء إلا وهم واثقون من صحته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يقبلون من الأخبار إلا ما عرفوا صحته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يقبلون من الأخبار إلا ما عرفوا ثبوته، والأمثلة على ذلك كثيرة منها ما قاله عبد الرحمن بن أبي ليلى: أدركت مائة وعشرين من الأنصار من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ما منهم أحد يحدث بحديث إلا ود أن أخاه كفاه إياه، ولا يستفتى عن شيء إلا ود أن أخاه كفاه إياه، وفي رواية: يسأل أحدهم المسألة فيردها هذا إلى هذا حتى ترجع إلى الأول[44].

وعن ابن سيرين قال: «كان أنس قليل الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان إذا حدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم»[45].

وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: «قلنا لزيد بن أرقم: حدثنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: كبرنا ونسينا، والحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شديد»[46].

وهكذا تشدد الصحابة في الحديث، وأمسك بعضهم عنه كراهية التحريف أو الزيادة والنقصان في الرواية عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأن كثرة الرواية في نظر كثير منهم مظنة الوقوع في الخطأ.

تلك كانت طريقة الصحابة ومنهجهم في المحافظة على حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خشية الوقوع في الخطأ، أو تسرب الدس إلى الحديث الشريف من الجهلاء وأصحاب الأهواء، أو أن تحمل بعض الأحاديث على غير وجه الحق والصواب، فعلوا ذلك كله احتياطا للدين ورعاية لمصلحة المسلمين، لا زهدا في الحديث النبوي ولا تعطيلا له. فلا يجوز لإنسان أن يفهم من منهاج الصحابة أنهم هجروا السنة أو زهدوا فيها، معاذ الله لا يقول هذا إلا جاهل أو صاحب هوى، لا علم له بشيء من السنة، ولم تخالط قلبه روح الصحابة، ولا أنار سبيله قبس من هداهم، فقد ثبت عن الصحابة جميعا تمسكهم بالحديث الشريف وإجلالهم إياه وأخذهم به، وقد تواتر خبر اجتهاد الصحابة إذا وقعت لهم حادثة شرعية من حلال أو حرام، وفزعهم إلى كتاب الله تعالى، فإن وجدوا فيه ما يريدون تمسكوا به، وأجروا (حكم الحادثة) على مقتضاه، وإن لم يجدوا ما يطلبون فزعوا إلى السنة فإن روي لهم خبر أخذوا به، ونزلوا على حكمه، وإن لم يجدوا الخبر فزعوا إلى الاجتهاد بالرأي.

وهكذا كان الصحابة - رضي الله عنهم - يتحوطون لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويتثبتون منه، وهذا التثبت وذاك الاحتياط في الرواية لا يعني أبدا أنه تقصير أو تفريط في السنة النبوية إنما هو مزية وفضل يحسب لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضمن مناقبهم في حفظ هذا الدين، لا كما يدعي المفترون عليهم من أنه تقصير منهم في معرفة السنة.

الخلاصة:

·   بدهي ألا يجمع صحابي واحد كل ما صدر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من قول أو فعل أو تقرير؛ لما يتطلبه ذلك من ملازمة كاملة للنبي - صلى الله عليه وسلم - في كل وقت وحين وفي كل حركاته وسكناته، وذلك في الواقع من الصعوبة بمكان.

·   إن الصحابة لم يكونوا جميعا على مبلغ واحد من العلم بأحوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد كان منهم التاجر والصانع، والحضري والبدوي، والقريب مكانه والبعيد؛ لذلك تفاوتت مراتبهم في العلم، ومكانتهم في الحفظ.

·   استعمل الصحابة أساليب متنوعة في تحصيل الحديث في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل التناوب في حضور مجالسه، والمكث عند النبي - صلى الله عليه وسلم - عددا من الأيام، ثم الذهاب إلى الموطن حيث المال والأهل، وملازمة النبي - صلى الله عليه وسلم - في أغلب أحواله.

·   لم يأل الصحابة - رضي الله عنهم - جهدا في إدراك ما فاتهم من الحديث، وقد ركبوا الصعب والذلول في سبيل ذلك، من مذاكرة الحديث ومدارسته والرحلة في طلبه وغير ذلك.

·   لقد حث النبي - صلى الله عليه وسلم - صحابته على التمسك بسنته والعمل بها، بل إنه حذرهم من تركها، وهذا ما دفعهم إلى تحمل المشاق في جمع السنة، وحفظها، والعمل بها، ونشرها، فكانوا أهلا لتحمل الأمانة، وكانوا على قدر المسئولية في حفظها وتبليغها.

 



(*) السنة قبل التدوين، د. محمد عجاج الخطيب، مكتبة وهبة، القاهرة، ط4، 1425هـ/ 2004م.

[1]. صحيح: أخرجه الحاكم في مستدركه، كتاب: العلم، (1/ 188)، رقم (363). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري، وووافقه الذهبي.

[2]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري )، كتاب: العلم، باب: حفظ العلم، (1/ 258)، رقم (118). صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل أبي هريرة الدوسي، (8/ 3630)، رقم (6280).

[3]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: مناقب المهاجرين وفضلهم، (7/ 10)، رقم (3652).

[4]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: الجهاد والسير، باب: حكم الفيء، (7/ 2740)، رقم (4496).

[5]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري )، كتاب: الحدود، باب: الاعتراف بالزنا، (12/ 140)، رقم (6829). صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: الحدود، باب: رجم الثيب في الزنا، (6/ 2630)، رقم (4339).

[6]. صحيح: أخرجه الترمذي في سننه (بشرح تحفة الأحوذي)، كتاب: السير، باب: أخذ الجزية من المجوسي، (5/ 174، 175)، رقم (1635). وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي برقم (1586).

[7]. السنة قبل التدوين، محمد عجاج الخطيب، مكتبة وهبة، القاهرة، ط4، 1425هـ/ 2004م، ص146 بتصرف.

[8]. أخرجه الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، باب: كيفية الحفظ عن المحدث، مذاكرة الطلبة بالحديث بعد حفظه ليثبت، (1/ 363، 364)، رقم (466).

[9]. أخرجه الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، باب: كيفية الحفظ عن المحدث، مذاكرة الطلبة بالحديث بعد حفظه ليثبت، (1/ 365)، رقم (471).

[10]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: العلم، باب: الاغتباط في العلم والحكمة، (1/ 199) معلقا.

[11]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: العلم، باب: العلم قبل القول والعمل، (1/ 192) معلقا.

[12]. أخرجه عبد الرازق في مصنفه، باب: العلم، (11/ 252)، رقم (20465).

[13]. تذكرة الحفاظ، الذهبي، دار الكتب العلمية، بيروت، د. ت، (1/ 15، 16).

[14]. شرف أصحاب الحديث، الخطيب البغدادي، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، ط1، 1417هـ/ 1996م، ص166.

[15]. شرف أصحاب الحديث، الخطيب البغدادي، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، ط1، 1417هـ/ 1996م، ص122.

[16]. شرف أصحاب الحديث، الخطيب البغدادي، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، ط1، 1417هـ/ 1996م، ص167.

[17]. شرف أصحاب الحديث، الخطيب البغدادي، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، ط1، 1417هـ/ 1996م، ص168.

[18]. شرف أصحاب الحديث، الخطيب البغدادي، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، ط1، 1417هـ/ 1996م، ص169.

[19]. السنة قبل التدوين، د. محمد عجاج الخطيب، مكتبة وهبة، القاهرة، ط4، 1425هـ/ 2004م، ص144، 145 بتصرف.

[20]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: العلم، باب: التناوب في العلم، (1/ 223)، رقم (89).

[21]. فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان للتراث، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1987م، (1/ 224).

[22]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند الكوفيين، حديث البراء بن عازب، (18516). وصححه شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند.

[23]. صحيح: أخرجه الحاكم في مستدركه، كتاب: العلم، باب: في توقير العالم، (1/ 216)، رقم (438). وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي في التلخيص.

[24]. أخرجه الحاكم في مستدركه، كتاب: معرفة الصحابة رضي الله عنه، باب: ذكر أنس بن مالك، رقم (6458).

[25]. صحيح: أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد، كتاب: الأشربة، باب: تحريم الخمر، (5/ 75)، رقم (8077). وقال الهيثمي: رجاله ثقات.

[26]. الرد على شبهات من ينكر حجية السنة، د. عبد الغني محمد عبد الخالق، مكتبة السنة، القاهرة، ط1، 1409هـ/ 1989م، ص417، 418 بتصرف.

[27]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: اللقطة، باب: كيف تعرف لقطة أهل مكة؟ (5/ 104، 105)، رقم (2434). صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: الحج، باب: تحريم مكة وتحريم صيدها وخلاها وشجرها ولقطتها إلا لمنشد على الدوام، (5/ 2110)، رقم (3247).

[28]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الاعتصام بالكتاب والسنة، باب: الحجة على من قال إن أحكام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانت ظاهرة، (13/ 332، 333)، رقم (7353). صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل أبي هريرة رضي الله عنه، (8/ 3630)، رقم (6280).

[29]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري )، كتاب: الأذان، باب: الأذان للمسافرين إذا كانوا جماعة، (2/ 131)، رقم (631). صحيح مسلم (بشرح النووي )، كتاب: المساجد، باب: من أحق بالإمامة، (3/ 1250)، رقم (1507).

[30]. من جهود الأمة في حفظ السنة، د. أحمد حسين محمد إبراهيم، مطبعة الحسين الإسلامية، القاهرة، ط1، 1419هـ/ 1999م، ص71.

[31]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: ما ذكر عن بني إسرائيل، (6/ 572)، رقم (3461).

[32]. تدوين السنة النبوية، د. محمد مطر الزهراني، مكتبة الصديق، الطائف، ط1، 1412هـ، ص24.

[33]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: اللباس، باب: خاتم الفضة، (10/ 331)، رقم (5867).

[34]. صحيح: أخرجه أبو داود في سننه (بشرح عون المعبود)، كتاب: الصلاة، باب: الصلاة في النعل، (1/ 249)، رقم (646). وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود برقم (650).

[35]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: العلم، باب: الرحلة في المسألة النازلة، (1/ 222) رقم (88).

[36]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الحيض، باب: دلك المرأة نفسها إذا تطهرت من الحيض، (1/ 494)، رقم (314).

[37]. تدوين السنة النبوية، د. محمد مطر الزهراني، مكتبة الصديق، الطائف، ط1، 1412هـ، ص25: 27 بتصرف.

[38]. حسن: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكيين، حديث عبد الله بن أنيس رضي الله عنه، رقم (16085). وحسنه شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند.

[39]. رجاله ثقات: أخرجه الحميدي في مسنده، أحاديث أبي أيوب الأنصاري، (1/ 189)، رقم (384). وقال الألباني في السلسلة الصحيحة عند تعليقه على حديث رقم (2341): رجاله ثقات.

[40]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند عبد الله بن مسعود، (6/ 96)، رقم (4157). وصححه أحمد شاكر في تعليقه على المسند.

[41]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: العلم، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "رب مبلغ أوعى من سامع"، (1/ 190)، رقم (67).

[42]. صحيح: أخرجه الترمذي في سننه (بشرح تحفة الأحوذي)، كتاب: العلم، باب: ما نهي عنه أن يقال عند حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، (7/ 354)، رقم (2800). وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي برقم (2663).

[43]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، المقدمة، باب: وجوب الرواية عن الثقات، (1/ 168).

[44]. انظر: جامع بيان العلم وفضله، ابن عبد البر، تحقيق أبي الأشبال الزهيري، مكتبة التوعية الإسلامية، مصر، 1428هـ/ 2007م، (2/ 1120).

[45]. صحيح: أخرجه ابن ماجه في سننه، المقدمة، باب: التوقي في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، (1/ 11)، رقم (24). وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن ابن ماجه برقم (24).

[46]. صحيح: أخرجه ابن ماجه في سننه، المقدمة، باب: التوقي في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، (1/ 11)، رقم (25). وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن ابن ماجه برقم (25).

redirect redirect unfaithful wives
read women who cheat on husband want my wife to cheat
why do men have affairs redirect why men cheat on beautiful women
wives that cheat link read here
click read dating site for married people
husbands who cheat women who cheat on husband my boyfriend cheated on me with a guy
my husband cheated click here open
go using viagra on females how long for viagra to work
why wife cheat cheat on my wife why women cheat in relationships
read here click here why women cheat on men
مواضيع ذات ارتباط

أضف تعليقا
عنوان التعليق
نص التعليق
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء كاتبيها فقط ولا تعبر عن الموقع
 
 
 
  
المتواجدون الآن
  11259
إجمالي عدد الزوار
  36624718

الرئيسية

من نحن

ميثاق موقع البيان

خريطة موقع البيان

اقتراحات وشكاوي


أخى المسلم: يمكنك الأستفادة بمحتويات موقع بيان الإسلام لأغراض غير تجارية بشرط الإشارة لرابط الموقع