مرحبًا بكم فى موقع بيان الإسلام الرد على الافتراءات والشبهات
 بحث متقدم ...   البحث عن

الصفحة الرئيسية

ميثاق الموقع

أخبار الموقع

قضايا الساعة

اسأل خبيراً

خريطة الموقع

من نحن

التشكيك في تاريخ بناء المسجد الحرام والمسجد الأقصى والمدة الفاصلة بينهما(*)

مضمون الشبهة:

يدعي بعض المشككين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخطأ في تحديد الفترة الفاصلة بين بناء المسجد الحرام والمسجد الأقصى، ويستدلون على ذلك بما روي عن أبي ذر - رضي الله عنه - أنه قال:«يا رسول الله، أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام، قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة»[1]، ويتساءلون: إذا كان إبراهيم هو الذي بنى المسجد الحرام، وسليمان هو الذي بنى المسجد الأقصى، وبين إبراهيم وسليمان أكثر من ألف سنة، فكيف يذكر الحديث أن بين المسجدين أربعين سنة؟! ويهدفون من وراء ذلك إلى التشكيك في صحة ما أخبر به - صلى الله عليه وسلم - عن أحداث تاريخ ما قبل الإسلام.

وجها إبطال الشبهة:

1) من الثابت تاريخيا أن المسجد الحرام والمسجد الأقصى مرا بالعديد من المراحل التي تعرضا فيها للبناء والهدم أكثر من مرة.

2) هناك العديد من الأدلة التي تؤكد صحة هذا الحديث، وتبطل مزاعم هؤلاء المشككين، ومن هذه الأدلة ما هو قرآني، ومنها ما هو حديث نبوي، ومنها ما هو تاريخي.

التفصيل:

أولا. المراحل التي مر بها بناء المسجد الحرام والمسجد الأقصى:

من الثابت تاريخيا أن كلا من المسجد الحرام والمسجد الأقصى مرا بالعديد من مراحل البناء والهدم؛ تأثرا بالعوامل الطبيعية تارة وبالعوامل السياسية تارة أخرى، ونبدأ بتحديد المراحل التي مر بها المسجد الحرام.

المراحل التي مر بها بناء المسجد الحرام:

·   المرحلة الأولى. بناء التأسيس:

لا يوجد اتفاق صريح بين علماء التاريخ حول ابتداء بناء المسجد الحرام، وإن كانت أغلب الآراء التاريخية ترجح أن آدم - عليه السلام - هو أول من بنى المسجد الحرام، ومما يؤكد ذلك قول ابن الأثير: "أوحى الله - سبحانه وتعالى - إلى آدم: إن لي حرما حيال عرشي، فانطلق وابن لي بيتا فيه، ثم حف به كما رأيت ملائكتي يحفون بعرشي، فهنالك أستجيب لك ولولدك من كان منهم في طاعتي، فقال آدم: يا رب، وكيف لي بذلك لست أقوى عليه ولا أهتدى إليه؟ فقيض الله ملكا فانطلق به نحو مكة، وكان آدم إذا مر بروضة قال للملك: انزل بنا ههنا، فيقول الملك: مكانك، حتى قدم مكة فكان كل مكان نزله آدم عمرانا وما عداه مفاوز، فبنى البيت من خمسة أجبل: من طور سيناء وطور زيتا[2] ولبنان[3] والجودي[4]، وبنى قواعده من حراء[5]، فلما فرغ من بنائه خرج به الملك إلى عرفات، فأراه المناسك التي يفعلها الناس اليوم، ثم قدم به مكة، فطاف بالبيت أسبوعا، ثم رجع إلى الهند فمات على نود"[6].

وتوجد روايات أخرى تذكر أن بناء الكعبة أول مرة كان على أيدي الملائكة، وهذا ما نقله محمد بن يوسف الصالحي عن الأزرقي صاحب كتاب "أخبار مكة"، وكان مما قاله - بعد أن ذكر قصة الملائكة مع الله - عز وجل - عندما أخبرهم بخلق خليفة في الأرض -: "فظنت الملائكة أن ما قالوا رد على ربهم عز وجل، وأنه قد غضب عليهم من قولهم؛ فلاذوا بالعرش ورفعوا رؤوسهم وأشاروا بالأصابع يتضرعون ويبكون إشفاقا لغضبه، فطافوا بالعرش ثلاث ساعات، فنظر الله تعالى إليهم؛ فنزلت الرحمة عليهم، فوضع الله - سبحانه وتعالى - تحت العرش بيتا على أربع أساطين من زبرجد، وغشاهن بياقوتة حمراء وسمي البيت الضراح.

ثم قال للملائكة: طوفوا بهذا البيت ودعوا العرش، فطافت الملائكة بالبيت وتركوا العرش فصار أهون عليهم، وهو البيت المعمور الذي ذكره الله - سبحانه وتعالى - يدخله كل يوم وليلة سبعون ألف ملك لا يعودون إليه أبدا، ثم إن الله - سبحانه وتعالى - بعث ملائكة، فقال: ابنوا لي بيتا في الأرض بمثاله وقدره، فأمر الله - سبحانه وتعالى - من في الأرض من خلقه أن يطوفوا بهذا البيت كما يطوف أهل (السماء) بالبيت المعمور"[7].

ويذهب فريق آخر من المؤرخين إلى أن شيث بن آدم هو أول من بدأ بناء الكعبة، وكان بناؤها خمس مرات، الأولى: حين بناها شيث بن آدم، ولم يزل البيت معمورا، يعمره بنو آدم حتى كان زمن نوح - عليه السلام - فعظمه وقدسه وحج إليه[8].

ونظرا لأن القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - خلوا من أخبار تتناول حدث بناء الكعبة قبل إبراهيم - عليه السلام - ومن ثم يصعب ترجيح إحدى الروايات الواردة عن الإخباريين، بيد أن الثابت أن الكعبة قد بنيت قبل إبراهيم - عليه السلام - منها بناء الملائكة، وبناء آدم، وبناء ابنه شيث، وأنها كانت معظمة ومقدسة، وتوارث هذا التعظيم وذلك التقديس حتى بعثة إبراهيم عليه السلام.

·   المرحلة الثانية. بناء إبراهيم عليه السلام:

بعد أن أسس آدم - عليه السلام - الكعبة[9]، وتوالت عليها السنون؛ تآكل بناؤها واختفت من على وجه الأرض، إلى أن جاء إبراهيم - عليه السلام - وأمره الله - عز وجل - ببناء الكعبة من جديد على القواعد الأولى التي وضعها آدم عليه السلام، ففعل هذا بمساعدة ولده إسماعيل عليه السلام، فنزل إسماعيل إلى موضع البيت الذي بوأه الله - سبحانه وتعالى - لإبراهيم.

وموضع البيت ربوة حمراء مدرة مشرفة على ما حولها، فحفر إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - وليس معهما غيرهما - أساس البيت يريدان أساس آدم الأول، فحفرا عن ربض[10] البيت، فوجدا صخرة لا يطيقها إلا ثلاثون رجلا، وحفرا حتى بلغا أساس آدم عليه السلام.

فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر - أي المقام - فوضعه له، فقام عليه إبراهيم - عليه السلام - وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولان: )ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم (127)( (البقرة) [11].

وتذكر بعض الروايات التاريخية القليلة أن العماليق وقبيلة جرهم جددوا بناء الكعبة بعد بناء إبراهيم مرتين، وقيل إن قصي بن كلاب قام بعمارتها مرة أخرى قبل أن تعيد قريش بناءها[12].

·   المرحلة الثالثة. بناء قريش الكعبة:

قامت قريش ببناء الكعبة، وذلك قبل البعثة بخمس سنين، وكان بناء الكعبة آنذاك على هيئة حجارة منضودة موضوعة بعضها فوق بعض من غير طين، مما جعل السيول التي تجتاح مكة بين الحين والآخر تؤثر على متانة الكعبة؛ فأوهت بنيانها، وصدعت جدرانها، حتى كادت أن تنهار، فقررت قريش إعادة بنائها بناء متينا، يصمد أمام السيول، ولما أجمعوا أمرهم على ذلك، وقف فيهم أبو وهب بن عمرو فقال: "يا معشر قريش، لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيبا، لا يدخل فيها مهر بغي، ولا بيع ربا، ولا مظلمة أحد من الناس"، لكن قريشا تهيبت من هدم الكعبة، وخشيت أن يحل عليهم بذلك سخط الله، فقال لهم الوليد بن المغيرة: أنا أبدؤكم في هدمها، فأخذ المعول وبدأ بالهدم وهو يقول: اللهم لم نزغ، ولا نريد إلا الخير، فهدم من ناحية الركنين، فترقب الناس ليلتهم ليروا هل أصاب المغيرة شر بسبب ما فعل؟ فلما رأوه يغدو عليهم لا بأس به، قاموا إلى الكعبة فأكملوا هدمها، حتى لم يبق منها إلا أساس إبراهيم عليه السلام.

ثم تلا ذلك مرحلة البناء، فتم تقسيم العمل بين القبائل، وتولت كل واحدة منها ناحية من نواحي الكعبة، فجعلوا يبنونها بحجارة الوادي، ولما بلغ البنيان موضع الحجر الأسود دب الشقاق بين قبائل قريش، فكل يريد أن ينال شرف رفع الحجر إلى موضعه، وكادوا أن يقتتلوا فيما بينهم، حتى جاء أبو أمية بن المغيرة المخزومي، فاقترح عليهم أن يحكموا فيما اختلفوا فيه أول من يدخل عليهم من باب المسجد الحرام، فوافقوا على اقتراحه وانتظروا أول قادم، فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما إن رأوه حتى هتفوا: هذا الأمين، رضينا، هذا محمد، وما إن انتهى إليهم حتى أخبروه الخبر فقال: هلم إلي ثوبا، فأتوه به فوضع الحجر في وسطه، ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب، ثم ارفعوه جميعا، ففعلوا، فلما بلغوا به موضعه، أخذه بيده الشريفة ووضعه في مكانه[13].

·   المرحلة الرابعة. بناء عبد الله بن الزبير:

قد ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعائشة - رضي الله عنها -: «إن قومك قصرت بهم النفقة، قلت: فما شأن بابه مرتفعا؟ قال: "فعل ذلك قومك؛ ليدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا، ولولا أن قومك حديث عهدهم بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم أن أدخل الجدر[14] في البيت وأن ألصق بابه بالأرض»[15].

ولما جاء عهد ابن الزبير - رضي الله عنه - قرر أن يعيد بناء الكعبة على نحو ما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حياته، فقام بهدمها سنة 64هـ، وأعاد بناءها، وزاد فيها ما قصرت عنه نفقة قريش - وكان حوالي ستة أذرع -، وزاد في ارتفاع الكعبة عشرة أذرع، وجعل لها بابين، أحدهما من المشرق والآخر من المغرب، يدخل الناس من باب ويخرجون من الآخر، وجعلها في غاية الحسن والبهاء، فكانت على الوصف النبوي كما أخبرته بذلك خالته عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها[16].

·   المرحلة الخامسة. بناء الحجاج بن يوسف الثقفي:

وفي عهد عبد الملك بن مروان، كتب الحجاج بن يوسف الثقفي إليه فيما صنعه ابن الزبير في الكعبة، وما أحدثه في البناء من زيادة، وظن أنه فعل ذلك بالرأي والاجتهاد، فرد عليه عبد الملك بأن يعيدها كما كانت عليه من قبل، فقام الحجاج بهدم الحائط الشمالي وأخرج الحجر، وجعل للكعبة بابا واحدا فقط ورفعه عاليا، وسد الباب الآخر، ثم لما بلغ عبد الملك بن مروان حديث عائشة - رضي الله عنها - ندم على ما فعل، وقال: "وددنا أنا تركناه وما تولى من ذلك"، فلما قام أبو جعفر المنصور، وأراد أن يبنيها على ما بناها ابن الزبير، وشاور في ذلك، فقال مالك بن أنس: أنشدك الله يا أمير المؤمنين ألا تجعل هذا البيت ملعبة للملوك بعدك، لا يشاء أحد منهم أن يغيره إلا غيره؛ فتذهب هيبته من قلوب الناس. فصرفه الإمام مالك عن رأيه[17].

·   المرحلة السادسة: مرحلة بناء العثمانيين وغيرهم:

أعاد سليمان القانوني - المشرع - بناء الكعبة والحرم، وأعطاهما الهيئة الباقية إلى اليوم على وجه التقريب، وذلك في أيام سلطنته (926 - 974 هـ/1519ـ 1566م)، وعندما جاء سيل عرم سنة 1039هـ/1629م هدم ركنين من أركان الكعبة، فبنيت الكعبة من جديد في عهد السلطان العثماني مراد الرابع (1032ـ 1049هـ/1622ـ 1639م)، وتم الاحتفاظ - كما حدث في كل مراحل بناء الكعبة - بقواعد إبراهيم - عليه السلام - أي: بأساس الكعبة الذي وضعه سيدنا إبراهيم، وقد ظل هذا البناء مكانه حتى القرن الثالث عشر الهجري، الثامن عشر الميلادي؛ حيث قام والي مصر والحجاز محمد علي بإعادة بناء الحرم كله، وتجديد أعمدته وحجارته ورخامه، وإصلاح مآذنه، وكان ذلك سنة 1237هـ/1821م[18].

وأخيرا، ولتأثر بناء الكعبة المعظمة بعوامل التعرية بعد ترميمها الشامل في عهد السلطان مراد العثماني، وبعد مرو 376 سنة؛ أمر خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبد العزيز سنة 1417هـ بترميم شامل للكعبة المشرفة[19].

تأسيس المسجد الأقصى:

 على الرغم من كثرة الأخبار التي تحدثت عن بداية تأسيس البيت الحرام؛ إلا أن ما بين أيدينا من الأخبار عن بداية تأسيس المسجد الأقصى قليل جدا، من بين الآثار التي تحدثت عن هذه البداية ما رواه محمد بن يوسف الصالحي في كتابه "سبل الهدى والرشاد" حيث قال: أول من أسس المسجد الأقصى آدم عليه السلام [20].

والروايات تؤكد أن أول من بنى المسجد الحرام هو آدم عليه السلام؛ وعليه، فإن أول بناء كان للمسجد الأقصى على عهد آدم - عليه السلام - أو في عهد أبنائه، قال ابن حجر: "فقد روينا أن أول من بنى الكعبة آدم، ثم انتشر ولده في الأرض، فجائز أن يكون بعضهم قد وضع بيت المقدس".

وقال أيضا: "وقد وجدت ما يشهد ويؤيد قول من قال: إن آدم هو الذي أسس كلا المسجدين، فقد ذكر ابن هشام في كتاب "التيجان": أن آدم لما بنى الكعبة أمره الله بالسير إلى بيت المقدس، وأن يبنيه، فبناه ونسك فيه، وهذا يعني أن المسجد الأقصى بنى قبل إبراهيم وداود وسليمان، وأنه كان أول بناء بني في كل أرض الشام بشكل عام، وكان أول بناء بني على أرض القدس الشريف بشكل خاص، إذن، المسجد الأقصى بني في القدس الشريف قبل وجود أي كنيس أو كنيسة أو مسجد فيها[21].

وبناء على هذا فمن المنطقي أن تكون المدة الفاصلة بين البناءين، أربعين سنة، وهذا يتفق مع ما ورد في الحديث الشريف، وليس فيه ما يدعو للتشكيك.

ثانيا. تأكيد العديد من الأدلة القرآنية والحديثية والتاريخية على صحة ما أخبر به الحديث الشريف:

لا مجال للشك في نص الحديث الذي بين فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن المدة الزمنية الفاصلة بين بناء المسجد الحرام والمسجد الأقصى هي أربعون سنة، وقد تضافرت العديد من الأدلة على صحة هذا الحديث، ومن بين هذه الأدلة ما يلي:

1.   الأدلة من القرآن:

ذكر القرآن الكريم أن أول بيت وضع للناس هو البيت الحرام الذي يوجد في مكة، فقال - عز وجل: )إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين (96)( (آل عمران)، وبينت الوقائع التاريخية الصحيحة أن ذلك كان في زمن آدم عليه السلام، وعندما تحدث القرآن الكريم عن بناء إبراهيم - عليه السلام - للكعبة قال عز وجل: )وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل( (البقرة: ١٢٧)، وهناك فرق بين الوضع والرفع؛ فالوضع يكون لبداية تأسيس الشيء، أما الرفع فهو تحديث البناء.

قال د. كامل سلامة الدقس: وما دمنا بصدد الحديث عن بيت الله فلا بد أن نتعرض لمن بناه؛ إذ إن الشائع عند كثير من المفسرين أن سيدنا إبراهيم - عليه السلام - هو الذي بنى البيت وحجتهم في ذلك قوله عز وجل: )وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل( (البقرة: ١٢٧)، وهذا فهم خاطئ - والله - سبحانه وتعالى - أعلم - إذ إن النص يصرح بأن إبراهيم هو الذي رفع قواعد البيت، والرفع لغة هو الارتفاع، والقواعد موجودة والله - سبحانه وتعالى - أمر إبراهيم برفعها، بعد أن أطلعه على مكان البيت: )وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود (26)( (الحج).

وعلى هذا الفهم لا يكون إبراهيم هو الباني للبيت؛ لأن البناء مكين ولكن البيت مكان، فليس ميلاد البيت على يد إبراهيم، لأنه كما سبق ثابت قبل الرفع، وقد يساعد على فهم النص كلمتان هما: (وضع) المبني لما لم يسم فاعله، و(الناس) الموضوعة أصلا لشمول أفراد الجنس[22].

ومما يؤكد صحة ما ذهبنا إليه قوله عز وجل: )ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم( (إبراهيم: ٣٧)، فالمفهوم من نص الآية أن البيت الحرام كان موجودا قبل أن يعيد إبراهيم بناءه هو وابنه إسماعيل، لأن إبراهيم عندما دعا بهذا الدعاء كان إسماعيل طفلا رضيعا، وكان تجديد بناء الكعبة وعمر إسماعيل ثلاثون سنة، وفي هذا إبطال لقول من يدعي أن إبراهيم هو الذي أسس البيت الحرام.

2.   الأدلة من السنة:

وقد وردت في السنة أحاديث تؤكد صحة الحديث مثار الشبهة، فقد جا ء عن ابن عباس حديثا طويلا مرفوعا، في قصة هاجر وابنها إسماعيل عليه السلام، ومن ضمن ما ورد في هذا الحديث الطويل: «فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه، استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الكلمات، ورفع يديه فقال: )ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم( (إبراهيم: ٣٧)»، [23] فالسياق يدل كما هو واضح على أن إبراهيم - عليه السلام - دعا ربه بهذا الدعاء يوم أن ترك ابنه إسماعيل رضيعا، ونصوص القرآن تثبت أن رفع القواعد من البيت كان بعد أن وصل إسماعيل سن الشباب، حيث ساعد أباه في البناء، فقوله: )عند بيتك المحرم( يدل على أن البيت كان موجودا يوم أن وضع إبراهيم - عليه السلام - ابنه إسماعيل رضيعا، وهذا يعني أن المسجد الحرام كان قبل إبراهيم - عليه السلام - مما يؤكد أن المسجد الأقصى كان قبل إبراهيم - عليه السلام - كذلك[24].

وأكدت أحاديث أخرى على صحة الحديث الذي يستدل به هؤلاء على شبهتهم الواهية، ومن ضمن هذه الأحاديث بقية الحديث السابق الذي رواه البخاري، فكان مما قاله في هذا الحديث الطويل:

«فإذا هي - أي هاجر - بالملك عند موضع زمزم، فبحثه بعقبه، أو قال: بجناحه حتى ظهر الماء فجعلت تخوضه وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعدما تغرف … قال: فشربت وأرضعت ولدها.. وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذه عن يمينه وشماله»، فقوله: «وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية»، يدل على أن المسجد الحرام كان قبل إبراهيم - عليه السلام - مما يؤكد أن المسجد الأقصى كان قبل إبراهيم - عليه السلام - كذلك.

وبذلك يتضح لنا أن المسجد الأقصى كان قبل سليمان وداود - عليهما السلام -، وكان قبل تاريخ بني إسرائيل عامة وقبل تاريخ اليهود بشكل خاص.

ومما يؤكد ذلك ويعضده ما جاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «أن سليمان بن داود - عليه السلام - لما بنى بيت المقدس سأل الله خلالا ثلاثة، سأل الله - عز وجل - حكما يصادف حكمه فأوتيه، وسأل الله - عز وجل - ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه، وسأل الله - عز وجل - حين فرغ من بناء المسجد أن لا يأتيه أحد لا ينهزه إلا الصلاة فيه أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه»[25]، فهي رواية صحيحة، وهي رواية تبين أن سليمان - عليه السلام - بنى المسجد، وإذا ما راجعنا هذه الرواية نجد أن أحد الأمور الثلاثة التي سألها سليمان ربه «أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد خرج من خطيئته، مثل يوم ولدته أمه»، فواضح أن الرواية تعود وتؤكد على مصطلح "المسجد"، فجائز أن يكون مسجد آخر غير المسجد الأقصى، وجائز أن يكون هو المسجد الأقصى المبارك، ووفق الاحتمال الثاني فهذا يعني أن نبي الله سليمان - عليه السلام - قام ببناء وتوسعة المسجد الأقصى الذي كان قائما منذ آدم عليه السلام، ولم يقم نبي الله سليمان - عليه السلام - ببناء تأسيسي للمسجد الأقصي المبارك، فكما أن إبراهيم - عليه السلام - قام برفع قواعد المسجد الحرام بعد أن كان موجودا أصلا منذ آدم - عليه السلام - فإن سليمان - عليه السلام - قام بتجديد وتوسعة المسجد الأقصى بعد أن كان موجودا أصلا منذ آدم عليه السلام.

ويعلق الإمام ابن حجر العسقلاني على حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي نص فيه على أن الفترة التي بين بناء المسجد الحرام والمسجد الأقصى هي أربعون سنة، ويذكر اختلافات العلماء حول هذا الحديث فيقول: "قوله: «أربعون سنة»: قال ابن الجوزي: "فيه إشكال؛ لأن إبراهيم بنى الكعبة وسليمان بنى بيت المقدس، وبينهما أكثر من ألف سنة". ومستنده في أن سليمان - عليه السلام - هو الذي بنى المسجد الأقصى ما جاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا «أن سليمان لما بنى بيت المقدس سأل الله تعالى خلالا ثلاثا...». الحديث.[26] وفي الطبراني من حديث رافع بن عميرة "أن داود - عليه السلام - ابتدأ ببناء بيت المقدس، ثم أوحى الله إليه: إني لأقضي بناءه على يد سليمان". وفي الحديث قصة، قال: وجوابه أن الإشارة إلى أن أول البناء ووضع أساس المسجد، وليس إبراهيم أول من بنى الكعبة، ولا سليمان أول من بنى بيت المقدس، فقد روينا أن أول من بنى الكعبة آدم، ثم انتشر ولده في الأرض، فجائز أن يكون بعضهم قد وضع بيت المقدس، ثم بنى إبراهيم - عليه السلام - الكعبة بنص القرآن.

وكذا قال القرطبي: "إن الحديث لا يدل على أن إبراهيم وسليمان لما بنيا المسجدين ابتدءا وضعهما لهما، بل ذلك تجديد لما كان أسسه غيرهما"، وقد تعقب الحافظ الضياء بنحو ما أجاب به ابن الجوزي، وقال الخطابي: "يشبه أن يكون المسجد الأقصى أول ما وضع بناءه بعض أولياء الله قبل داود وسليمان، ثم داود وسليمان عليهما السلام، فزادا فيه ووسعاه؛ فأضيف إليهما بناؤه"، قال: "وقد ينسب هذا المسجد إلى إيلياء، فيحتمل أن يكون هو بانيه أو غيره، ولست أحقق لم أضيف إليه"؟

قلت: "الاحتمال الذي ذكره أولا موجه، وقد رأيت لغيره أن أول من أسس المسجد الأقصى آدم عليه السلام. وقيل: الملائكة. وقيل: سام بن نوح عليه السلام. وقيل: يعقوب عليه السلام، فعلى الأولين يكون ما وقع ممن بعدهما تجديدا كما وقع في الكعبة، وعلى الأخيرين يكون الواقع من إبراهيم أو يعقوب أصلا وتأسيسا، ومن داود تجديدا لذلك وابتداء بناء، فلم يكمل على يده حتى أكمله سليمان عليه السلام.

لكن الاحتمال الذي ذكره ابن الجوزي أوجه، وقد وجدت ما يشهد له ويؤيد قول من قال: إن آدم هو الذي أسس كلا من المسجدين، فذكر ابن هشام في كتاب "التيجان" أن آدم لما بنى الكعبة أمره الله بالسير إلى بيت المقدس، وأن يبنيه، فبناه ونسك فيه، وبناء آدم للبيت مشهور، وقد تقدم قريبا حديث عبد الله بن عمرو أن البيت رفع زمن الطوفان حتى بوأه الله لإبراهيم، وروى ابن أبي حاتم من طريق معمر عن قتادة قال: وضع الله البيت مع آدم لما هبط، ففقد أصوات الملائكة وتسبيحهم، فقال الله له: يا آدم، إني قد أهبطت بيتا يطاف به كما يطاف حول عرشي، فانطلق إليه، فخرج آدم إلى مكة؛ وكان قد هبط بالهند، ومد له في خطوه، فأتى البيت فطاف به. وقيل: إنه لما صلى إلى الكعبة أمر بالتوجه إلى بيت المقدس، فاتخذ فيه مسجدا وصلى فيه؛ ليكون قبلة لبعض ذريته.

وأما ظن الخطابي أن إيلياء اسم رجل ففيه نظر، بل هو اسم البلد، فأضيف إليه المسجد، كما يقال: مسجد المدينة ومسجد مكة"[27].

3.   الأدلة التاريخية:

ورد في كتب التاريخ نصوص عديدة تؤكد على أن البيت الحرام والمسجد الأقصى كانا موجودين قبل أن يرفعهما إبراهيم وإسماعيل وداود وسليمان - عليهم السلام ــ، ومن هذه الأخبار ما سبق ذكره في مراحل بناء المسجد الحرام والمسجد الأقصى، ومنها قول ابن الأثير: أصاب الناس في زمان داود طاعون جارف، فخرج بهم إلى موضع بيت المقدس، وكان يرى الملائكة تعرج منه إلى السماء؛ لهذا قصده ليدعو فيه، فلما وقف موضع الصخرة دعا الله - سبحانه وتعالى - في كشف الطاعون عنهم، فاستجاب له ورفع الطاعون، فاتخذوا ذلك الموضع مسجدا، وكان الشروع في بنائه لإحدى عشرة سنة مضت من ملكه، وتوفي قبل أن يستتم بناءه، وأوصى سليمان بإتمامه… فلما توفي داود ودفنه سليمان تقدم بإنفاذ أمره، فقتل القائد، واستتم بناء المسجد، بناه بالرخام وزخرفه بالذهب ورصعه بالجواهر، وقوي على ذلك جميعه بالجن والشياطين[28].

ففي هذا النص دليل واضح على أن مكان المسجد الأقصى كان معروفا قبل أن يبني فيه داود وسليمان المسجد - عليهما السلام -، وهذا ما يؤكد نسبة تأسيس قواعده في زمن آدم عليه السلام.

وبهذا يتبين لنا أن المدة التي حددها النبي - صلى الله عليه السلام - في الحديث صحيحة، وليس في الحديث ما يدعو للشك، حيث إن تأسيس بناء البيت الحرام، والمسجد الأقصى ينسب لآدم عليه السلام، أما التجديد والرفع والتحديث فينسب إلى كل من إبراهيم وداود - عليهما السلام -، وهذا لا يخالف ما ورد في حديث النبي - صلى الله عليه السلام - الذي حدد المدة بأربعين سنة بين تأسيس المسجد الحرام والمسجد الأقصى.

الخلاصة:

·   تعرض كل من المسجد الحرام والمسجد الأقصى للعديد من العوامل الطبيعية والسياسية التي دفعت إلى إعادة بنائهما أكثر من مرة، فالمسجد الحرام مر بست مراحل رئيسة هي:

o   مرحلة التأسيس: وحولها خلاف بين المؤرخين، ولكن الغالب أن آدم - عليه السلام - هو مؤسس البيت الحرام بأمر من الله عز وجل.

o   بناء إبراهيم عليه السلام: وكان هذا بعد أن هدم البناء الأول الذي وضعه آدم عليه السلام، وكان هذا البناء بأمر الله - عز وجل - لإبراهيم أيضا.

o       بناء قريش: وكان ذلك بعد أن أوهت السيول بناء الكعبة.

o   بناء عبد الله بن الزبير: فقد هدم عبد الله البيت الحرام، وأسسه على نحو ما أراد النبي - صلى الله عليه السلام -، فكان النبي - صلى الله عليه السلام - يرغب في أن يجعل للكعبة بابا شرقيا وآخر غربيا، وأن يدخل الحجر الأسود فيها.

o   بناء الحجاج بن يوسف الثقفي: كان ذلك بأمر من عبد الملك بن مروان، الذي ظن أن عبد الله بن الزبير هدم البيت، ثم بناه باجتهاد منه.

o   بناء العثمانيين: وكان ذلك بعد أن أضعفت السيول بناء الكعبة، فأمر محمد على - والي مصر - مجموعة من المهندسين المهرة بإعادة تجديد بنائها.

·   أما عن مراحل بناء المسجد الأقصى فإن المصادر التي بين أيدينا تثبت أن أول من بناه هو آدم عليه السلام، وكل من جاء بعد آدم جدد بناء البيت، وهذا ما عليه أكثر المؤرخين.

·   تؤكد العديد من الشواهد القرآنية والأحاديث النبوية والوقائع التاريخية على صحة الحديث الذي ذكر فيه النبي - صلى الله عليه السلام - أن بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى أربعين سنة باعتبار بانيهما واحدا هو آدم وأن كل بناء جاء بعد ذلك هو بناء تجديد لا بناء تأسيس، ومن ذلك ما يلي:

o     قوله - عز وجل - على لسان إبراهيم عليه السلام: )ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم( (إبراهيم: 37)، فكان البيت الحرام موجودا - بنص الآية - قبل أن يعيد إبراهيم بناءه.

o     الحديث النبوي الطويل الذي تحدث عن قصة هاجر، وكان مما جاء فيه: «فشربت وأرضعت ولدها... وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية»[29]. فهذا دليل على أن البيت كان موجودا قبل بناء إبراهيم له.

o     معظم الكتب التاريخية تثبت أن آدم عليه السلام هو الذي بنى البيت الحرام والمسجد الأقصى، فمن المنطقي - إذن - أن تكون الفترة الفاصلة بين تأسيس آدم - عليه السلام - للمسجدين أربعين سنة، كما ذكر الحديث النبوي المعجزة، بإخبار الصادق - صلى الله عليه وسلم - عن أمور لم يشهدها بنفسه، وإن ما كان من إبراهيم وإسماعيل وداود وسليمان - عليهم السلام - وكل من جاء بعد آدم - عليه السلام - إنما هو تجديد للأساس الذي وضعه.

 

 



(*) الاعتداءات الباطنية على المقدسات الإسلامية، د. كامل سلامة الدقس، هجر للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، ط1، 1409هـ/ 1986م. مروج الذهب، المسعودي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1406هـ/ 1986م. الروض الأنف، السهيلي، دار الفكر، بيروت، 1409هـ/ 1989م. سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، محمد بن يوسف الصالحي، دار الكتاب المصري، القاهرة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1410هـ/ 1990م.

[1]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأنبياء، باب ) يزفون (94) ( (الصافات)، النسلان في المشي (3186)، وفي موضع آخر، ومسلم في صحيحه، كتاب المساجد، باب منه (1189).

[2]. طور زيتا: بالقدس شرقي وادي سلوان، مشرف على المسجد الأقصى.

[3]. لبنان: جبل قرب مكة.

[4]. الجودي: جبل في موضع آجا عند جبل أحد.

[5]. حراء: جبل بمكة، وفيه الغار الذي كان يتعبد فيه النبي صلى الله عليه وسلم.

[6]. الكامل في التاريخ، ابن الأثير، دار الفكر، بيروت، د. ت، ج1، ص23.

[7]. سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، محمد بن يوسف الصالحي، دار الكتاب المصري، القاهرة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1410هـ/ 1990م، ج1، ص170.

[8]. للمزيد انظر: الروض الأنف، السهيلي، دار الفكر، بيروت، 1409هـ/ 1989م، ج1، ص221.

[9]. للمزيد انظر: أخبار مكة، محمد بن عبد الله بن أحمد الأزرقي، تحقيق: رشدي الصالح ملحن، دار الثقافة، مكة المكرمة، ط2، 1416هـ/ 1996م، ج1، ص51: 53. إعلام الساجد، محمد بن عبد الله الزركشي، تحقيق: الشيخ أبو الوفا مصطفى المراغي، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة، ط4، 1416هـ/ 1996م، ص45. عرف الطيب، محمد بن محمد العاقولي، تحقيق ودراسة: د. صلاح الدين عباس شكر، مطبوعات مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، ط1، 1428هـ/2007م، ص54: 71.

[10]. ربض: حول.

[11]. سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، محمد بن يوسف الصالحي، دار الكتاب المصري، القاهرة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1410هـ/ 1990م، ج1، ص181 بتصرف يسير.

[12]. للمزيد انظر: شفاء الغرام بـأخبار البلد الحرام، تقي الدين محمد بن أحمد بن على الفاسي، تحقيق: محمد عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي، القاهرة، ط1، 1405هـ/ 1985م، ج1، ص147: 154 بتصرف.

[13]. انظر: الروض الأنف، السهيلي، دار الفكر، بيروت، 1409هـ/ 1989م، ج1، ص221. سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، محمد بن يوسف الصالحي، دار الكتاب المصري، القاهرة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1410هـ/ 1990م، ج1، ص192. مروج الذهب، المسعودي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1406هـ/ 1986م، ج2، ص295.

[14]. الجدر: مصدر جدرت الجدار جدرا، إذا حوطته، والمقصود بالجدر: الحجر؛ لما فيه من أصول حائط البيت.

[15]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التمني، باب ما يجوز من اللو (6816)، وفي موضع آخر، ومسلم في صحيحه، كتاب الحج، باب جدر الكعبة وبابها (3313).

[16]. انظر: سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، محمد بن يوسف الصالحي، دار الكتاب المصري، القاهرة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1410هـ/ 1990م، ج1، ص192. الروض الأنف، السهيلي، دار الفكر، بيروت، 1409هـ/ 1989م، ج1، ص221.

[17]. انظر: سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، محمد بن يوسف الصالحي، دار الكتاب المصري، القاهرة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1410هـ/ 1990م، ج1، ص194: 196. الروض الأنف، السهيلي، دار الفكر، بيروت، 1409هـ/ 1989م، ج1، ص222.

[18]. المساجد، د. حسين مؤنس، ص161: 163.

[19]. تاريخ مكة المكرمة قديما وحديثا، د. محمد إلياس عبد الغني، مطابع الرشيد، المدينة المنورة، 1422هـ/ 2001م، ص42.

[20]. سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، محمد بن يوسف الصالحي، دار الكتاب المصري، القاهرة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1410هـ/ 1990م، ج1، ص168.

[21]. الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل، مجيد الدين الحنبلي، مكتبة المحتسب، عمان، الأردن، توزيع دار الجيل، بيروت، 1973م، ج1، ص66: 77. إتحاف الأخصا، محمد بن شهاب الدين السيوطي، تحقيق: د. أحمد رمضان أحمد، الهيئة المصرية للكتاب، القاهرة، 1982م، ج2، ص7، 8.

[22]. الاعتداءات الباطنية على المقدسات الإسلامية، د. كامل سلامة الدقس، هجر للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، ط1، 1409هـ/ 1986م، ص24.

[23]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأنبياء، باب: ) يزفون (94) ( (الصافات)، النسلان في المشي (3184).

[24]. تاريخ بناء المسجد الأقصى، موقع صيد الفوائد.

[25]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما (6644)، والنسائي في المجتبى، كتاب المساجد، فضل المسجد الأقصى والصلاة فيه (693)، وصححه الألباني في الجامع الصغير وزيادته (3853).

[26]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما (6644)، والنسائي في المجتبى، كتاب المساجد، فضل المسجد الأقصى والصلاة فيه (693)، وصححه الألباني في الجامع الصغير وزيادته (3853).

[27]. فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، محب الدين الخطيب، دار الريان للتراث، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1986م، ج6، ص471.

[28]. الكامل في التاريخ، ابن الأثير، دار الفكر، بيروت، د. ت، ج1، ص127.

[29]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأنبياء، باب: ) يزفون (94) ( (الصافات)، النسلان في المشي (3184).

redirect redirect unfaithful wives
read why women cheat on men want my wife to cheat
read why women cheat on men want my wife to cheat
click here My wife cheated on me women cheat husband
open my husband cheated black women white men
open online black women white men
signs of a cheater reasons people cheat website
go online how long for viagra to work
why do wife cheat on husband dating for married men reasons why married men cheat
read the unfaithful husband click here
read here my husband cheated on me why women cheat on men
read here my husband cheated on me why women cheat on men
مواضيع ذات ارتباط

أضف تعليقا
عنوان التعليق
نص التعليق
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء كاتبيها فقط ولا تعبر عن الموقع
 
 
 
  
المتواجدون الآن
  5279
إجمالي عدد الزوار
  36635789

الرئيسية

من نحن

ميثاق موقع البيان

خريطة موقع البيان

اقتراحات وشكاوي


أخى المسلم: يمكنك الأستفادة بمحتويات موقع بيان الإسلام لأغراض غير تجارية بشرط الإشارة لرابط الموقع