مرحبًا بكم فى موقع بيان الإسلام الرد على الافتراءات والشبهات
 بحث متقدم ...   البحث عن

الصفحة الرئيسية

ميثاق الموقع

أخبار الموقع

قضايا الساعة

اسأل خبيراً

خريطة الموقع

من نحن

التصور الخاطئ لمفهوم عورة المرأة وحدودها (*)

مضمون الشبهة:

يجهل بعض الناس معنى عورة المرأة وحدودها في الإسلام، أو يخطئون تصوره، ويقولون: إن العورة هي ما قبح منظره، أو أثار شهوة أو سخرية، ويزعمون أن عورة المرأة هي ما دون أماكن الزينة الظاهرة، وأن كشفها عيب لا حرام. بينما يدعي آخرون أن عورة المرأة - والرجل - عورة مجازية معنوية، وليست حسية مرئية. كما يرون أن الأنموذج الغربي للمرأة العصرية هو ما ينبغي احتذاؤه ونشره.

ويهدفون من وراء ذلك إلى تجريد المسلمة من أبرز ما اتصفت به من الحياء الفطري والتعفف والاقتداء بنساء بنيها الأطهار وإحلال وتمييع الأصول، ومحو الثوابت، وتنكيس الفطر، وإشاعة الفاحشة بين المسلمين، والله يقول: )إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون (19)( (النور).

وجوه إبطال الشبهة:

1)  العورة في الإسلام هي ما يجب ستره، ويحرم كشفه - طبعا وشرعا - فالألفاظ العربية محددة الدلالة، ولا يمكن صرفها من الحقيقة إلى المجاز إلا بقرينة قطعية، وعورة المرأة بالنسبة للمحارم ما عدا الوجه والرأس واليدين والقدمين، وبالنسبة للرجل الأجنبي جميع جسمها ما عدا الوجه والكفين على خلاف بين الفقهاء، والمرأة غير المسلمة كالرجل الأجنبي، وعورة المرأة المسلمة على المرأة المسلمة كالرجل على الرجل ما بين السرة والركبة، ولا عورة بين الزوجين.

2)    قد يبيح - عليه السلام - الشارع الحكيم كشف العورة للضرورة الملحة، وليس الأمر متروكا للأهواء والرغبات.

3)  ستر العورة مطلب فطري وشرعي، وللملابس وظيفتها المقررة، وهي مرتبطة بطبيعة كل شعب وموروثه القيمي والحضاري ومستواه الاقتصادي.

التفصيل:

أولا. معنى العورة في الإسلام:

العورة لغة: تعني الخلل أو النقص الذي تخوف منه، وهو كل مكمن للستر يستحى منه إذا ظهر[1].

وفي الشريعة الإسلامية: هي ما يحرم كشفه من الجسم، سواء من الرجل أم المرأة، أو هي ما يجب ستره وعدم إظهاره من الجسم، وحدها يختلف باختلاف العمر، كما يختلف من المرأة بالنسبة للمحرم وغير المحرم[2]، وبيان ذلك ما تأتي:

1.    عورة المرأة بالنسبة للمحارم:

المراد بمحرم المرأة من يحرم عليه نكاحها على وجه التأبيد، لنسب أو سبب من مصاهرة أو رضاع، وعورة المرأة بالنسبة للمحارم ما عدا الوجه والرأس واليدين والقدمين؛ فيحرم عليها كشف ما يستحي منه، مثل: صدرها وثدييها، ويحرم على محارمها كذلك رؤية هذه الأعضاء، وإن كان من غير شهوة أو تلذذ[3].

والمحارم هم المذكورون في قوله عز وجل: )ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء( (النور: ٣١)، وفي قوله عز وجل: )لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهن( (الأحزاب: ٥٥).

2.    العورة بين الزوجين:

لا عورة بين الرجل وزوجته؛ فله النظر منها إلى كل شيء، ويحل لها أن تنظر منه إلى كل شيء، قال عز وجل: )هن لباس لكم وأنتم لباس لهن( (البقرة: ١٨٧)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:«احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك».[4] [5]وإن كان يستحب ألا يتجردا تجرد العيرين[6] حين يكونان معا [7].

3.    عورة المرأة بالنسبة للمرأة المسلمة:

ذهب الفقهاء إلى أن عورة المرأة بالنسبة للمرأة هي كعورة الرجل إلى الرجل، أي ما بين السرة والركبة؛ ولذا يجوز لها النظر إلى جميع بدنها عدا ما بين هذين الموضعين، وذلك لوجود المجانسة[8] وانعدام الشهوة غالبا، ولكن يحرم ذلك مع الشهوة وخوف الفتنة[9].

4.    عورة المرأة المسلمة بالنسبة لغير المسلمة:

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن المرأة غير المسلمة كالرجل الأجنبي بالنسبة للمسلمة؛ وعليه فلا يجوز أن تنظر إلى بدنها، وليس للمسلمة أن تتجرد بين يديها[10].

5.    عورة المرأة بالنسبة للرجل الأجنبي:

يرى جمهور الفقهاء أن جسم المرأة عورة بالنسبة للرجل الأجنبي، عدا الوجه والكفين، على خلاف بين العلماء فيهما.

ثانيا. كشف العورة للحاجة الملحة:

حظيت المرأة باهتمام بالغ من قبل العلماء والدارسين على اختلاف منازعهم، كما أن الشرائع المنزلة من لدن آدم - عليه السلام - إلى خاتم الأنبياء محمد - صلى الله عليه وسلم - عنيت بالمرأة أكبر عناية، وحرصت عليها أشد الحرص، والإسلام بدوره كرمها وأكد أهليتها، ومسئوليتها مع الرجلا؛ فهما متساويان في الخصائص الإنسانية العامة، وفي الجزاء والمصير كذلك.

ولخصوصية فطرتها التي فطرت عليها حض الإسلام على صيانتها وسترها، بما جاء به من آداب رفيعة وأسس قويمة تتعلق بمظهرها، وما ينبغي أن يستر منها أو يظهر. ولهذا امتازت شريعة الإسلام عن غيرها من الشرائع بالتيسير والمرونة؛ فهي تقدر الضرورات وتتعامل معها التعامل المناسب، الذي يلبي الحاجة ويحقق المصلحة، دونما مشقة أو عنت، ومن هنا فقد ذهب جمهور العلماء إلى أنه يجوز عند الحاجة الملحة كشف العورة - من الرجل والمرأة - لأي من جنسهما أو من الجنس الآخر، وقالوا: إنه يجوز للطبيب المسلم - إن لم توجد طبيبة - أن يداوي المريضة الأجنبية المسلمة، وينظرلها ويلمس ما تلجيء الحاجة إلى النظر إليه أو لمسه، فإن لم توجد طبيبة ولا طبيب مسلم جاز للطبيب غير المسلم ذلك، ويجوز للطبيبة أن تنظر وتلمس من المريض ما تدعو الحاجة الملحة إلى النظر إليه أو لمسه، إن لم يوجد طبيب يقوم بمداواة المريض[11].

ثالثا. ستر العورة مطلب فطري شرعي، وللملابس وظيفتها المقررة، وهي مرتبطة بطبيعة كل شعب وموروثه:

وهنا لا بد من الإشارة إلى أمرين يتعلقان باللباس وستر العورة، وهما:

1.ليس اللباس بأداة خارجية لستر البدن وحفظه فقط، بل له - فوق هذا - جذور متأصلة في نفسية كل أمة وحضارتها ومدنيتها وتقاليدها وسائر شئونها، وهي في واقع الأمر مظهر لتلك الروح التي تعمل عملها في جسد تلك الأمة، وهو لسانها الذي تنطق به قوميتها، ويعرف الدنيا على شخصيتها الاجتماعية.

2.ثبت تاريخيا واجتماعيا أن كل العوامل التي وراء اللباس عرضة للتغيير والانقلاب في كل أمة بين حين وآخر بسرعة مفاجئة غير محسوسة؛ إذ ليس فيها شيء ساكن أو جامد، بل كل شيء فيها قابل للتغير والتطور، وأن تطورها لا يؤثر في لباس الأفراد فحسب، بل يؤثر كذلك في حياتهم الاجتماعية شيئا فشيئا.

إن لباس أي أمة - رجالها ونساؤها - إنما يرتبط بمستواها الاقتصادي؛ فإن كانت حالتها الاقتصادية لا تسمح لها إلا أن تحتمل تكاليف لباس خاص وأسلوب خاص للحياة، فإن من الظلم أن تحمل تلك الأمة على أن تختار لنفسها لباسا وأسلوبا للحياة أثقل وزنا وأبهظ قيمة من مستواها الاقتصادي[12].

ستر العورة في الإسلام:

ستر العورة مطلوب شرعا أو عقلا حتى لو كان الإنسان خاليا ليس معه أحد، وقد أدرك سيدنا آدم - عليه السلام - وأمنا حواء بفطرتهما شناعة كشف العورة؛ فلما بدت سوءتهما - بعد أن أكلا من الشجرة - لم يصبرا على تركها مكشوفة فأخذ يخصفان عليهما من ورق الجنة كما حكى القرآن الكريم عنهما[13].

ومن هنا كانت أهمية الملابس للإنسان، رجلا كان أو امرأة، فهي كسوة تحتاج إليها صحته، وهي غطاء يواري ما يستحى أن ينظر إليه الآخرون، ثم هي زينة تستحبها الفطرة دون حرج، وفي هذا يقول الله عز وجل: )يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون (26)( (الأعراف)، ولنتأمل هذا النداء الرباني، ولننظر إلى المنادى إنه (بني آدم) جميعا؛ فهو نداء عام شامل، يتوجه ابتداء إلى الفطرة الإنسانية، يبصرها بنعم الله الظاهرة والباطنة.

لقد كفل الإسلام للمرأة والرجل حق التزين والتجمل، ومن ثم يحق لكل منهم أن يسعى لذلك بالسبيل التي تحلو له، طالما كان ذلك في إطار الاعتدال والمقبولية، والمرأة بخاصة لها أن تتجمل، و لكن ليس من حقها أن تتبرج، فتسيء إلى نفسها وإلى غيرها... وللملابس وظيفتها المقررة، فلا يسوغ أن تكون وسيلة للإغراء المكروه، أو التطاول المعيب، إننا لا نحرم زينة الله التي أخرج لعباده، ومن حق كل إنسان أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا، وأن يحافظ على هيئته مصونة، ذلك شيء والتكلف والإسراف وإثارة الفتنة وإشعال الغرائز شيء آخر.

يقول ابن عباس: «كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك اثنتان: سرف ومخيلة». [14] ومن حق المرأة أن تكون جميلة المظهر، بعد أن تكون تامة العقل كريمة الشمائل، وهل الملابس التي تكشف قدرا من البطن أو الظهر، أو تكشف أدنى الفخدين - تحقق لها هذا الجمال؟ الحق أن حائكي هذه الملابس لا يوفرون للمرأة كرامتها، ولا يرجون لها وقارا وإنما يهيجون ضدها غرائز السوء[15].

الخلاصة:

·  الله - عز وجل - عالج قضية العورة بخير السبل التي تكفل للنوع الإنساني - بشقيه - الكرامة والصيانة لا سيما المرأة.

·     الشريعة الإسلامية تبيح كشف العورة للرجل والمرأة عند الضرورة الملحة كالتداوي مثلا.

·  إن اللباس مثل اللغة والحروف، تتميز بها وتقوم عليها شخصية كل أمة، وإن انهيارها يستتبع انقراض تلك الأمة، وتصبح تدريجيا أثرا بعد عين.

·  إن الإسلام ضمن منظومة تكريم المرأة وصونها خرج بها عن الابتذال والإسفاف الذي أراده لها أعداؤها وأدعياء تحريرها، ونزهها عن أن تكون مظنة الفتنة وشركا للافتنان بها، وهذا جوهر ما قصد إليه من نصبوا أنفسهم أوصياء عليها، ويتكلمون باسمها ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا.

·     الستر في مقابل التكشف والتبرج واجب شرعي، وأمر إلهي لا يعدل عنه إلا بعذر يبيح به الشارع تجاوز الأمر، أما أن يتجاوز الأمر بغير عذر يعتبره الشارع الحكيم فهذا خروج صريح على الشرع ومخالفة لأمر الله؛ )لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم (63)( (النور).

 

 



(*) تغييب الإسلام الحق، د. محمد توفيق محمد سعد، مكتبة وهبة، القاهرة، 1416هـ. نحو أصول جديدة للفكر الإسلامي، د. محمد شحرور، الأهالي للطباعة والتوزيع، دمشق، 2000م.

[1]. لسان العرب، ابن منظور، مادة: ع ور.

[2]. الموسوعة الفقهية، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية الكويتية، دار الصفوة، مصر، ط4، 1414هـ/ 1993م، ج31، ص44.

[3]. الموسوعة الفقهية، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية الكويتية، دار الصفوة، مصر، ط4، 1414هـ/ 1993م، ص48 بتصرف.

[4]. ملك اليمين: كون الإنسان مملوكا لإنسان آخر، ويكون ذلك عن طريق استرقاق الأسرى والسبي من الأعداء الكفار أو بالشراء، وكذا الهبة والوصية والصدقة والميراث... وغيرها من صور انتقال الأحوال من مالك إلى مال آخر، وللسيد حق وطء مملوكته ما لم يمنع من ذلك مانع شرعي، فإذا وطئت تكون سرية، إلا أنها إذا كانت متزوجة ثم ملكت بالسبي جاز لمالكها فسخ نكاحها ثم وطئها بعد الاستبراء.

[5]. حسن: أخرجه أحمد في مسنده، مسند الكوفيين، حديث معاوية بن حيدة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو جد بهز بن حكيم (20052)، وابن ماجه في سننه، كتاب النكاح، باب التستر عند الجماع (1920)، وحسنه الألباني في المشكاة (3117).

[6]. العيرين: الحمار الوحشي والأهلي.

[7]. المرأة المسلمة، وهبة سليمان غاوجي، دار القلم، دمشق، ط8، 1420هـ/1999م، ص214 بتصرف يسير.

[8]. المجانسة: المشاكلة، يقال: جانسه: أي شاكله واتحد معه في جنسه.

[9]. الموسوعة الفقهية، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية الكويتية، دار الصفوة، مصر، ط4، 1414هـ/ 1993م، ج31، ص48.

[10]. الموسوعة الفقهية، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية الكويتية، دار الصفوة، مصر، ط4، 1414هـ/ 1993م،ص47.

[11]. الموسوعة الفقهية، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية الكويتية، دار الصفوة، مصر، ط4، 1414هـ/ 1993م، ج31، ص56.

[12]. الإسلام في مواجهة التحديات المعاصرة،أبو الأعلى المودودي، دار القلم،الكويت،ط4،1400هـ/ 1989م، ص156 بتصرف.

[13]. موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام، عطية صقر، مكتبة وهبة، القاهرة، ط1، 1424هـ/2003م، ج2، ص89.

[14]. أخرجه البخاري في صحيحه،كتاب اللباس،معلقا عنه به.

[15]. قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة، محمد الغزالي، دار الشروق، القاهرة، ط7، 1422هـ/ 2002م، ص192، 193.

redirect redirect unfaithful wives
why do men have affairs why do husband cheat why men cheat on beautiful women
signs of a cheater why married men cheat on their wives website
signs of a cheater why women cheat website
husbands who cheat open my boyfriend cheated on me with a guy
my husband cheated married looking to cheat open
my husband cheated my husband almost cheated on me open
why do wife cheat on husband dating for married men reasons why married men cheat
why wife cheat why do guys cheat why women cheat in relationships
read the unfaithful husband click here
read here website why women cheat on men
read here website why women cheat on men
مواضيع ذات ارتباط

أضف تعليقا
عنوان التعليق
نص التعليق
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء كاتبيها فقط ولا تعبر عن الموقع
 
 
 
  
المتواجدون الآن
  13947
إجمالي عدد الزوار
  36584369

الرئيسية

من نحن

ميثاق موقع البيان

خريطة موقع البيان

اقتراحات وشكاوي


أخى المسلم: يمكنك الأستفادة بمحتويات موقع بيان الإسلام لأغراض غير تجارية بشرط الإشارة لرابط الموقع