مرحبًا بكم فى موقع بيان الإسلام الرد على الافتراءات والشبهات
 بحث متقدم ...   البحث عن

الصفحة الرئيسية

ميثاق الموقع

أخبار الموقع

قضايا الساعة

اسأل خبيراً

خريطة الموقع

من نحن

ادعاء أن التمسك بالعقيدة الإسلامية رجعية(*)

مضمون الشبهة:

يزعم بعض المغالطين أن التمسك بالعقيدة الإسلامية رجعية، وأن الوقوف على ذلك نوع من الجمود والتخلف الحضاري، وأنه تعصب للموروثات القديمة، ويستدلون على ذلك بحال المسلمين الآن وواقعهم الأليم.

وجوه إبطال الشبهة:

1)  العقيدة هي الجانب الغيبي الذي يطلب الإيمان به إيمانا لا يرقى إليه الشك، ولها آثار واضحة في حياة المسلمين.

2) العقيدة الإسلامية عقيدة ثابتة واقعية، إيجابية تتمشى مع واقع الإنسان ومتطلبات وجوده، قال تعالى: )لا يكلف الله نفسا إلا وسعها( (البقرة: 286).

3)  تمتاز العقيدة الإسلامية بالشمول والتوازن والوسطية، مما يجعلها تقضي على التعصب وتبطل دوافعه.

التفصيل:

أولا. معنى العقيدة وأثرها في حياة المسلمين:

أصل العقيدة في اللغة: من عقد الحبل، والبيع؛ أي: شده، والعقد: هو العهد، قال تعالى: )يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود( (المائدة: 1).

ومعناها: الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده، وتعريفها في الاصطـلاح بأنهــا: "الجانـب النظـري الـذي يطلـب الإيمـان بـه - أولا قبل كل شىء - إيمانا لا يرقى إليه شك، ولا تؤثر فيه شبهة، ومن طبيعتها تضافر النصوص الواضحة على تقريرها، وإجماع المسلمين عليها من يوم أن ابتدأت الدعوة".

ومصدر العقيدة: هو النص الديني الصحيح، المدعوم بالموافقة العقلية، والانسجام مع الفكرة الإنسانية، فضلا عن الإجماع الإسلامي العام، منذ الجيل الأول وإلى يومنا هذا على الأصول والكليات الكبرى المتفق عليها، فيما يتعلق بتلك العقيدة[1].

وللعقيدة الإسلامية آثار واضحة في حياة المسلمين إذا كانت ماثلة في أذهانهم، حاضرة في نفوسهم، حية في قلوبهم. ومن آثارها أنها:

·       تحرر الإنسان من عبودية غير الله: وهذا يستوجب من الإنسان المسلم التحرر من كل ولاء لغير الله، والتمرد على كل قانون غير شرع الله، وهذا توجيه الخالق - عز وجل - ينبض بكل هذه المعانى؛ حيث قال تعالى: )ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون (88)( (القصص) [2].

وقد وصف القرآن الكريم محمدا - صلى الله عليه وسلم - وهو حامل لأوسع الرسالات وأعمها بالعبودية لله في مقام الرفعة، فقال تعالى: )سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى( (الإسراء: 1).

·       تحرر العقل من الأوهام والخرافات وتحفزه على التفكير الصحيح: لقد اتجهت العقيدة إلى العقل، وعملت على تحريره من التقليد الأعمى، والخضوع للأفكار والعقائد والعادات الموروثة، وأقام الإسلام عقيدته على اليقين، قال تعالى: )وإن الظن لا يغني من الحق شيئا (28)( (النجم).

كما اتجهت إلى تحرير العقل من الأساطير[3] والخرافات والأوهام والجهل والسلبية، قال تعالى: )قل انظروا ماذا في السماوات والأرض( (يونس: 101).

·       الشعور بالعزة والكرامة والحرية: يستمد المسلم هذا الشعور من عزة الله تعالى؛ حيث قال: )ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين( (المنافقون: 8). والعقيدة الإسلامية تطمئن الإنسان المسلم على رزقه وأجله، وقد تجلت هذه الطمأنينة في مواقف كثيرة كموقف ابن تيمية؛ حيث قال ابن تيمية لمن زج به من الحكام في السجن: "ماذا تصنعون بى؟ إن قتلي شهادة، وإن سجني خلوة، وإن نفيي سياحة".

وخبيب بن عدي حين قال:

ولست أبالي حين أقتل مسلما

على أي جنب كان في الله مصرعي

والعقيدة هي التي تحرر الإنسان في روحه وعقله، وتعطيه المجال الأرحب ليفكر ويبدع.

·       تغرس في نفس الإنسان المسلم الاستقامة: تظهر آثار العقيدة الإسلامية الصحيحة عندما يلتزم المسلم بها؛ لأنه يستشعر تلك الصلة الدائمة مع خالقه، فيستحي أن ينحرف، ويحاول تطهير نفسه وشعوره وجوارحه من الآثام، فتصبح نفسه عند الالتزام بالعقيدة حساسة تحس بلسع المنكر والإثم حينما تستمع إلى قوله تعالى: )ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد (16)( (ق).

·   تغرس في الإنسان روح التضحية والبذل والعطاء: تجعل العقيدة الإسلامية الإنسان يستخلص أعز ما يملك من النفس أو المال أو الولد في سبيل الله، ولعلنا نتذكر كلمة خالد بن الوليد لملك الروم: «أتيتكم بقوم يحبون الموت حبكم الحياة»[4]! وهي العقيدة الإسلامية التي أخرجت حنظلة في ليلة عرسه إلى صفوف المجاهدين يوم أحد ليرتفع شهيدا في سبيل الله.

والعقيدة الإسلامية هي التي جعلت امرأة من بني ذبيان تقول عندما أخبرت باستشهاد زوجها وأخيها وأبيها: «ماذا صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: هو بخير، فقالت: أرونيه حتى أنظر إليه، فأشاروا لها إليه، حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك يا رسول الله جلل»[5] [6].

·   تكسب الإنسان روح الانضباط والمسئولية: تؤدي العقيدة الإسلامية بالإنسان إلى أن يضبط سلوكه وفق أوامر الله وتوجيهاته، فتجعله سيدا لنفسه، لا عبدا لشهواته قال تعالى: )ونفس وما سواها (7) فألهمها فجورها وتقواها (8) قد أفلح من زكاها (9) وقد خاب من دساها (10)( (الشمس).

كما تجعله يحس بالمسئولية؛ لأنه مستخلف وصاحب رسالة عليه أن يقوم بواجبها، قال تعالى: )وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة( (البقرة:30)، فما على الإنسان المسلم عند الإحساس بذلك إلا أن يضبط سلوكه، ويستشعر المسئولية حتى يؤدي رسالته، رسالة الخلافة في الأرض (رسالة الإسلام).

·       تبعث السعادة والطمأنية، والأمن في نفس الإنسان المسلم: في ظلال عقيدة الإسلام، يتذوق الإنسان طعم السعادة، التي يتمناها كل الناس، ويسعون إليها بكل جهد، وباتباع شتى الأساليب، وفي ظلها يبتعد عن الندم على ما فات، والقلق على ما هو آت، ولتحقيق هذه السعادة عليه الإقبال على كتاب الله، والعمل بما فيه من أوامر ونواه، كل ذلك ليضمن السعادة في الدارين: الدنيا والآخرة، قال تعالى: )من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون (97)( (النحل).

والعقيدة الإسلامية تجعل الإنسان المسلم يعلم كل العلم أن المآب إلى الله - عز وجل - وأن ليس للإنسان إلا عمله، قال تعالى: )وأن ليس للإنسان إلا ما سعى (39) وأن سعيه سوف يرى (40) ثم يجـزاه الجـزاء الأوفـى (41) وأن إلى ربــك المنتهــى (42)( (النجم) [7].

ثانيا. العقيدة الإسلامية عقيدة ثابتة مستقرة:

إن هذه العقيدة هي التصور الرباني الكلي الثابت الذي تدور الحياة حوله، وهذا التصور مع ثباته في قيمه وأصوله، لا يعني تجميد حركة الفكر والحياة، وإنما يسمح بالحركة، بل يدفع إليها دفعا، لكنها الحركة داخل نظام مستقر وأطر ثابتة.

فلم يمنع الإسلام من الاستفادة بالخبرات العقلية، والعلمية، والفكرية في نصرة العقائد الدينية، وتقديمها بالصورة اللائقة والمناسبة لكل عصر، لمخاطبة الإنسان في كل عصر بما يناسب عقله وإدراكه.

 وعقيدة الإسلام عقيدة واقعية تتعامل مع المسلم وقدراته المحدودة، فلم تكلفه شططا، ولم تعنته، ولم تأمره أن يعتقد محالا، أو أن يؤمن بما لا يتوافق مع العقل، بل إن العقائد الإسلامية كلها جاءت لتعبر عن احتياجات النفس الإنسانية الواقعية للإيمان، فالإنسان يحتاج إلى الإيمان بالله وبوحدانيته؛ حيث نجد أن عقيدة التوحيد تتوافق مع نزوع النفس الإنسانية نحو الوحدة لما فيها من معاني السلام الداخلي، والأمان النفسي، والإنسان بحاجة إلى الإيمان باليوم الآخر؛ حيث تتحقق معاني العدالة التي قد يجدها ضائعة مهدرة حياته الدنيا.

والعقيدة الإسلامية عقيدة إيجابية؛ ذلك أنها تربط بين قلوب معتنقيها برباط الإيمان والمحبة والتراحم، وهو رباط لا يعدله أي رباط آخر من جنس أولغة أو قومية أو مصلحة مشتركة، فهذه العلاقات تظل سطحية لا تقوى أمام المحن والهزات الاجتماعية والاقتصادية، أما معاني الأخوة في العقيدة والوحدة الإيمانية فتحول الكثرة إلى وحدة، والأثرة إلى إيثار، والفرقة إلى اجتماع، فوجودها سبب في علو المجتمعات والأمم، فهي ليست خيالية يصعب تطبيقها، ولا تطلب من الإنسان فوق طاقته، قال تعالى: )لا يكلف الله نفسا إلا وسعها( (البقرة: 286).

ثالثا. تمتاز العقيدة الإسلامية بنظرتها الشمولية والمتوازنة للكون والحياة والإنسان:

فقد عرفت الإنسان تعريفا كاملا؛ أصله ونشأته وأطواره، وحياته وموته، وحياته بعد الموت، وما يرافق ذلك حتى يقر به القرار، إما إلى الجنة وإما إلى النار، وكذلك تطرقت للكون أصله وظواهره والغاية منه، وامتاز هذا التطرق بتوازن في التعريف للحياة بشقيها الدنيوي والأخروي، فبينت حقيقة كل منهما، قال تعالى: )وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك( (القصص: 77).

الإسلام بعد ذلك عقيدة وسطية تحل بوسطيتها لغز المنادين أن لا إله والحياة مادة، ولغز المنادين بأكثر من إله لهذا الكون، فهي - كما يقرر د. محمد داود في مقال ضمنه كتاب الإسلام، وصحوة العقل - لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، فلا آلهة متعددة ولا إله معدوم، بل هي تنادي برب واحد، وهذا هو أساس التوحيد، قال تعالى: )قل هو الله أحد (1) الله الصمد (2) لم يلد ولم يولد (3) ولم يكن له كفوا أحد (4)( (الإخلاص)[8].

وقد أبطل الإسلام كل دوافع التعصب وقضى عليها، ودعا إلى التسامح والتعاطف والتراحم والرفق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما كان الرفق في شىء إلا زانه، ولا نزع من شىء إلا شانه»[9]. وقد حارب الإسلام كل دوافع التعصب، ومنها الجهل، والاستسلام للعادات الضالة والتقاليد الفاسدة، والظلم والقهر وغياب العدالة، وسوء الفهم وقلة الوعي بالآخر، وكل ما يوقع الإنسان في التعصب.

الخلاصة:

·       العقيدة الإسلامية هي التصور الإسلامي عن الكون والحياة والإنسان الذي يدين به المسلمون، وإنها بما تشتمل عليه من معان سامية لجديرة بأن تحرر الوعي الإنساني من سطوة الأوهام والأساطير، وترده إلى فكرة سهلة بسيطة لا لبس فيها ولا تعقيد.

·       ومن سمات هذه العقيدة أنها عقيدة واقعية؛ فهي - لذلك - تعالج مشكلات الإنسان علاجا قريبا يلائم قدرته ومشاعره، ولا يكلفه ما لايطيق اعتقاده من الحالات والأحكام الممتنعة التي لا يسيغها عقله، وهي في جملة ذلك بمنأى عن التفريغات الذهنية وطرائق الجدل في عرض العقيدة.

·       وهذه العقيدة - بعد ما تقدم - تنظر إلى الكون والحياة والإنسان نظرة شاملة متوازنة، وهو ما أضفى عليها طابع الوسطية التي تنبذ التعصب وتقتلع جذوره البعيدة.

 



(*) دراسات في العقيدة الإسلامية، د. محمد أحمد الخطيب، د. محمد عوض الهزايمة، دار عمار، عمان، ط5، 1418هـ/ 1997م. القرآن وصحوة العقل، د. محمد محمد داود، دار المنار، القاهرة، 2004م. أصول العقيدة الإسلامية: دراسات وبحوث، د. محمد سلامة أبو خليفة، دار الهاني، القاهرة، 1426هـ/ 2005م.

[1]. دراسات في العقيدة الإسلامية، د. محمد أحمد الخطيب، د. محمد عوض الهزايمة، دار عمار، عمان، ط5، 1418هـ/ 1997م، ص9 وما بعدها.

[2]. دراسات في العقيدة الإسلامية، د. محمد أحمد الخطيب، د. محمد عوض الهزايمة، دار عمار، عمان، ط5، 1418هـ/ 1997م، ص12.

[3]. الأساطير: جمع أسطورة، وهي الخرافة أو الحديث الملفق الذي لا أصل له.

[4]. أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ( 6/ 548)، كتاب التاريخ (33729).

[5]. الجلل: الأمر الهين.

[6]. أخرجه البيهقي في دلائل النبوة، باب ما جرى بعد انقضاء العرب وذهاب المشركين في أمر القتلى (1193).

[7]. دراسات في العقيدة الإسلامية، د. محمد أحمد الخطيب، د. محمد عوض الهزايمة، دار عمار، عمان، ط5، 1418هـ/ 1997م، ص15.

[8]. دراسات في العقيدة الإسلامية، د. محمد أحمد الخطيب، د. محمد عوض الهزايمة، دار عمار، عمان، ط5، 1418هـ/ 1997م، ص16: 23 بتصرف. وانظر: القرآن وصحوة العقل، د. محمد محمد داود، دار المنار، القاهرة، 2004م.

[9]. أخرجـه مسلـم في صحيحـه، كتـاب البـر والصلـة والآداب، بـاب فضــل الرفــق (6767).

wives that cheat link read here
online redirect read here
generic viagra softabs po box delivery viagra 50 mg buy viagra generic
where to order viagra online how long for viagra to work viagra sipari verme
why do wife cheat on husband dating for married men reasons why married men cheat
why wife cheat cheat on my wife why women cheat in relationships
My girlfriend cheated on me my wife cheated on me with my father signs of unfaithful husband
مواضيع ذات ارتباط

أضف تعليقا
عنوان التعليق 
نص التعليق 
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء كاتبيها فقط ولا تعبر عن الموقع
 
 
 
  
المتواجدون الآن
  6816
إجمالي عدد الزوار
  36577362

الرئيسية

من نحن

ميثاق موقع البيان

خريطة موقع البيان

اقتراحات وشكاوي


أخى المسلم: يمكنك الأستفادة بمحتويات موقع بيان الإسلام لأغراض غير تجارية بشرط الإشارة لرابط الموقع