مرحبًا بكم فى موقع بيان الإسلام الرد على الافتراءات والشبهات
 بحث متقدم ...   البحث عن

الصفحة الرئيسية

ميثاق الموقع

أخبار الموقع

قضايا الساعة

اسأل خبيراً

خريطة الموقع

من نحن

توهم عدم مطابقة الحال لصاحبها في العدد في القرآن الكريم (*)

مضمون الشبهة:

يتوهم بعض المشككين أن القرآن الكريم خالف قواعد اللغة في قوله عز وجل: )ثم نخرجكم طفلا( (الحج: ٥) **؛ حيث وردت لفظة "طفلا" حالا بصيغة المفرد "طفلا"، لا بصيغة الجمع "أطفالا" المناسبة لضمير الجمع العائد على المخاطبين في "نخرجكم".

وجها إبطال الشبهة:

إن الأصل في قواعد النحو أن الحال المفردة يجب أن تطابق صاحبها في نوعه: التذكير والتأنيث، وعدده: الإفراد والتثنية والجمع، وهذا ما نلحظه في لغة القرآن الكريم، أما ما يزعمه بعضهم من أن الحال لم تطابق صاحبها في العدد في قوله عز وجل: )ثم نخرجكم طفلا( (الحج: ٥) فزعم باطل، ويمكن الرد على هذا الزعم بما يلي:

1)    للعلماء في كلمة "طفلا" ثلاثة آراء:

·     أنها تدل على الجنس؛ أي: "كل طفل".

·     أنها مصدر، والمصادر لا تجمع.

·     أنها جاءت بمعنى: "نخرج كل واحد منكم طفلا".

2)  في اللغة مفرادات كثيرة تستخدم بهيئتها في المفرد والجمع على سواء. وكلمة "طفل" منها؛ كما تقرر ذلك المعاجم العربية.

التفصيل:

أولا. لعلماء اللغة في توجيه كلمة "طفلا" في هذه الآية آراء؛ وهي:

1. إن كلمة "طفلا" ليست مفردة، بل إنها تدل على الجنس، أي: "كل طفل"، وقوله "طفلا" حال من ضمير "نخرجكم"، أي: حال كونكم أطفالا، وإنما أفرد "طفلا"؛ لأن المقصود به الجنس؛ وهو بمنزلة الجمع[1].

ومما يؤكد ذلك ما جاء في تفسير القرطبي في قوله عز وجل: )ثم نخرجكم طفلا(. أي: "أطفالا"، فهو اسم جنس[2]؛ واسم الجنس يدل على ما يدل عليه الجمع؛ وعليه فليس ثمة مخالفة بين الحال وصاحبها كما يتوهم هؤلاء.

2. إن كلمة "طفل" - كما قال المبرد - اسم يستعمل مصدرا؛ كالرضا والعدل، فيقع على الواحد والجمع؛ كقوله تعالى: )أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء( (النور: 3١).

3. إن لفظة "طفلا" جاءت بمعنى الجمع؛ أي: نخرج كل واحد منكم طفلا، وذلك في فقوله عز وجل: )ثم نخرجكم طفلا(، وقد نقل هذا عن الزجاج[3].

ومعلوم أنه إذا قال القائل: "جاءني القوم مثنى" - وهم مائة ألف - كان المعنى أنهم جاءوه اثنين اثنين، وهكذا "جاءني القوم ثلاث ورباع"، والخطاب للجميع بمنزلة الخطاب لكل فرد فرد؛ كما في قوله تعالى: )فاقتلوا المشركين( (التوبة: ٥) [4]، وكما في قوله عز وجل: )ثم نخرجكم طفلا(؛ أي: نخرج كل طفل على حدة، ومما سبق ذكره يتبين أن الكلام مستقيم، ولا خطأ فيه.

ثانيا. في اللغة مفرادات كثيرة تستخدم بهيئتها في المفرد والجمع على سواء، وكلمة "طفل" من هذه المفردات؛ فقد جاء في المعاجم أن كلمة "طفل" تستخدم للمفرد والمثنى والجمع[5].

ويعلق الشيخ الشعراوي على الآية فيقول: "فقال: "نخرجكم" بصيغة الجمع، ولم يقل: "أطفالا"، إنما "طفلا" بصيغة المفرد، لماذا؟ قالوا: في اللغة ألفاظ يستوي فيها المفرد والجمع، فـ "طفل" هنا بمعنى: "أطفال"، وقد وردت "أطفال" في موضع آخر في قوله عز وجل: )وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم (59)( (النور).

وكما تقول: هذا رجل عدل، ورجال عدل، وفي قصة سيدنا إبراهيم - عليه السلام - وهو يتحدث عن الأصنام فيقول: )فإنهم عدو لي( (الشعراء: ٧٧)، ولم يقل: "أعداء"، وحينما تحدث عن ضيفه قال: )هؤلاء ضيفي( (الحجر: ٦٨)، ولم يقل "هؤلاء ضيوفي"؛ إذن: المفرد هنا يؤدي معنى الجمع"[6].

وليس بعد هذا البيان لمدع أن يدعي أن القرآن قد أخطأ، ويتبين أنه لا وجه لما تعلق به أصحاب هذه الشبهة، وأن الكلام مستقيم لا عوج فيه.

الأسرار البلاغية في الآية الكريمة:

·   قوله تعالى: )يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث( (الحج: ٥)، فالظرفية التي أفادتها "في" مجازية، شبهت ملابسة الريب إياهم بإحاطة الظرف بالمظروف.

·       كررت "من" أربع مرات للتوكيد.

·   قدم ذكر "المخلقة" على ذكر "غير المخلقة" على خلاف الترتيب في الوجود؛ لأن المخلقة أدخل في الاستدلال، وذكر بعده غير المخلقة؛ لأنه إكمال للدليل، وتنبيه على أن تخليقها نشأ عن عدم، فكلا الحالين دليل على القدرة على الإنشاء، وهو المقصود من الكلام.

·   حذف مفعول "لنبين"؛ لتذهب النفس في تقديره كل مذهب، مما يرجع إلى بيان ما في التصرفات من القدرة والحكمة.

·   جملة "ونقر" عطف على جملة "فإنا خلقناكم من تراب"، فعدل عن الفعل الماضي إلى الفعل المضارع؛ للدلالة على استحضار تلك الحالة لما فيها من مشابهة استقرار الأجساد في الأجداث، ثم إخراجها بالبعث كما يخرج الطفل من قرارة الرحم، مع تفاوت القرار[7].

·   ومن مجاز ما جاء لفظه لفظ الواحد الذي له جمع منه، ووقع معنى هذا الواحد على الجميع قوله: )نخرجكم طفلا( في موضع "أطفالا"[8]، وفيها التفات أيضا بالعدول بالمفرد عن الجمع.

·       وعطف جملة: )ثم نخرجكم طفلا( بحرف "ثم"، للدلالة على التراخي الترتيبي، فإن إخراج الجنين هو المقصود.

·   جيء بقوله: )ومنكم من يتوفى( على وجه الاعتراض، استقراء لأحوال الأطوار الدالة على عظيم القدرة والحكمة الإلهية، مع التنبيه على تخلل الوجود والعدم أطوار الإنسان بدءا ونهاية، كما يقتضيه مقام الاستدلال على البعث. والمعنى: ومنكم من يتوفى قبل بلوغ بعض الأطوار، وأما أصل الوفاة فهي لاحقة لكل إنسان لا لبعضهم، وقد صرح بهذا في سورة غافر )ومنكم من يتوفى من قبل( (غافر: ٦٧).

·   وقوله: )ومنكم من يرد إلى أرذل العمر( هو عديل قوله: )ومنكم من يتوفى( فسكت عن ذكر الموت بعد "أرذل العمر"؛ لأنه معلوم بطريقة لحن الخطاب.

·       في قوله: )من بعد علم( "من" الداخلة على "بعد" هنا موضوعة للتأكيد.

·   قوله: )من بعد علم شيئا( واقع في سياق النفي يعم كل معلوم؛ أي: لا يستفيد معلوما جديدا، ولذلك مراتب في ضعف العقل بحسب توغله في أرذل العمر، تصل إلى مرتبة انعدام قبوله لعلم جديد، وقبلها مراتب من الضعف متفاوتة كمرتبة نسيان الأشياء، ومرتبة الاختلاط بين المعلومات، وغير ذلك[9].

 


(*) .www.arabicradio.org

[1]. التحرير والتنوير، محمد الطاهر ابن عاشور، دار سحنون، تونس، د. ت، ج8، ص200. لسان العرب، ابن منظور، دار الفكر، بيروت، 1994م، مادة: طفل.

[2]. الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1405هـ/ 1985م، ج12، ص11، 12.

[3]. لسان العرب، ابن منظور، دار الفكر، بيروت، 1994م، مادة: طفل.

[4]. محاسن التأويل، جمال الدين القاسمي، دار الحديث، القاهرة، ط1، 2003م، ج3، ص21.

[5]. انظر: لسان العرب، ابن منظور، دار الفكر، بيروت، 1994م، مادة: طفل.

[6]. تفسير الشعراوي، محمد متولي الشعراوي، أخبار اليوم، القاهرة، ط1، 1991م، ج16، ص9708.

[7]. التحرير والتنوير، محمد الطاهر ابن عاشور، دار سحنون، تونس، د. ت، مج8، ج17، ص196: 198.

[8]. الإعجاز الصرفي في القرآن الكريم، د. عبد الحميد أحمد يوسف هنداوي، المكتبة العصرية، بيروت، ط1، 1422هـ/ 2001م، ص153.

[9]. التحرير والتنوير، محمد الطاهر ابن عاشور، دار سحنون، تونس، د. ت، مج8، ج17، ص202.

redirect redirect unfaithful wives
open online black women white men
signs of a cheater why married men cheat on their wives website
viagra vison loss buy viagra online read
why do wife cheat on husband dating for married men reasons why married men cheat
why wife cheat cheat on my wife why women cheat in relationships
website why are women unfaithful redirect
dating a married woman cheat on my wife i cheated on my husband
read all wife cheat click here
مواضيع ذات ارتباط

أضف تعليقا
عنوان التعليق
نص التعليق
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء كاتبيها فقط ولا تعبر عن الموقع
 
 
 
  
المتواجدون الآن
  5398
إجمالي عدد الزوار
  36647461

الرئيسية

من نحن

ميثاق موقع البيان

خريطة موقع البيان

اقتراحات وشكاوي


أخى المسلم: يمكنك الأستفادة بمحتويات موقع بيان الإسلام لأغراض غير تجارية بشرط الإشارة لرابط الموقع